الفصل السابع والعشرون
......ليتحرك يوسف بحذر وعينيه تراقب من هم موجودين وكأنه يبحث عن فريسته يريد ان يتأكد مما قالته نانسي ...وعند اقترابه من حاجز الاستقبال شعر بان الارض تميد به من الصدمة ليجدها واقفة. امام موظف الاستقبال الذي علي مايبدو يبحث عن شي بجهاز الحاسوب وتقف هي موالية ظهرها له يظهر علي حركه قدمها التوتر ...ليحاول يوسف الاختباء خلف عمود رخامي في بهو الفندق ...ويسمع نانسي من خلفه تقول :صدقتني ...انها هي ....معقول تكون عارفه انك جاي تقابلني ....ليقول يوسف بصوت ميت:مش عارف ......ليلاحظ رفع الموظف وجهه لها بعد إنهاء مكالمته ..وإلقاء بعض الكلمات المبهمة وتحرك رأسها له بتفهم ....ليجد من يقترب منها لتلتفت له وكانت هذه الصدمة الثانيةله ليقول بذهول:جاااسر !!!!
.............
عندما اعلمه موظف الاستقبال بوجود امرأة تقوم بالسؤال عليه توقع علي الفور ان تكون هي فيطلب الأذن من ضيوفه الألمان ويتركهم امام المسبح ويتجه الي بهو الاستقبال ويجدها تنتظره ..ليقول :
"مدام غزل !!...."
لتلتف له وتقول :"ايوه ...حضرتك استاذ جاسر مش كده ؟...اعتقد اتقالبنا قبل كده في الشركة ،..."
جاسر بتوتر :"اه فعلا ..وكنت منتظر مكالمتك ليا ...خير هو في حاجه ..."
لتلاحظ غزل وقوفهما وسط الفندق امام المارة ليقطع تفكيرها ويقول:
"اتفضلي ..معايا نشرب حاجة وندردش شوية ..."
لتقول باندفاع:"انا مش جاية اشرب انا جاية بخصوص ملك ..."
ينقبض قلبه ويسقط بين قدميه ويقول بخوف:
"ملك ...هي فيها حاجه ؟؟..ارجوكي طمنيني..."
غزل:"اعتقد فعلا لازم نقعد عشان نتكلم ...."
ليشير لها بان تتقدمه لتلبي دعوته وكل هذا تحت أنظار كارهة يحاول السيطرة علي غضبه بسبب قفز كل الأفكار السوداء التي تشينها ....يحاول ان يهدأ من غضبه حتي لايتسرع في أخذ خطواته يجب عليه ان يفكر بأكثر عقلانية ...فقلبه يؤكد له انها بريئة من شكوكه ويجب ان يكون هناك سببا لمقابلتهما لا يعلمه ولكن كيف وقد كذبت عليه بوجودها بالفيلا ...ليهاجمه عقله ويؤكد له انها كاذبة وقد خدع فيها كالمرات السابقة ..ليفيق مره اخري علي يد نانسي فوق كتفه تقول:يوسف !!..هتعمل ايه ؟!....اكيد قي سبب انها تيجي انهارده ..ااااكيد لو سألتها هتقولك ...لينظر لها بعينين كجمر مشتعل فيزداد خوفها من ملامحه فهي تعلم مدي غضبه ....لتقول محاولة تهدئته:
"بتبصلي كده ليه ؟...انت ناوي علي ايه يايوسف ..؟.."
لم تكمل جملتها لتجده يتحرك بعصبية لرجل الاستقبال لتلحقه بأنفاس مضطربة تحاول اخماد غضبه وتسمعه يقول:
"جاسر فخر الدين رقم أوضته كام؟!.."
الرجل :
"اسف يافندم ماينفعش نبلغ حد باسرار نزلائنا ...لو حضرتك عايزه ممكن تبلغنا باسمك ونتصل بيه نسأله ..."
يوسف يفقد سيطرته ويمسكه من زيه :
"انت اتجننت يالا مش عارف بتتكلم مع مين ؟!...انت تنطق وتقولي رقم غرفته كام بدل ما أكون سبب رفدك ....."
الرجل :"يافندم عيب كده ...انا بشوف شغلي ...لو حضرتك حابب تقابله ممكن نتصل بيه ..زي الضيفه اللي جت قبلك ..."
ليبتلع يوسف ريقه بصعوبة ويقول :
"اسم الضيفة ايه ؟!...وطلعت معاه اوضته ولا لا ؟......"
الرجل :"اسف يافندم مش مسموحلي اتكلم ..."
لتتدخل نانسي لتهدأت الموقف :"احنا اسفين جدا علي اللي حصل ..يلا يايوسف ما ينفعش كده ...."
