مرت الايام و عدت الشهور ... عصافير الحب بغردو ... راسمين طريقهم على ارض الأمل تحت سما الفرح ... شذى العشق فاح بالأنغام ... عِطر السعادة غطى الكون بلألحان .
قربت مواعيد زواج رؤى ... و الأسرتين في حالة استنفار ... تجهيزات العرس مابتخلص و طلبات العروس ما بتنتهي .. على الرغم من تعبهم كانو في قمة السعادة ... كل يوم البنات بجتمعو يعقدو يغنو و يرقصو للصباح ... اما شهد بتتحجج بأي حجة عشان تقعد معاهم و اكيد تنتهز الفرصة تشوف طارق ... نغم اليوم كلو بتتكلم مع عادل بالتلفون تنقل ليو تفاصيل العرس ... رؤى ملخبطة متوترة و دا احساس اي عروس ... كلهم عايشين السعادة الا واحدة دايما بتكون متضايقة و خاطرها مكسور .. ربى طول الوقت مهمومة كالعادة خلافاتها مع عمار مستحيل تنتهي على اتفه الاسباب يكون الخصام .. و هي واقفة في نص الجسر محتارة بين قيود الحب و وجع الفراق ! .
في يوم الزفاف ...
العروس طلت زي القمر بهرت كل الحضور ... معاها صحباتها لابسين زي بعض ملتفين حولها يشاركوها فرحتها .
عمار جا مخصوص عشان يحضر العرس أول ما شاف ربى صر وشو بنهره قال ليها دا شنو يابت ؟
ربى : قصدك شنو
عمار : كلمتك ماتلبسي الفستان دا
ربى : عفوا ! ليه شايف فيه حاجة غلط؟ ... فستان طويل محتشم و طرحتي على راسي وين المشكلة ...ظ هناك ابوي و اخوي واقفين لو شافين حاجة غلط اكيد ماسمحو لي البسو
عمار : مابحب خطيبتي تلبس الوان فاتحة تجذب أنظار الناس
ربى : رايك شنو ما احضر العرس من الاساس عشان مافي زول يشوفني
عمار : ماعايز فلسفة معاك ... مليون مرة قلت ليك بحب الواحدة البتسمع الكلام
ربى : اسمع الكلام !!! .... الاسلوب دا انتهى حتى الاطفال بقى عندهم رايهم الخاص و حريتهم الشخصية ... مافي حاجة اسمها اسمع كلامك يا استاذ في حاجة اسمها نتناقش و نقتنع بوجهات النظر لما نوافق احنا الاتنين على شي يرضي الطرفين ... اما اسمع الكلام و انصاع من غير تفكير عفوا ياسيادة السلطان الحاجة دي انتهت من عصور
عمار : دا شنو الكلام الفارغ البتقوليو ... اصحي ياربى انا عمار
ربى : و انا طلعت من سجنك .... كسرت قيودك الخانقني بيهم ياعمار
مشت من قدامو خلتو لوحدو واقف مصدوم و محتار .
في نص الحفلة طارق كان عامل لأختو مفاجأة .... جاب اعضاء الفرقة حقتو و غني ليها اغنية كتبها مخصوص عشانها ... كانت دموع الفرحة غامراها و هي بتسمع كلمات اخوها الواقف بينها و بين ماهر زوجها .
طارق نزل من المسرح مشى لنغم قال ليها أكيد في يوم زي دا بتغني ... ردت عليه متلعثمة ... ل ل لكن مابقدر
طارق : بدون اعذار .. و دي ليلة فرح ماتخربيها
نغم اخدت منو المايك وقفت في نص المسرح... بتعاين للوجوه .. شايفة خيال يحيى بيحوم بين الناس ... سامعة صوتو ... بقول ليها غني ... شاعرة بوجودو جنبها بشجعها ...
أهدت اللحن لرؤى تتويجاً لحبهم ..... الاضاءة بقت خافتة و بدأت الموسيقى مع دهشة الحضور 🎼
🎵أنا .... انا كلي ملكك ... انا كل حاجة حبيبي فيَّ بتناديك🎵
🎵انا ... انا مش بحبك ...الحب كلمة قليلة بالنسبة ليك 🎵
🎵أنت فرحة جات لعندي بعد عم من التعب ... السعادة البعشها ياحبيبي انت السبب 🎵ضحكتك عقلك جنونك ... و الحنان الفي عيونك 🎵اوصف ايه واحكي لك ايه 🎵
🎵معاك بضحك وبفرح مابقيتش خايفة أزي بخاف وانا بين ايديك 🎵ساعات بخيالي بسرح انا قبل مااحلم كل حاجة ألاقيها فيك 🎵و السنين تفوت وتمشي منك انت انا مش بمل 🎵اوعدك ياحبيبي عمري شوقي ليك مافي يوم يقل 🎵ببقى فرحك وقت حزنك في التعب تلاقيني حضنك كل يوم من عمري ليك 🎵
لما الانوار اشتغلت .... شافت عادل واقف قدامها مبتسم .... عيونو بتلمع حب .... شهقت فرح و هو بضحك بعاين ليها ... في لحظة اختفى فيها كل سكان الكرة الارضية و فضلو هم الاتنين و الحب ثالثهم
طارق قاليها و الجاي من السفر مخصوص عشان يشوفك ما بستاهل اغنية تانية
ابتسمت و عاينت ل عادل بخجل ... قال ليها اصلا جيت عشان اسمعك
طارق بدا يلاعب اوتار الجيتار .... نغم واقفة على المسرح أشرت ل ربى قالت ليها ... محتاجين ألحانك .. ربى شالت ألة الكمان وبدأت تعزف مع اخوها ... ماهر مسك يد رؤى طلعها المسرح اتوسطت اخونها ... شهد جات وقفت جنب طارق و نغم بتعاين ل عادل طلع وقف جنبها و همس ... مشتاق ليك .. ضحكت بخجل ... شالت المايك قالت للحضور ...الفرحة دي هدية لصاحب الفرح و مفتاح السعادة ... يحيى يا صديق العمر ... ابدا ما انساك ...دمعتها نزلت عادل قال ليها امسحيها الهدية بوصلوها بالابتسامات مش بالدموع ...
رفعت عيونها للسما مع نغمات جيتار طارق و كمان ربى اشعلت الألحان بصوتها ولعت الحب نيران 🎼
🎵الفرحة الأنا فيها دي كلها ترجع ليك ... و انا جنبك راضية و مرتاحة لكل مافيك 🎵سبت انا كل الدنيا عشانك و اشاركك حضنك و مكانك و بقول لك ياحبيبي حياتي انا ملك أيديك 🎵من زينا ياحبيبي الليلة قول لي في مين 🎵انا حاسة من كتر الشوق اننا رايحين على دنيا حب تجمعنا والكون كلو دا مش حيسعنا و اعيش اسعد واحدة انا و انت سنين و سنين🎵ياااه على الفرحة دي الانا فيها يوم بالدنيا دي و لياليها 🎵و حياتي البحلم بيها اعيشها لك حبيبي 🎵
وقفو على المسرح يرقصو بفرح ... لحظة توجت الحب الصادق الابدي .... و السعادة كانت في عيون كل الموجودين في القاعة .... إلا عين غضب و كره ... كانت من بعيد بتراقبهم ...
سارة واقفة في ركن ... واقف جنبها وجعها .. عيونها بتطلق شرار ... فرحتهم حرقت قلبها ... قالت لنفسها ... ارقصو و اضحكو ... خلوها أخر لحظات ..لأن مستنيكم ألم كتير و دموع ... انا بكيت ليالي و جا الوقت عشان تبكو انتو بدالي ..... عاينت ليهم نظرة أخيرة و مشت .
في نهاية الليلة عادل ودع نغم ... قال ليها جيت يوم واحد بس . اشوفك و راجع بكرة .... امتحاناتي قربت ادعي لي و دعتو ...خلى قلبو اخد قلبها و مشى
عدت اسابيع ....
الجامعة فتحت بداية سنة جديدة ... رؤى رجعت من شهر العسل و نزلت مع صحباتها .. طارق خلص اوراقو و سافر الامارات ... استلم وظيفتو و الحياة ماشة عادية .
في يوم ... نغم قابلت شهد جنب باب الجامعة والظاهر عليها مستاءة ....سألتها في شنو
شهد : ماسمعتي الحصل
نغم : خير
شهد : قالو سارة جاها سرطان في المخ و في المراحل الاخيرة ..... جات قبيل ودعت الدفعة .. اظن حتسافر تتعالج برا
نغم : لا حول ولا قوة إلا بالله ... ربنا يشفيها
شهد : في وحدة ادتني الرسالة دي ... قالت من سارة و مفروض يسلموها ليك
نغم : رسالة !! جيبيها اقراها
نغم فتحت الرسالة بتقرا و دموعها بتنقط على الورق ... مكتوب فيها ...
سارة ... اعفي لي يانغم ... الدنيا طلعت مامستاهلة و لحظة الموت قربية عايزاك تسامحيني قبل ما اسافر لاني ما عارفة ارجع على رجلي ولا على نعش ... ارجوك سامحيني عشان اموت مرتاحة و تانيا عندي امانة لازم تجي تاخديها ... اشرف زمان سجل ليك اغنية و أمنيته الوحيدة انك تسمعيها... ارجوم ماتخذليني تعالي شيلي الاسطوانة من الاستديو كاتبة ليك الوصف لاني بكرة مسافرة ... لو ماعشاني عشان اخوي يرتاح في قبرو
نغم قرأت الرسالة قالت لشهد انا لازم امشي
شهد : طيب امشي معاك
نغم : لا خلينا لوحدنا احسن (ألحان مغتصبة بقلم شيماء عثمان)
ركبت العربية ومشت العنوان المكتوب ..... عبارة عن عمارة مكونه من ثلاثة طوابق و في لافتة نيون مكتوب عليها .... أشرف موسيقى .
الباب كان مفتوح ... دخلت و قفت برا و بتنادي ...سارة انتي هنا ..... نغم واقفة و بتتلفت سمعت صوت غنا أشرف جاي من فوق .... دخلت جوا .... طلعت السلالم وبتنده على سارة ... الغرف كتيرة جزء منها مفتوح .... مليان آلآت موسيقية .... و غرف كتيرة مقفولة .... صوت الغنا بعلى أكتر و اكتر لحد ما وصلت الدور التاني و هي بتنادي سارة لكن المكان شبه مهجور ... بعد شوية سمعت صوت باب اتفتح ألتفتت لقت سارة جايه عليها ... نغم حضنتها و قعدت تبكي ... حبيتي سرورة ماتخافي حتبقي كويسه حتمشي وترجعي لينا بصحة و سلامة و نتخرج سوا انا متأكدة
سارة : دعواتك معاي .... هسي تعالي جوا اسمعي صوت أشرف ... ما اشتقتي ليو
نغم : اشتقت ليو شديد
دخلو غرفة كلها أجهزة شبة مظلمة ... في ريحة رطوبة في المكان .... فيها شباك صغير مفتوح نصو ... نغم بتقول ليها وين النور دي شنو الريحة دي .... اديني الاسطوانة عشان نمشي ..
فجأة سارة ملامح وشها أتغيرت ... نظراتها مريبة و ابتساماتها خبيثة ... صوتها اتغير قالت ليها كنتي متخيلة اخليك تهربي بعملتك بدون حساب
نغم مستغربة قالت ليها في شنو
سارة : ساعة الحساب جات و نهايتك قربت
نغم : انتي مجنونة ولا شنو ... زحي عايزة اطلع
سارة ضحكت بطريقة مخيفة ... بتطلعي ماتخافي لكن بعد روحك تطلع بالأول
نغم : بالجد انتي واحدة مريضة و انا غلطانة لاني صدقتك ... ابعدي من الباب خليني امشي
سارة لزتها بقوة ... نغم اترنحت قربت تقع .... لما رفعت راسها شافت راجل طويل عريض.. عيونو محمرة و صوتو أجش ... قال لسارة السنيورة وصلت ... ردت عليه استلم الطلبية و اديني قلبها خليني اعصرو بيدي ... اشفي غليلي منها
نغم مخلوعة بترجف خوف ... اتذكرت الزول دا ... كان مع أشرف بعزف طبول في الفرقة .... بصوت مبحوح قالت ليو في شنو .... عايز مني شنو .. خليني امشي
سارة : اليوم عيد بالنسبة لي ...التفتت على الراجل قالت ليو ...هاشم .. فرحني
هاشم : امرك
سارة طلعت وقفلت الباب ... نغم فضلت مع الشاب بعاين ليها بطريقة مخيفة قالت ليو أكيد مابتفكر تأذيني .... ضحك و قال ليها أصلا انا مفكر أأذيك
نغم : حرام عليك ... ماعندك اخوات
هاشم : كلامك مابنفع معاي
بترجف و تبكي .... تتلفت ... شايفة نهايتها قدامها و مافي طريق للخلاص .... صدى صوت أشرف في المكان ....صورة سامي في ركن الغرفة .... كل الذكريات مرت في ثانية .... لمحت طيف يحيى بعاين ليها مبتسم .... سامعة صوت عادل بهمس في اذنها... بحبك و مشتاق ليك ....عينها وقعت على الشباك جرت بسرعة عليه ... هاشم وراها عايز يمسكها ... طلعت على حافة الشباك قالت ليو ..
أموت ولا تلمس شعره مني ... عاينت للشارع و العربيات ....نطت من فوق وقعت على الارض .لنا لقاء أخر .....
![](https://img.wattpad.com/cover/213509085-288-k979550.jpg)