#صماءلاتعرف_الغزل
#زهرةالافندر_ويسا
🌹🌹🌹🌹🌹🌹❤️
الفصل الرابع عشر
❄️❄️❄️❄️❄️❄️تجلس مرتدية نظارتها الشمسية مغمضة العينين تحاول الاسترخاء من حرب افكارها فتشعر ببعض قطرات المياة التي تقذف علي وجهها وملابسها وتسبب لها الابتلال لتقول بغيظ :تصدق بإيه ؟...انت اللي يشوفك مايقول عليك دكتور ابدا ..بطل رخامة وسيبني استجم شوية"
فتصدح ضحكته الرجولية يقول :
"الميه حلوة ..تعالي ومش هتندمي "
"قولتلك يايامن لا ..مش بحب الميه وبخاف منها كمان ..سيبنالك الاستمتاع ياسيدي.."
"تعالي وانا هعلمك وهتدعيلي طول عمرك ...ده البت كريستينا كانت هتموت وتخليني اعلمها وهي بتعرف تعوم اساسا هههه"
غزل بإصرار :"لا ..وبطل تبلني ..مش بحب هدومي تتبل "
فيخرج يامن من المسبح يتساقط المياه من جسده ويقوم بتجفيف جسده قائلا :"مش ناوية تواجهيه بقى..انا بعمل اللي طلبتيه مني بس انا شايف ان المواجهه اسلم حل ليكم .."
غزل بضيق :"بالله عليك ماتجيب سيرته خلي اليوم يعدي حلو "
للدرجة دي بتكرهيه "
"مش كره انا مش بعرف اكره حد بس اخوك ده تركيبة غريبة ومش حابة اني اعرفها"
فتشاهده يميل عليها فجأة يحملها وسط صراخهايقول :"بما انك عايزه يبقى اليوم حلو ..يبقى لازم تنزلي الميه هههه"
فيقفز بها وسط صراخها ...لتسعل بشدة نتيجة دخول المياه لمجرى التنفس متشبثة به بخوف قائلة :"منك لله يامن منك لله ..اتبليت "
ليضحك بقوة وهو محتضنها :"اسمعي الكلام بس وحاربي خوفك ..دي المية روعة .."
فتشبث به اكثر وتحوط ذراعيها حول عنقه بخوف قائلة :"روعة!!!.انا بغرق في شبر ميه وتقولي روعة"
ليقول بجدية :"انا بس عاوزك تسيبيلي نفسك خالص ..وانا هعلمك ..
ليسمعا صوت جهوري غاضب يقول :
"الله الله ...ايه القذارة اللي شايفها بعيني دي ..طيب لم نفسيكم وشوفلكم حته مدارية عن الموجودين في الفيلا تمارسوا فيها وساختكم دي ....وانتي ياهانم ياصاحبة الصون والعفاف ماتسبيلوا نفسك وهو يعلمك ..ولا انت متعلمة وجاهزة ..أنا هستنى ايه من واحدة جايلنا من الحواري.."
كلمات من الرصاص شلتهما عن التفكير لترتعش ويزداد بكائها غير مستوعبة كلماته ..لقد اتهمها الان في شرفها ومع من مع أخيه ..لقد فاض الكيل ...فتسمع صوت يامن الجاد وهو يساعدها في الصعود من المسبح ولكنه لم يحررها من ذراعه الذي يحتويها :
"ايه الوساخة اللي انت بتقولها دي ؟..انت شارب علي الصبح ..ازاي تقول كلام زي ده "
"انت فاكر كل البشر أوساخ زيك ..فوق يايوسف "
ليجيبه يوسف بغضب :"عايزني أقول ايه وانا شايفكم حضنين بعض في المية وبتقولها سيب لي نفسك ...؟"
فتقترب منه في تلك اللحظة قائلا بكره:"حسبنا الله ونعم الوكيل ..فيك..حسبنا الله ..عمري ماهسمحاك "
فتنصرف تحت أنظاره ليقول يامن بضيق :"غبي ...هتفضل طول عمرك غبي"
................
يوم الحفل
تقف امام مرآتها شاردة في صورتها الملائكية لقد اختار لها يامن فستانا باللون الأحمر الداكن ذو أكمام وفتحة علوية تظهر عضمة الترقوةبعرض كتفيها ذو أكمام شفافة يضيق من الصدر الي الخصر ثم ينزل باتساع حتي ركبتيها واختار لها قرطان ماسيان باللون الأحمر ..ولم ينس ان يكمل الصوره بحليتان بنفس اللون لشعرها علي شكل فراشة حمراء فتقوم برفع جوانب شعرها لأعلى وتتركه متدليا خلف ظهرها فيظهر بوضوح جوانب وجهها وأذنيها وعنقها الطويل مع حذاء احمر عالي...
ليدخل بطلته الساحرة يقول :"بسم الله ماشاء الله ..انتي طالعة تحفة ..انا شكلي كدة هيجي عرسان كتير من الحفلة دي .."
فالتفت له بسعادة :"البركة فيك ..لولاك ماكنتش هطلع حلوة كدة"
"مين قال كدة ..داانتي تعجبي الباشا "
لتعود للنظر لنفسها مرة أخرى وتمسك بأحمر شفاهها الأحمر الصارخ وتصبح شفتاها به ..لتكتمل الصورة ...
تقول بارتباك :"انا خايفة انزل كدة.."
فيقترب منها ويمسك كف يدها بهدوء :
"انا معاكي ماتخافيش ..اليوم ده يومك ..ومليان بالمفاجأت للموجودين تحت ..ها مستعدة ؟.."
تحرك رأسها بنعم فيكمل بمشاكسة :"ربنا يستر ويوسف ميولعش فينا لما يشوفك هههه"....
...........
يقف ببذلته بجوار شادي يمتلئه الضيق يقول:"في حاجة مش مظبوطة ..حاسس ان الحفلة دي وراها حاجة"
شادي مراقبا المدعوين :"ولا حاجة ولا بتاع انت اللي بقيت شكاك زيادة ..قولي صحيح عرفت تتكلم معاها ..."
"لا ..ده اللي هيجنني ..انها مش قابلة تكلمني "
"يوسف واجه نفسك ..انت بتحب غزل .."
"حب ايه وكلام فارغ ايه بس؟"
شادي بلوم :"هتقولي تاني دي واحدة خرسا وطارشة ومش من مقامك "
ليحتد يوسف عليها صارخا:"شادي!!!.ماتكلمش عليها بالأسلوب ده "
"شفت بقي ؟!!...اهو انت مش طايق حد يكلم عليها كلمة ..رغم ان انت اللي قايل الكلام ده مش انا"
"اسكت أسكت اهو يامن نزل "
.............
نزلت درجات الدرج بتوتر وبجوارها يامن يشد من أزرها ..فتقع عيناها علي عيون صقرية متحفزة للعراك فتتجاهلها ..حتي تصل لوالدها وتقوم بتحية الموجودين من محمد وتقى لشادي وباقي الموجودين ...
يقف من بعيد غير متفاعل مع الحفل يراقب سلوكها وحركاتها ايعقل ان يكون قد وقع في فخ حبها ؟؟؟؟..
ليرى عمه يحاول لفت انتباه المدعوين فينتبه الموجود لحديثه فيقول:
"اولا احب اشكركم علي قبول دعوتي انهاردة ..الحفلة دي معمولة مخصوص علي شرف بنتي حبيبتي اللي الكل عارف اني بقالي قد ايه بدور عليها ..ده اول حاجة
تاني حاجة احب اعرفكم السبب الأساسي للحفلة دي هما سببين مش سبب واحد ..
السبب الاول ان الحمد لله ربنا أكمل نعمته عليا ونجحت ان أعالج بنتي غزل من بعض المشاكل اللي كانت عندها ..وقدرنا نعملها عملية زرع قوقعة ليها علي أيد امهر الأطباء وهو موجود معانا دلوقت هو ابني وابن اخويا الغالي يامن نجيب الشافعي ...
يقف في زاوية بعيدة يقبض علي كف يده ..هل يعقل مايسمعه ؟..لقد لقد قامت بإجراء مثل هذه العملية بدون علمه ..وهو اخر من يعلم كالمدعوين ..لا هذا غير معقول ..فتقع عينه علي أذنها اليسرى فيجدها خالية لأول مرة من جهاز السمع خاصتها ..ليتصلب جسده وتتجمد عروقه عند سماع كلمات عمه الأخير .التي وقعت علي أذنه كالصاعقة
ليسمعه يقول :
"أما المفاجأة التانية ان غزل أصبحت شريكة فعلية بالشركة بنسبة ٧٠٪..وليها حق إدارة الشركة كمدير فني للشركة ....
صدمات شهقات وتهاني ..الجميع ملتف حولها بسعادة فتستقبل التهاني والمباركات برسمية لم تعتاد عليها ..وعينيها تبحثان عن شخص بعينه شخص تريد رؤية رد فعله بعد علمه بإجراء عملياتها الخاصة مع خبر الشركة الذي فاجأها هي شخصيا قبل الجميع ..
لابد انه يبغضها الان اكثرمن ذي قبل ..لتقع عينيها عليه وتتبادل معه النظرات للحظة نظرات بها تحدي وقوة جديدة تحمل الكثير من النقمة عليه ..ويقابلها نظراته الباردة الغير مقروءة ..الثابتة كأنه تمثال حجري لايدرك مايدور حوله ..فتلمح شبه ابتسامة علي فمه ..ابتسامة!!! ...هل يبتسم لها ؟!..أم يسخر منها لابد انه يسخر الان منها ..لتجد نفسها ترفع انفها بكبرياء وتحدي له وتشيح بوجهها عنه ....
أما عنه فمشاعر متداخلة ومتضاربة لايستطع تحديدها هل يفرح لشفائها ؟.أم يحزن لامتلاكها جزء كبير بالشركة وتوليها ادارتها معه ..لم يشعر بالابتسامة التي شقت شفتاه عند هذه النقطة ..ايعقل انه سعيد لامتلاكها الشركة ؟..انه لايصدق حاله.....
.............
سحبت نفسها بعيدا بعد إلقاء المفاجأت السعيدة علي مسامعها ..تتعجب من حالها انها سعيدة بالفعل لها ..ولم تبغضها مثلما كانت تفعل من قبل ..لتجد حالها يهرب من أنظار يوسف لها ..نعم من المؤكد انه يحتقرها الان وله كل الحق في ذلك ؟...هي من رخصت حالها وخانت اقرب ما لها...
فتجد أرجلها توجهها الي غرفة الطعام المفتوح لتجذب صحنًا وتقوم بوضع بعض من المقبلات بصحنها بشرود في حركة رتيبة ..وكادت ان تلتف للعودة مرة اخري لتجد نفسها مصطدمه بشئ ما ليسقط علي فستانها عصير من المانجو يغرقها بالكامل ..تشهق برعب ويزداد غضبها لتقول من بين أسنانها:"مش تفتح ياغبي ..أنت اعمى ولا شكلك كدة .."
يقف يامن ذاهلًا حاملًا كوبه الفارغ ينظر له بذهول ليقول معتذرا :"طبعا لو حلفتلك بحياة ولادي اللي والله ياشيخة لسه ماخلفتهمش إني ماقصدتش ......مش هتصدقيني"
فيراها تضرب الأرض بقدمها بغضب تقول :"بارد"لتهب للانصراف..الا ان يده أوقفتها يقول :"استني بس ماتبقيش حنبلية كدة"
فترفع حاجبها وتمرر نظرها بينه وبين يده:"شيل ايدك "
يقول معتذرا :"صدقيني أنا اسف جدا والله علي حصل ده"
"اصرفها منين بقي "
"هي ايه؟؟"قالها يامن بغباء ..
لتجيبه تقى بغيظ :"يعني بارد وغبي كمان ..أف "
""بقولك ايه نحترم نفسنا كده عشان اليوم يعدي ..أنا اعتذرت ومستعد اصلح غلطتي واساعدك "
"هتساعدني ازاي يافيلسوف عصرك "
"بتتريقي !!..ماشي ..عموما عندك حل من الاتنين ياما تخرجي بمنظرك ده "
ياما تيجي معايا فوق تقلعي"
تقى بصدمة :"نعم !!!..أنت قليل الأدب"
ليصحح حديثه بسرعة:"اقصد تقلعي الفستان وتلبسي غيره من عند البنات "
وصدقيني أنا عايز اساعد مش اكتر "
تقى بتفكير مع خوفها منه تقول "طيب ماشي"
يصعدا معًا الدرج فيزداد خوفها منه ...هي لا تعلم من هو حتى الان ..فتراه يتجه الي حجرة بعينها يحاول فتحها فيجدها مغلقة من الداخل ويقول:
"شكل ملك جوه وقافلة علي نفسها كدة مش قدامنا غير غزل "
ويتجه الي غرفة غزل يفتحها ويدعوها للدخول قائلا :"في حمام جوه الأوضة ..واعتقد مقاسها هيناسبك ممكن تغيري بحاجة من عندها .."
فتشاهده يقوم بالإشارة الي المفتاح بالباب يقول :"أقفلي الباب عليكي من جوه عشان تطمني اكتر ..وأنا هنتظرك بره"
لتهز رأسها بصمت ذاهلة منه ..
فتسمعه يقول :"أنا معرفتكيش بنفسي أنا يامن الشافعي اخو ملك ويوسف "
مياة مثلجة سقطت فوق رأسها ايعقل انها تقف أمام أخيه ..أخيه الذي يختلف عنه بكل الدرجات ...
أما عنها فرفعت انفها بكبرياء تقول :"وأنا تقى أخت محمد وغزل "...ثم
تغلق الباب بوجه من يقف مصدوما من كلماتها ......
...........
وقفت أمام المسبح حافية القدمين بفستانها الجذاب ممسكة بحذائيها بيدها تاركة الحفل بمدعويه فهي لم تعتاد على مثل هذه التجمعات ..تشرد في أيامها كيف تبدلت من حال إلى حال ..
تشعر بخطوات رجولية متجهه اليها باتزان وعطره القوي يسبقه فتنهد بملل ..الي متى سيظل يلاحقها !!..أَلم يمل من ذلك؟...
يقول باتزان :"مبروك !!"
لم تتفاجأ بوجوده ولم تنظر اليه وتجيبه بدون النظر اليه :"على ايه؟...علي العملية ولا على الشركة"
قال مندفعا :"الاثنين ".....
تهربت منه وتحاول التحرك بالمرور من جواره قائلة:"شكرا .."
يوقفها بكلماته :"مش هتاخدي هديتك ؟!....."
فتتوقف تنظر اليه فتراه يخرج يده من جيبه يرفعها أمام عينها ليتدلى سلسالها من بين أصابعه يقول:"سلسلتك !!....لقيتها في اوضتي .."
تتسارع انفاسها وتمرر نظرها بينه وبين سلسلها وتصرخ غاضبه وهي تدفع من صدره :
"أنت مش بني آدم ..أكيد مش بني آدم ..انت شيطان "
فيقوم بتثبيت يدها فوق صدره متوسلا إياها :
"ايه اللي حصل بينا ياغزل ؟..ريحيني وقوليلي ...في حاجة حصلت بينا ..أنا مش قادر افتكر حاجة "..
تحاول التخلص منه بدفعه عنه فيقوم بضمها لصدره اكتر لتهدئتها :
"ارجوكي ..صرحيني ..أنا ضميري بيعذبني ..أنا اذيتك ؟؟؟؟..ماتخافيش لو حاجة حصلت انا مستعد اصلح الغلط ده بس ريحيني !!!..."
فيشعر بعد كلماته الأخيرة سكون جسدها للحظة وترفع وجهها لتواجهه عينيه تقول بصوت ميت :
"وهترضى علي نفسك تجوز واحدة معاقة ،.كانت خرسا وطرشا ....هترضى تتجوز واحدة تربية حواري ..مش من النوع اللي بتحبه "
ينظر لها بذهول من كلماتها كيف علمت ؟..كيف علمت انه قال هذه الكلمات عنها من قبل ؟؟؟؟.....وقبل ان ينطق قامت بدفعه عنها بقوة ليتراجع خطوتين وتشير اليه بسبابتها :
"اطمن يايوسف بيه ....مافيش حاجة حصلت ..بينا ربنا أنقذني منك عشان عارف ان أنا انضف من ان ايدك القذرة دي تلمسني ...ريّح ضميرك ونيمه أنت مش مضطر تصلح غلطك "
يحاول الاقتراب منها مبررًا ما سمعته من كلمات قاسية عنها :"غزل ارجوكي تسمعيني اللي انتِ سمعتيه كله غلط في غلط .."
تتراجع خطواتها محذرة إياه :"ابعد عني ..وماتقربليش ..ابعد "
يحاول الاقتراب ببطء ليبرر لها وهي تصر علي عدم الاستماع اوالاقتراب فيصرخ فجأة بها:
"حاااااسبي ..!!!!!"
فيشاهدها تسقط أمام عينه الجاحظة في المياة وتشل أطرافه عن الحركة ويظل واقفا ناظرا للمياه بأنفاس متسارعة منتظرا صعودها ..ليجد من يدفعه ويقفز خلفها صارخا بوجهه :"مابتعرفش تعوووووم..."...
لحظة اثنان لم يجد نفسه قادرًا علي الوقف ليهبط علي ركبتيه بصدمة منتظرا خروجهما بأنفاس متسارعة وعيون جاحظة ويهمس باسمها لنفسه بخوف ....غزل ..غزل
يشاهد ظهورأخيه من المياه ممسكًا اياها فينتفض لمساعدته لإخراجها وتسطيحها أرضا ولكنها ساكنة لاتتحرك فيناديها برجاء:"غزل !!..غزل!!..هي مش بترد ليه"
لم يجيبه يامن ويراه يقوم بالضغط علي صدرها عدة ضغطات متتالية محاولا منه اخراج المياة من رئتيها بقوة وتقريب فمه لفمها للقيام بالتنفس الصناعي لها تحت صدمته ..فتشهق لتخرج كمية المياة من جوفها لتسعل بعدها بقوة ،.
ويشاهد اخاه يرفع رأسها محدثا إياها:"غزل !!..أنت سمعاني ..غزل !!...انتِ كويسة ماتخافيش" ..
وعندما لاحظ فتح أعينها اندفع ليمسك كفها محاولًا بث الدفء لها يقول برجاء:"انا مكنتش اقصد .."
ويسرع لخلع سترته يحيطها بها لمساعدتها علي التدفئة ..فتدفن وجهها بصدر يامن غير قادرة علي الحديث ..فتمتد ذراع يوسف محاولًا حملها قائلا :"ساعدني ..نطلعها أوضتها من الباب اللي ورا "
الا انها رفضت مساعدته لها متشبثة بصدر يامن:"يامن !!!!..طلعني فوق "..
ليشاهد أخاه يحاول اسنادها تحت انظاره المصدومة حتى اختفيا من حيز رؤيته......
.........
قبل الأحداث بنصف الساعة
داخل حجرة ملك تقف وسط الغرفة وهاتفها علي أذنها تقول :"شفت ياجاسر اللي حصل عمي كتب نسبة كبيرة لغزل ..أنا خايفة من اللي جاي "
جاسر بعقلانية:"انا مش فاهم أنت وأخوكي مهتمين بالموضوع اوي كده ..طبيعي ان عمك يحاول يعوض بنته اللي أتحرم منها سنين ،..وكمان تعالي هنا ..أنت اللي يخوفك منا جنبك ولا أنتي شايفاني قليل في البلد ..أنا جاسر الصياد ياملك ولا نسيتي"
ملك بضيق:"أنت مش هتحميني لو اترميت في الشارع"
"مللك!!!"
كلمة واحده كانت كفيلة باخراسها ليكمل بغضب منها:"أنت شكلك نسيتي انك مراتي ...ولو حابب أجي أجيبك من شعرك واحطك في بيتي في أي وقت هعملها ..بس أنا صابر علي اخوكي..."
لتسمع صوت فتح بابها الذي أغلقته بعد دخولها فتهمس له :"جاسر اقفل هكلمك بعدين ....."
..............
تحت إشاعة الشمس الدافئة ونسمات الصباح وقفت وسط حديقة المنزل الخضراء في راحة غريبة وسعادة تملكتها فتطاير خصلاتها حولها في لوحة فنية خلابة ..ليتبدل الجو فجأة الي غيوم داكنة تغطي السماء الزرقاء مع بداية هطول قطرات الأمطار فتشعر بالبرودة مع ابتلالها فتضم نفسها بقوة تستمد الدفء من حالها في حين التفاتها تصطدم بجدار بشري صلب لتجده يوسف ..ينظر اليها نظرات مبهمة غير قادرة علي تفسيرها ملامحه غريبة عليها يظهر عليها الشراسة عيونه مختلفة يلونها الاحمرار لتجده يجذبها من معصمها بابتسامة باردة خلفه اتجاه البيت فتحاول تحرير يدها منه ومنعه من سحبها للداخل ولكن كانت مقاومتها بالنسبة له مقاومة نملة لفيل لتصرخ به ان يتركها ..حتى اقترب من البيت وبدأت ملامحه يزدادها سوادا كأن شيطان تلبسه لتطلق صرخة مدوية ......
تنتفض بعدها فتح أعينها لتجد حالها بفراشها متعرقة يزداد الم جسدها وارتعاشه تشعر بابتلال ملابسها والبرد الشديدة فتتلحف بغطائها وتعود لاحلامها مرة اخري ...
......
في مكان اخر كان يجلس بشرفته يجافيه النوم يفكر بها يتذكر حديثها معه ..كيف أراحه اعترافها بانه لم يلمسها ولم يصيبها اذى منه ....ليهدأ قلبه الموجوع ..ويفكر في إجرائها لعملية أذنها وكيف كان يتمنى ان يكون بجوارها في مثل هذه الظروف ..ليسقط قلبه بين أقدامه عند سماعه لصراخها المدوي فينتفض من جلسته مهرولا خارج حجرته قاصدًا حجرتها ليجدها مغلقة للباب من الداخل كعادتها..ليعود مرة أخرى لحجرته مفكرا ماذا يفعل ؟!...لما صرخت هذة الصرخة ؟....فتأتي فكرة برأسه ..ليهرول اتجاة شرفته ليقوم بقياس المسافة الفاصلة بينه وبين شرفتها لقد عزم علي الدخول إليها من خلالها حتى يطمئن عليها ...
ويعد نجاحه في القفز لشرفتها المجاورة له سعد انها لم تغلق باب الشرفة من الداخل ...ليدخل حجرتها بهدوء وخطوات متزنة حتى لايصدر صوتا فهو يريد الاطمئنان فقط ثم يعود مرة اخري لغرفته ليجدها داخل فراشها ملتفة بغطائها فيلقي عليها نظرة ويتجه للعودة مرة اخري ..فيتوقف عن الحركة عندما سمعها تهمهم ببعض الكلمات الغير مفهوم ليعقد حاجبيه عائدا مرة أخرى يحاول فهم ماتقوله ..ليجد اهتزاز جسدها وتعرق وجهها بشدة فيحاول مسح عرقها عن جبينها ليصعق عندما اكتشف ارتفاع درجة حرارتها بشدة...
يقف لايعرف ماعليه فعله ..هل يطلب المساعدة من أخيه ؟..لا لا سيسأله كيف دخل حجرتها ..فيقترب منها محاولًا إيقاظها ليجدها تفتح عينيها وتغلقها مرة أخرى فيقول بصوت متلهف:"غزل ...غزل أنتي صاحية ..حاسة بحاجة؟.."
فيقترب اكثر محاولًا إيقاظها حتى تستطع السيطرة علي حرارتها ويقوم بهزهاا ولكنها لا تستجب له فدرجة حرارته زادت من قلقه عليها ..فيصر علي إيقاظها ويقوم بإزاحة الغطاء عنها ليجد ابتلال ملابسها بشدة نتيجة التعرق فيزفر بقوة مع إشاحة وجهه عنها يحاول تمالك حاله من ملابسها المكونة من سروال قصير وقميص قطني مكشوف فيحاول تمالك أعصابه ويعزم علي شئ ما.......
يقف يحيط بها بذراعيه يحاول إسنادها داخل حوض الاستحمام يقول:"غزل ..حاولي تتحملي المياه شوية .."
ليفتح المياه وتتساقط فوق جسدهما معًا فتنتفض نتيجة برودة المياة وتتشبث به هروبه من المياه ويضمها اكثر الي صدره هامسا ببعض الكلمات لتهدئتها ولكنها في عالم اخر ...فعندما لاحظ انخفاض حرارتها قام بحملها للعودة بها الي الغرفة فيسطحها علي حافة الفراش ويقف مفكرا كيف ستبدل ملابسها ..لم يفكر في هذه الخطوة ؟..فيحك رأسه المبتل مفكرا ..يجب عليها الاستيقاظ لتبديل ملابسها ..فيقترب منها ويقوم بإيقاظها لعلها تستجيب ...بعد محاولات باءت بالفشل ..قام بتغطيتها جيدا ثم جلب ملابسها النظيفة من خزانتها ليقوم هو بهذه المهمة من أسفل الغطاء محاولًا عدم كشف جسدها أو النظر اليه ..فمن المؤكد عند تستيقظ وتعرف انه قام بذلك ....ستكره اكثر وأكثر ......بعد الانتهاء من هذه المهمة القاتلة بالنسبة اليه كان يحارب نفسه حتى لا ينظر اليها والمحافظة علي عدم المساس بها ...ذهب الي غرفته وقام بتبديل ملابسه المبتلة ورجع مرة أخرى اليها بكوب من أعشاب البرد الساخن ...
جلس بجوارها ساندا ظهرها الي صدره يحاول إفاقتها من نومها ..وبعد نجاحه هذه المرة همس لها في أذنها برقة جديدة غريبة عليه مشتما رائحتها باستمتاع :
"غزل !!!..قومي عشان تشربي الأعشاب دي هتريحك ..."
لتعقد حاجبها بتعب غير قادرة علي المقاومة تقول بإرهاق :"أنت ايه اللي جابك عندي ؟..ودخلت ازاي ؟.."
فيمد يده يحمل الكوب ويقربه من شفاها يحثها علي تناوله
بعد الانتهاء قالت :"عايزة أنام ،.جسمي بيوجعني"
يوسف ملبيا رغبتها :"هنيمك بس استني لحظة ..في حاجة لازم تتعمل الأول .."
تراه يجلب منشفة جافة صغيرة ويجلس مرة أخرى خلفها ويقوم بتجفيف خصلاتها المبتلة قائلا:"لازم شعرك ينشف الأول عشان ماتبرديش "
وتراه بعد انتهائه ساعدها علي تسطحها فوق الفراش ليدثرها جيدا بغطائها ..
وتسمعه يقول بتوتر :"نامي ياغزل ..أنا هفضل جنبك لحد ما تنامي "
كانت تحمل بصدرها الكثير من الأسئلة ..ولكنها غير قادرة علي المجادلة معه ..لتنعم بالنوم الان وتجادله غدا ...
بعد لحظات لاحظ انغلاق عينيها وتعمقها في نومها ..ليبتسم علي سذاجتها ..كيف تأمن على نفسها معه بعدما صدر منه افعال مشينة اتجاهها ؟!...هل حان الوقت ليصحح أخطائه .....
يتبع
أنت تقرأ
صماء لا تعرف الغزل (بقلم وسام الأشقر)
Romanceتضحيات صغيرة تصدر منا تشكل فارقًا كبيرًا في حياة الآخرين ..ولكن عند تقديمها يجب معرفة هل ستستطع مواصلة حياتك بهذه التضحية ام ستظل عقبة لاستمرارها....فعليك ان تختار!.....