الفصل الرابع والثلاثون

30K 572 3
                                    

الفصل الرابع والثلاثون

............

غزل وهي تتلوى:
"يامن ماتبقاش متخلف ..انت عارف انت اجوزتني ليه ؟..وخلاص اللي انت خايف منه انا عرفته ...يبقي كل واحد يشوف طريقه بقى...."
ليقول بجدية :"اسمها افتكرتيه مش عرفتيه!...."
غزل بتعب من تكبيلها:"افتكرت ...افتكرت ..خلاص استريحت ......"
ليبتعد عنها يحررها يقول بضيق :
"ومخبية عليا ليه ؟...تفتكري لو انا عرفت هروح أقوله ؟!...."
غزل بحزن :"مش كدة...انا خايفة تربط نفسك بيا تاني ..وكمان انا وخداك حجة اسافر بيها ببيسان ...."
غزل بحزن يأكل قلبها:"انت مش شايفه متعلق ببيسان ازاي زي مايكون حاسس انها بنته ..ساعات أقول لنفسي هنفضل لحد امتي مخبيين عليه انها بنته ...بس ارجع وأقول ههه وهي كانت تفرق معاه من الاول هو كان عايز يقتلها ويقتل امها يبقي مالوش حق دلوقت فيها ...بيسان هتفضل بنتك انت يايامن انت اللي راعتها وأدتها الحنان اللي اتحرمت منه حتي معايا ....وانا ناوية اعوضها عن الاربع سنين الللي فاتوا"...
يامن بلوم:
"اول مرة ماوافقش علي كلامك ...آن الأوان ان يوسف يعرف انه ليه بنت ياغزل ..كفاية لحد كدة ..يوسف اتغير ياغزل اديله فرصة وسامحيه...."
غزل بكره :
"انت اللي بتقول كده ؟!..انا مش مصدقة ...ولا خلاص انا ما بقتش اهمك انا وبيسان ...علي العموم انا وهي هنسافر وانت مش ملزم تراعينا بعد انهاردة ..بس بيسان هتفضل بنتك ..."
يمسك وجهه بغضب:
"اسمعيني ياغزل ...انامتأكد انه اتغير ..ملامحه المكسورة البهتانة ..وكمان في حاجة انتِ مش عارفاها ..يوسف حول الأملاك كلها باسمك من يوم ما اختفيتي الشركة والفيلا حتي الشالية اللي في الساحل كتبه باسمك ...يعني يوسف قاعد ضيف هنا في ملكك ...."
غزل بصدمة:
"انت بتقول ايه ؟!...لا لا ..يوسف مايعملش كدة ..يوسف طول عمره بيدور علي الشركة والفلوس خايف لا أشاركه فيهم ..هههه لا اكيد..بيكدب..."
يامن بإصرار:
"انا شوفت الورق كله وتواريخ العقود ..."
تهز رأسها بعدم تصديق لتشعر بدوار مفاجئ فتجد يديه تسندها وتجلسها فوق الفراش يقول:
"انت كويسه؟!......."
غزل بابتسامةمغتصبة :"كويسة ....يامن انا مش عايزة حاجة ..انا عايزة أعيش في سلام وبس مع بنتي ..يوسف انتهي من حياتي يوم ما كسرني ....."
يامن بفقدان الأمل من صعوبة إقناعها:
"كان نفسي اطمن عليكم مع بعض ...بس في حاجة اخيرة لازم تعرفيها "
فتراه يقف ويبتعد ليفتح الخزانة ويبحث في حقيبته ببعض الأوراق ويخرج ورقة من هيأتها علمت انها وثيقة ميلاد فيمدها اليها وتمسكها بحيرة :
"ايه ده ؟..."
يامن بهدوء:"اقريها ..."
فترفعها لاعينها وتمرر أعينها علي البيانات لينفرج فمها وتتوقف عن التنفس للحظات فتخرج منها شهقة قوية تقول :
"بيسان يوسف نجيب الشافعي ؟؟!!!!!......"
فتسمعه يقول بحزن:
"رغم ان كنت عايز اعاقبه واحرمه منها ..بس ماقدرتش ساعتها احرم بيسان من ابوها لقيت نفسي بسجلها باسمه........"
غزل ببكاء:
"ليه كدة ؟..انت كدة دمرت كل حاجة ...يوسف لو عرف ان بيسان بنته هيحرمني منها ..ده أناني ومش بيحب الا نفسه ..انت كدة ربطتني طول عمري بيوسف ..لكن لا ...انا هاخد بنتي ونمشي حالا من هنا .قبل مايعرف..."
