الرابع والعشرون

30.3K 586 12
                                    


الفصل الرابع والعشرون
🌹🌹🌹🌹🌹🌹🌹

تقف امام نسمات البحر وقت الغروب لتشعر بقشعريرة بسيطه من لفحة الهواء البارد الذي يصحب هذا الوقت من اليوم فيداعب الهواء خصلات شعرها العسلي الطويل فيخفي بعض من ملامحها المكدومة ...رغم قوة الهواء الباردة الا انها كانت مستمتعة بمنظر الغروب وشكل التقاء القرص الذهبي مع المياه الزرقاء لتحتضن نفسها بذراعيها كأنها تستمد من نفسها القوة ..لا تعلم ماذا تفعل ؟....وما سيؤل له الوضع؟..انها تعلم شخصيته جيدا فهو يتصف بالتملك ومن الصعب التحرر منه ....هل سيقبل بان يطلق سراحها ؟.....انها تريد ان تعيش حياة هادئة لاتريد شريك بها ..هذا ما توصلت له بعد تفكير...حياتها وحيدة افضل بكثير .....
لتنتفض فجأه اثر ملامسة كفين دافئتين لكتفيها بطريقة غير مباشرة حيث كانتا مممسكتا بغطاء صوفي يلفها به فتشعر بالدفء التي كانت تنشده منذ بضع ثواني ...ولكن لم يقف المشهد علي ذلك ..شعرت بكفه يتحرك علي كتفيها صعودا وهبوطا ليبث بجسدها الدفء وتلفح عنقها انفاسه الساخنة ليقول بصوت غريب عليها :
(ماتعبتيش من الوقفة ...انتي بقالك اكتر من ساعتين واقفة علي رجلك ...)..
فيسمعها تأخذ نفسا طويلا قبل ان تقول :(لا....).....
ليقول بعد ان ألصق ظهرها بصدره:
(طيب يالا عشان ماتاخديش برد ...لان هدومك خفيفة).
فتحاول محاوله فاشلة من التخلص من يديه :(سيبني طيب ..اف..)
ليبتعد عنها فجأة كما اقترب فجأة ليقول:(انا داخل ..ودقيقة تكوني جوه ...اه خلي بالك المنطقة هنا مقطوعة يعني ممكن تلاقي تعبان معدي او ديب ....)
لترتعب غزل وتقول بخوف:(ايه انت بتقول ايه ..انت اكيد بتهرج ...)
يوسف:(انتي حره ماتصدقيش ).....
غزل بتوتر:(هو ..هو مافيش ناس ساكنه هنا غيرنا ...ليجيبها بثقه:(لا في طبعا ...بس مش بني آدمين )....
ليزداد ارتباكها وتتلفت يمينا ويسارا وتقول:
(يعني ايه مش بني آدمين ...)
يوسف بابتسامه يحاول إخفائها:(يعني في عفريت ...)
لتطلق صرخه وتقفز من مكانها وتقول:(انت اكيد بتهرج صح عشان تخوفني ...)
الا انه لم يجبه ويتحرك من أمامه باتجااه الشالية وتعلو وجهه ابتسامه مرح ليجدها تجري أمامه خوفا لباب الشاليةلتدخله سريعا....
.....
يدخل وعينيه تبحث عنها ليجدها جالسه علي الأريكة وتهز أرجلها بتوتر بالغ واول شعرت به اندفعت تقول:بقولك ايه انا عايزه أمشي من هنا مش هقعد في مكان ليله تانيه هنا ...يوسف بنصف ابتسامه :
ومين بقي اللي قرر ده ؟!..
غزل بعصبيه:يوسف !!!...خلينا نكون واضحين مع بعض اللي انت بتعمله ده مش هيجيب نتيجه معايا ...أرجو ننفصل بهدوء ...لان مش هينفع مستمر مع بعض بعض اللي حصل ..."
ليصمت للحظات كأنه يرتب كلماته ويقول بصوت منألم هادئ:"خلينا ننسي اللي حصل مابينا انا عارف ان اللي عملته معاكي شي لايغتفر بس صدقيني مش هقدر ابعد عنك ...شوفي ايه ألطريقه الللي تاخدي بيها حقك مني وعقبيني...بس الا اننا نسيب بعض ....انا عارف انك دلوقتي بتكرهيني بس صدقيني انا حتي لما ...لما ..."....
