Part ::28::

2.2K 204 146
                                    







الشهقة التي شهقتها والاسم المتقطع التي خرج منها بلهفة كان كفيل بتوقف قلوبهم صدمة بما حدث وشعورهم بالامل يتجدد مره اخري بقلوبهم .. الابتسامة التي رسمت علي ثغر آلفين بغير تصديق والسعاده التي شعر بها الجميع واللهفة التي بعين آلبرت كانت تدل علي ان ذلك الجسد والروح الذان كانا يسكنان هذا السرير الطبي لثمان سنوات .. قد اجتمعا مجددا لتفتح النائمة عيناها لتقع بعينان اكثر شخص احبته وعشقته بحياتها العينان التي تعكس صفاء الماء والتي تتحد مع السماء والتي كان بها لهفة كبيرة للتأكد انها عادت له .. والبسمه المتعبة التي ظهرت علي شفتيها أكدت له ذلك .. اجل لقد عادت .. من اجله .. عادت من كانت الحياه بالنسبة له .. دمعه سعيده استبدلت بالحزينه لتسقط علي خدها الوردي تحت عينيها .. الاندفاع لاحتضانها امام الجميع والصرخة السعيده التي خرجت من بين شفتيه باسمها جعلتها تبتسم بخفه وبقدر ما استطاعت رفعت ذراعيها النحيلين لتلفهما علي ظهره تتمسك بقميصة ذو اللون البني بلهفة واشتياق تحت نظر الجميع الذين يراقبوهما بسعاده وصدمة غير مصدقين ماحدث .

.
.

:_ كيف هي دكتور ؟

سأل آلبرت الطبيب الذي خرج من غرفة مايا بلهفة بعد ان اخرجهم ليطمئنوا علي مايا التي عادت للحياه بمعجزة ليبقوا هم بالخارج ينتظرون ان ينتهي الطبيب ليدخلوا لها .

رد الطبيب بابتسامة : لا تقلقوا هي بخير لقد كانت معجزة ان تستيقظ ولكن ...

وضع الطبيب ذو الخمسين عاما يده علي كتف آلبرت مردفا بفخر : يبدوا ان حبكما كان اقوي من الموت نفسة .. حافظ علي احبتك بني حتي لا تندم فيما بعد علي خسارتهم ..

ابتسم آلبرت بهدوء بينما اكمل الطبيب قائلا : يمكنك الدخول بني لرؤيتها انها بخير الآن وتنتظركم ولكن ستبقي ليومين اخرين بالمشفي لنطمئن عليها للتأكد من انها تستطيع السير فثمان سنوات ليست بقليلة .

اومأ آلبرت بينما تركة الطبيب وذهب ليدخل بسرعة للغرفة لتقابلة هي .. تجلس بسريرها مستنده بظهرها علي قائم السرير خلفها .. تنظر له بابتسامة سعيده غير مصدقة انه امامها الآن ..

اقترب منها ببطء ليجلس امامها ينظر لوجهها متمعنا به بغير تصديق أهي عادت إليه ؟ .. امسك بيديها يحاوطهما بين كفيه الدافئان لتسقط دمعه من عينيها الصافيتان وتميل بجسدها نحوه بشوق فتلقاها بين يديه معتذرا منها بشده بصوته الدافئ التي افتقدته لثمان سنوات والآن تسمعه مجددا منه ..

:_ اعتذر ايضا لاني تركتك كل هذه المدة عزيزي آلبرت ..

خرجت كلماتها بخفوت بصوتها الرقيق الذي يعشقة ليبتسم بينما اكملت بمزاح : لقد كبرت ايضا واصبحت عجوزا .

لم يتحمل اكثر لتخرج ضحكاته السعيده بينما يشد علي جسدها اكثر هاتفا بهيام : احبك مايا .. اشتقت لك حبيبتي ولمزاحك ايضا .

رشفة من كأس الحياة. (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن