رشفة من كأس الحياة. (مكتملة)

part ::4::

جلس علي مقعده وارخي رأسة علي الطاولة امامة واحاطها بيديه وهو يغمض عيناه متذكرا ماحدث في الاسبوع الماضي بينه وبين رايان الذي اقتحم حياته فجأة وجعلها ذو معني ، فقد أصبح يأكلان سويا ويجلسان اغلب اوقاتهما معا ان كانت بالمدرسة او بالقصر ، وايضا يذاكران معا ، هو اصبح يحب الجلوس معه واصبح يثق به وايضا صار يضحك ويبتسم مثل قبل معه ، ولا يمانع حقا ان يبقيان معا طوال الوقت ولكن اليوم حقا يشعر بالتوتر فرايان طلب منه الذهاب معه ورؤية والديه ويتعرف عليهما وهو حقا خائف ومتوتر رغم ان الموضوع ليس بهذه الصعوبة ولكن رؤية ان الاخريين لديهم " أم " تشعره بالحزن وافكارة السوداء تحيطة دائما بهذا الموقف وهو حقا لا يريد لاحد ان يعرف مايشعر به ..

فتح عيناه علي صوت رفيقة الذي يناديه ليعتدل بملل وينظر له هاتفا : ماذا ؟

تنهد رايان لينظر للامام قائلا بسخرية : الحصة بدأت يارفيقي وانت هنا تطفو بعالمك الخاص .

ضربة آلفين علي رأسة بخفة بينما يتذمر بهمس : أيها الابله لا تسخر دائما مني حتي لا تقع بشر اعمالك .

اجابة رايان بلامبالاه بينما يعود للنظر للمعلم الذي يشرح دون انتباه لهما : لايهم والآن انظر واستمع للاستاذ حتي لا نخرج بسبب عدم انتباهنا .

نظر له آلفين بسخرية وكأنه يقول " أأنت من تقول هذا راي ؟! "
فهم رايان نظرته ليعبس ويتجاهلة والاخر فعل مثله ليستطيعان الانتباه لشرح المعلم .

انتهي اليوم الدراسي ليخرج الجميع بينما وقف آلفين امام رايان الذي مايزال يجمع اغراضة ويضعها بحقيبتة ليقول بتذمر : راي أأنت جاد ؟ كل تلك الاغراض لما تخرجها ان كنت تري مشكله بوضعها ؟

ضحك رايان بمرح بينما يربت علي كتفة قائلا : لا تتذمر هكذا فاليوم سنمشي سويا للمنزل دون ايصالنا بالسيارة !! ولكن اخبرني اولا .. أين آلفين الفتي اللامبالي هاه ؟

عبس آلفين ليجيب : انت سبب هذا يااحمق والان لن انتظرك حقا سأذهب لاتركك تجمع اغراضك تلك راي الغبي .

تحدث رايان بسرعة : انتظر آلفين لقد انتهيت كنت امزح .. آلفييين .. انتظرر !!

الاخر تجاهلة ليخرج ويمشي بمفرده ليلحق به رايان بينما يحاول الوصول إليه من بين تجمع الاولاد الذي يخرجون راحلون لمنازلهم ليقتحم صفوفهم متجاوزا الجميع حتي يستطيع اللحاق بآلفين المنزعج وهو يضحك عليه ويناديه باستماته ولكن الاخر تجاهلة وهو يخفي ابتسامته تلك حتي لا يعلم رفيقة انه يكذب بتمثيلة انه منزعج ووقف بمكان بعيدا نسبيا عن الجميع علي الرصيف منتظرا لرايان ليخرج من بين الجميع .

ابتسم رايان حين علم انه يكذب ليهدئ من سرعته ليغيظ الاخر ولكنه ضيق عيناه باستغراب حين التقت عيناه بتلك السيارة السوداء التي تسير بسرعة بجانب الرصيف الذي يقف عليه آلفين وثواني حتي اتسعت عيناه حين فهم ماسيحدث فزاد من سرعته وهو يصرخ بخوف بألفين : أبتعد آلفييين .. اركض ياآلفييين .. اررركض ..