...........
الفصل السابع
.............
داخل المكتب جلس يوسف خلف مكتبه وأمامه غزل التي تجلس ترتشف عصير الفراولة الذي طلبه لها مع قهوته لتهدئ انفعالاتها .... ليقول:
"ها هديتي ؟؟؟".....
لتجيبه غزل باشاره من رأسها بنعم ...
ليكمل :
"مبدأيا احب اعتذر عن الي صدر مني من كام يوم وياريت تقبلي اعتذاري وياريت ننسي اللي حصل ونفتح صفحة جديده مع بعض ".....انتظر يوسف اَي أشاره منها تدل علي تقبل اعتذاره فقطع الصمت ليكمل:
"وبالنسبه للاستقالة اللي قدمتها فللأسف احب أبلغك ان الاستقالة مرفوضة وياريت من بكره تبدأي شغلك انتي عندك شغل كتير متراكم" ...قبضت علي حقيبتها الصغيرة بتوتر ليطرق الباب وتدخل سوزان لتقول :
"أستاذ محمد بره يافندم ..."
فاذن يوسف له بالدخول
محمد باندهاش:
" غزل انتي هنا ياحبيبتي !!ليحتضن محمد غزل ويربت علي ظهرها ".... فيشتعل غضبا من هذه الحميمية ..ليقطع يوسف هذه اللحظه : "اومال المفروض تكون فين يامحمد ..مش المفروض الانسه بتشتغل في الشركه زيك ..."....
محمد:
"اكيد طبعا ... اصل عامر اتصل بيا لما تأخرت _عليه كان قلقان عليها "
....يوسف باندهاش :
" عامر!!!! مين عامر ؟!..."
محمد:
"حضرتك شوفته في المكتب والمستشفى ..اللي انقذ غزل ......اه هههه اصلهم كانوا بيشتروا الدبل انهارده ...ايه ياغزل انتي ماعزمتيش البشمهندس ولا ايه علي الخطوبه .."...عقد يوسف حاجبيه:
"خطوبه !"....
محمد: "خطوبه غزل علي عامر ..طبعا حضرتك اول المعزومين ....بشمهندس يوسف حضرتك سامعني"...
...قطع صدمته بندائه ليوجه نظره اتجاة غزل ليجيبه :" ايوه يامحمد سمعك" ..ثم وجهه حديثه لها ببرود : "مبروك ...".
...............
تخرج غزل ومحمد ويبقي يوسف كما هو شارد لايشعر باي شي لا يشعر بالسعادة ولا الحزن ولا الهدوء ولا الغضب شعور غريب يجعله بلا احساس كالتمثال عقله توقف . أطرافه شلت ..لما وصل به الحال لهذه النقطة؟!... لما شعر بالصدمة المؤقتة؟!... فهي لا تعني له اَي شي هي مجرد فتاة لفتت نظره فقط .يمكن ما أدهشه ان تكون في مثل ظروفها مطلوبة أو مرغوبة ...ليتسأل في نفسه وهل هو لم يرغب بها من قبل؟؟!!!......
.....................
يجلس متوترا علي المائدة بالمطعم ينتظر وصولها لينظر للمرة التي لايعرف عددها في ساعة يده يخاف ان تخلف وعدها بالحضور ..لمحها عند المدخل تتلفت يمينا ويسارا تبحث عنه وعندما رأته توجهت له مباشرة لتجلس أمامه بتوتر خوفا من ان يراها احدا لتقول:
"في ايه ياجاسر طلبت تشوفني ليه؟
جاسر: "طيب خدي نفسك الاول ياملك مالك مستعجله ليه بس"
..ملك بشبه عصبيه : "انت عارف ياجاسر ان المفروض مانتقابلش انا خايفه ليوسف يعرف ولو عرف هتبقي مصيبة" ..
جاسر:"يوووه ياملك كل شويه يوسف يوسف..انا خلاص مابقتش عارف اتلم عليكي في الجامعة رافضه أجيلك ولا عارف اقابلك بره ولا حتي بتكلميني انا زهقت من الوضع ده"... ....
ملك وحبست الدموع بعينها:
"يعني عاوزني اعمل ايه؟.. وانا عارفه ان في عداوة بينك وبين اخويا ..انا مش عارفه نواجهه ازاي" ..
جاسر: "قولتلك سبيني اروح أتكلم معاه رفضتي ..."
ملك :" جاسر انت بتحبني بجد مش تلعب بيا ؟!....
جاسر وهو يمسك يدها:" انا مش بحبك انا بعشقك ياملك انا من لحظة ماشوفتك في النادي وانتي بتلعبي تنس حسيت ان عايز اشدك من شعرك عشان محدش يشوفك وانت بتلعبي بالشكل ده ..من ساعتها وانا متعلق بيكي ...هو انتي لسه عندك شك" .....هزت راسه بلا ...فرفع يدها لفمه ليلثم قبلة تعبر عن اشتياقه لها ............
...................
..............
يقف امام مرآته يقوم بربط ربطة عنقه البنية علي قميصه السماوي لتدخل عليه ملك بفستانها الاسود الطويل بدون أكمام
لتقول :
" ها خلصت يايوسف احنا اتأخرنا!..امسك قنينه عطره القوي ورش منها علي قميصه ليلتفت لها يقول:" انا جاهز ..."
ثم ارتدي جاكيت بدلته البني لتقول:"الناس كده هتفكرك انت العريس ههههه" ..."طيب يلا ياغلاباويه".. قالها يوسف وهو يضربها علي مؤخره رأسها ....دق هاتفها المحمول لتقول :"دي تقي ....لعاشر مره تتصل تسألني نزلنا ولا لسه" رد يوسف :"مش دي اخت محمد وغزل"
ملك:"اه هي...."
يوسف:" مش عارف ليه مش مستريحلها وبحس انها بتكره غزل "...
ملك تدافع عنها:
" والله يايوسف تقي دي طيبة بس انت لو عرفتها هتحبها والله "....
يوسف:
"واعرفها ليه مالي بيها ..عموما خلي بالك منها حاسس انها مش طبيعيه كفايه انها في الاول أنكرت انها اخت غزل بالرضاعهً ولولاانك كنت قولتيلي مكنتش عرفت ان غزل اخت محمد ولا ايه؟!.." ..عموما يلا عشان ما نتأخرش........
.............
في صالون الخالة صفا اجتمع الحاجه راوية وأم عامر الذي يظهر عليها الضيق ومحمد وعامر الذي ينتظر عروسه كجمر من النار وتقي التي لم تكل من النظر لباب الشقة ولهاتفها. وبعض الجيران ومعارف عامر كانت خطبة عائلية بسيطة الكل بانتظار العروس دخل يوسف وفِي يده باقة من الورد الأبيض والأحمر ليجد من تستقبله بابتسامه وتقول:
اهلًا اهلًا باشمهندس يوسف اتفضلوا حضرتك مش غريب "..ومدت يدها لتأخذ باقه الورد منه الا انه تشبث بها ليقول:
" معلش افضل اقدمها للعروسة بنفسي" ..ابتلعت تقي ريقها بصعوبة بسبب إحراجه لها لتشير له وتقول: "اتفضل كلهم جوه ..."
دخل يوسف و استقبله محمد يحيه ثم بارك للعريس ليجلس بالقرب منهم منتظر معهم العروس .....قامت تقي بتوزيع العصائر والمياه الغازية ولم يخفي علي يوسف نظراتها واهتمامها به ليصمت الجميع للحظة اثر دخول هذه الهالة الملائكية باللون الوردي كانت ترتدي فستانا قصيرا يصل لركبتها يظهر عظمة الترقوه ليظهر سلسالها الدهبي باسمها ويضيق من اعلي حتي الخصر الملفوف حوله شريط ستان عريض ينتهي بعقدة بالخلف وينزل بعدة طبقات متسعة لتظهر بياض قوامها وذراعيها وفِي قدمها حذاء كعبه عالي لونه وردي بلون الفستان وقد أطلقت شعرها كما تفعل الا انها رفعت جوانبه لتزين رأسها بتاج ماسي صغير يظهرها كالأميرات التي تخرج من الروايات لم يفق الا علي صوت الزغاريط التي علت عند دخولها وعامر يقف أمامها ليمسك يدها ويطبع قبلة رقيقة علي ظهر كفها ويجلسها بمكانها المخصص بجواره ...ليقترب يوسف منها ويمد يده بالباقة وعينيه مثبتة علي عينيها ليقول:" مبروك ياغزل .."فأمسكت الباقة لتهز رأسها بالشكر ....
ابتعد يوسف ليقف علي مدخل الحجرة يراقب انفعالاتها وانفعالات عامر ..كان جليا علي عامر انه كالذي حصل علي نجمة من السماء سعادته تظهر بعينيه .تسآءل يوسف في نفسه ولما لا يسعد !!وقد حصل علي هذا الجمال المحطم للقلوب ...كانت مرتبكة وسعيدة وعيونها زائغة ختي التقت عيناها بخاصته المثبتة عليها لتفرك يديها وتنظر لاصابعها المزينه بدبلة عامر بسعادة واضحة للجميع ...........
.................
مرت عده أسابيع وكل يدور في فلكه ...
مرّ محمد علي مكتب سوزان كعادته مؤخرا يتحجج باي طلب أو سؤال ليمر عليها ويخطف منها نظرة أو كلمة ولكن هذه المرة وجدها تجلس وأمامها موظف من الشركه يلقي النكات عليها فيثير ضحكها التي لاتستطع السيطرة عليه ليقول بغضب مكتوم :
" ما تضحكونا معاكم ..."
لينظر الشاب لمحمد ويقول: "اهلاااا محمد تعالا ياجدع ده سوزان طلعت خفيفة اوي مش عارف أوقف ضحكها"
فينظر محمد لها بغضب ليقول :
"معلش اصل مش فاضي للمسخرة دي ..."اتسعت عين سوزان من قوله فاستأذن الشاب بإحراج ليقف محمد امام مكتبها يستند بيديه عليه ليقول:
"ممكن افهم ايه اللي شفته ده .."لترد بغضب:
" وأنا ممكن افهم اللي حضرتك قولته ده ..."
محمد: "ما تروديش عليا بسؤال ..ازاي تسمحي لنفسك تقعدي تضحكي معاه بالشكل ده ."..إجابته ببرود تقول:" وانت مالك بتدخل بصفتك ايه؟".. ...محمد بغضب : "بصفتي اني موظف محترم بيشتغل في شركه محترمه لما اشوف شي مش محترم لازم اعترض يا محترمة"
وقال اخر كلمه ببطء ..لتنتفض من كرسيها وترفع سبابتها بوجهه لتقول: "انا محترمه غصب عنك وانت مالكش دعوة بيا ولو عندك حاجه معترض عليها قدم فيها شكوي رسمية غير كده ماتجيش المكتب ده الا عشان شغل بس انت فاهم" ....
ابتلع محمد ريقه لينظر لها بصدمه من حديثها ليخرجً صافق الباب بقوة وتجلس هي تبكي علي ما آلت اليه الأمور .......
......
قبل ساعة كانت غزل بمكتب يوسف لتترجم له بعض الأوراق الفرنسية كانت تشعر بالراحة نوعا ما بسبب تغير معاملة يوسف لها لقد اصبح ودودا لطيفا يسيطر علي غضبه كثيرا لا يرهقها بالعمل ..فعندما يشعر باجهادها يطلب منها وقت راحة ليطلب قهوته وعصير فراولة لها..ماباله بالفراولة !!!! ولكن مايوترها بوجوده نظراته التي لاتستطع تفسيرها ليخرجها من افكارها وضع علبة مستطيلة مخملية سوداء علي اوراقها لترفع نظرها له متسآءله ...
فيقول:
"دي هدية بسيطة بمناسبة خطوبتكً ...بعتذر جت متأخره اصل كنت موصي عليها ولسه خلصانة ".....
هزت غزل بالرفض ووضعت العلبة أمامه ليقول بصرامه :
" وبعدين ياغزل مش قولنا نفتح صفحة جديدة مع بعض ...وكمان ياستي افتحيها الاول ولو ماعجبتكيش ارفضيها" ...توترت غزل من الموقف ليفتح يوسف العلب" ويظهر منها سوار ماسي رفيع مرصع بالألماس ويتوسط هذا السوار الماسي ماسة حمراء علي شكل قلب منقوش بالليزر عليه اسمها غزل ....رفضت غزل مرة اخري الا ان مد يده ليمسك بيدها ويقربها له ويلبسها السوار الماسي وهو مغيب ولم يشعر بنفسه الا علي انتفاضها وسحب يدها منه كالملسوعة اثر قبلته التي طبعها علي ظهر يدها بدون ادراك منه....ليتدارك نفسه سريعا ويمسح علي شعر ويقول: "اه احم ..نرجع لشغلنا بقي بتهيألي خدنا راحه كفايه" .........هزت رأسها اكثر من مره بتوتر لترفع الأوراق امام وجهها لتداري احمرار وجنتيها وخجلها
يتبع،
أنت تقرأ
صماء لا تعرف الغزل (بقلم وسام الأشقر)
Romanceتضحيات صغيرة تصدر منا تشكل فارقًا كبيرًا في حياة الآخرين ..ولكن عند تقديمها يجب معرفة هل ستستطع مواصلة حياتك بهذه التضحية ام ستظل عقبة لاستمرارها....فعليك ان تختار!.....