ليدفع يدها بقوة وعينه علي الموظف ويقول بهدوء منافي :"طيب هسألك سؤال وما تتكلمش هز رأسك بأه او لا ...اللي سألت علي جاسر فخر الدين اسمها غزل الشافعي مش كده ؟!...."
لينظر له موظف الاستقبال بجمود بضع لحظات ظن فيهما يوسف انه سيرفض الاجابة الا انه وجده يهز راسه بنعم ...ليتجمد الدماء في عروق يوسف وكأن دلو من الماء البارد فوق رأسه ...لتسحبه نانسي من ذراعه والوجوم يغطي ملامحه كأن العالم اختفي منه البشر لا يسمع فيه الا لخطواته
............................................
لم يشعر بنفسه الا وهو جالس علي اريكة بشقة نانسي وهي تجلس أرضا تحت قدميه تحاول تهدئته وإخراجه من حالته لتقول :"يوسف ماتسكتش كده ...اكيد في حاجه غلط ..انا اه بكره غزل عشان خدتك مني ..بس اكيد مش خاينة ...اللي يعاشرك يايوسف عمره مايخونك ...."
ليقول بوجوم كأنه يدبر لشئ:
"كله هيبان ...ولو طلعت خائنة يا ويلها مني ...هتتمني الموت من اللي هعملهً فيها ...."
نانسي:"ماتستعجلش يايوسف ولازم تتاكد .."
ينظر اليها بنظرات مختلفة ويرفع يده ليربت علي وجنتها ليقول:
"تعرفي يانانسي ...انك وفية اكتر من ناس كتير حوليا"
............
يقف أسفل المبني ينظر لها لعلها تقتنع بقراره الذي حسمه ليلة امس ...الا انها رفضت بشده عندما عرض عليها ذهابها لطبيبة نفسية حتي يعرف سبب حالتها التي تهاجمها عند كل توتر ..ليقول شادي:
"ممكن اعرف ايه كل التوتر ده ؟...انت متأكده اني خايف عليكي وعايز مصلحتك ولا لأ..."
لتجيبه سمية بغضب:
"وانا قولتلك اني مش عايزة اروح لدكاترة انا كويسة" ...
شادي :"ياحبيبتي انا عارف انك كويسة ومافيش حد زيك ..بس انا حابب اطمن عليكي ...موضوع النسيان اللي بيجيلك ده مش اول مره يحصلك ...طيب ايه رايك نعتبرها دردشة ولو ما استريحتيش مش هضغط عليكي تيجي تاني ..تمام...."
لتوافقه سمية وتقول :تمام.......
.........
تستيقظ من سباتها وإرهاقها تتململ من شدة الالم تحاول دخول الحمام لعلها تفيق من خمولها وكسلها الذي جد عليها مؤخرا تري هل هذا كله من اثار الحمل ....؟!تنهض بتكاسل وتقع عينيها علي هاتفها الموضوع علي الطاولة الصغيرة بجوار فراشها لتزفر بفقدان امل ظننا منها انه نساها وألقي بها خلف ظهره فهو لم يجبها علي اتصالاتها ولم تعرف أين اختفي؟ ....جهلت بمحاولة اتصاله بها علي الفور بعد علمه باتصال غزل .......لتتجه الي حمامها لعلها تصفي ذهنها وتتخلص من إرهاقها ......
.........
حامل!!!!......قالها جاسر بصدمة ليتعرق من صدمته ويكمل :
"انتي متاكده انها حامل ؟؟..ملك حامل!!!...."
.غزل بتهكم:"غريبة اني شيفاك مصدوم ..هومش المفروض انك جوزها ولا انا فهمت غلط..."
جاسر بتصحيح:"لا انا ما اقصدش بس الصدمة شديدة ....رغم اننا واخدين حذرنا.."
.غزل بتعجب:"حذرك!!!!..عموما مش ده موضوعنا...انا اللي يهمني دلوقت انت هتعمل ايه? ...انت لو بتحبها فعلا زي ما انا شفت في عينك ..لازم تصلح الوضع ده قبل مايوسف يعرف .."
جاسر :"يامدام غزل انا فعلا طلبت ايدها منه وهو رفض ..ومش عارف اعمل ..ايه "
غزل:"وحضرتك قبل ما تعمل المصيبة دي مافكرتك مين ممكن يكون الضحية نتيجه أفعالك !!!.ااانا اسفة مش قادرة اتحكم في أعصابي الموضوع صعب بالنسبة لي....."
جاسر :"أوعدك ان اروح ليوسف ولو رفض هضطر اشهر جوازنا غصب عنه ....انتي مش عارفه ملك بالنسبة لي ايه!؟...."
غزل بشرود :"ربنا يستر من اللي جاي قلبي مش مطمن......."
.......
