الثاني وعشرون

31.5K 603 11
                                    

#صماءلاتعرف_الغزل
#زهرةاللاڤندر_ويسا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹
الفصل الثاني والعشرون
🌹🌹🌹🌹🌹
ترفع عينيها للمرآة المقابلة لها لتصدم من رؤية ملامحها التي اختفت تحت اثار الكدمات وجرح شفاها فتتساقط دموعها لتختلط بدماء وجهها حسرة على حالها ....
فتنتفض عند سماع صوت طرقاته القوية يتوعد
عندما أنهى حديثه مع الموظف التفت يبحث عنها ليتفاجأ بعدم وجودها ويلاحظ إغلاق باب الحمام ..يطرق بتوعد عليه يقول بغضب:"افتحي ....افتحي الباب ...لازم اعرف مين ؟؟عامر ؟؟..ولا حد تاني غيره ..افتحي الباب بقولك بدل ما اكسره ...تقى كان عندها حق طلعتي وس.....وأنا المغفل اللي خدعتيه ...يوسف الشافعي واحد فا.....زيك تخدعه ...افتحييييي"
يخرج صوتها بتوسل :"اقسملك ماعملت حاجة.... أنا مش فاهمة حاجة ...ارجوك يايوسف "
"ماتحبيش اسمي علي لسانك الو.....ده
أنا اسمي ماتشيلوش واحدة زيك ...."
تشعر بتسارع ضربات قلبها وازدياد الدوار وانعدام الرؤية مع سماعها لسبابة وتوعده المستمر لها بالقتل تحاول الاستناد بيدها على حوض الوجه فتفلت يدها لتمسك الهواء ويختل توازنها لتصطدم جبهتها بحافته وتسقط أرضا غارقة في دمائها .......
يسمع صوت ارتطام قوى كالانفجار من الداخل ليقترب مع انقباض قلبه :"افتحي ....غزل ....افتحي بقولك ....افتحي مش هاجي جنبك ...مش هعملك حاجة ..متخلينيش اكسر الباب ..."
فيزداد انقباض قلبه ان تكون فعلت بنفسها شئ أو اقدمت على الانتحار ...وعند هذه النقطة بدأ بضرب الباب بكتفه عدة ضربات لينفتح ليجدها ساقطة أرضا تحت رأسها بركة من الدماء
ليسرع في حملها للخارج بخوف من منظرها ووجهها الذى غطى بالدماء ...يحاول إفاقتها بالضرب على وجهها ولكنه لم تأتيه اجابة منها ...
يجري يبحث عن هاتفه ليتصل بأخيه .....ويقول برعب
"يامن الحقني بسرعة ...هات عربية اسعاف ....غزل بتموت"
يامن بإنتقاضة:"في ايه ايه اللي حصل ؟؟..هببت ايه الله يخربيتك"
"مش وقته ..غزل هتروح مني"قالها يوسف بصراخ
فيستقيم يامن يحاول ارتداء ملابسه يقول:"يوسف اسمعني كويس ...تروح بيها علي (........)دي اقرب مستشفى ليك ..عربية الإسعاف هتتأخر ..وأنا هتصل بالمستشفى أبلغهم بوصولك وأنا جاي حالًا ...."
...........
يدخل بها من باب الطوارئ محمولة بين ذراعيه مغرقة إياه بدمائها ليصرخ بهم :"حد يلحقها ...هتروح مني "
ينتشلها احد الأطباء من يده ويساعده احدي الممرضات في وضعها على الفراش المتحرك ليسمع صوت الطبيب يقول :"جهزوا العمليات ..الحالة نزفت دم كتير "
وعند استعداده للانصراف وجد من يتشبث بذراعه يقول :"هتبقى كويسة؟؟.."
"تقرب ايه للحالة ؟"
يوسف بدموع :"جوزها ...."
..................
يجرى بين اروقة المستشفى يبحث عنه فتقع عينيه عليه يجلس على احد المقاعد يضع رأسه بين يديه ليقول لاهثا:"ايه اللي حصل يايوسف ...غزل مالها"
يرفع عينه بإرهاق يقول:"هي جوه في العمليات ..الدكتور بيقول نزفت دم كتير "
ليندهش يامن من حديثه:"نزيف !!!...هو أنت  عملت ايه بالضبط فهمني ...اوعى تكون اتغابيت معاها و....و......"
لم يستطع يامن توضيح كلامه اكثر من ذلك لقد أخذت أفكاره اتجاهًا اخر غير الحقيقة...
فيتفاجأ ببكاء يوسف وانهياره فيجلس بجواره يربت فوق ظهره ليسمعه يقول :
"طلعت خاينة يا يامن...طلعت خاينة وأنا اللي صدقت برائتها وطلعت مغفل ..."
ليصدم من حديث أخيه الغير مفهوم فينهره :"ايه اللي انت بتقوله ده ..انت ازاي تتهمها بحاجة زي دي !..انت اتجننت "فيسمعه يقص عليه ماحدث بينهما بعيون جاحظة لينتفض صارخا بوجهه :"انت اتجننت ازاي واحد متعلم زيك يستعجل في الحكم بالشكل ده ..سيبت ايه للجهلة ..ده الجاهل مايعملش كدة ...ازاي تشك فيها .."
ليصرخ يوسف بانفعال :"قولتلك ماطلعتش بنت ..عايزني أتأكد ازاي اكتر من كده ؟!.."
ليقطع حديثهم خروج الطبيب منفعلًا بوجه غاضب فيقترب منه يامن بلهفة :"طمني عليها ..هي كويسة؟؟"
"أنت تقرب ايه للحالة اللي جوه .؟"
"أنا الدكتور يامن اللي كلمك الدكتورحسام عشان تستقبلوا الحالة وأكون ابن عمها ..."
الطبيب بعملية:"الحالة اللي جوه وصلت مضروبة ضرب مبرح ولازم يتعمل محضر بالكلام ده ..ده أولا ..ثانيا الحالة لما دخلت اتبلغت ان جوزها اللي جايبها ولما كشفت عليها دكتورة النسا لقيناها عذراء تبقى متجوزة ازاي...؟!..."
ليصدح صوت يوسف بصدمة لا يعلم سببها هل سعادة لبراءتها أم حزن على ماصدر منه :"أنت بتقول أيه ؟؟..انت متأكد من اللي بتقوله ده ؟"
ينظر له الطبيب بارتياب بسبب الدماء التي تلطخ ملابسه:"مين حضرتك؟"
يامن محاولًا تهدئة الوضع:"ده ... يبقى جوزها؟"
فيمرر الطبيب نظره بينهما بضيق حيث فهم الأمر ..ويقول :"انت اللي عملت فيها كده عموما !!!!يادكتور يامن احنا هنكتب تقرير بالحالة عشان حق المريضة مايروحش ...."ثم يوجه حديثه ليوسف المصدوم بقرف يقول :وأنت !!!...دكتورة النسا اللي كشفت عليها تبقى تروحلها ..اكيد فاهم ليه ..طبعًا ....عن اذنكم "
يتركهما وهو يسب ويلعن في امثاله من الجاهلين .....
ليلتفت له يامن بغضب :"سمعت يابيه بودانك ...طبعًا لو أنا اللي كنت قولتلك كنت كدبتني وصدقت نفسك وشكوك بس ...أنت عمرك ماهتتغير هتفضل تأذي اللي حوليلك زي الدبة اللي بتقتل صاحبها ..يوسف !!!...ده اخر كلام عندي انت وغزل ماتنفعوش لبعض سيبها لحالها ..لانك بقربك ليها هتدمرها ....."
يوسف بشعور مختلط لايعلم أيسعد لبراءتها ام يحزن لظلمه لها ..لقد كاد ان يقتلها بتهوره ..ليقول يوسف :"مش مهم اللي انت قولته ده ..أنا كل اللي يهمني انها طلعت بريئة مش خاينة ..مش خاينة يايامن"
"انت فاكرة انك بعد اللي صدر منك هي هتقبل تبص في وشك حتى ؟؟"
ليمسك يوسف أخيه من مقدمة قميصة يقول بين اسنانه:"يااخي ارحمني ..هو أنا مش اخوك ...حس بيا والمصيبة اللي أنا فيها ..سبني افكر هحلها ازاي ؟؟!..."
فيشعرا بفتح باب العمليات ليشاهدا خروجها على الفراش المتنقل ليجري كلاهما عليها ..يقول يوسف بتوسل :"غزل ..غزل ...حبيبتي ردي عليا ياقلب يوسف ..هي مابتردش ليه؟.."
لتقول الممرضة :"هي تحت تأثير المخدر ..شوية وهتفوق احنا هننقلها غرفتها وشوية الدكتور هيجي يطمن عليها"
ليتحرك الفراش بها ويختفي تحت أنظاره النادمة خلف غرفتها .....
...........

صماء لا تعرف الغزل (بقلم وسام الأشقر)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن