الفصل الخامس
.............
ابتلعت ريقها من التوتر لماذا تشعر بالبروده كلما رأته قطع تفكيرهاوهوًيقول:
"مساء الخير "
هزت رأسها بإيجاب ردا علي سلامه وبؤبؤ يتحرك بتوتر ويديها التي تمسك الباب ترتعش .. كانت ملهمة بهذه المنامة القصيرهً المرسوم عليها شخصيه كارتونيه..لم يخفى عليها نظراته الجريئة لتفاصيل جسدها وانحناءاتها ....
قال: "ايه مش هتقوليلي اتفضل ادخل ؟؟!!"
راقب رد فعلها فوجدها عقدت حاجبها وأنفها بدأ يتحرك مثل القطط كأنها تشتم شي لدرجة انه ظن ان رائحته بها شي فبدأ برفع ذراعه يشتم نفسه ليري ما المشكله وقال : "في حاجه ؟!!"
اتسعت عيناها فجأه وقفز ت تجري من أمامه للداخل بعد لحظات سمعت شئ يقع مع صريخ مكتوم من الداخل تصلب جسده بسبب صراخها . فاسرع للداخل اتجاه الصوت وجدها تمسك يدها وتبكي بشدة واشياء مبعثرة علي الارض اتجه يمسك يدها يقول:
"حصل ايه ؟ افتحي إيدك .".
كانت تبكي بشده من الألم فامسك بكفها بقوة وتوجه لصنبور المياه ليضع كفها أسفل المياة الجارية ثم ذهب يبحث بالبرادة عن ثلج ليضعه علي يدها وهو يقول:
"خلاص ماتعيطيش حصل خير ..."...
رفعت عينيها لتنظر له بامتنان ..فيصدح صوت غاضب يقول
"انت بتعمل ايه هنا؟؟؟؟"
ا..........
........
وقف محمد بباب المطبخ ليقول بغضب :
"انت بتعمل ايه هنا؟؟؟"
تركً يدها ووضع يده بجيبه يقول :
"بثقة كنت جاي ازور الانسه غزل .. فيها حاجه؟؟"
"كده من غير ميعاد ومن غير استئذان ..."قالها محمد بسخرية واكمل ..."واللي يزور حد بيزوره في المطبخ؟؟"....
يوسف:" بتهيألي صاحبة الشأن ما اعترضتش ونظر اليها بجنب عينه" ...
قاطع حديثهما صوت يتسأل : "في ايه ياولاد "
جرت غزل اتجاه الخالة صفا تحتمي بها
محمد وهو يرفع حاجبة بتحدي:
" مافيش يا خالتي ده البشمهندس يوسف كان جاي يطمن علي غزل وماشي علي طول ...."
صفا: "اهلًا وسهلا يابني ..يمشي ازاي يابني من غير ما ياخد الضيافة بتاعه "...
قال يوسف بابتسامه بهامكر وتحدي لمحمد : "تسلمي ياهانمً . اكيد مش هكسفك واشرب قهوتي معاكي "..
"اتفضل يابني اتفضل في الصالون "
قالتها صفا وهي تتكئ علي عكازها متجهه به لغرفه الضيوف ......
كان الكل مجتمع بالغرفة الخالة صفا التي أعدت ليوسف قهوته ويجلس يتناولها بتحدي لمحمد
وتجلس غزل بجوار محمد بعد ان أبدلت منامتها ببنطلون جينز وقميص قطني بعد ان نبهها محمد بعينه لذلك الامر فلم يخفي علي يوسف النظره التي رماها بها لتدخل مسرعه تبدل ملابسها وها هي تجلس بجواره ليمسك كفها بكل وقاحه وأريحيه ويقوم بدهن كريم للحروق لكفها وهي مستسلمة لمسكه يده وملامسته ...ظل شيطانه يخيل له ان هناك تجاوزات تصير بينهما من خلف ظهر هذه العجوز . قاطع شروده كلمه الخاله صفا :
" نورتنا يا ابني ."
يوسف وهو يضع فنجان القهوه:
"بنورك ياهانمً....."
يوسف: "الحقيقة انا كنت جاي انهارده لسببين السبب الاول اني اطمن علي الانسه غزل
والسبب الثاني اني محتاجها معايا بالشغل بصراحة هي ليها الفضل انها انقذت الشركه من اخر صفقه . الحقيقه بردوا ذكيه جدا وأتمني تقبل تشتغل معايا وأرجو ماترفضش طلبي وطبعا هخصصلها راتب كويس مش هتلاقيه في اي شركه تانيه ......"
كان يكمل حديثه وعينه علي انفعالات غزل التي فهمت كلامه جيدا وظهر عليها التوتر جليا..صفا:
"والله يابني مقدرش أدي رأي في الموضوع ده دي حياتها وهي حره ..."
محمد بغيظ : "هو ياخالتي انا قصرت معاكم في حاجه ..غزل مش محتاجه للشغل ولا تتعب نفسها ..."
صفا:" لا ياحبيبي مش ده قصدي ...."
قاطع حديثهم بثقه وقال يوسف:
"خلاص نشوف رايها هي !!..."
ساد الصمت للحظه لتتوجه إلى الروزنامة وتكتب بها لمحمد انها تريد هذا العمل تريد التعامل مع الغير والخروج من هذه الشرنقة ....نظر محمد بعينيها ليعبر لها عن مدي ألمه لحالتها .كم يتمني ان تشفي من مرضها ويسلمها لعريسها بنفسه ثم أخذ نفس وقال :
"غزل للاسف وافقت تشتغل في الشركه ..اهو تروح معايا وترجع معايا ياخالتي ...
.كان نفسي اقولك يا بشمهندس لا ...."
ضحك يوسف واكمل حديثه:
"طيب بالمناسبة دي انا عازم الانسه غزل والأستاذ محمد علي حفل يوم الخميس بالفيلا واهي فرصة تتعرفوا علي صاحب الشركة وعلي فكرة ...مش هقبل اعتذار عن الحضور ."
وقف يغلق سترة بدلته ليهم بالانصراف علي وعد منهم بالحضور ........
.............
"تقي تقي لو سمحت ممكن كلمة"
.قالها زميلها بلهفة وابتسامة براقة علي وجهه لقد كان علي من أوائل دفعته فهو شاب بسيط من أسرة بسيطة مكافح يعمل في مطعم مشويات ليساعد أسرته ووالده ...
"اف في ايه ياعلي ؟...مش هتخلص بقي من الحوار ده .. كل ما تشوفي. تندهلي وقولتلكً ميت مره ما تندهليش في الكليه كده ...".
شحب وجه علي من هجوم تقي غير المبرر من الواضح انها في مزاج سي اليوم ولن يستطع ان يخبره بالذي يريده منها فقال بتوتر ليخفي إحراجه :
"احم . انا اسف يا تقي ياريت متزعليش مني .انا كنت خايف تمشي وملحقكيش بس ...."
تقي بقله صبر : "خلاص ياعلي مافيش مشكله . ها في حاجه؟؟!!".
علي وهو يبتلع ريقه بصعوبة وعيونه علي عينيها البندقية : "كنت ككنت عايز اديكي ده"
.ومد يده لها بشي جعلها تخفض عيونها ليده ونتسأل :"اَي ده ؟؟!!"....علي وهو يتباطأ في اخراج الحروف : "دي ملخص كتاب مادة .... انا عارف انك ملكيش خلق التلخيص فقولت تكوني اول واخده اديهولها؟؟؟"...
ابتسمت تقي ابتسامه مجاملة له : "شكرًا ياعلي انا مش عارفه اقولك ايه ...."
علي: "شكرًا . ؟شكرًا ايه يا تقي انا معملتش حاجه.انت ماتعرفيش انتي ايه بالنسبة لي انتي......"
استشعرت تقي ان الحديث سيأخذ منحني لاتحبذه فقال مسرعه : "معلش يا علي ملك مستنياني نكمل كلامنا بعدين"..
ولم تنتظر رده فاختفت من أمامه .فهي دائما الهروب منه . نعم هي تعلم ان علي زميلها يكن لها مشاعر خاصة .والحق يقال انه محترم وليس مثل شاكلة الشباب الذي نراهم فهو من القلة الملتزمة بكليتها . وكان من السهل عليها صده من البداية وقطع الطريق عليه حتي لا يأمل بها ولكن بداخلها شعور غريب ليس اهتمام بعلي وإنما شعور بالغرور والثقة التي تشبع نفسها به كلما اهتم بها علي تشعر بثقه والكبرياء ان يوجد من يهتم بها ويرغب بها . اما هي فعقلها وقلبها مع شخص واحد تريده ملكها ...عقلها أوهمها انها تستطيع إيقاعه بشباكها ....
............
جلست تنتظر قدوم ملك وشردت فيما خدث بينها وبين اخيها محمد عندما كان يبحث عن شركة جديدة للعمل بها . واستغلت فرصك ان ملك أبلغتها في وسط حديثها عن يوسف انه أعلن بجريدة .،،،... انه يحتاج محاسبين شباب .....
فقامت بشراء الجريدة ووضعتها امام محمد كأنه هو من وجد هذا الإعلان وعندما أخبرهما اسم الشركة استطاعت إظهار رد فعل معاكس كأنها فوجئت باسم الشركة التي يملكها عم صديقتها المقربة
فهي تعتبر دخول محمد الشركة والتعامل مع يوسف خطوة في سبيل غايتها ............
..............
"ها عملت ايه ؟؟؟"
قالها شادي ليوسف الجالس أمامه ممسكا بكأس من الخمر وساقيه علي طاوله بيضاوية أمامه
ارتشف يوسف من الكأس ثم اجاب شادي وقال:
"وانت مالك مهتم اوي كده ليه ؟؟"
شادي : "يا اخي انا لحد دلوقتي مش مصدق ان الملاك ده يطلع منه كل ده !!مش يمكنً نكون ظلمنها ؟"...
يوسف : "ازاي مش فاهم ؟!! انت لو شفتها انهارده والبيه ماسك أيدها ازاي مش هتقول كده ....."
"وكمان تعالا هنا . انت عجبتك ولا ايه وعمال تدافع . انت وقعت ومحدش سما عليك ههههه"...
شادي وهو يفتح علبه سجائره الموضوع علي الطاولة :" هي من ناحيه عجبتني . فهي تعجب اَي حد . بس مش عارف حاسس ان في حاجه غلط
وكمان موضوع انها طلعت مش بتتكلم ده صدمني شويه ......"
يوسف:":مايصعبش عليك غالي هههههه....."
........
أنت تقرأ
صماء لا تعرف الغزل (بقلم وسام الأشقر)
Romanceتضحيات صغيرة تصدر منا تشكل فارقًا كبيرًا في حياة الآخرين ..ولكن عند تقديمها يجب معرفة هل ستستطع مواصلة حياتك بهذه التضحية ام ستظل عقبة لاستمرارها....فعليك ان تختار!.....