يقوم بترتيب حقائبه وملابسه لقد قرر السفر بلا عودة لهذه البلاد ...ليصدح هاتفه برنين يجدها غزل ليلقي عليها التحية فتجيبه بلهفه :"يامن ...انت عامل ايه ......"
ليبتسم علي براءتها :"الحمد لله لسه عايش ..."
غزل بلهفه:"ماتسافرش يايامن ...عشان خاطري ...."
يامن :"خاطرك غالي ياغزالي ...بس مبقاش ينفع ياغزل ..."
غزل بشبه بكاء:"انا كان نفسي تفضل معانا ...ليه كل اللي بحبهم ليبعدوا عني ..ليه دايما عايشة مهددة اني في اَي وقت هفقد حد غالي ..ماتزعلش من يوسف يوسف بيحبك ...مش انت اللي قولتلي يوسف بيحب بغباء قبل كده ..."
يامن بضيق:"مبقاش ينفع ياغزل ....يوسف بيتعامل معايا اني طفل صغير هو اللي يمشي كل اللي حواليه علي مزاجه ...كل اما احاول اشوف حياتي واحب واتحب يطلعني يوسف في البخت ....لازم ياخد الحاجة اللي في ايدي ."
.غزل برفض:
"لا يامن انت غلطان المرة دي ..الكلام اللي سمعته منك بخصوص تقي ويوسف مش صحيح ...انت ازاي تظن ان تقي بالأخلاق دي ...انا اه يمكن مكنتش علي وفاق معاها طول عمري بس ماحبش انك تتكلم في أخلاقها ابدا ....."
لينظر الي دبلته التي وجدها بارض اليخت بشرود ويقول:"للاسف ياغزالي مدام الشك دخل بين اَي اتنين يبقي بنحكم علي العلاقة بالفشل من قبل ما تبتدي ...."
غزل بترجي:"أدي لنفسك فرصة وبلاش تضيع تقي من ايدك يايامن تقي ماتستاهلش كده ...تقي بتحبك يايامن بس كبريائها اللي بيسيرها ..."
يامن بإصرار:"خلاص ياغزل اللي حصل بينا ماينفعش يتصلح تاني ..انا باتمنالها تبدأ حياة جديدة مع واحد غيري ...يستحقها .."
غزل:"براحتك يايامن بس اتمني انك ماتندمش علي قرارك ده بعدين ..وبقولها تاني فكر وماتبعدش عننا عشان احنا محتاجينك ..مش بعد ما لقيت الأمان انت كمان تسبني وتمشي....."
يامن:"انا عمر ما اقدر ابعد عنك ياغزالي ههههه...هتواصل معاكي دايما ومتخافيش لما تحتاجيني هتلاقيني جنبك علي طول .....اشوف وشك علي خير ..."
غزل ببكاء :"مع السلامة "......
.............
يدخل بملامح غير مقروءة يظللها الوجوم ويقول:
"بتكلمي مين ؟...."
.غزل بانتفاضه:"يوسف !!...انت جيت امتي ؟؟..."
يوسف بغموض:"ايه ؟!...مكنتش عايزاني ارجع ..."
غزل :"ايه اللي بتقوله ده لا انا مش قصدي ...هو انت فيك حاجة شكلك مش طبيعي" ...
ليبتسم بسخرية ويمر من جانبها بعدم اهتمام ويقوم بخلع سترته ويقول:
"لا ابدا ماتخديش في بالك ..شوية إرهاق من الشغل ...."
تقترب منه وتضع يدها علي كتفه فتشعر بتصلب جسده من لمستها :"انت في حاجة تعباك ؟...اجبلك مسكن ..."
يوسف بجفاء:"لا....انا هاخد حمام وأنام ...."
غزل بتعجب:"تنام !!.دلوقتي ...احنا الساعه ٧ !!....."
ليقول بغضب:"ايه المشكلة واحد وعايز ينام هاخد الأذن منك عشان انام ...."
غزل بحزن :"لا يايوسف مش هتاخد الأذن ...عن إذنك ...."
.........
تعود الي حجرتها بعد ان اطمأنت علي ملك وأوصت الخادمة هناء بإعداد لها كوب من الحليب الدافئ يساعدها علي الاسترخاء بعد ان أخبرتها بما دار بينها وبين جاسر لتتركها بعد علمها باتصاله الملهوف ليطمأنها انه لم يتخلي عنها ..ولكن مايشغل بالها هو التقلب المزاجي لها تُرى ماسبب هذا المزاج العكر ولكن التفكير في الامر يشعرها بالانقباض وتقلص معدتها ربما حالتها هذه من التوتر المحيط بها وكثره تفكيرها في حالة ملك ...تفتح باب حجرتها بحرص شديد خوفا من إزعاجه الا انها تنصدم عندما تجده مستيقظا. مسند ظهر علي الفراش يدخن بشراهة ..نعم من الواضح انه قد استهلك علبتا سجائر بسبب كثرة الدخان المحيطة به ويبدو انه لم يشعر بها عند دخولها فتسعل بشدة لينتبه اليها عاقد حاجبيه متسآءلا لتقول:
"ايه الدخان ده كل يايوسف ..اللي يدخل الأوضة يقول عليك اتجننت وولعت فينا ..وكمان قافل الشباك لا انت اكيد مش طبيعي ..."
