أخبرتني أمي أن الحياة مزيج بين الأبيض و الأسود.. لا يمكن أن نعيش في سعادة دائمة، و لا في حزن دائم.. لكن لماذا أرى حياتي سوداء رغم البياض المحيط بي؟ أشعر بالنقص.. و كأنني أفتقد شيئا، لكن الأسوأ أنني لا أعرف ما هو!!
☆☆☆☆☆☆☆
حل صباح ذلك اليوم بأمطار غزيرة و رعود قوية.. و قد هبت رياح نوفمبر معلنة عن قدوم شتاء بارد على غير العادة..
همهمت ذات العسليتين بألم لتفتح عينيها الذابلتين، و سرعان ما عصف الصداع برأسها لتقول: اه رأسي.. ما الذي..
صمتت عن الحديث متذكرة اللحظات التي سبقت محاولتها للانتحار.. كيف كسرت كأس الماء بيدها، و مزقت شرايين معصمها دون تردد..
-أخيرا أفقت!
رفعت كايو ناظريها لهانجي التي كانت تجلس قرب سريرها لتقول: هانجي سان..
-لا أعرف هل أفرح لسلامتك أم أعاتبك لغبائك!
تحدثت هانجي بامتعاض لتتنهد كايو بتعب و تجيبها بصوت أبح: أعترف أنها كانت فكرة غبية..
خرجت هانجي من الغرفة لتعود بعد لحظات و معها موبليت الذي قال: حمدا على سلامتك سمو الحاكمة..
-شكرا..
-بم تشعرين؟
سأل بهدوء لتجيب: صداع.. و ألم في معصمي..
قام بفحصها و تبديل ضماد جرحها ليقول: نبضك معتدل، لكن حرارتك مازالت منخفضة و هذا طبيعي..
-لهذا أشعر بالبرد..
تحدثت بنبرة تخللها التعب ليبتسم و يقول: سيزول البرد بعد أيام لذا لا داعي للقلق..
-أين هي!!
التفت الجميع نحو الباب الذي فتح فجأة ليدخل توشيرو و يسرع نحو كايو قائلا: استيقظت.. هل أنت بخير؟ بماذا تشعرين؟
ألقى بأسئلته دفعة واحدة لتقول بابتسامة باهتة: أنا بخير لا داعي للقلق..
-لا داعي للقلق؟ لقد أمضى يومين كاملين يتساءل و يتمنى أن تفتحي عينيك و لو قليلا..
نطقت هانجي فجأة بعتاب لم تستطع إخفائه، لترمش كايو عدة مرات باندهاش: يومين!!؟
أخفضت بصرها و أرادت الاعتذار لكن توشيرو تدخل قائلا: لا داعي أن نزيد همها هانجي سان، فالمهم أنها بخير الآن..
طرق الباب مرة أخرى ليدخل ايرين و البقية..
-حمدا على سلامتك.. لقد قلقنا عليك كثيرا..
نطقت ساشا بحزن لتبتسم كايو و تقول: أعرف.. و أنا حقا أعتذر.. سمحت لضعفي أن يطغى علي، و نسيت حجم المسؤولية التي أحملها..
-لا بأس.. نحن نتفهم أسبابك
قال ايرين بهدوء ليوافقه جان: صحيح.. و الأهم من كل ذلك أنك بخير..
أنت تقرأ
Love and wars
Short Story- هل يمكن للحب أن يهزم عقبات الحرب؟ أم أن نيران الحرب ستحرق القلب بكل ما يحمله من حب و مشاعر؟ سؤال غريب طرحته فجأة ليجيب: الحرب لا ترحم أحدا، لا الكبير و لا الصغير، فكيف تراعي قلبا عاشقا؟ نحن ولدنا لنحارب و لا حق لنا في تجربة شعور كهذا، و إذا جربن...