الفصل الخامس والعشرون

10.8K 215 12
                                    

انتهي الحفل بأمر من سيف ولم يكد يسحبها من يدها ليشعر برجفتها وارتباكها تفهم انه طبيعي ماتشعر به نظرا لانها ستخوض تجربة جديدة ولكن ما ادهشه هو تسمرها ورفضها التقدم خطوة واحده ناظرة لشئ امامها بحزن وانكسار لينظر متبعا نظراتها ليجده هو ذلك الاب القاسي كانت تنظر بقلق وعتاب وهي تتقدم ببطئ لتقف امامهم لتنتبه لجرحة ووقفته الغريبه كأنه شخص كان مريض ولم يتعافي مستندا علي والدتها
تنظر الي مكان الجرح وبالتحديد تلك الربطة علي رأسه لتشعر بدموعها التي تنهمر علي خدها وهو يترك والدتها بصعوبة ليفرد يده داعيا لها بعناقه لم تتردد لحظة وهي تجري عليه وهي تبكي بصوت امام المتواجدين

في غرفة المكتب داخل القصر
الجميع جالس يستمع له
وها هي جالسه باحضان سيف رافضة تركه تستمع له وهو يخبرهم بحقيقة مرضه

سالم بصوت مجهد : من ثلاث سنين اكتشفت حقيقة مرضي لما روحت والطبيب قال لي اني عندي ورم في الجزء الايسر في دماغي ومحتاج عملية جراحية الدنيا ضاقت بيا وفجأة ياقوت اول شخص افتكرتها هتعمل ايه في الغربة لو حصل لي حاجه وقتها علاقتها بيك يا والدي كانت منقطعة تماما اترددت اقولك ترفض تكلمني زي كل مرة ليشعر الجد بقلبه ينزف علي ولده وما عاناه وقتها انا كنت عارف ان ياقوت علاقتها جيدة بليلي بنت اخويا وطبعا جدتها فريدة كنت بسمع دايما من زوجتي انها نفسها تشوفها ثم ينظر لياقوت ويقول بوجع وانا كنت عارف انك متعلقة بيا خوفت اظلمك والوجع بعد كدة يدمرك قررت اني اوصلك شعور الاهمال مني وفعلا قررتي تنزل القاهرة وبعد ما اطمنت عليكي قررت اقوم بكل الفحوصات لاجراء العملية الجراحية وانا كنت متأكد ان ٥٠% انا ممكن اتوفي ويوم فرح ياقوت كنت فوقت من العملية وعديت مرحلة الخطر لقيت نور ( والدة ياقوت ) بتبكي فعرفت منها ان فرح ياقوت وانها مش مع بنتها ولا انا معاها مترددتش لحظة وانا بحجز اول طائرة وجيت لبنتي حبيبتي
كنت متأكد ان حكمة ربنا في ان كل ده يحصل انك تقربي من جدك احمد ويحبك ويحاول يجمع شمل العيلة مرة تانيه زي ما انا شايف الكل متجمعين واللمة الحلوة كان الجميع يبكي متأثرا بما عاناه سالم بمفرده ليحمدوا الله انه تعافي وعاد مره اخري ليهنؤه حامدين الله علي سلامته
ليقترب والده ويعانقه بحب واشتياق طالبا ان يسامحه انه لم يكن معه في ذلك الوقت
ليقترب منه الجميع مرحبين به وسط بكاءه
اما هي فكانت بعيدة سيف يحتضنها بحنان وهي تبكي علي صدره وتنظر اتجاه والدها الذي اقترب منها ليتركها سيف علي مضض لتنظر لوالدها وهي تبكي لتتحدث وصوت شهقاتها يعلو المكان : كل ده جواك لوحدك ومفيش اي حد فكر يعتبرني ناضجة بما فيه الكفاية اني اقرر طريقي قررت عني يابابا وانت عارف اني هنا كنت بلومك في كل ثانية علي بعدك عني فكرت انك مشغول بالفلوس والمشاريع وانت كنت مريض انت متخيل انا قد ايه كنت محتجالك في اوقات كتير كنت محتاجه نصيحتك في حاجات كتير حصلتلي وانا لوحدي مقدرتش اقولها لحد عرف سيف انها كانت تشير لما فعله بها ليشعر بالحزن لتلمح تلك النظرة ولكنها سرعان ما تقول وهي تعود لتحتضن سيف بحب وهي ترفع عيناها لتقابل عيناه العاشقة قائله بحب ولهفة سيف هو الوحيد اللي وقف جمبي وقواني وصبرني علي بعدك كان سيف ينظر لها بحب لم ينطق به ولكنها احست به من لمساته تحت نظرات والدها لقد ضايقه احساسه بالغيرة ولكن عنده كل الحق فياقوت ابنته وكانت تعتبره المثل الاعلي لها وتعلقها به لن يشاركه به احد حتي لو كان هذا الشخص زوجها ليقطع عليهم النظرات وهو يسحبها ليعانقها بحنان ابوي واشتياق السنين الضائعة بعيدا عن ابنته
اخيرا تأخر الوقت بالفعل ليستاذن الجميع بالذهاب للنوم فاليوم و الاسبوع كله كان شاق جدا علي الجميع
ليتحدث الجد احمد اخيرا اطلع ارتاح يا سالم انت ونور من تعب السفر وكمان انت في الفتره دي محتاج متابعه الصبح بدري الدكتور هيكون موجود ليتحدث سالم بغيرة ياقوت هتنام معانا النهاردة في اوضتنا
واخيرا ينطلق زئير الاسد الصامت منذ البداية سيف بنبرة جعلت الواقف امامه دمائه تتجمد : نعممممم انت مش واخد بالك ان اليوم كان فرحنا ولو مش فاهم افهمك اكتر النهارده تحديدا دخلتنا
ايوجد احدا يشعر بها حرارة عالية وجهها يحترق زحف الاحمرار والخجل اليها تمنت لو ان الارض تنشق بها ومن جرأته وحديثه غير مراعيا احد
ليقطع خاله احمد بتفهم مهدئا ذلك الاسد الثائر سيف يابني .... لم يكمل الجملة ليقاطعه سيف قائلا بصوت لا ينم علي خير : لو سمحت يا خالي مفيش نقاش في الموضوع ده مراتي ومكانها من الحظة دي معايا
ليقاطعه سالم بتحدي ولكن المرض زاد عليه وهو يمسك مكان الجرح بألم لتجري عليه ياقوت بخوف ووالدتها وجدها احمد ليطلب من حسن انا يحضر الطبيب ليجري حسن متصلا بالطبيب وينادي للحرس بان يحملوه وسط بكاء ياقوت القوي
كل هذا حدث في لحظات وسيف يقف بثبوت وكأن شئ لم يكن

 (تكملة) عشق الياقوت ''حيث تعيش القصص. اكتشف الآن