وتتجه لفتح النوافذ لعلها تتخلص من هذه الروائح الكريهة...ولكنه لم يجبها فتكمل مع اقترابها والجلوس بجواره .:
"يوسف ..انت مش بترد عليا ليه ؟..انا زعلتك في حاجة؟...."
يوسف :رحتي فين انهاردة ؟...
غزل :"ماانا قولتلك رحت اشتريت حاجات وكلمتك لما روحت ..."
يوسف:"ممم ...حاجات ايه بقي مش هتفرجيني.!!!.."
.غزل بابتسامه خجولة :"لا مش هينفع افرجك ..خليها مفاجئة ..."
"بس انا مصمم اشوف وحالا "
قالها يوسف بإصرار ...اما هي لتشعر شعور غريب بالنسبة له هذا ليس يوسف من يعشقها به شي مختلف يخيفها ..لتقول بتوتر :"صحيح ..انت ما نمتش ليه ؟!..."
لينظر داخل عينيها الرمادية يستجدي برائتها لعلها تنقذه من شكه الذي يقتله ويرفع أصابعه يمررها علي وجنتها ويقول:
"بتحبيني ياغزل ؟....بتحبيني قد ما بحبك ..."
لتشعر ببعض الجرأة التي تدفعها وتقبل أطراف أصابعه التي يمررها علي وجنتها فتشعل جسده بهذه الحركة البسيطة ويسمعها تقول:
"انت لسه بتسأل اذاكنت بحبك او لا ..تسمحلي اقولك ياجينيرال انك اغبي تلميذ بيتعلم الحب"
يمسكها من ذراعيها بقوة ويقربها منه ويهمس امام وجهها بغضب مكتوم :
"دي مش اجابة ؟!...ماتهربيش من اجابة السؤال بتحبيني ولا لأ .....تقدري تعيشي من غيري ...تقدري تكوني لحد تاني غيري وتنامي في حضنه ويلمسك زي ماانا لمسك دلوقت ..."
لتهرب الكلمات منها وتهز رأسها بالرفض خوفا من أسئلته ...عندما يلاحظ صمتها..يزداد غضبه منها ليضغط علي ذراعيها بقوة تؤلمهاوبلحظة واحدة تجد نفسها بأحضانه يلتهم شفتاها بقبلة عنيفة لم تجربها معه من قبل .فتحاول التحرر منه حتي تعترف له بحبها الحقيقي له ولكنه يعتبر محاولاتها رفضا له ..فيزيد من ضمها اكثر راغبا في تكسيرها وآلامها كعقاب لها .......
يقف بجوارها يراقبها وهي في سباتها يظهر علي ملامحها بعض التشنجات كأنها تعاني من حلم مزعج ..تلح عليه رغبته في إيقاظها ومواجهاتها بشكوكه لعله يجد اجابه تريحه ولكنه يشعر بالخوف من هذه المواجهة خوفا من خسرها في كلا الحالتين يعلم انه اذا اثبت له خيانتها فلن يرحمها ولكن ماذا لو كانت كل مايفكر به مجرد هواجس سيخسرها للأبد ولن تقبل الاستمرار معه بعد شكه بها للمرة الثانية.. ليلاحظ ازدياد تشنجها وتعرقها كأنها تقاوم شي ما وتغمغم بكلمات غير مفهومة ليسمع اسمه يخرج من شفتاها كأنها تستنجد به ليقترب منها يحاول إيقاظها :
"غزل ...غزل فوقي ..انتي بتحلمي ..."
لتنتفض شاهقه من كابوسها تحاول استجماع ثباتها وتسمعه :"انتي كويسه ؟...كنتي بتحلمي ..."
ليجدها تنظر له بخوف وتقول:"يوسف ...أأنا ..انت ..بت..بتحبي صح ؟...."
فيعقد حاجبيه من سؤالها:"ايه السؤال ده ؟..انا بعشقك ياغزل مش بحبك بس ..."
فيضمها له ليجدها تتشبث به كأنها تطلب حمايته وتقول:
"انا خايفة اوي ..ماتبعدش عني ...أأنا حلمت ب.بانك ......."
.يوسف ليخفف عنها:
"ششش..بس ماتخكيش حاجة ..لو الحلم مضايقك ماتحكيهوش ..وانا هفضل جنبك طول عمري مش هبعد عنك ابدا...."
غزل:"ابدا؟..."
يوسف بتأكيد :"ابدًا ابدًا......"
........
مر أسبوعان عليهما يحاول كلا منهما إظهار حبه للآخر بكل الطرق ولكن مايعكر صفوه شكه المستمر بها حتي وصل به الحال بتعين شخص لمراقبة تحركاتها واطلاعه بها اما عنها فمايعكر صفوها عدة أمور ..منها قلقها الذي يزداد علي ملك وخوفها من ظهور علامات الحمل عليها قبل ان تحل مشكلتها وقلقها من هذا الحلم الذي يستمر معها منذ فترة هذا الحلم الذي كان يطاردها منذ سنوات من قبل معرفتها بيوسف الا ان الحلم يتكرر ويتكرر مع ظهور يوسف به ....لتسمع يوسف يقول:"ايه ياغزل مش بتكلي ليه ؟!....."
غزل بانتباه:"ايه ..لا باكل ..معلش سرحت شويه.."
يوسف بمداعبه:"في ايه بقي؟...ينفع أكون جنبك وتسرحي في حد تاني ".
.غزل:"مغرور...."
.يوسف:"مغرور بيكي ..."
غزل :"يوسف ممكن أسألك سؤال.."
يوسف:"اكيد ...."
غزل:"ليه عمرك ما تكلمت معايا فأمور الأطفال ...انا اعرف ان اَي راجل كل اللي بيتمناه بعد الجواز ان يجيب طفل ...بس أنت عمرك ما اتكلمت معايا في الموضوع ده ....."
يوسف وقد تصلب جسده من كلامها ليحاول اخفاء توتره وابتلاع لقيماته بصعوبه :"لا ابدا ...ازاي ...اااكيد حابب أكون اب وعندي اطفال ..بس يعني ...يمكن أكون مأجل التفكير في الموضوع شويه ...انا عايز أعيش معاكي يومين حلوين قبل ما تنشغلي عني ...ولا ايه رايك ..."
غزل بخجل:
"بس ..مش يمكن ..أكون ليا رأي تاني ..ومستعجلة اني أكون ام ..."
يوسف :"ايه بس ياغزل ...مستعجلة ليه ...اكيد اليوم ده هيجي...اااغزل ممكن أسألك سؤال؟....."
.غزل بابتسامة:"طبعا يايوسف..."
يوسف بصوت مهزوز:"هو يعني..لو ..لو اكتشفتي اني يعني ...مقدرش اخلف ..هتسبيني..."
غزل بصدمة من سؤاله :
"ايه اللي بتقوله ده يايوسف ...لا طبعا ..انا مقدرش أسيبك ..طيب انت او اكتشفت اني مقدرش اجيب ولاد ليك هتسبني !!!......"
يوسف برفض:"اكيد لا ...."
غزل مطمئنه له:"وانا كمان بقولك اكيد لا ..مقدرش اسيبك ...."
يوسف بسعادة :"الحمد لله ...ربنا مايحرمني منك يارب ..."
غزل :"كل وبطل رغي عشان تلحق الشركة هههه ......"
يوسف وهو يكمل طعامه:
"صحيح هي ملك من ساعة ما خلصت امتحاناتها مش سامعلها صوت ..."
غزل :"ملك ..اااا....."
مين اللي بيجيب سيرتي علي الصبح قالتها ملك بضيق مفتعل ...ليلتفت لها اخيها:
"اخيرا طلعتي من قوقعتك ..ايه مافيش اخ تسألي عليه ...انا افتكر اخر مره شوفتك كان في فرحي ."
.ملك بسخرية وهي تجلس امام غزل:
"ومدام انت عارف ده ..ماسألتش علي اختك ليه المدة دي كلها ...."
يوسف بمداعبة:
"لا ده انتي زعلانة بقي وانا مش واخد بالي ..عموما ماتزعليش الفترة اللي فاتت اخدتني منك بس خلاص مش هتلاقي مشغول عنك ..الا انه يدقق النظر بوجهها"
ويقول:
"ملك انتي كويسه؟!...حاسس انك تعبانه ياحبيبتي.."
لتسعل غزل بشدة من تعليقه وتتناول كوب الماء الذي سقطت قطرات منه اثناء تناولها إياه وتسمع ملك تقول:
"لا ابدا تلاقي حبة إرهاق انت عارف انها كانت اخر سنة وكانت محتاجه مذاكرة ...."
يوسف:"طيب ...اتمني ان اسمع خبر حلو قريب عن النتيجه ..لان اعملي حسابك مكانك موجود من دلوقتي في الشركة ،..."
ليهم بالوقوف مودعا كلامنهما وسطت نظراتهما القلقة لتقول غزل:"كلمتي جاسر؟......"
ملك:"كلمني وقالي انه هيروح ليوسف تاني الشركة وربنا يستر ...بس هيعدي عليا هنا قبلها عشان وحشته"
غزل :"ان شاء الله هيوافق ...ماتقلقيش ...."
ليقطع حديثهما دخول هناء الخادمة ممسكة بيدها شي ما تقدمه لغزل وتقول:
"اتفضلي ياهانم الحاجة اللي طلبتيها مني الصبح ..."
غزل بامتنان:"شكرًا يادادة ..بس مش هوصيكي محدش يعرف اللي طلبته نهائي ..."
لتعقد ملك حاجبيها تقول:"ايه ده ؟..هو انتي عيانة ؟!..."
لتجيبها غزل:"لا..مش عيانة يا ام العريف تعالي فوق وانا اقولك ......"
........
اثناء قيادته السيارة قام بالاتصال برقم ما ليقول:
"ايه الاخبار .....تمام ...زي ما انت عينك ماتنزلش من عليها ..وكل تحركاتها تكون عندي ...سلام ....."
.........
تقف ملك بغرفة نوم يوسف وغزل ...تقوم بالتصفح عبر موقع التواصل الاجتماعي بهاتفها منتظرة خروجها من حمامها ...لتسمع صوت الباب فتنتبه لخروجها تعلو علي وجهها الصدمة ممسكة بين أصابعها الاختبار المنزلي الحمل لتحدث نفسها بذهول :
"ااانا ..حامل ...حامل ياملك .."
لتصرخ ملك فرحة وتقترب منها وتقول مش معقول انا مش مصدقة نفسي ..مبروك ياغزل ...ده يوسف هيفرح اوي ....."
فتتحرك غزل بهدوء وتجلس علي فراشها ويعلو وجهها الوجوم وتقول:"هيفرح !!!!....تفتكري يوسف هيفرح للخبر ده ؟؟؟..."
لتواجهها ملك قائلة:
"طبعا اكيد هيفرح ...في راجل ما يفرحش انه هيكون اب....وخصوصا من اللي بيحبها...."
غزل بقلق:"بس انا حاسة ان يوسف مش حابب يجيب اطفال دلوقتي ..وكمان هو قالي كده.."
.ملك:"ايه الكلام ده؟!..لا طبعا اكيد مايقصدش اَي راجل بيفكر كده بس بعد مايعرف الخبر ده بيطير من الفرحة....ها هتقوليله امتي ..."
غزل :"لا لا مش هقوله دلوقت ...انا عايزة اعمله مفاجئه ليها ترتيب عندي ..."
ملك:"ربنا يهنيكم يارب ..."
ليصدح صوت رنين هاتف ملك وتجده اخيها يامن فتجيبه بلهفه:"حبيبي عامل ايه؟!..."
يامن:"الحمد لله ..طمنيني انتي كويسة..."
ملك:"الحمد لله مع اني زعلانة منك ...ومن اللي عرفته...انت فسخت خطوبتك من تقي...تقي بتحبك يايامن انت مش عارف حالتها بقت ازاي بعد ماسبتوا بعض"
يامن:"ملللللك!!!...انا بتصل بيكي عشان اقولك اني مسافر كمان يومين ..عشان لو محتاجه حاجه ..."
ملك:"لا مش محتاجة ..عايزه سلامتك ....علي فكره غزل جنبي وعايزه تقولك خبر هيبسطك ..."
غزل :"السلام عليكم .."
يامن:"وعليكم السلام ..عامله ايه ياغزالي.."
غزل بسعادة :"الحمد لله ..."
يامن:"ايه الخبر ياغزالي اللي ملك بتقول عليه ؟!...."
غزل بخجل:"انا حبيت ابلغك قبل يوسف نفسه ..أأن ..اني يعني...انك هتكون عم تقريبا بعد تمن سبع شهوركده ..."
لتزول الابتسامة من شفتيه ويظهر الصدمة علي وجهه جلية ويبتلع ريقه بصعوبة ويقول بصوت مهتز:
"يعني ايه ؟!...مش فاهم....ااانتي تقصدي انك ..؟!......"
غزل بسعادة:
"ايوه اللي انت فهمته ...انا حامل ...."
ليلقي بجسده جالسا علي الفراش خلفه وتدور في خياله بعض من السيناريوهات بعد علم يوسف بهذا الخبر ويسمع صوتها :"يامن..الو ...انت سامعني ..بقولك انا حامل .."
يامن:
"ازاي!!!!..."
غزل:"هو ايه الللي ازاي ؟!...هو انت مش فرحان ولا ايه....."
يامن يلملم أفكاره :"لا ..ابدا ...ااانا مبسوط جدا...بس هو هو يوسف عرف ولا لسه ..."
غزل :"لا عملاهاله مفاجئة...."
يامن:"كككويس...الف مبروك ياحبيبتي ..معلش هقفل واكلمك تاني ..سلام....."
لتغلق الخط وتنظر لملك باستغراب لرد فعل يامن وتقول :
"هو ليه حاسة ان يامن مش مبسوط .........."
........
يجلس بمكتبه شاردا يحاول لملمة أفكاره وترتيبها فمنذ اخر مكالمة وصلته من المكلف بمراقبة تحركاتها وهو ثابت دون حراك لا يعلم كم مر من الوقت عليه وهو علي نفس الوضعية ...افكار وشكوك بدأت في الوضوح بعد ان كان يقاومها ..مدافعا عنها ..لقد ابلغه بحضور شخص غريب علي الفيلا ودخولها بعد خروجه مباشرة ...ليطلب منه التقاط صوره واضحة لهذا المجهول وإرسالها له ليفاجئ بجاسر وهو يخرج من باب الفيلا بثقه وصور اخري يلوح بيده لاحد ما داخل الفيلا ....ومع سؤال المراقب عن المدة التي استغرقها بالداخل ...ليكتشف انه اطال المكوث بالداخل لمدة ساعه كاملة ....ليزداد غضبه الذي يحاول ان يسيطر عليه لكن لابد ان يكون اذكي هذه المره ولا يندفع يحب ان يعاقب كل شخص خانه وطعنه ولمن بطريقته الحديدة بعد ان اتتت الكثير من التخيلات الفاجرة لعقله.....
ليرفع سماعة هاتفه ليسرع في طلب محامي الأسرة المقرب وطلب منه بعض الأوراق الخاصة
..........،،،،،،......
يدخل عليها بملامح مبهمة بالنسبة لها يجدها تتصفح هاتفها باهتمام حتي انها لم تشعر بوجوده مع ظهور هذه الملامح الباردة علي وجهة .اما هي فكان كل تركيزها علي صور المواليد من الذكور والإناث وتصفح بعض الصفحات الخاصة بالحوامل والمواليد ....فتسمعه يقول بصوت بارد:"بتعملي ايه؟.... ....."
غزل بانتفاضة:
"انت جيت امتي ؟...."
بملامح باردةعليها يجيبها بسخرية ظاهرة :
"من بدري ....بس شكلك اللي مشغول اوي لدرجة انك ماحستيش بيا اما دخلت ...."
لتجيبه بابتسامة :
"لا انا عاوزاك اليومين دول تتعود علي كده .."
ليرتفع جانب فمه بشبه ابتسامة مغتصبة:
"ليه ان شاء الله قررتي تكوني مفيدة للمجتمع بدل قعدتك دي!!....."
لتبتلع غصة مؤلمة لشعورها باستهزائه منها ...وتكاد ان تجيبه يقاطعها عندما ولاها ظهره يقول:
"هي ملك اتعشت؟...."
لتقول :"ايوه اتعشت ...."
يوسف وهو يتجه الي حمامه:
"طيب كويس ماتنتظرنيش عشان انا اتعشيت بره ...وهننزل اكمل شغل عندي في المكتب ..اه في ورق عايز أمضته بخصوص الشركة بما ان عمي مش موجود وبصفتك ليكي النسبة الأكبر في الشركة هتمضي مكانه ..."
لكنه لم ينتظر ردها اما هي ظلت تنظر للفراغ فحاجب معقود لتغير حاله المفاجئ رغم عدم اقترافها لاي خطا.....
......
بات ليلته بغرفة مكتبه جعلها حصنا له حتي يستطع تصفية ذهنه وترتيب أفكاره يريد ترتيب خطواته حتي لا يقع في اَي خطا حتي الان يرفض فكره خيانتها فلابد من حدوث سوء فهم ...كيف لهذا البغيض ان يطلب منه اخته ذات يوم ؟...وتقع زوجته في براثنه ...هل كان كل ذلك حيلة ليبعد ذهنه عن علاقتهما ...لما لا يواجهها بشكوكه...لما لا يسألها مباشرة ..غزل!!!هل تعرفين جاسررر ..لا لا ليس هذا السؤال ..بل غزل !!...هل تقابلينه ؟!...هل يوجد بينكما اَي رابط لا اعلمه ؟!....ما هذا الهراء ...لا ينقصه الا ان يذهب لها ويسألها ،..غزل !!...هل تخونيني مع جاسر !!!.......ليضحك بسخرية علي أفكاره ...كيف لها ان تكذب عليه ؟...لو كانت صارحته بمقابلتهما وأطلعته عن سببها لكان الامر اشد وطأة الان من هذه الدوامة ،..مابالك يايوسف تدافع عنها وتبرأها الم تراه خارجا من بيتك وعندما سألتها ان جاء احد اليوم كذبت ونفت حضوره ......كاذبة ...ماكرة ...كيف أعمته رقتها الزائفة؟...
...،.............
استيقظت علي رنين هاتفها المستمر تقاوم حالة الخمول لاتعلم كم الوقت ولكنها لا تستطع مقاومة النوم اللذيذ ما بالها تعشق النوم منذ علمها بحملها تمد يدها تخرج هاتفها الموجود أسفل وسادتها وتضعه علي أذنها وتزفر قبل ان تجيب وتقول :
"الو !!..مين ؟....."
لتنتفض عند سماع صوت الطرف الاخر قائلةبتوتر:
"خير ؟!..في ايه "
ليجيبها :"الحقيني ياغزل انا مش عارف اعمل ايه ؟!...ملك بتنزف ومش عارف اتصرف وهدومها كلها اتبهدلت ....الإسعاف في الطريق ..."
لتفرك جيبنهاالبارد بأصابع متوتره تقول:
"هي ايه اللي جاب ملك عندك....وايه اللي حصل بالضبط...."
ليصرخ جاسر:"مش وقت اسأله هتساعديني ولا اعمل ايه ..."
لتجيبه غزل وهي تقفز من فراشها متجهه لخزانتها :
"ابعتلي العنوان برسالة ...وانا جاية في الطريق لو الإسعاف وصلت قبلي بلغني باسم المستشفي ..."
جاسر بشبه بكاء :"حاضر حاضر..."
ليغلق الخط ويمسك يدها الباردة قائلا :
"غزل جاية بالطريق وانا اتصلت بالإسعاف ....متخافيش مش هسيبك ..."
ملك بالمً :"نزلني المستشفي هموت ياجاسر ..."
جاسر:"اناخايف احركك وانتي بتنزفي خايف يجرالك حاجة قبل ما أوصل بيكي ......"
...
خرجت مهرولة ترتدي قميص قطني ابيض بحمالات وفوقه قميص فضفاض حريري احمر يصل للركبه ذو فتحه تظهر عضمة الترقوة وجزء من كتفها الأيمن وبنطال من الجينز حتي لم تستمع الي حديث هناء بضروره الاتصال بيوسف قبل خروجها كما بلغها صباحا ...لتوقف سيارة اجرة وتطلعه علي العنوان ...لم تمر سوى عشر دقائق ووجدت السائق يقف امام بناية حديثة في منطقة هادئة لتحاسبة وتقوم بالاتصال باخر رقم تواصل معاها لتعرف باي يطابق يسكن ...حتي مرت بحارسها وأخبرته بهدفها .....ولكنها كانت تغفل عن الأعين التي تراقبها منذ خروجها من الفيلا
.....،.
لم تنتظر كثيرا حتي فتح لها الباب ليظهر جاسر من خلفه بوجهه المرعوب المجهد لتقول :
"هي فين؟!..."
جاسر يشير لأحد الغرف اخر اوضة علي اليمين ....لتجري الي الغرفه وتصدم من منظر ملك المتألم وهي تهمس باسم غزل لعلها تخفف عنها آلامها ...لتترك حقيبتها أرضا وتقول برعب :
"ملك ...متخافيش انا جنبك ...اكيد الإسعاف في الطريق .."
لتوجه حديثها له قائله :"الإسعاف اتاخرت هنعمل ايه ؟.....لازم نوديها احنا ...مش هستني ...."
جاسر :"شكلنا هنضطر ننزلها بس شكلها هيثير الشكوك بالدم اللي مغرقها وخصوصا البواب اللي تحت ...."
غزل:"انا جبتلها لَبْس غير ده ...يلا يا ملك..."
لتستجيب ملك لها وتقوم بتبديل ملابسها الممتلئة بالدماء وأثناء ذلك وجدت غزل ان ملابسها الفضفاضة قد ابتلت اثناء مساعدتها لملك وتنظيفها لتقوم بخلعها وتكتفي بالقميص الأبيض ذو الحمالتين...
وعند مساعدتها للاستلقاء سمعتا صوت رنين الباب لتقول غزل :"اكيد الإسعاف ..."
لتتحرك غزل بثقة للخارج وهي تقول :
"ها ياجاسر ..ايه الاخبار ؟!....."
لتقف مصدومة عند رؤيته واقفا امام جاسر ممسك بمقدمة قميصه وتنبعث من عينيه شرارة الاشتعال التي تهدد بحرق الأخضر واليابس .
يتبع
أنت تقرأ
صماء لا تعرف الغزل (بقلم وسام الأشقر)
Romanceتضحيات صغيرة تصدر منا تشكل فارقًا كبيرًا في حياة الآخرين ..ولكن عند تقديمها يجب معرفة هل ستستطع مواصلة حياتك بهذه التضحية ام ستظل عقبة لاستمرارها....فعليك ان تختار!.....