الثامن والعشرون

25.4K 579 6
                                    

الفصل الثامن والعشرون
قراءة ممتعه🌹

وعند مساعدتها للاستلقاء سمعتا صوت رنين الباب لتقول غزل :"اكيد الإسعاف ..."
لتتحرك غزل بثقة للخارج وهي تقول :
"ها ياجاسر ..ايه الاخبار ؟!....."
لتقف مصدومة عند رؤيته واقفا امام جاسر ممسك بمقدمة قميصه وتنبعث من عينيه شرارة الاشتعال التي تهدد بحرق الأخضر واليابس ...فيحول نظره لها عند سماع صوتها الرنان وهي تنادي علي الاخر بكل مودة لترفع يديها فوق فمها تكتم شهقة انبعثت من قلبها وليس صدرها ...مع جحوظ عينيها بصدمة ...لم تشعر بتراجع قدميها من الصدمة والخوف ليلكم جاسر صارخا :
"يا ولاد ال......."
لم تجد الا الهرب كأفضل وسيلة في هذه اللحظة ولكن ليس كل. مايتمناه المرء يدركه لم تخطوا الا خطوتين محاولة الهرب لتجد الم شديد برأسها نتيجة قبضتة الممسكة بشعرها ويهزها بقوة صارخا :
"تعالي هنا ...انتي فاكرة اني هرحمك يا وس.....ورحمة امي لأقتلك واشرب من دمك ..انا تخونيني "..
ويقوم بلطمها عدة لطمات لم تستطيع حماية وجهها بل كانت يدها مشغولة بحماية بطنها من بطشه لتصرخ من الالم والخوف وتحاول تحرير شعرها برعب :"يوووسف ..اسمعني ...ااانت ..انت فاهم غلط ...اقسملك يايوسف مابخونك ..."
لتجد جاسر ممسكا بيده ويصرخ :
"سيبها يا مجنون أنت مش فاهم حاجة ..خلينا نتكلم .."
ليدفعها يوسف بقوة لترتطم بالحائط وتجده يقوم بثني ركبته ليضرب معدة جاسر فينحني الاخير للامام نتيجه الضربة ليباغته يوسف بمسك ذراعه وكسره لتصرخ غزل من شدة الرعب فتدفعها قدمها للهروب خارج الشقة قبل ان يبطش بها لتستغل انشغاله بتسديد لكماته لجاسر الذي يحاول جاهدا تفاديها ...لم تمر سوى لحظات ليكتشف عدم وجودها ليرتفع صوته صارخا ببعض الألفاظ والشتائم ويجري للخارج للحاق بها ...فيجدها تحاول غلق المصعد بأنفاس مقطوعة وايدي مرتعشه ..فيمنعه من الانغلاق ويدخله لتتفاجئ بوجوده أمامها بوجهه المتعرق وعينيه الدامية التي لا تبشر بالخير فتحاول التماسك لتخرج بعض الكلمات التي خرجت كهمهمات غير مفهومة مع اهتزاز رأسها بحركه رتيبة يمينا ويسارا رافضة مايظنه بها ...ولكنها وجدته يرفع يده عاليا ليلطمها لطمة قوية جعلت توازنها يختل لتستند علي الجدار ولكنه لم يمهلها ليمسك شعرها بقوه ويصرخ بوجهها يقول:
"انتي فاكرة انك هتعرفي تهربي مني ؟!.....انا هخليكي تتمني الموت الف مرة من اللي هتشوفيه علي ايدي يا فا.........."
لتصرخ بوجهه مترجيه:"ارجوك..ارجوك يايوسف ..اسمعني ...الموضوع مش زي ما انت فاهم ...اديني فرصة اشرحلك .....مل....ك.......ملك هتقولك ..مل...."
ولكنه لم يمهلها ان تكمل ليضرب رأسها بقوة بجدار المصعد عدة مرات مع صراخه الذي تداخل مع صراخها :"اخرسي......اخرسي ..مش عايز اسمع صوتك ..اخرسي....."
ليشعر بعدها بثقل جسدها وارتخائه فيدفعها عنه لتسقط أرضا بوجهها الذي تغرقه الدماء نتيجه ضرب رأسها بالجدار الزجاجي ليتهشم ويصيب جزء من جبهتها اليمني اما هي فبدأت تشعر بانعدام الرؤية رويدا رويدا مع ازدياد الالم برأسها نتيجه ضرب رأسها لتسقط أرضا وتستسلم لفقدان وعيها مؤقتا لعلها تتخلص من آلامها ................
...
بعد ثلاث أيام
يمر بممر طويل يبحث بعينيه عما يقصده ليحد من ينادي عليه قائلا:
"استاذ يامن !!..."
فيلتفت ليجد الممرضة المسئولة عن حالتها ليبتسم ابتسامة روتينية يقول:"أفندم ؟!...."
الممرضة:
"دكتور عاصم بلغني ان اَي حد تبع الحالة يوصل يدخله عشان التقرير النهائي..."
ليهز راسه متفهما يقول:"تمام ..."
لينصرف ويتجه الي الغرفة المنشودة ...يجدها مغمضة العينين يظهر علي وجهها اثار البكاء ليقترب منها بهدوء قائلا بجفاء:"مش كفاية عياط ...العياط مش هيصلح الغلط
اللي صدر منك..."
لتزداد نبرة بكائها وتقول بصوت متقطع:
"لسه مافيش اخبار عنها هي ويوسف ...انا خايفة يكون عمل فيها حاجة..."
يلقي جسده بإرهاق ويرجع راسه للخلف قائلا:
"انا ماسبتش مكان الا وسألت فيه ....كاأن الارض انشقت وبلعتهم ..."
لتقول بنبرة قاسية :"هو ده اللي قدرت عليه؟..."
فيعتدل بجلسته يقول:"وعايزاني اعمل ايه ياصاحبة الصون والعفاف ؟!...أبعت منادي ينادي عليهم ..ولا ابلغ الشرطة عشان تبقي فضيحة ؟!..."
تبتلع إهانته لتقول:
"انا عارفة ان غلط وغلطي سبب أذي للي حوليا ..بس ارجوك اعمل حاجة حاول تفكر ممكن يكون يوسف اخدها فين ؟...انا خايفة عليها اوي وخصوصا انها حامل خايفة لا يأذيها ....."
يامن :"انا خلاص مش قادر افكر دماغي وقفت ..."
ليسمع طرق علي الباب ويظهر مم خلفه جاسر يقول:
"السلام عليكم ..احم.انا جيت في وقت مش مناسب ؟؟.."
لينظر له يامن بطرف عينيه ثم يزفر بضيق ويستقيم قائلا :
"انت دايما وجودك غير مناسب ..عن إذنك ..."
الا ان صوت جاسر يوقفه عن الانصراف :
"يامن!!..."
فيتوقف يامن عن الانصراف دون إجابته ويسمعه يكمل :"ااانا ...انا عارف ان اللي حصل بيني وبين ملك كان غلط من البداية ..بس صدقني انا بحبها ومستعد احارب الدنيا كلها عشانها ..بس هي ماتخسرش اقرب الناس لها..."
يامن:
"وتفتكر ده مبرر لتصرفك ...انك تجوزها من ورا اَهلها واخواتها ...زي اللي بيسرقوا ...تفتكر هتواجه الناس ازاي ؟!.."
جاسر مندفعا:"هعملها فرح ومحدش هيعرف ..مافيش حد يعرف غيرنا وووغززل..."
يامن:"غزل!...غزل اللي مش عارفين يوسف عمل فيها ايه ؟!...غزل اللي حاولت تساعد غيرها فتأذت ..غزل اللي جوزها معتبرها خاينة !!!....ذنبها ايه ؟!...."
جاسر:
"صدقني انا حاولت افهم يوسف وأنقذها منه بس اخوك كان زي الثور الهايج مش شايف قدامه ..وكسر دراعي وكنت مشغول بملك اللي نزيفها زاد...المهم نفكر كويس ممكن يكون اختفي هو وهي فين؟!...انا ليا واحد صاحبي بلغته ببيانات يوسف يمكن يقدر يوصل لحاجه ..."
ملك ببكاء:"انا خايفة لا يكون جرالها حاجة،..مش هسامح نفسي لو حصلها حاجة..."
يقترب منها ويهدئها :"وبعدين ياملك احنا ما صدقنا حالتك استقرت ..اللي انتي بتعمليه ده هيرجع النزيف تاني ...اهدي واحنا هنتصرف .."
............
محمد:"لسه مافيش اخبار ؟!..ماتعرفيش مختفيين فين ؟!..."
سوزان بانتباه:
"طيب قول السلام الاول ..عموما لسه الكل اختفي فجأة ومش من عادة المهندس يوسف يختفي كده من غير مايبلغني ولا يدي تعليمات ليا والمهندس شادي ..انا قلبي مش مطمن..."
محمد:
"ولا انا ..حاسس ان في حاجة ..سألت تقي وقالتلي بقالها مده مكلمتش غزل ...ويحاول اتصل بيها تليفونها مغلق هي ويوسف ...حتي رحت الفيلا مالقتش حد نهائي غير هناء".....
سوزان :"انا قلقانه ..في صفقتين مع شركتين من أوروبا كان اجتماعهم امبارح وانهارده ولغيت الاجتماع مافيش حد موجود حتي شادي مش معاه توكيل يتمم الصفقات في غياب المهندس يوسف ....بقولك ماتتصل بالدكتور يامن يمكن يكون عارف ...المهم تعالا هنا أنت هتنسيني هننزل نشتري اوضه النوم امتي ولا هتضحك عليا ..."
محمد:
"انا بردو اقدر ..في اقرب فرصة هننزل نشتريها ونحددمعاد الفرح خلينا نخلص بقي وتبقي تخت ايدي ........"
.....
تشعر بالم يسري في سائر اطرافها لا تستطع فتح أعينها كلما قاومت المها وتفتحهما تشعر بالدوار الشديد وتسمع أصوات من حولها بعيدة كأصوات شجار وصراخ يصدر من انثي غريبة عنها تتوسل من معاها بشي ماوصوت رجولي غاضب تحفظ نبرته عن ظهر قلب صوت زوجها وحبيبها يوسف ...تشعر كأنها في كابوس طويل لم يكتب له ان ينتهي بعد هتحاول رفع يدها اليمني لتزيل خصلات شعرها المبعثرة فوق وجهها فتشعر بثقل غريب بأيديها وهذا الثقل بدأت تلاحظ وجوده في باقي اطرافها من اول قدمها لذراعيها لتهز رأسها لبطئ لتتفادي الم رأسها وتهمس بصوت عير مسموع كأنها همهمات ضعيفة تناديه لعله يوقظها من كابوسها كما يفعل دائما لتشهق شهقة عالية عندما شعرت بتساقط المياة الباردة هلي وجهها وجسدها .....لتحاول فتح أعينها فتصدم أعينها الرمادية باعينه المنبعث منها شرارة الكره والبغض يشرف عليها بجسده من علو وبيده زجاجة المياة التي أفرغها فوقها منذ لحظات لتكتشف انها ليست بكابوس كما اعتقدت بل لحقيقه موجعة لتنتقل أعينها علي أيديها المكبلتين في فراش الحجره.. مع تكبيل قدميها أيضا ...نعم هذه الحجرةًتعلمها عن ظهر قلب كانت غرفتها التي قضت بها ايّام
اثناء احتجازه لها من قبل
لتزداد خوفها ورعبها فتتراءي أمامها بعض المشاهد لضربها وضرب جاسرو تسمعه يهمس بصوت ميت:
"حمدلله علي السلامة ..كل ده نوم !!...."
تحاول اخراج صوتها لتنطق باسمه برجاء ...
يقاطعها :
"تعرفي ان من حسن حظي انك مستمرة علي ادويتك لولاه كان زمانك ميته بسبب جرح رأسك بس ماتستعجليش علي الموت ياغزل ..هموتك بالبطئ..."
تحاول نطق اسمه تستجديه ان يسمعها فيصرخ بوجهها ويلطمها لطمة قوية قائلا:
"اخرسي..انا مش طايق اسمع اسمي منك.."
ليقبض علي خصلات شعرها ويهزها بقوة ويكمل :
"انا عملتلك ايه ؟!..عشان تعملي فيا كده ؟؟!..عملت ايه عشان تطعنيني وتخونيني ؟!...ومع مين؟..مع عدوي؟!...عملت فيكي ايييييه اتكلمي!!....."
غزل بانهيار من شدة البكاء:
"ارجوك ..ارجوك اسمعني ..اديني فرصة اقولك ..حرام عليك تظلمني يايوسف ..ما تهدش اللي بينا..يايوسف .."
لتصدح ضحكته بقوة مخيفة ويقول:
"اللي بينا ؟!..تصدقي شوية كنت هصدقك ..طلعتي ممثلة بارعة ..لا بجد برافو ...."
ليشد علي خصلاتها اكثر وتصدر صرخة منها تتوسله تركها :
"انا مراقبك بقالي مدة وعارف كل تحركاتك ..يوم ماروحتي له الفندق ويوم جالك الفيلا ..نمتي معاه علي سريري ياغزل ؟!...ردي عليا عملتي ايه ؟!...."
غزل بصراخ :"حرااام عليك ..الكلام ده مش صحيح ...اسال ملك هتقولك كل حاجه ..."
يوسف بغضب:
"اياكي ...شوفي أياكي تجيبي سيرة اختي علي لسانك القذر ده ...من امتي مستغفليني انتو الاتنين ؟!..ردي عليا !!!."
غزل ببكاء شديد :
"انت ظالم يايوسف ..ظالم ...ارجوك ارحمني ..."
يوسف:
"ارحمك !!....انتي مالكيش رحمة في قانون يوسف الشافعي اللي يلعب عليه مايلمش عير نفسه ..."
غزل بصوت مهتز:"فكني ..فكني ...انت فاكر انك كده راجل وبتنتقم لشرفك ؟......"
يوسف بابتسامه مخيفة :"صح انتي عندك حق !..
انا هفكك بس هخليكي تبوسي رجلي عشان ارحمك....."
ليقوم بفك أربطة يدها وأرجلهاويتجه جهه طاولة صغيرة بجوار الفراش ويتناول ملف به عدة أوراق ويوجه اليها قلما قائلا بثبات :
"امضي علي الورق ده !!.."
لتمرر أعينها بينه وبين الأوراق وتقول :
"ورق ايه ده ؟....."
يوسف ينحني ليكون بمستواها:
"الورق ده ..حقي ..حقي اللي بظهورك اتسرق مني ..حقي في الشركة اللي بنيتها وكبرتها ..وانتي جيتي على الجاهز تمتلكي الجزء الأكبر ....بإمضتك حقي هيرجع ..اعتبريها مكافئة نهاية الخدمة ..."
لتهز رأسها بصدمة من حديثة:
"مش معقول ،..انت اكيد مش يوسف اللي اعرفة ..."
يوسف:
"ماتتصدميش اوي كدة ..انتي كنتي عارفة ان جوازي منك جواز مصلحة بس كنتي بتكدبي نفسك ..ايه اللي يخليني أتنازل واتجوز واخدة ..زيك !!...واطية ..وتربية حواري ...وخرسا و طرشا ...تفتكري كل ده عشان ايه؟!......"
غزل بصدمة:"عشان بتحبني يايوسف ...ايوه انا عارفة انك بتحبني زي ما انا حبيتك ؟!..مستحيل يكون كلامك ده صح ...."
يوسف :"اخلصي ..وامضي ..بلاش نضيع وقتنا اللي جاي احلي من كده ...."
غزل بتحدي :"ولو قولت مش همضي ....."
يوسف:"يبقي انتي مستعجلة علي اللي هتشوفيه مني ....."
عزل:
"انا مَش هسيب حقي لواحد زيك .."
يمسك وجهها بين أصابعه ويضغط عليه بقوة مؤلمة الا انا اصرت الا تظهر له ضعفها ويقرب بجهه لها فتلفحها انفاسه الساخنة ويقول بين اسنانه:
"بلاش الثقة دي ..لانك لسه ماتعرفيش يوسف الشافعي ممكن يعمل فيكي ايه .."
غزل :"ابعد عني !!....مش طايقه ايدك تلمسني ولا طايقة رحتك .."
فتصلب جسده من كلماتها كأنها خنجرا طعنه بقسوة ليخفي تأثره ببرود وهو يمرر أصابعه علي وجههاقائلا بسخرية:
"ليه !مش معقول ...تكوني نسيتي انك بتدوبي من لمستي ...وكنتي بتستنيها بفارغ الصبر ...."
فيلاحظ انحباس الدموع بأعينها واحمرار وجهها لتقول بين أسنانها:
"كنت مغفلة ..بس صدقني مش ندمانة ان كنت بيضة معاك نضيفة علي الأقل بياضي ده دليل علي سوادك وقذارتك اللي ملهاش حدود ...."
يشعر ببعض الالم في جوانب صدره لايعرف سببا له فيتجاهله سريعا ويقول:
"قذارتي انا!!..القذرة هي تنام مع عشيقها وتخون جوزها بس هنتظر ايه من واحدة زيك مالقتش حد يربيها ...ويلا بلاش رغي وامضي عشان نخلص "
ويقوم بتوجيه القلم امام ناظريها لتنظر له لبرهه كأنها انفصلت عن عالمه حتي ظن انها استسلمت للأمر الا ان كلمة واحدة همست بها شلت أطرافه ليرفع عينيه لها ليجد ملامحها متبلدة فيظن انه اخطأ السمع ليقول بهسيس منخفض:
"انتي قولتي ايه ؟!...."
لتنظر له بتحدي مع ابتسامة جانبية رسمتها شفتيها تدل علي انتصارها وتكرر ببطء:
"انا..حا..مل........حاااامل يايوسف.."
فتهتز حدقتيه بعصبية ظاهره ويمسك شعرها بعنف ليصرخ بوجهها:
"اه يابنت ال.....انا هقتلك بس بعد ما اصفي حسابي معاكي..هقتلك واقتل ابنه ...هخليه يتحسر عليه .."
ويقوم بجرها من شعرها الملتف علي قبضته ليصل الي جارور بطاولة صغيرة يفتحه ويلتقط مقصا حادًا ..لتقول بصراخ :
"مافيش غيرك اللي هيتحسر لانك لو قتلتني انا وهو يبقي بتقتل ابنك ...."
فينحني اليها وبيده المقص لتصدح ضحكة خشنة منه يتبعها دموع من جوانب عينيه المغلقة بشده ويقول:
"ابني هههه...ابني انا !!!.....هههه مش قادر اتخيل مدي قذارتك ..وصلت بيكي الوقاحة تنسبي لي ابن مش من صلبي ...كنتي بتخططي لأيه كمان يا غزل ..ها ..ردي؟!.....لتنظر الي مابيده برعب لتقول مؤكدة:
"انا ..حامل.. في ابنك يايوسف..."
لتخرسها صرخته ووجهه المحتقن:"انا عقيييم..."
لتفرغ فاهها من قوة الكلمة كأن دلو من الماء البارد اسقط عليها ..ليقول مرة اخري:
"انا..عقيم ..مابخلفش ياغزل هانم ..ياشريفة ..يانضيفة .."
تهز رأسها بقوة :"مش معقول ..انت كداب ...اكيد كداب ...انت ..انا حامل منك ..انا غزل مراتك يايوسف واللي في بطني ابنك ..اكيد بتكدب ...صح ..."
يوسف بسخريه :
"انا مابخلفش ولا عمري هخلف وبسببك ..انتي السبب ..لو مكنتش لحقتك في الاسانسير يوم الحادثة مكنش حصلي كدة ...عشان كدة اعتبرتك حقي وانك لازمً تكوني ليا ....وتتحملي وضعي اللي انتي كنتي سبب فيها ...."
ودلوقتي لازم تذوقي اول عقاب .لترتعب من كلماته المبهمة وتصرخ بوجهه محاولة التحرر منه وتحرير شعرها من قبضته :"انت هتعمل ايه ؟!..ابعد عني ....انت مجنون..."
فتشعر اثناء صراخها ومحاولتها الهرب من بطشه بسير المقص علي خصلات شعرها البنية كأن هذا المقص يسير بجسدها كأنها تشعر بألم فقدان عضو من أعضائها لتستمر بالصراخ والبكاء تتوسله:
"ارجوك يايوسف ..ماتعملش كده ..سيب شعري ..ارجوك .."
تخدش أظافرها يده الممسكة بشعرها ..فيدفعها بقوة أرضا محيطة بخصلات شعرها البنية وتحاول لملمته بأصابع مهتزه وجسد منتفض من شدة الصدمة وتجمعه بين أحضانها تبكي علي حياتها تبكي علي حبها وعلي فرحتها بجنينها التي لم تكتمل ..تبكي علي شعرها ...لتقول بين انفاس متقطعة:
"ربنا ينتقم منك ...ويحرق قلبك زي ما حرقت قلبي"
.ليلقي بالمقص أرضا فيصدر صوتا مزعجا ويلقي بوجهها القلم ليقول بين انفاس لاهثة:
"امضي الورق .."
لتنظر له وترفض الإمضاء ...فيمسك أصابع يدها اليسري ويضغط علي أصابعها بقوة لتصرخ من شدة الالم ويقول:
"صدقيني مش هتقدري تتحديني كتير مش هتقدري تتحملي الالم ..احسنلك وفري تعبك .."
لتشعر بالمً شديد بأصابعها ليضغط اكثر وأكثر حتي سمع صوت تكسير عظامها متزامنا مع صراخها ..الذي شق السكون من حولهم ..
.......
تنظر بالأسفل بسيقان مهتزة لم يهدأ حسدها من الانتفاض كل لحظة.. تحيطها سحابة من الدخان نتيجة احتراق علبة كاملة من سجائرها ...لا تعلم كيف لبت رغبته في المجئ ..عندما انهار بين أيديها لتحتويه محاولة تهدأ نوبات غضبه ليطلب منها الحضور معه بكل اصرار لتشهد بعدها نوبات صراخه وصراخها مانعة نفسها اكتر من مرة من التدخل للفصل بينهما بعد اخر مرة صعدت فيها محاولة منها أثنائه عما يقوم به الا انه صرخ بوجهها ونصحها بعد التدخل ...لينتفض جسدها فجأة نتيجة سماع صراخ متألم الا انها هذه المرة لم تستطع الصمود اكتر لتجري بحذائها العالي السلالم الفاصلة بينهما وتتجه الي الحجرة المحتجزة بها فتدفع الباب بقوة لتشاهد ماشل اطرافها ...غزل متكومة أرضا بجسدها الضعيف حليقة الرأس وحولها خصلات شعرها مبعثره بجوانب الحجرة ...تمسك بكف يدها تبكي بحرقة ويقف أمامها شخص غريب عنها لم تعرفه من قبل ..شخص يسيطر عليه غضبه ليؤذي اقرب الناس اليه ..ليرفع نظره لها وتنتظر موجة غضبه بسبب كسر اوامره بعدم التدخل ..لتتفاجأ بمد يده اليها كدعوة منه لتتحرك اتجاهه بأرجل مهتزة ويلف ذراعه حول خصرها بقوة ليقول:
"كويس انك جيتي...عشان اعرفكم علي بعض ..اكيد انت عارفة مين دي ..بس غزل ماتعرفش انتي مين بالنسبة لي..."
لترفع غزل أعينها عند ذكر اسمها فتشاهد امراة ذات شعر اشقر مرتدية ملابس قصيرة وكعبا عاليا ..تحاول التذكر متي رأتها من قبل ؟...ولماذا يضمها يوسف بتلك الطريقة الحميمية.....وقبل ان تسأل نفسها عن سبب وجودها في هذا المكان البعيد معهم ...سمعت صوته يقول:
"اعرفك يا غزل بنانسي ..نانسي اللي استحملتني كتير في داوقات ضعفي وقوتي ..نانسي اللي حضنها كان بينسيني كل همومي ..المخلصة ليا حتي بعد ما سبتها وبدلتها بواحدة زبالة زيك ..زمان كنت خايف تكتشفي فيوم علاقتي بيها بس دلوقتي احب أكون دقيق في تعريفها ليكي ،..اقدملك نانسي...مراتي الاولي!!!......"
يتبع

صماء لا تعرف الغزل (بقلم وسام الأشقر)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن