Part 18

430 32 5
                                    


كل شيئ له بداية.. و لكل بداية نهاية.. الأحلام.. العلاقات.. و حتى المشاعر..

لكن.. و لسبب ما.. لا أظن أن مشاعرنا قد تموت.. فبغض النظر عن كل ما حدث.. مشاعرنا صادقة..



كانت ليلة باردة على غير العادة.. و مخيفة أيضا.. أمطار غزيرة، رياح قوية، و صمت مريب يجعل الجو أثقل.. و أكثر كئابة و حزنا...

تحت تلك الأمطار.. كانت تسير بخطى متثاقلة.. تجر قدميها بصعوبة و نظرها ضائع في تلك السماء السوداء المظلمة...

توقفت عن السير و قد شعرت بالتعب لترمي نفسها على الأرض.. و قد اختلطت دموعها بزخات المطر الباردة... و لولا شهقاتها الخافتة لما انتبه أحد أنها تبكي...

Flash back

-لا تجرئي و تدافعي عن نفسك يورا ماساتو.. أو هل أقول.. الأميرة 《.....》

أغمضت عينيها و قبضت يدها بقوة عندما صرخ في وجهها..

تلك الملامح الغاضبة ذكرتها بالليالي الطويلة التي قضتها في السجن.. و كأن الزمن يعيد نفسه بمشهد مختلف...

سار ذهابا و إيابا عله يهدأ لكنه لم يستطع.. يشعر برغبة في إفراغ غضبه.. لكن ليس عليها.. لأنه ببساطة، و رغم ما يحدث، لا يريد أن يخطئ بإيذائها...

حله الوحيد كان تكسير غرفته.. حطم بغضبه الجامح كل ما تقع عليه عيناه.. بينما تمنت يورا لو تختفي من الدنيا كلها..

أعاد شعره للخلف متنهدا بتعب ليقول بسخرية: يبدو أن موتك كان مجرد كذبة..

عضت شفتها بصمت ليضيف: في الواقع.. كل شيئ كان مجرد أكاذيب..

نظر إليها و مازالت صامتة.. لا تعرف ما تقوله...
وقف يدور من حولها قائلا: ماذا؟ هل بلعت لسانك؟ أم أنه تأثير الخوف!

حسنا.. تلك هي الحقيقة مهما أنكرت... لكنه لا
يعلم أنها خائفة فقط من فقدانه.. خائفة من
انتهاء كل شيئ..

لوهلة هي لعنت الحرب، حياتها البائسة..
و نفسها أيضا..

-عجبا للقدر.. هربت مني لتقعي بين يدي.. يبدو أن الأرض تدور بشكل جيد..

ألقى بنفسه على الأريكة و قال بهدوء غريب: تلك الفتاة الصغيرة التي قابلتها قبل ثمان سنوات.. كبرت و أصبحت امرأة.. و ليس أي امرأة.. قوية و جامحة كما تخيلتها تماما... لكن..

صمت لحظة ليكمل بصوت حاد كالسيف: من كان ليتوقع أن تلك الطفلة البريئة ستكبر لترتكب كل هذه الشنائع و تقتل بدم بارد!

Love and warsحيث تعيش القصص. اكتشف الآن