ليغمض عينيه بقوه ليستمد بعض القوة ....ويكمل :
"خلينا نبدا صفحة حديدة وصدقيني مش هتندمي ...وانا كفيل انسيكي اللي صدر مني ...ارجوكي ياغزل ..."
غزل بإصرار:
"انا اسفه ...مش هقدر ....اللي عملته عمره ما هيتنسي يايوسف ..عارف ليه ؟!...انت كسرت فرحتي اللي كنت مستنياها ...انت مش كسرتني بس ..انت ذبحتني بسكينه ...لما اتهمتني الاتهام ده ...انت حتي ما ادتنيش فرصه أدافع عن نفسي ..وضربتني عارف يعني ايه ضربتني وضرب مبرح كنت ممكن اموت فيها ...."
يوسف برجاء:
"ارجوكي بلاش تتكلمي في اللي حصل..."
لتضحك بسخرية وتقول:"ارجوكي!!!...وانت كنت فين وانا بترجاك تسمعني ..وانا بترجاك تسيبني ..وانا بترجاك تفهمني انا غلط في ايه ....للاسف يا يوسف اللي حصل عمره ما يتصلح ..."
يوسف بصوت مهزوز:
"انا مش هضغط عليكي ....لو حبه تنفصلي ....بس عندي طلب لازم توافقي عليه عشان مصلحتك اولا ..."
لتتساءل عن الطلب فيجيبها:"عشان ننفصل لازم نفضل مدة قبل الانفصال لان اكيد الكل هيسال عن السبب ومش الطبيعي اننا ننفصل بعد اسبوع من الجواز علي الأقل ندي انطباع للناس اننا في خلاف مابينا وبعد كده ننفصل ..."
غزل:"موافقة ...بس بشرط...."
يوسف :"ايه هو؟!...طول ما احنا مع بعض كل واحد مالوش دعوة بالتاني هنتعامل زي الاصحاب وكل واحد في حاله "
يوسف:موافق...
غزل:في شرط تاني ...انا هرجع بكره...
يوسف:لا مش موافق....
غزل بتحدي له:ليه بقي؟!....
يوسف :بذمتك هتنزلي ا بوشك ده ازاي ؟!...ولما يسألوكي ايه اللي في وشك ده هتقوليً ايه حساسيه فراولة .......لتشرد غزل في كلمه فراوله لتتذكر كلماته يوم الزفاف ومداعبته لها ...ليظهر علي وجهها التأثر ...ويلاحظ يوسف شرودها وتغير ملامحها مع علمه سبب شرودها ...ليداعبها ويقول:اييييه نحن هنا ...،،
غزل:معاك ....خلاص فهمت ..يعني المطلوب نفضل هنا لحد ما وشي يخف ....تمام تصبح علي خير ...
فتتركه لتتجه الي غرفتها ليناديها يقول:
هتنامي دلوقتي لسه بدري ..احنا مش اتفقنا اننا نكون اصحاب ....
غزل بحاجب مرفوع:واتفقنا كل واحد في حاله برده ،...خليك في حالك ......وشوفلكً حته تنام فيها ....
ليقول في نفسه :ماشي ياغزل ....ادلعي براحتك وعقبيني بس برده مش هطلقك ....
........
يدخل حجرتها والغيظ يملأه في المقابل هي تهنأ بنوم عميق كالأطفال ولا تشعر بأجيج ناره المشتعلة منذ ان تركته وهي تغوص بأحلامها الوردية وقد جفاه النوم لايعلم لما لا يوقظها بضربة علي رأسها لعلها تفقد ذاكرتها ويستريح من تصلب رأسها لا يعلم هل برودها الذي يجعلها تهنأ بنومها ام المسكنات التي تمت تناولها كالبلهاء ليراقبها اثناء نومها ويلاحظ انفراج فمها كطفلة في الخامسة من عمره مع تذمرها بسبب سقوط خصلات شعرها علي جبينها فتحاول إزاحتها ولكن محاولاتها تبوء بالفشل ليبتسم علي افعالها الطفولية فتقفز فكره شيطانية بعقله لتتسع ايتسامته ويقترب منها ويقوم بكشف الغطاء عن قدميها الصغيرتين ليتساءل تري هل تجد مايناسبها من الاحذية يكاد يجزم انها لاتجده الا بقسم الأطفال او يمكن الرضع ..كل شي جايز حدوثه بالنسبه لها ...
فيبحث عن شي ضروري ولكن كيف سيجده ..هيأ له انه لمحه اثناء ترتيب ملابسها الخاصه بها بعد إحضارها من الفندق ...ليبتسم عندما تذكر قمصان نومها الذي كان من المفترض ان تلبسهم له كأي اثني عبقرية ذاهبة لشهر عسلها ..ليفاجأ وسط ملابسها بقميص من المؤكد انه عفا عنه الزمان قميص بالون الأزرق مملوء بالريش ليضحك كلما تخيلها مرتدية هذا الريش فلم ينقصها الا عشه دواجن وتصيح كالديوك ...ليتجه الي خزانتها ويبحث عن هدفه الا انه يجده لتلمع أعينه بمكر ويقوم بنزع ريشتان منه بقوة ويرفعهم امام أعينه ليقيمهما ........
يقرب من قدميها الريشهً ليداعب بها قدميها لعلها تستيقظ من ثباتها فيلاحظ تذمرها كلما قربه من قدميها ..فيلقي بما في يده ويقترب من أذنها ليصرخ بطريقها جعلها تنتفض ويصدم وجهها بوجه:غزززززززل...لتصطدم بوجهه وتصرخ متألمة:ااااااه....في ايه ؟!.....
لتفتح أعينها وهو ممسك بأنفه متألم يقول:هو انتي رأسك راس بني أدمه ولا راس ثيران ...ليراها تدلك رأسها متألمة وتقول :انا بردوا اللي راس ثيران ..انت جبتلي ارتجاج ...وكمان في واحد محترم يصحي حد بالشكل ده ...انت خليتني اقطع الخلف .....مش هخلف ......
ليظهر الضيق علي وجه من كلامها الاخير ويحاول تبديل ملامحه للمرح ويقول:
اعملك ايه ..سيباني لوحدي بقالك تلت ساعات نايمة وانا زهقت ...غزل:والمطلوب ...اقوم اسليك ولا ارقصلك ...
يوسف بهيام:ياريت ...
لتدفعه بكتفه :اخرج يا يوسف لو سمحت وسيبني انام ....
فيراقبها وهي تغطي رأسها بالغطاء ...
يخر ج يوسف مندفعا بغيظ من الحجرة ويعود بعد بضع لحظات كانت كفيلة لتغوص بنومها مره اخري ليقترب منها ويقوم بسكب قاروة المياه الممسك بها فوق رأسها.....لتشهق مذعوره وتقول:
انت متخلف ..ايه اللي عملته ده ؟؟!.....
ليقول بجديه :انتي مش ملاحظه ان لسانك طول وعايز قطعه ..لمي لسانك عشان مااقطعهوش...
غزل بغضب
:"في واحد عاقل يعمل كده ...عايزني اقولك ايه وانا اتبليت بسببك ..."
يوسف بتحدي :
ولا اَي حاجه ...نقوم نعمل كده ...
فيقترب منها فجأة ويحملها علي ظهره كالشوال رأسها لأسفل ويتجه بها الي الحمام ويقوم بوضعها تحت المياه الباردة بملابسها مع محاولاتها بالتحرر منه ...ليقول:
ايه رايك بقي في البلل ده ...
لتصرخ بوجهه:منك لله يايوسف ياشافعي منك لله ...كان يوم منيل يوم ما شوفتك ....
لتصدح ضحكته ويقول:بالعكس كان يوم جميل ومليان شمس ...عمري ما هنساه......
...................
تجلس منكمشة بغطائها بعد ان قام بأخذ حمام دافئ وارتدائها ملابس تساعدها علي التدفئة تجلس ضامه أرجلها الي صدرها حتي يبث في جسدها الدفء امام التلفاز.. فالجو بارد جدا خلال المساء...لتلاحظه مقبل عليها وهو حامل بيده كوبا يتصاعد منه الابخرة فتضيق أعينها تحاول استنتاج نوع المشروب ...فيجلس أمامها علي الطاوله الزجاجية ذات الشكل الرباعي ويوجه الكوب لها ويقول برزانه:
اشربي ده هيدفيكي شويه ...
لتكتشف انه قام بإعداد مشروب الشكولاته الساخنة المفضل عندها ..الا ان كرامتها ابت ان تتنازل وتتناوله منه ...
لتقول:مش عايزه منك حاجة...
يوسف بمكر:ليه ده حتي جميل ورحته ..اه من رحته حكاية تانية ...
غزل بغضب:قولت مش عاوزه...
فيرفع كتفيه باستسلام ويقول:خلاص زي ما تحبي ..اشربه انا ..اصل بصراحه من فتره قريبة ادمنته ومش عارف أبطله .....تحبي تتفرجي علي حاجة معينة ...
لتنظر اليه للحظات بدون جواب وتشيح بوجهها عنه...
يوسف :طيب مادام معندكيش حاجه اختار انا .......
ليختار فيلما من أفلام الرعب ...ليجدها بعد عدة دقائق ملتصقهً به خوفا ومع كل مشهد تخفي وجهها بكتفه ..
لتقول:كفايه بقي ..انا موت من الرعب مافيش حاجه تانية غير ده ...
ليقول:ليه ؟!ده حتي جميل ورقيق خالص ...
لتقول:جميل ايه ورقيق ايه انت مش شايف كل شويه الناس تتحول ويطلعوا يقطعوا في الناس التانيه ،..هو في بجد كده يايوسف ..ولا ده خيال...
أراد ان يصيبها بالخوف حتي لا تبتعد عنه ونبقي بجواره،..يوسف بصوت غريب :
اه طبعا فيه .........
لينظر لها نظرات إخافتها وعلي وجهه ابتسامه صغراء ارعبتها لتقول بخوف :
انت بتبصلي كده ليه ؟...يوسف ...
فلم يجيبها ونظر لها كالذي ينظر لفريسته مع اقترابه البطئ اتجاهها ىثباتً نظراته عليها ...لتقول بصوت يتخلله البكاء :
انت بتعمل كده ليه ...ها.....يوسف رد عليا انا خايفه ...انت اتحولت زيهم ....
ليمسكها من كتفيها بطريقه أفزعتها لتطلق صرخه هزت الجدران ولم يكن بحسبان يوسف ان ينقطع تيار الكهرباء بنفس اللحظة ليزاداد صريخها وتشنجها تخت يديه ...للحظات شعر انها ستصاب بنوبه قلبية ...
ليقول بجديه لتهدئتها:اهدي مافيش حاجه ياغزل ...انا يوسف ....انا كنت بهرج معاكي ...
الا ان كلماته لم تصل اليها بسبب علو صراخها ومقاومتها له ...ليخرج هاتفه ويقوم بإضاءته ليزداد قبح وجه يوسف بالظلام ....فتطلق صرخات اكبر ويشنج جسدها رعبا
فتقول بصراخ:ااااببعد عني ....ااااااااااه.....الحقوني ...الحقووني....
فيصرخ بوجهها حتي تهدأ ويقول:
يابنتي أتهدي كنت بهرج معاكي وربنا ..اهدي بقي فرهدتيني...
لتهدأ صرخاتها وتبدأ في الاستيعاب لتقول بصوت خائف:
انت بجد مااتحولتش ...؟!يعني انت يوسف...
يوسف:وربنا انا هو بغباوته...
غزل وهي تعتدل في جلستها بخوف:
طيب اديني اماره عشان اصدقك ..........
تشرق ابتسامه علي وجهه وتمر لحظه اثنان ويجيبها بصوت هادي:فراوله ....
لم تستوعب كلمته في البدايه ليتحول استغرابها لصدمه لتقول :
انت غبي والله العظيم غبي مش مسمحاك يايوسف مش مَش.......
ليبتلع باقي كلماتها في قبله اشتياق قبله يملأها الجنون لم يتحمل ان يبتعد عنها اكثر من ذلك حتي لو كانت تظهر الرفض فهي زوجته حبيبته لن يتنازل عنها مهما حدث....فيشعر بمقاومتها الضعيفة له ...يبتعد عنها دون ان يحررها من احضانه ليقول :
صدقتي اني يوسف؟!....
يطول الصمت بينهم الا من أصوات انفاسهم ليكمل:
شكل كده الكهربا هتطول ..احسن حاجه نقوم ننام وبكرة الصبح اشوف العطل فين ....
لتقول بخوف:بس انا مش هعرف انا في الضلمة ..انا بخاف منها ...
يوسف:متخافيش ...انا معاكي مش هسيبك الا لما تنامي ...
غزل:بجد ...
يوسف:بجد ...يلا عشان ننام .
..............
تنام بأحضانه نوم هانئ بعد ان تاكدت من حسن نواياه وحكمت عليه بان تنام بجوار ولكن بشروطها بان تضع بعض الوسائد بينهم حتي تضمن عدم اقترابه منها ....غبية لا تعرف انها منذ خطت خطواتها نحو نومها قام هو بإلقاء الوسائد أرضا واراح رأسها فوق ذراعه لتنام بين احضانه قرير العين ..يشتم رائحتها المسكية المتميزه بها ويزيد من ضمها لصدره ليغوص بأحلامه سريعا .....
..............
مستلقي فوق سريره شاردا في شكوكه يأكله الظن هل كانت علي معرفة مسبقة به ؟وإذا كان هناك ..لماذا أنكرت حديثهما عندما سألها ..لم يخف عليه توترها عند سؤاله وظهور الكذب بنبرات صوتها فاكثر ما يكرهه الكذب ...كلما حاول الاتصال بها يسيطر عليه شعور غريب فيتراجع عن مكالمتها ..حتي اتصالها لايجب عليها ..يشعر لمشاعر متضاربة لايعرف اذا كان مابينهما حب حقيقي ام ام ....لايستطع الاجابه علي اسألته .....يضئ هاتفه بجواره لينبهه باتصالها ولكنه كعادته الاخيره لا يجيبها يشعر بضيق يسيطر عليه ....لم يمر الا اربعه دقائق من اتصالها الفائت ليحد باب حجرته يطرق وتدخل عليه اخته الصغير ملك ...يلاحظ علي ملك التغير من مده كبيره ولا يعرف السبب هل لهذه الدرجه انشغلوا عنها ..مسكينه ملك بالفعل مسكينه الكل منشغل عنها بأهدافه ونسوا انهم تركوها وحيده لايعلمون عنها شي...
ملك :اييييه ..يامن انا بكلمك ...انت سامعني؟؟...
يامن:احم ..ايوه ياخبيبتي سامعك ..كنتي عايزه حاجه !!....
ملك تجلس بجواره:لا ده انت مش سامعني بقي ...بقولك تقي قلقانه عليك ...واتصلت بيا عشان حضرتك مش بترد علي اتصالها ...انا قولتلها انك نايم ...بس الغريبه لقيتك صاحي ...مش بترد عليها ليه ها....
يامن:كل ده رغي ...
ملك:قول بقي مش بترد علي البنت ليه ..انتو زعلانين مع بعض....
يامن:لا مش زعلانين ولا حاجه بس كل الحكايه اني مرهق من شغل الشركه اللي اخوكي راميه عليا ..ومش قادر اتكلمً ....
ملك:بس كده ....
يامن:بس كده ...
ملك:هو انت بتحب تقي يا يامن...
يامن:اكيد بحبها ..لو مش بحبها مكنتش خطبتها ...
ملك:عادي في ناس بيتخطبوا من غير مايحبو بعض ....طيب قولي يعني ايه تحب ؟...
يامن:ايه السؤال العجيب ده احب يعني احب ...حاجه تعجبني فأحبها ....
ملك:بس كده ....
يامن:تعالي هنا ..قوليلي اخبارك ايه ...انا عارف ياملك اننا كلنا مشغولين عنك ..عمك وسفره الدائم ويوسف مشغول بغزل وانا شغلي اللي بره ..غصب عننا ياملك صدقيني ...
ملك:ولا يهمك ...انا كويسه بروح الكليه وارجع منها علي البيت والحياة ماشية....
يامن:يعني مافيش حاجه كده او كده في الكليه في النادي...
ملك بتوتر:حاجه زي ايه ؟؟!لا طبعا مافيش ...
يامن بمحبة:شوفي ياملك انا اه مشغول عنك بس مهما كان انا اخوكي مش هتلاقي غيري انا ويوسف نحبك اكتر من اَي حد ..عايزك تكوني واثقه اننا في ضهرك فاهمه ...لتهز رأسها بالموافقة بصمت وتقول:ربنا يخليك ليا يا يامن ....
يامن:بقولك ايه ياملك كنت عايز اعرف منك حاجه ....هو يوسف وتقي يعرفوا بعض من امتي ؟!..عن طريقك بحكم انها صاحبتك ولا بحكم انها اخت غزل وكده ...
ملك:بتسأل ليه ؟!...تقي كانت كانت تعرف يوسف لانه كان ساعات بيجي ياخدني بعد المحاضرات .....
يامن بتفكير :تمام يا ملك ...تمام...
..........
في صباح يوم جديد
....
يمسك هاتفه يحاول الاتصال بصديقه الا انه يحددهاتفه مغلق ..ليقول بسخريه :طبعا غرقان في العسل وسايبني هنا أولع ....ليتجه الي مكتب المحاسبين شادي:
"السلام عليكم محمد:وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...اتفضل ..."
شادي بضيق:بقولك ايه يامحمد كنت عايزك شويه .."
محمد:خير يابشمهندس في حاجه ..
شادي:انا زهقان وقرفان وهطق حاسس اني عايز أولع في اللي حوليا ..
محمد بضحك:اهدي يا يابني في ايه ...
شادي:ماتضحكش يامحمد عشان ماتبقاش اول واخد أولع فيه ...
محمد:طيب اهدي وفهمني ايه اللي مضايقك ...
شادي بحزن :هو انت ايه رايك فيا يامحمد ...انا وحش ..يعني ما ينفعني ان استقر وأحب ..
محمد بجديه:ليه يابني كده ..ده انت اَي بنت تتمناك ...
شادي:اه ..قوليلي ياخالتي محسنه وايه كمان ...
محمد:بالذمه انت فايق تهرج ...
شادي:بجد يا محمد لو انا لواتقدمت لواحده ورفضتني ممكن يكون ايه السبب لرفضها ...
محمد:مممم هي فيها واحده ..لا الكلام ده مش هينفع هنا ده عايز قاعده ....
.........
بعد مرور بضعه أسابيع ب...........
تملأ إشاعة الشمس الحجره ليتململ في نومته ويبحث عنها ليكتشف عدم وجودها بجواره فينقبض قلبه من فكره محاولتها الهرب منه ...ليقفز من نومته مسرعا للبحث عنها حافي القدمين ..لينتبه الي ضوضاء صادرة من مطبخه ليكتشف وجودها وسط المطبخ وحاله المطبخ لايرثى له كل أغراض المطبخ ليست بمكانها وجميع الإدراج مفتوحه كأنها تبحث عن اليورانيوم لتقوم بتصنيع قنبلة نووية ...مع ملاحظته للطحين الواقع علي ملابسها والطاولة ليقول :
بسم الله الرحمن الرحيم ...هو حصل غارة في المطبخ وانا معرفش ...لتنتفض عند سماع صوته :
يا اخي بطل تخض فيا انا خلاص مابقتش ضامنه اخلف بسببك ...
يوسف:
طيب نبدا من الاول ...صباح الخير يافراولتي ...
غزل بفك ملتوي :صباح الخير ...
يوسف :ها بتعملي ايه ؟!وايه خلى المطبخ مقلوب كده ...
غزل:مافيش جهً علي بالي ان اعمل معجنات من اللي كنت بعملها زمان من الصبح شامة ريحتها ...قولت اقوم اعملها ....
يوسف:مممم معجنات بلدكم !!!...قولتيلي ...
لترفع حاجبها بتعجب :انت عرفت منين ان بعمل معجنات بلدنا ؟!!!....
يوسف :مش هقولك غير لما توعديني تأكليني منها وخصوصا ام زعتر ......
لتتعجب اكثر لمعرفته بأنواعها لتقول:وكمان عارف انها بزعتر ...طيب ياسيدي انا كنت بدور علي الزيت ومش لقياه ..الحاجه هنا مش مترتبه خالص ...
يوسف :طيب وسعي يااوزعه عشان اجبلك الزيت ..كده هاخد نصيبي مضاعف ...فيتجه الخزانة العلوية ويقوم بفتحها ولكنه لم يغطي فرصة لها للابتعاد فقد حاصرها أمامه ليقترب منها محاولا جذب زجاجه الزيت ..حتي نجح في الامساك بها وقال :
اتفضلي الزيت ..اَي خدمه تانيه انا ممكن اساعد ...
غزل بتوتر من قربه :لا شكرًا ...ممكن توسع بقي ...
يوسف:جربيني وانا هسمع الكلام ومش هلعب في الدقيق زي الأطفال .....
....
بعد ربع الساعه كانت هيأته مختلفة تماما عن هيئته عند استيقاظه ملابسه ويده مملوءة بالعجين الملتصق بيديه وشعره وقميصه القطني الاسود المملوء. بالطحين ليقول بتذمر:ايه ده العجين مش بيطلع من ايدي ...وهدومي اتبهدلت عجبك كده ؟!...لتقول:وانا مالي انت اللي عامل زي العيال ...فتقلد صوته عشان خاطري ياغزل أساعدك ...مش هبهدل الدنيا ...طيب شوفي علميني وهتلاقيني الشيف يوسف قدامك.....ههههه يوسف بغيظ :
بقي كده بتتريقي حضرتك ..ماشي ياغزل شوفي مين هينجدكً مني ليجري وراءها فتراوغه حتي كاد يمسك بها بيديه الملطخة بالعجين لتصرخ وتفر من أمامه حتي اقتربت من باب الشاليه وقام بالهجوم عليها وسط صراخاتها ...ليسرع في حملها خارجا بها من باب الشاليه يقول:انا بقي هوريكي تريقي عليا ازاي ...فيزول المرح ويحل مكانه الرعب لتصرخ به تقول :
لا يايوسف ...انت هتعمل ايه ...بلاش المايه لا ...
فيجيبها :دلوقتي بتترجيني قولي انك جبانة وانا اسيبك ....
غزل بخوف:انا جبانة ..انا جباااااانه....
يوسف وهو مستمر بالسير علي الرمال يقترب من المياه :قولي مش هسيبك يايوسف ...بحبك ومش هسيبك ....
يعلو صرخاتها رعبا :نزلني ...بقولك نزلني...يوسف بتحدي :قولي الاول وانا اسيبك ..بحبك ومش هسيبك ........
غزل وقد تملك منها البكاء وقد بدأت شعر بالمياه الباردة ملامسه الجزء الأسفل من جسدها فتزداد تشبث برقبته ويعلو صوت بكائها ...
يوسف برجاء :قولي ياغزل ...قوليهالي ...انك مش هتبعدي عني ..عشان بتحبيني ....فيشعر بجسدها ينتفض تحت ذراعيه وصوت اسنانه الذي يصدر من ارتعاش فكها حتي ظن انها لن تجبه لتقول بهمس مرتعش:
(انا معاك )....
يتصلب جسده للحظات حتي يستوعب ما سمعه للتو ليتساءل بلهفه :
قولتي ايه ؟!...
لتجيبه مره اخري :انا معاك ...مش هسيبك ...في هذه اللحظة تحديدا ألقى البحر بجنونه لترتفع موجه عالية تلطم ظهرها وتغمرهما بالمياه فيزيد من احتضانها لا يعلم كم مر من الوقت وهو معها داخل البحر يبثها شوقه الملتهب عن طريق قبلات متفرقه علي وجهها وعنقيها لا تعلم هل هذا شكرًا علي إجابتها ام كلماتها أشعلت نارا كانت تظن انها مخمدة ....
....
يتبع.

صماء لا تعرف الغزل (بقلم وسام الأشقر)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن