الفصل السادس عشر

10.7K 244 9
                                    

جالسة معه في سيارته تحت نظراته المتفحصة لها طوال الطريق لم تتحدث الصمت فقط هو السائد تنظر للطريق اكثر من ساعة في الطريق لاتعلم الي اين يأخذها لم تهتم ان تسأله فقط تريد لهذا اليوم ان ينتهي فهي الي الان لم تستوعب المفاجأة توقفت بتفكيرها عندما توقف هو بسيارته امام مكان منعزل شبيه بالغابات التي تراها في التلفاز يغطيه الاشجار من جميع الاتجاهات اخذ يصدر صوت بسيارته لتفتح البوابة الحديد الضخمة الكترونيا ثم تحرك بسيارته ببطئ لتتوقف اخيرا امام باب اخر ليعطي اشارة ضوئية ليظهر حارس ضخم يقوم بفتح البوابه الثانية ليدخل هو بسيارته لينظر لها ليجد عيناها متسعة مما تراه كان مكان اقل ما يقال عليه انه جنة علي الارض اشجار تملئ المكان بصفوف متساويه بجانبها ويليها مشتل كبيييير من جميع انواع الزهور بمختلف الوانها وانواعها كانت الانوار علي الصفين مما جعل الرؤية واضحة كأنه الصباح ثم توقف بسيارته امام منزل كبير من الخشب يطل علي بحيرة صغيرة كان يشبه منزل الاميرات في بدايته سلم خشب افاقت هي علي وقوفه امامها ينظر لها بهيام ليمسك يدها ويسحبها للداخل
كانت مبنهرة بجمال الطبيعة الساحرة بالخارج فماذا سيكون بالداخل
فتح باب المنزل ولم يخالف توقعاتها كانت تري ذوقه الرائع من الاثاث وجمال المكان كان اثاث المنزل ذو طراز عجيب ولم تكن تعرف كيف تصفه فعلي الرغم من قلته الا انه فريد من نوعه كان هناك علي الارض فراش ثقيل تختلف الوانه بين الاخضر والزهري ووسائد عديدة تحيط بطريقة حميمية وفوق الفراش هناك نافذة مفتوحة تطل علي البحيرة وبجانب الفراش هناك ارجوحة من القش وعليها وسادتين وغطاء من الفرو الناعم ذو دفئ عالي
كان المطبخ الصغير مكشوف يطل علي الواجهة المقابلة للحديقة الرائعه من يقف فيه يستمتع بجمال الطبيعة الساحرة وبجانبه المرحاض الصغير
كان هذا الطابق الاول و الطابق الثاني هناك مصعد كهربائي يفصل بينهم من الزجاج الخالص

كانت ياقوت تتطلع للمكان بينما هو شارد في ملامحها العذبة ولكنها افاقت عندما رأت شروده فتنحنحت هي مما جعله يبتسم ثم تحدث وهو في سحر جمالها
تحبي نطلع سوا نتفرج علي الطابق الثاني هيعجبك اوي وده احب مكان لقلبي ونفسي تشاركيني رأيك
نظرت له متسائلة
لمح هو بعينيها المتسائلة والحائرة من كلامه فأكمل هو قائلا : الدور التاني كله عبارة عن اوضة واحدة بس ثم اقترب منها يتأمل وجهها بحب وهو يهمس بجانب اذنها ليكمل : اوضة النوم مفيش اي حد علي وجه الارض فكر يخطي برجليه المكان ده انتي اول شخص يشاركني المكان ده ثم اقترب ليهمس امام شفتيها وأخر شخص
احمر وجهها خجلا وهي تنظر في الارض كاتمة التفوه بأي لفظ انه تعدي حدود الوقاحة وقلة الادب

اخيرا خرج صوتها قائلة بهدوء مصطنع : لا مش عاوزه اشوف الطابق التاني
ثم استدارت لتقف في النافذة امام البحيرة اغمضت عيناها لتترك الهواء يعبث بحجابها
بينما اكتفي سيف بمشاهدتها بإبتسامة عاشقة قبل ان يقرر الاقتراب منها بخفة توقف خلفها للحظات ثم احاط خصرها بكفيه واسند ذقنه علي رأسها بينما يهمس بنبرة هادئة
مبسوطة بالمكان
نظرت هي امامها وهي تجيب بصدق جعله يقع بحبها للمرة المائة
ياقوت : المكان يجنن .. ولا في الاحلام كنت اتخيل اني اروح مكان بالروعة دي انا بعشق الاماكن الطبيعية جدا واحلي مافيها هدوئها ومفيش احلي من كدة انا بجد عشقته
ادارها اليه برقة وتساؤل وهو يمرر ابهامه علي خدها وشفتيها
ممممم ... وانا ماليش نصيب من العشق ده
لثواني معدودة رأي ملامحها تتجمد قبل ان يزداد النفور علي وجهها انتبهت اخيرا لوضعهم ثم قامت بأبعاد يده عن يدها وابتعدت عن مرمي زراعيه ابتسم هو بحزن علي كره حبيبته له وعدم نسيانها الماضي
ولكنه لن ييأس سيعمل بكل جهد وقووة علي جعلها تعشقه مثلما تعدي هو حدود عشقها
ابتسم لها اخيرا بهدوء لياخذها من يدها ليجلسوا علي الوسائد العديدة الموضوعة علي الارض ثم اجلسها وهو يجلس امامها مقتربا منها بطريقة اربكتها
انتبهت علي الشئ الذي خلعه من رقبته وكانت سلسة فضية ليقربها منها وهو يتحدث بتأثر
السلسلة دي بتاعت جدتي والدة والدي الله يرحمه تقدري تقولي هي اللي ربتني وهي كانت كل شئ بالنسبه لي
كنت معاها قبل ما تسيبني وتروح لجدي الله يرحمه كنت وقتها في اولي جامعة
حاكتلي حكاية اول مقابلة بينها وبين جدي كانت هي بتركب المترو رايحة الجامعة وهو نازل منه خبط فيها نتيجة الازدحام سلسلتها شبكت في هدوم جدي اضطر انه يركب معاها وينزل في المحطة اللي بعدها وراح عليه الامتحان العملي ودي كانت بداية معرفتهم
استمر حبهم ٤ سنين الكلية وبعد كده اتجوزوا ٤٠ سنه حب وتفاهم مفتكرش حد فيهم ولا مرة  زعل التاني كان الاحترام متبادل الحب قوي بينهم وفي يوم انا كنت راجع زعلان طبعا مش هكدب عليكي انا كنت بحب زميلتي وفاكر انه حب بجد ومشاعري وقتها كنت بكتشفها تصادفت عيناه مع عيناها ليقسم انه لمح الغيرة ولكنها سرعان ما اخفتها ليكمل هو
رجعت البيت وكنت تعبان جدا لان البنت اللي كنت فاكر اني بحبها اتخطبت شوفت دبلتها في ايديها
جدتي وقتها فضلت تفهمني اني لسه صغير والعمر لسه قصادي وهقابل كتير وممكن اعجب بكتير لكن قلبي وروحي مش هيتعلقوا غير بواحدة بس وخلعت السلسلة دي وقالتلي يوم ماتلاقيها لبسها بنفسك السلسلة دي لانها هتكون هي حبيبتك بجد ال سلسلة دي بتجمع الاحبة
وفعلا جدتي معاها حق عارفة معناه ايه ياياقوت انا هديتك بأغلي هدية في حياتي ثم اقترب اكثر منهيا للمسافات بينهم ليلبسها السلسال كانت انفاسها السريعة قريبة من انفاسه لتقضي علي اخر صبر كان يمتلكه امامها شهقت عندما شعرت بيده علي خصرها يجذبها برقة الي ان ارتطم صدرها بصدره ودون ان ينتظر منها رد فعل هجم بشفتيه علي ثغرها كغريق لا يستطيع التنفس الي عبر شفتيها ارتجف جسدها وهو يقبلها بكل هذا الشغف بكل هذه المشاعر الساحرة ويداه تعبث في حجابها محاولا خلعه ترك شفتيها وهو يتنفس بسرعة ليهمس في اذنها برقة اذابتها : نفسي اشوفك من غير حجاب
كانت تذوب رغما عنها وقدميها تخذلانها ولكن كلماته افاقتها فابتعدت سريعا عنه وهي تدفعه مستغلة لحظات ضعفه
كانت الكلمات تخرج من حلقها بصعوبة ولكنها ضغطت علي نفسها وحاولت الصمود من تأثيره عليها قائلة بنبرة تأكدت ان تخرج ثابته

لا الحجاب لا خوفا من ان يتمادي اكثر
اومأ بتفهم ثم اقترب منها ولكنها ابتعدت حتي لا تقع في سحر تاثيره مرة اخري
ياقوت انتي مراتي ومن حقي اشوفك بشعرك ومش بس كده لا ده انا لو رفضت اوصلك وفضلنا هنا وكلمت خالي وجدك وقولتلهم اني هتمم جوازنا محدش هيقدر يعترض
شهقت بقوة ووجهها اكتفي من كثرة الاحمرار
لكنه اكمل قائلا : لكن انا ولاول مرة اكون متفهم انا مستغرب نفسي بجد انا بقيت انسان تاني علي ايديك
انا هسيب لك وقت تتعودي علي الوضع ومش هجبرك علي حاجه كل اللي يهمني انك تصدقي اني مش بتسلي بيكي او بكذب عليكي وصدقيني انا لاول مرة اكون مهووس بشئ دايما مكنتش بهتم لكن لأول مرة احس ان ليا نقطة ضعف
نظرت له بعينان تلمع متأثرة بحديثه ثم تابع  بهمس  أذاب قلبها  بحبك يا ياقوت بحبببك

اوصلها سيف  الي القصر ليدخل معها اللي حديقة القصر ويمسك يدها ليديرها له
تنظر له بملامح هادئة طمئنته علي الاقل ليست كارهة او نافرة لينتبه لها وهي شارده في ملامحه بحزن ليحاول ان يمزح معها
الجميل سرحان في ايه ياقوت بابتسامه وكادت ان تصرح له بمخاوفها من خلطها بيت الماضي والان قاطع وقوفهم تقدم رزان بخطوات بطيئة ولكن واثقة صوت كعب حذائها اثار ضيق ياقوت نظراتها لسيف التي انتبهت عليها ياقوت لتنظر لها بغضب وازداد عندما اقتربت من سيف وتجاهلتها وهي تمسك يده بحميميه وعيناها مثبته علي عينيه ويدها ممسكة بيده لتقول بهدوء مبروك ياسيف مجاتش فرصة اباركلك في الحفلة لانك كنت مشيت قبل ما اجي
ابتسم لها سيف بصدق وهو يرد عليها بكلمات مختصرة ثم يستدير لياقوت قائلا : انا همشي لاني عندي شغل متاخر في المجموعة ومش عارف هرجع امتي خلي بالك من نفسك
اومأت له ياقوت ليغادر مودعهم كانت رازان واقفه تنظر لها حتي اختفي تحت نظرات ياقوت المغتاظة ولكنها تجاهلت الامر لترحل هي ايضا لغرفتها ولكن رازان امسكتها من يدها موقفه اياها تنظر لها بطريقة غريبه
كانت رازان يبدو عليها التعب والاجهاد ففسرت ذلك انه مجهود في العمل
لتكون هي اوول من تتحدث : انا تعبانه وعاوزة انام اليوم كان طويل يارازان عن اذنك
لم تفلت رازان يدها ولتتحدث بعد ذلك
حب عمري لم تفهم ياقوت لتقول ماذا
لتكمل رازان صديقي وحبيبي لتنتبه ياقوت اخيرا عند متابعة رازان
سيف هو حب عمري وصديق طفولتي مفتكرش اني كنت قريبة من حد غيره كان دايما مصدر قوتي وضعفي
انا كنت عارفه انه عمره ما شافني غير اخت ليه زيي زي اسيل ولكني كنت واثقة اني هقدر اغير نظرته دي لكني بردو فشلت وبعترف انه اول فشل في حياتي .
كانت نبضات قلب ياقوت سريعة هل ماتسمعه حقيقي رازان تحب سيف ولكن سيف يحبني انا ياقوته
لتنتبه علي نظرات رازان الشرسه وهي تتحدث : متقلقيش هو بعمره مافكر فيا لكن انا مش هسمحلك تنتصري عليا انا قدامي بدل الفرصة الف وفي كل فرصه هخليه يكون اقرب ليا منك سيف اه بيعتبرني اخته لكن كمان انا شريكته في العمل وصديقته ومحتفظة باسراره ايه رايك بقا ... اه بالمناسبه السلسلة اللي في رقبتك دي حلوة اوي ياتري حكي لك علي قصة تعارف جدته بجده
ليزداد وجه ياقوت شحوبا هل حقا رازان قريبة منه كل هذا القرب فهذا طبيعي رازاان فتاة قوية و جميلة وذكية طبيعي مكانها يكون بجانب سيف ولكن ما ارعبها حقا هل من الممكن ان تأخذ سيف وتجعله يحبها

لا مستحيل
لتنظر لها ياقوت بشراسه اكثر منها وهي تتحداها بقوة اربكت رازان بداخلها لكنها لم تبين

عمرك ما هتقدري لسبب بسيط ان ياقوت هي عشق سيف الوحيد
وتركتها لتغادر قبل ان يظهر ارتجاف قلبها وخوفها امام رازان

######### يتبع

قراءة ممتعة
Rehab ayman
❤❤❤

 (تكملة) عشق الياقوت ''حيث تعيش القصص. اكتشف الآن