الفصل الرابع

35.3K 751 11
                                    

الفصل الرابع
#صماءلاتعرف_الغزل
#زهرةاللافندر_ويسا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹
نظر لهم ذاهلاً مما اكتشفه ووصل اليه ومسح بيده علي شعره بسبب صدمته
انها لم تتجاهله . بل لم تستطع الرد عليه ..،
سمع محمد يقول:
"حاجات ايه اللي مش مظبوطة في العقود . وانتي عرفتي ازاي ؟؟. "
........

في قاعه الاجتماعات جلس يوسف علي مقدمة الطاولة وعلي يمينه شادي ثم سوزان وهي ترتب بعض الاوراق وعلي الجانب الاخر محمد وبجواره غزل التي تتعلق بيده بخوف وتوتر وهو يربت علي يديها كل ثانية ليهدئها ...
ما قالته غزل أو ما أبلغتهم به صدمهم كثيرًا.... الصدمة الاولي انها قرأت العقود بالنسختين وقارنت بينهما لتكتشف ان النسخة الفرنسية غير مطابقة للعربية وأشارت لهم لاكثر من بند في العقد الفرنسي تم التلاعب فيه ليكون في صالحهم والعكس صحيح نفس البنود بالعربية تكون ظاهريا لصالح شركة الشافعي ...الصدمة الثانية  عندما أبلغهم انها تتقن الإنجليزية والفرنسية والتركية ببراعة لقد علمتها الخاله صفا حيث كانت تعمل ببلدها معلمة الفرنسيه قبل الهروب من وطنهم ...فسرح فيما حدث منذ نص ساعة وهي تجلس أمامها ورق ابيض قام بجلبه لها لتشرح فيه لمحمد تجاوزات الشركة الفرنسية.   كان هيأتهم وهم ملتفين حولها كالتي تضع خطة للموساد والكل من حولها يتلقي الأوامر "..غريبه هذه الغزل!!! ."..

فاق علي دخول الوفد الفرنسي فرحب بهم وكان مع هذا الوفد مترجم خاص بهم ليترجم للغه الفرنسية ما يحدث فرحب يوسف بمقدمة استهلالية بالميكروفون :فظهر الصوت واضح اكثر لغزل فنظرت اليه فوجدته ينظر لها باهتمام ظاهر  ويغمز لها بطرف عينه يعاكسها فنظرت لأسفل بارتباك ...هذا الرجل يخيفها بل يخنقها تشعر انها محاصرة منه ....ما الذي اتي بها اليوم. ليتها ماتركت بيتها !!
تنبهت لحديث المندوب الشركة الفرنسية لحديثه وبدأت تترجم حواره  علي الاوراق واستمر الوضع هكذا حتي انتبهت للمترجم خاصتهم يترجم ما يقوله المندوب العربية بطريقة خاطئة فتعجبت من ذلك
فتكرر الموقف مرة اخري . فالشركة الفرنسية علمت ان شركه الشافعي تفتقد لمترجم فمن الصعب فهم مايدور من احاديث جانبية وتشملها السخرية والاستهزاء بالجانب العربي فهبت واقفة وانتبه لها الجميع قبلهم يوسف الذي لم يخفض نظره عنها لدقيقة ........ ونظرت لتهز رأسها بالرفض فعقد حاجبه واستقام من جلسته ليعتذر لهم بانه يقوم باتصال هام ثم يعود وأشار لها بالخروج معه ...
......
في قهوه عامر ......
..........
يكاد ان يشتعل ..لم يتوقف عن الصراخ منذ عودته من الشركه وتركها بعد إفاقتها
"سيد انت يازفت ...هات لي قهوه "
رد سيد:"ده خامس كوبايه قهوه في ساعة !!!"
"انت مالك روح غور"..... قالها عامر بقله صبر .....
....................
"قولتيلي بقي اتاريكي كل ما اجيب سيرة الجينيرال تتهبلي وترتبكي هههههه "...
قالتها ملك وهي علي سريرها
تقي :" خلاص بقي ياملك انتي هتفضحيني وطي صوتك لحد يسمعك تبقي مصيبه .."..
ملك :" بس من امتي الكلام ده؟؟! "
تقي: "من زمان اوي بس مش عارفه من امتي بالتحديد . لما بشوفه كده يجي ياخدك بحس انه فارس دنجوان ماشوفتش زيه الحقيقه ...."
ملك: تيرارارا
تقي:" بقي كده يا ملك طيب انا غلطانه اني قولتلك"
ملك : "بصي يا تقي انتي اختي وحبيبتي بس مش عايزاكي تعيشي في الوهم هو اه يوسف اخويا وحبيبي..بس مش بتاع جواز مقضيها سهرات وانحلال فيابنت الحلال انا نصحتك وادعيله يتعدل "
ردت تقي بأمل : "ان شاء الله هيتعدل ويحبني بقي".... ........
...............
خارج غرفه الاجتماعات
وقف يوسف وغزل يتسأل :
"في ايه ؟!!...."فنظرت لشفاه وهو يتحدث كعادتها رغم انها تستمع بفضل السماعه لكنها لاتستطع ابطال هذه العادة الغبية
لاحظ يوسف عينيها الي نظرت لشفاه  فابتسم بخبث وغمز لها وقال:
"ايه عجبتك ؟؟؟"
عقدت حاجبها بعدم فهم ...
فتنحنح يغير مسار الحديث ليفهم منها ماحدث فكتبت له ما أردت لينفعل يوسف ويقول:
" لا دول زودوها اوي ....."
.............
دخل القاعة بغضب وهي خلفه ليقول بصوته الجهوري للمترجم بلغ مندوب شركتكم بان مش يوسف الشافعي اللي يضحك عليه انا عارف ان حصل تلاعب بالعقود والبنود من ناحيتكم وقولت اجيب اخركم لكن اكتشف أنكم مصممين تتلاعبوا وتسخروا مننا وان الشركه الفرنسيه مجرد واجهه فده اللي مش هقبله ومد يده بالأوراق التي أمامه وقام بتمزيقها بتحدي لهم اتفضلوا الاجتماع انتهي .....
خرج يوسف متجها لمكتبه تارك كل من بالقاعة فارغ الفاه .....
خلع جاكيت البدلة وفك رابطة عنقه وفتح أزرار قميصه لمنتصفه وأغمض عينيه ليسترجع ما حدث من أول النهار
فتح عينيه يقول :" بنت الآيه مطلعتش ساهله ابدددا" .....
.....................
...............................
مر اسبوع علي هذه الأحداث
يجلس شادي أمامه يقوم بشرح له بعض الاوراق فيرفع عينه ليجده غير منتبه له يدخن سيجارته بشرود ..
ليقول شادي:هو انا بكلم نفسي والله ..مالك يايوسف بقالك مدة ملاحظ انك مش مظبوط ...
ينظر له بجانب عينيه يقول :
"مش عايزة تطلع من دماغي ابدا ياشادي ..انا مش أهدى الا اما اكسر مناخيرها ..."
"ياأخي طلعها من دماغك بقي ..البنت ماعملتش حاجة فيك يالعكس دي خدمتك وأنقذتك من خسارة وشيكة ..وكمان انا حاسس انها مش بتاعة الكلام اللي بتقوله ده دي بنت محترمة ومؤدبة فسيبها في حالها "...
"مؤدبة ومحترمة الاتنين ..ياأخي ده انت كنت حاضر والبيه محمد عمال يحضن فيها ويبوس فيها قدامنا ..اذا كان ده بيحصل قدامنا اومال ورانا بيحصل ايه؟؟.."
ليعترض شادي علي حديثه:
"لا لا انت كده فاهم غلط ...محمد مش غريب ده اخوها "
ضحك ضحكة عالية :
"هههههههه انت بتقول ايه ههههههه انت اكيد بتعمل مقلب صح هههه مش قادر".. قالها يوسف لشادي
شادي بغيظ :" ممكن اعرف انت بتضحك علي ايه .. ايه في كلامي يضحكك بالشكل ده "...
أشار له يوسف بيده حتي يهدأ ويستطيع السيطرة علي نوبة الضحك التي انطلقت منه عندما سمع كلام شادي عن غزل.....
بعد ان هدأت نوبه الضحك
مد يوسف يده داخل مكتبه ليخرج ملف به ورقة اخرجها يوسف ليقول:
"اسمع ياسيدي الاسم غزل عبد الله الزايد السن ٢٠ سنة .وحيدة...... ليس لها اخوات امها صفا الراعي محبوبه جدا من أهل المنطقة منذ تركت بلدها لم تتحرك من هذا البيت ".
تسكن في(......)ببيت يملكه الشريف الدسوقي وانتقل ملكية البيت لأولاده تقي الشريف الدسوقي طالبه في الفرقه الثانية كليه تجارة
محمد الشريف الدسوقي محاسب يعمل بشركة الشافعي حاليا... وقال كلماته الاخيره ببطء شديد ليراقب ذهول شادي وانفراج شفتاه .
ثم الجم يوسف سؤال شادي المفاجئ :"وخطيبها ؟؟!!!"..
عقد يوسف حاجبيه بتعجب :" مش فاهم خطيبها ايه؟؟؟"
ابتلع شادي ريقه :" هي مخطوبه "
هز يوسف راسه بالرفض ليقول : "المعلومات اللي عندي بتقول انها مش مخطوبة "...وألقي نظرة علي الورقة ليعيد قراءتها مره اخري ليتأكد....
"اه ياولاد ال...." قالها شادي وهو يضغط علي اسنانه بغيظ ......
"ممكن تفهمني في ايه؟؟"
رد شادي وهو شارد :" هحكيلك اللي حصل ......،"،
.............،..،،،............،.......
"انت بتقول ايه ؟انت تنسي الموضوع ده نهائي" قالتها ام عامر بانفعال
"ليه يا امي ؟..ايه في كلامي غلط ومش عاجبك" قالها عامر بهدوء
قالت ام عامر: "بقولك ايه يابني انت ابني الوحيد وماليش غيرك في الدنيا ويوم ما احب افرح بيك اجوزك ست البنات . انت مش قليل ياعامر انت دكتور وصاحب املاك ده البنات بتتلهف عليك وانت اللي مش راضي "
عامر: "يا امي انا عايزها وبحبها واللي فيها مالهاش ذنب فيه ..."
"انتي شايفه حاجة في أخلاقها عشان كده بترفضي؟؟؟؟"
ردت سريعا ::" لا لا استغفر الله يابني ماتركبنيش الغلط غزل مافيش زيها في الدنيا واخلاق ومتربية وسطنا بس كل فوله وليها كيال يابني .. طيب نفرض خلفتوا الأولاد هيبقوا زيها طيب قولي هتعلمهم ازاي" ....
.قال عامر: "انتي بس وافقي وكل الأمور دي تتحل" ...ردت عليه : "لا ياعامر لا الامر ده مرفوض........"
.......،.......
بغرفه محمد دخلت عليه الحاجه راويه تتسأل:
" مالك يابني من ساعت ما رجعت قافل علي نفسك ليه كده؟؟؟"
اعتدل من نومته ورد: "مافيش يا راوية ... موضوع كده شاغلني "
ضحتك راويه علي ابنها فعندما يناديها باسمها تعرف انه يريد أثنائها عن ما تسأل ولكننها صممت وقالت: "بقولك ايه ماتكولنيش وقولي مالك بجد؟"
ربت بكف يده علي السرير بجانبه يدعوها للجلوس ..
فلبت رغبته . وقال: "في حاجه كده تخص غزل .."
"مالها غزل يابني!!"
محمد : "عامر ياست الكل كان فاتحني بانه عايز يتقدم لغزل ويخطبها ".
راويه: "وانت ايه رايك يابني ؟؟"
محمد:" انتي ايه رايك ؟؟؟"
روايه بتنهيده : "عامر ما يتعيبش ودكتور وصاحب قهوه وله دخله وعارفنا كويس وعارف ظروفها بس...." ...
. محمد:" كملي يا امي سامعك "
ردت روايه :" في حاجات كتير انت متعرفهاش وكمان ما اعتقدتش ام عامر توافق بسبب ظروف غزل ... "
"سيب الموضوع لوقته يحلها حلال ..."
اجاب محمد :" عشان كده طلبت منه ان ياخد موافقه الحاجة الاول ولو وافقت اخد رأي غزل
ما حبتش أعرفها قبل موافقة امه حفاظنا علي شكلها ونفسيتها"
ربتت الحاجه راويه علي كتفه : "خير ما عملت يابني" ....
..............................
أوقف سيارته أسفل البنايةالتي تسكن بها فهو حتي الان لا يعرف ما الذي اتي به اليها . ما قصه له شادي أشعل غضبه فهو يشعر انها تقلل منه وتقلل من مكانته رغمًالمرات القليله التي رآها فيها يشعر انها تستفزه بسكونها
خرج من سيارته وأنحني للمقعد الخلفي ليجلب باقة من الورد الجوري الأحمر
واتجه الي حيث تسكن....
كانت بمطبخها تتابع المعجنات الموجودة داخل الفرن وبيدها كتاب باللغة الفرنسية ....
انتبهت للضوء فعلمت ان محمد قد حضر مثلما وعدها . اندفعت تفتح الباب ظنا منها انه محمد .ولكن تلاشت ابتسامتها عندما رأت هذا السمج يقف يسد باب المنزل بطوله وبيده باقه من الورد ويبتسم ببرود
ابتلعت ريقها من التوتر لماذا تشعر بالبروده كلما رأته قطع تفكيرهاوهوًيقول:
"مساء الخير "
هزت رأسها بإيجاب ردا علي سلامه وبؤبؤ يتحرك بتوتر ويديها التي تمسك الباب ترتعش .. كانت ملهمة بهذه المنامة القصيرهً المرسوم عليها شخصيه كارتونيه..لم يخفى عليها نظراته الجريئة لتفاصيل جسدها وانحناءاتها ....
قال: "ايه مش هتقوليلي اتفضل ادخل ؟؟!!"
راقب رد فعلها فوجدها عقدت حاجبها وأنفها بدأ يتحرك مثل القطط كأنها تشتم شي لدرجة انه ظن ان رائحته بها شي فبدأ برفع ذراعه يشتم نفسه ليري ما المشكله وقال : "في حاجه ؟

يتبع....

صماء لا تعرف الغزل (بقلم وسام الأشقر)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن