رشفة من كأس الحياة. (مكتملة)

part ::35::

التضحية ..

الجميع يضحي .. هناك من يضحي من اجل طمعه .. وهناك التضحية الصافية .. هي تلك التضحية التي نقدمها للاشخاص الذين نحبهم .. نقدمها لكي يحيون حياه دون أذي ..

لما نفعل ذلك ؟ .. ببساطه لاننا لا نتحمل ان يفارقونا لهذا نحن نقدم علي مفارقتهم أولا ولا نفكر اننا قد نؤذيهم بفعلتنا ..

اسف يا أبي .. أسف يا أمي ..أعلم انكم ستحزنون لأجلي ولكني يجب ان أفعل ذلك .. لقد كنت سبب كل ما يحدث للجميع .. لا اريد لاحد ان يتأذي بسببي وايضا .. أنا قد تعبت من كل شئ يحدث .. لذا سأقدم علي تلك الخطوة ولن يوقفني احد .. احبكم .

#ابنكم آلفين .

كلمات بسيطة اخترقت قلوبهم كالسيف .. تطعن بها وتؤنبهم علي فعلتهم .. لقد تركوه نائماً .. فقط عشر دقائق وحين عادوا لم يجدوه بغرفة رايان ووجدوا تلك الرسالة الاخيرة ربما من صغيرهم الذي قرر شئ جنوني والذي خدعهم بنومه ليقرر الهرب ولكن الي أين ؟ .. أين سيذهب ؟ وماذا سيفعل بنفسة ؟

اسألة كثيرة مرت بعقولهم تترك وراءها خوفا مما سيحدث ؟ .. ألا يكفي براون ؟ الآن يأتي آلفين ليزيد همّهم هماً !

انهارت مايا باكيه لتقترب منها إليزا تحتضنها محاولة ان تخفف عنها ولكن لا .. لا شئ يخفف هذا الالم .. ألم الفقدان ..

نهضت بدموعها تبعد الجميع عنها وتتجه إليه .. يقف ساكنا لا يتحرك من الصدمة وبيده الورقة التي كتبت بخط صغيرهما الذي قرر ان يضحي هو بحياته من اجلهم أولَم يفكر انه بفعلته تلك لن يرتاح بل سيزيد الامر سوءا ؟!!..

وقفت امامه تنظر لعيناه الهادئة والتي داخلها مشاعر شتي .. ضياع .. خوف .. حزن .. ندم .. مشاعر كثيرة تخفيها تلك العينان الهادئتان التي نظرت لعينيها البنيه التي تنهمر مياهها لتتمسك بقميصة تبكي .. تبكي فقط .. تحاول ان تجعلة يفهم ما تريده .. صديق طفولتها .. حبيبها الذي رفع يده تمسك بيدها .. تحاوطهما تضغط عليهما بخفة ليخرج صوته الحاد وقد عادت تلك النظرة الحاده والمظلمة لعيناه : لن اسمح بذلك .

وهي تركته .. ابتعدت تنظر له .. تخبرة انها واثقة به .. انها ستنتظر ان ينهي هذا الامر ويعود بصغارها سالمين .. صمتها كان عنوانا له اخبرة بكل هذا ليتركها بين يدي إليزا يركض خارجا مع هاري ولكن انتبه الجميع لشئ مفقود .. بل شخصاً .. رايان أين هو ؟

الآن بدأت حرب الاباء لابنائهما ..

****

خطوات هادئة مرتجفه كانت تتسلل بين تلك الابنيه القديمة .. والرائحة الكريهه المنتشرة بالازقة جعلته يريد ان يخرج ما بجوفه .. غطي فمة بكفه مانعاً تلك الشهقة المرتعبة من الخروج بسبب خروج أحد رجال المافيا بالمكان ليختبئ بسرعة منه .. لقد قرر وسينهي الامر .حتي لو انتهي امرة مع ما سيفعلة .. سيشعل النيران بالمكان وليحاصرهم تماما .. اجل هذا ما قرره .. هم من سكبوا البنزين علي الارض لذا سيكمل عملهم وسيشعل الفتيل الذي سيحرقهم جميعا حتي لو مات معهم .. لقد سئم من تلك الحياه كلها لذا لم يعد يهم شئ عنده .