لتنظر لعيون يامن المضطربة وتقول :
"يامن !!!...انت هو ما عرفش حاجة صح ؟!...انت قولتله!!!!...."
يامن بعقلانية:
"ممكن تهدي ..هو لسه ماعرفش حاجة بس....."
تقطع حديثه:
"مافيش بس..ومعناها ايه لسه ماعرفش انت ناوي تعرفه؟."
غزل بإصرار:
"يوسف لازم يتحرم مننا زي ما حرمني من احلي أيامي وحرمني ان اشوف بابا ..قبل مايموت بحسرته"...
.........................
في الصباح
اتجه الي صومعته مع ازدياد فضوله عن سبب استدعاء أخيه له لأمر هام باتصال صباحي مزعج خطفه من نومه العميق
يقترب من باب الملحق ويطرقه طرقة واحدة وكاد ان يطرق الثانية ليجد الباب يفتح بقوة ويجذب من تلابيه ويدفع داخل الملحق بغضب ويقول:
"تعلالي يا روح قلب اخوك ....."
وينهي جملته بلكمة قوية استقرت علي وجهه يامن فيختل ويسقط أرضا غير مستوعبا سبب غضب أخيه ...ليقول :
"هو انت مصحيني من بدري وعامل قلق عشان نفسك تدرب ملاكمة ولا ايه ؟!...."
ليصعق عندما يجده يضمة بقوة غريبة ويربت علي ظهره في حضن اخوي غريب ويقول يوسف بصوت متأثر :
"شكرًا يايامن ..انا مش عارف اشكرك ازاي علي اللي عملته ....."
فيعقد حاجبية متعجبًا ويسأله بغباء:
"يوسف انت شارب حاجة علي الصبح ؟...طمني لاني بدأت اقلق علي قواك العقلية...."
يوسف بسعادة:"انا خلاص عرفت كل حاجة ..."
يامن بغباء :"اللي هي ؟؟؟؟....."
فيضحك يوسف بقوة ويربت علي ذراع أخيه بقوة يقول:
"انا عرفت انك طلقت غزل ومتأكد ان علاقتك بغزل ماتتعداش علاقة اخ بأخته وكمان موضوع بيسان انها بنتي مش بنتك بيسان طلعت بنتي ..يعني ابني مامتش ..انت عارف ده معناه ايه ؟!...ان في امل غزل تسامحني علي كل اللي فات ونبدأ من جديد مع بعض ..صح يايامن ؟...هي هتسامحني مش كدة ؟...غزل لازم تسامحني غصب عنها هتسامحني.....انت مش بترد ليه ؟!..."
يحك رأسه لايعرف كيف يخبره بنوايا غزل :
"مش عارف اقولك ايه؟...انا اول واحد هيبقي سعيد انكم تستقروا بقي وتنسوا اللي فات؟...بس ازاي مش عارف ؟!..."
يوسف بغضب:
"هي ممكن ماتوافقش؟!..."
يامن:
"وايه اللي يخليها توافق؟!...هتجبرها مثلا..احب اقولك لو انت هتاخد طريقة الاجبار ..وفر علي نفسك المحاولة لان غزل اتغيرت ...."
يوسف :
"طيب فكر معايا ازاي اخليها ترجعلي؟..."
ليقول يامن بتفكير :"انا هجبها واحبسها وأجيب المأذون وتكتب الكتاب "...
يوسف يرفع عينه للسقف بملل:
"مافيش فايدة هو بغباؤه..ياناصح ماهتقول للمأذون انها مش موافقة "...
يامن:"خلاص الصق بوقها ،..."
يوسف بغيظ:"انت شارب حاجه علي الصبح
أجيبها متكتفة وملصوق بوقها وأقول للمأذون يلا ياشيخنا اكتب الكتاب ده مش بعيد يبلغ عننا"........
ليكمل بتحدي خلاص سيبلي الموضوع ده ..
..............................
يطرق الباب طرقة واحدة لتتفاجئ بفتح الباب ليدخل الي منتصف الحجرة عبعرجه فتثور عليه قائلة:
"ايه الغباوة دي ؟..انا اذنت لك تدخل اوضتي ؟..اتفضل أطلع بره عايزه أكمل لبسي ..."
فيمرر نظره عليها من اعلى لأسفل فيجدها ترتدي منامة قصيرة مرسوم عليها فراولة وشعرها علي كتفيها فيبتسم قائلا:
"حتي اللبس مش عتقاه من الفراولة.."
غزل بتحدي:"تقصد ايه ؟؟."
يوسف بتحدي اكبر يقترب منها :"غزل انا عايزك .."
وترتعب من نظرته وكلماته وتقول:
"عايزني ازاي ؟!...مش فاهمة ..."
فيقترب اكثر حتي كاد الا يفصل بينهما شي :
"انتي فاهمة كويس انا اقصد ايه ؟..وعايزك ازاي ?!..."
ترتعب اكثر من تلميحه فتتراجع الا انه لم يسمح لها بالابتعاد فتجده يكبلها بذراعيه ويحتضنها بقوة فتصدر منها صرخة رعب من جنونه ...وتسمعه يكمل:
"خلاص ياغزل...مافيش داعي للتمثيل اكتر من كدة انتِ رجعتلك ذاكرتك وعرفت ان بيسان تبقي بنتي ...."
فتتصارع ضربات قلبها وتبدأ أوردتها تتجمد من صدمتها ..لقد علم..من اخبره ؟!...كيف ؟!...يامن!!!!..تبًا لك ....
يلاحظ تسارع تنفسها وتعرقها واهتزاز جسدها بين احضانه فيرتعب من فكرة حدوث نوبة من نوباتها ليقول بقلق واضح:
"غزل ؟...اهدي ،..وخدي نفسك كويس ...انا عمري ماهأذيكي تاني ياحبيبتي ،..صدقيني اقسملك ما حاجة هتمسك تاني..."
ليسمع صوت همسها :"ابعد عني ...واطلع ..برره.."
يوسف ملمسا علي رأسها :"طيب حاضر .بس اطمن عليكي انك كويسة ..صدقيني ياغزل انا مايهمنيش دلوقت الا راحتك ...سامحيني علي اَي أذي طالك مني..شوفي ايه المطلوب وانا أنفذه ..."
فيشعر بيديها ترفعان وتوضع فوق ذراعيه فيشعر بهدوئها واستسلامها ولكن مالم يتوقعه ان تدفعه بكل قوتها ويتراجع مترنحا للخلف في صدمة .....
لتقول بصوت مرتفع يشوبه الكره :
"ابببعد عني ..انا مش طايقة ايدك القذرة دي تلمسني ..انا بقيت اكره حتي نفسك اللي بتتنفسه حوليا ...ومدام بقينا نلعب علي المكشوف ..احب اقولك انك مش هتطولني حتي في أحلامك وبيسان تنساها تماما هي مش محتاجاك لانها عندها بالفعل اب كان منتظر حضورها ..اب ادها كل اهتمامه ورعاها وقت ماكانت امها بتحاول تتعافى من ظلم واذي ابوها ليها ....انت مكنتش عايز بيسان من البداية وكنت صاحب قرارك ...دلوقتي انا اللي بقولك احنا اللي مش عايزينك في حياتنا ......."
يوسف محاولا مهدئا الموقف:
"انا عارف ان صعب عليكي تعدي اللي فات وتسامحني..بس صدقيني انا حياتي واقفة من ساعة ما روحتي مني ..ومش هقدر اتخيل انك تروحي مني تاني ..انت لو كنتِ عايزة تكملي مع يامن مكنتيش طلبتي انه يطلقك ..."
غزل بغضب:
"لانه مايستهلش ان اقف في طريق سعادته اكثر من كدة ..كفاية انه الوحيد اللي وقف جنبي لحد ما وقفت علي رجلي تاني..."
تشعر بانها تريد قهره وإلامه لتقول:
"ياريتني قابلت يامن قبلك ككنت هبقي سعيدة اني زوجته بجد ويكون ليا الشرف انه ابو بنتي ...."
يشعر ببراكين مشتعلة مست قلبه ليقول بحذر:
"اكيد..انتِ مش بتحبي يامن ..اكيد محبتيش اخويا ..."
فتكتفي بنظرة من عيونها تحمل الكثير من الشماتة كانت كافية لتوصل له كل حرف من إجابتها له كأسهم مسممة تحترق صدره ..فلا يجد إلا ان ينسحب من أمامها بإنكسار لم تعهده عليه ابدا .منحني الظهر مهتدل الكتفين تكاد تحمله أرجله مستندا علي عكازيه رفيقه الحالي لا تعلم لما شعرت ببعض الشفقة البسيطة لحاله بجانب سعادتها لانها نجحت في بداية انتقامها ..لتجد نفسها تناديه قائلة:
"يوسف !!!.."
توقف عن الحركة عند سماع صوتها يناديه لعلها ندمت علي ماقالته ليسمعها تقول:
"يامن بلغني انك كتبت الفيلا والشركة باسمي ..بماان المكان ده انا صاحبته فأحب أفكرك انك ضيف وضيف تقيل كمان ..فياريت تبقي تستأذن قبل دخولك الفيلا زي اَي حد غريب ..."
لتزيد كلماتها قهره وانكساره أمامها ليقول بهمس:
"زي ماتحبي ..حاجة تانية عايزة تقوليلها ؟..."
غزل بسعادة زائفة :
"ايوه ...والشركة انا شايفاك مش بتروحها كتير فالتفت لشغلك وياريت تبقي تتصل بالمحامي بتاعك ..ها عارفه المحامي إياه ..يجي عشان يرجعلك نسبتك في الشركة انا ماباخدش اكتر من حقي ....وتشوف هتسيب الفيلا امتي لاني مش متعودة أكون في مكان مع حد غريب ....."
لم يتحرك قيد انملة اكتفي بالنظر من فوق كتفه يقول:
"انا ممكن من دلوقت امشي انتِ عارفة ان عندي شقة خاصة بيا لكن خروج وبُعد عن بنتي مش هبعد فياريت تحطي الكلام ده في دماغك كويس ...فاااااهمة..."
يتركها واقفه مذهولة من رده ،انه يرفض التنازل عن ابنته ..لابد ان تتخلص منه ولكن كيف ؟.....
...........
يقف منذ اكثر من نصف الساعة منتظر خروجها بجوار سيارته ..ليجدها تخرج من باب الفيلا بإطلالتها الجذابة بحجابها الذي زادها بريقا ..ويستقيم في وقفته ويقوم بارتداء نظارته الشمسية حتي لايظهر انفعالاته بالقرب منها ...ليجد تمر من جواره بعد ان فتح لها باب السيارة الأمامي بكبرياء وتجاهل ظاهر وتخرج من بوابة الفيلا ثم تقوم بالتلاعب بهاتفها الخاص كأنها تنتظر شيئا ما ...
اسرع في ركوب سيارته وأوقفها أمامها ثم امال بجسده ليفتح لها الباب قائلا:"اركبي!!!......"
فتشيح بوجهها عنه متجاهله إياه..وتراه يترك مكانه ويهبط من سيارته ليقف مواجها اياها قائلا بصرامة:
"خلينا متفقين اننا لازم نظهر شوية احترام لبعض وخصوصا قدام الناس في الشركة ...واتفضلي اركبي مش هتلاقي تاكسي في المنطقة هنا ..."
تنظر له من خلف نظارتها الشمسية قائلة:
"انا طلبت (اوبر) وهو جاي في الطريق ..اتفضل وانا جاية وراك ..."
يوسف بمراوغة :"طلبتي (اوبر) ممممم..."
ليجذب الهاتف من يديها في غفلة منها ويقوم بإلغاء طلب التوصيل تحت أنظارها الذاهلة ...
فيقول وهو يضع هاتفها بجيب سترة بدلته الداخلي :
"دلوقتي مافيش (اوبر) ..في يوسف...وبس"
ويتحرك ليستقر خلف طارة القيادة تاركا اياها تنظر له بغضب وابتسامة جلية تظهر علي وجهه ثم يجدها تتحرك لتجلس بالخلف تاركة المقعد الأمامي فارغا ..ولكنه لم يعلق علي تصرفها وينطلق بسعادة تغمره لوجودها معه في نفس المكان ..
لاحظت اثناء شرودها في حياتها المقبلة وكيفية التكيف معاها انه يصر ان يوجه مرآة السيارة لوجهها ليراقبها فتتأفأف بصوت عالي ليقول مندهشا:
"ايه مالك حرانة ؟...انا حتي مشغل المكيف علي درجة عالية ..."
لتقول من بين أسنانها:"بارد!!..."
فيجيبها ببراءة مصطنعة :"هو فعلا الجو بارد ...ولسه هيبرد كمان وكمان ...."
فيسألها محاولا الحديث معها :
"تحبي تسمعي حاجة لحد مانوصل الشركة ياستو هانم .."
فيراها تحاول اخفاء ابتسامتها بسبب طريقة تلفظه لجملته الاخير الذي نطقها بلهجة خاصة..
فيمد يده الي المسجل ليختار أغنية خاصة لها فتصدح نغمات الأغنية التي انتقاها خصيصا لها لعلها تحن وتسامح وتعطي فرصة لحبهما ....فيسمع
المطربة ويندمج معاها وهي تغني
........
فية خيط ضعيف رابط ما بينا ودا النصيب
هتخاف عليه هخاف علية هتسيب هسيب
لحد امتى هخاف لوحدى ياحبيبى
الخيط خلاص مبقاش متحمل ..
رعشة ايدى ..
لو انت مش عايز نهاية ولسة هماك الحكاية
صبر قلبى بلمسة احس ان انت قريب .. انت الشمس
بس خلاص قربت تغيب

صماء لا تعرف الغزل (بقلم وسام الأشقر)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن