الفصل الرابع والعشرون

11K 222 7
                                    

اليوم المنتظر

في القصر كانت الاستعدادات تتم علي اكمل وجه لقد احضر سيف فريق كامل من الاشخاص ليقوموا بديكورات الحفل وتنظيمه وايضا فريق لعمل الذ واطيب الاكلات والحلويات
كان القصر في حالة تأهب قصوي أنه اليوم المنتظر

كان يقف في بهو القصر يعطي اوامره بمساعدة والدة سيف وحسن ابنه

احمد : انا مش متخيل كمية الاشخاص اللي بتشتغل دي ولسه مخلصناش اسبوع بنرتب وبنجهز
حسن بابتسامة : هانت ياوالدي ما انت عارف سيف لازم كل شئ علي اكمل وجه انا اول مرة اشوفه بالحماس ده
لينظر اتجاه احمد ليجد الحزن ظهر عليه ليتحدث احمد قائلا : بلغت سالم ان فرح ياقوت اليوم
تنهد حسن بحزن : مش عارف اوصله اللي ردت والدتها وصوتها كان جامد واختصرت في الحديث معايا

ليتذكر هو المحادثة بينهم

حسن : السلام عليكم
والدة ياقوت : وعليكم السلام اخبارك ايه يا استاذ حسن وعائلتك
حسن : الحمد لله بخير انا بحاول اوصل لسالم من شهور و مفيش نتيجه تواصلت مع عم صابر ومفيش اي معلومات عن سالم اخويا بخير ارجوكي قوليلي الحقيقة

لتتحدث والدة ياقوت بجمود لايظهر عليه شئ الا انه زاد من قلق حسن : سالم في اجتماع مهم والمشاريع وضغط العمل مسؤلية كبيرة مفيش وقت فراغ لكن ان شاء الله ابلغه انك سألت عليه
ليزداد حسن غضب من اخوه وقسوة زوجته ويكمل : ما لوش لزوم تبلغيه اني سألت لو مهتم كان سأل عليا انا وابوه وبنتك هتتجوز كمان اسبوع ميهمكيش تعرفي دي كمان
بعد اذنك مضطرة اقفل الخط
كانت تلك الجملة العابرة التي علقت بها بعد حديثه لها

تألم الجد احمد عندما اخبره حسن بتلك المحادثه الباردة القاسيه ليقول : ربنا يهديهم انا واثق ان سيف هيقدر يعوضها رغم الحزن اللي في عنيها وانها مش هتقول ولا تشتكي لكن حفيدتي وانا متأكد انها حزينة وقلبها مكسور

في غرفة ياقوت
كانت جدتها فريدة جالسه بجانبها وياقوت بأحضانها تحاول ان تستمد من جدتها القوة
لتتحدث الجدة بحب : ياقوت بابنتي انا حاسة بيكي يا قلب فريدة عارفة ان مهما ضحكتي قلبك مكسور
لكن لما تلاقي نفسك حزينه افتكري جوزك اللي بيحبك اللي عمل المستحيل علشان يرضيكي رغم قوته انا بشوف قلبه اللي بيعشقك هيقدر يعوض غياب ابوكي ووالدتك

كانت ياقوت تستمع وهي تبكي لتقاطعها دقات شخص واثق علي الباب ليدق قلبها عالمة بمن الطارق من قبل ان يظهر لها نفسه
ليطل اخيرا بهيئته الاخذة للعقل جدتها محقة سيف هو عالمها اصبح هو كل شئ لها في الكون نظراته لها جعلتها تخرج من عاطفتها لتفوق علي هيئتها الفوضاوية لتتسع عيناها لماذا يأتي الان ليراها هكذا البنطال الواسع والتيشيرت المهرول وشعرها التي تجمعه بأهمال واثار البكاء ووجها الاحمر لتقف تحدق به لثواني قبل ان تجري وتختفي وراء باب الحمام تاركة وراءها نظرات التسلية
لتضحك فريدة وهي تقول متزعلش ياسيف يابني هي بس اكيد اتكسفت لانك شوفتها بالشكل ده انت عارف الاسبوع ده مر ازاي وتعب ومجهود وتحضيرات ليبتسم سيف بهدوء وتفهم لتخرج فريدة تاركة سيف الواقف بتسلية واضعا يده بجيبه ينظر للباب الذي فتح وهي تخرج منه لتراه لتزداد خجلا وارتباك من هيئتها وقبل ان تنظر له وجدته يسحبها محيطا خصرها بيده قريبة منه لدرجة كبيرة تنظر لعيناه التي طالما اربكتها ليقطع النظرات قائلا بهدوء : كنتي بتبكي ليه
لتتذكر سبب بكائها ويظهر الحزن واضحا في عيناها لتتحدث بكسرة : كان نفسي بابا وماما يكونوا موجودين حرموني من اللحظة اللي اي بنت بتتمناها اكون عروسة ومش ماما اللي تلبسني الفستان وبابا مش هو اللي يسلمني ليك
لتبكي بحرقة جاعله تماسكه ينهار فهو بقوته وجبروته يأتي ليلين عندما يتعلق بها
يعانقها بحب وهو يقول بجدية
اكيد والدك في حاجه قوية منعته من الحضور لكن اوعدك اول ما نتجوز وبعد شهر العسل هنسافر له نزوره لتنظر له بحب لتقول : مش عارفة احبك اكتر من كده انت اخدت قلبي وعقلي وروحي و لو في اكتر من كده مش هيغلي عليك
ينحني ليهمس امام شفتيها بمكر : هو الكلام الحلو ده مينفعش نطبقه عملي تصبيرة بس
تخفض نظراتها بخجل معلنة موافقتها التي وصلته لينهار تماسكه ليقترب منها اكثر جسدها ملتصقا بصدره التي اشتعلت به الحرارة وكاد ان يقبلها لقد افقده استسلامها توازنه لتسمع طرقات علي الباب جعلتها تبتعد عنه سريعا ليتأفف هو وبصوت غاضب قائلا : مفيش اي شخص يلومني لو خطفتك في اللحظة دي وهما يكملوا حفلة الزفاف من غيرنا
لتبتسم هي بخجل ليزداد شراسة ليقربها منه مرة اخري ويتحدث بمكر لما نروح فيلتنا ويتقفل علينا باب مش هنخرج منه غير بعد شهر و مفيش تلفونات هنسيبها هنا و هيبقى ليا رد مختلف تماما وحقي كله هاخده
لتزداد اضطرابات ياقوت وتبتلع ريقها ارتباكا تحت نظراته
طرقات مرة اخري علي الباب لم تعرف متي تركها ومتي خرج كان وجهها الاحمر دليل علي وجوده الذي افقدها ثباتها ودخول البنات المبتسمين بخبث لتنتبه لهم قائله بعفوية : بلاش النظرات دي هو اصلا ملحقش يعمل حاجه وبسببكوا هددني هيحبسني شهر في الفيلا مش هيخرجني وكمان التلفونات ممنوعة
لتنتبه لهم صامتين مذهولين ينظروا لها اخيرا ينفجروا في الضحك عليها وسط حنقها منهم ليمر الوقت وسط مشاكساتهم وتلميحات اسيل الوقحة احيانا التي ترميها علي ياقوت مربكه اياها لتنهرها ايسل وسعادة ليلي وحزن رازان بضياع حب طفولتها لتأتي مجموعة المصممين والمختصين بالميكب والعناية
اخيرا تنتهي اخر اللمسات التي كانت توضع لياقوت وارتداء الطرحة لتقف امام الأعين المزهولة والناظرة لها بأعجاب من سحر الفستان الرقيق ذو الذوق الرائع كان هدية سيف والي وجهها المزين بطريقة هادئة ورائعة تجعل الناظر اليها مسحور لجمالها وعيناها التي ظهر لون البحر ليلقي بشعاع علي قلوب الفتيات التي تركن جمع أشيائهم للرحيل ووقفوا يتطلعوا اليها والبنات ايسل واسيل وليلي كانوا ينظرون لها بانبهار رازان التي صدمت من ذلك التحول البرئ للاغراء الرائع تأكدت انها لم تكن يوما منافسة لياقوت ولن تكون

 (تكملة) عشق الياقوت ''حيث تعيش القصص. اكتشف الآن