سارة واقفة نص الشارع بتبكي .... سامي من عربيتو أشر ليها ركبت معاه ..... ساكتين ولا واحد قادر يعاين للتاني مافي إلا صدى كلمات أشرف بتردد على مسمعهم .... طيفو بحوم حولهم ... نظراتو الكلها عذاب و وجع بتقطع قلوبهم ..
و هم ماشين على الطريق شافو مجموعة من العربيات واقفة قافلة الشارع ... و الناس متجمعين في اصوات عربيات الشرطة و في عربية أسعاف واقفة ... في راجل كبير ماشي و بردد لا حول و لا قوة إلابالله ... الولد مات ... سامي و سارة بعاينو لبعض مافاهمين البحصل قدامهم .... شرطي المرور فتح جزء من الشارع عشان العربيات تعدي ... و لما مرو بمحاذاة العربية المقلوبة و بطلع منها الدخان ... سامي بدون مايشعر فتح الباب و العربية ماشة ... صرخ بأعلى صوت لاااااااا أشرف أخوي ... سارة جوا حيلها مات نزلت و بتكورك وااااي ياأشرف .... شايفين رجال الاسعاف برفعوه على النقالة و عايزين يغطوه .... سامي ماشي بإتجاهه بسرعة و عناصر الشرطة بحاولو يمنعوه و يهدوه...بعاين لأختو المنهارة لا عارف يهديها و لا عارف يهدي نفسو ...
نغم وقعت على الارض مغمى عليها و ربى بتكورك .... وااي يانغم ألحقوني ياناس ... رؤى جات من بعيد شافت المنظر مخلوعة مافاهمة حاجة .... اما يحيى بقول ليها ربى أسكتي لازم ناخدها المستشفى ... ضربو لطارق جا مع شهد بسرعة و الدهشة على وجوههم ... اخدوها المستشفى و بعد مافاقت بقت تكورك ....ماكنت عارفة أنهم أخوان ... ماعملت حاجة ... ماعندي ذنب والله ... كلهم برا الغرفة سامعين كلامها .. جزء منهم فاهم و الباقين محتارين لكن الوقت ما مناسب للتساؤلات الكل همهم صحة نغم ... بعد شوية أصواتها أختفت و المكان بقى هادي ... ربى خايفة بتقول ليهم ... سكتت ليه .. حصل ليها شي أكيد وااي نغم مالها..
طارق نهرها ... اسكتي يابت هسي تبقى كويسه ...الدكتور طلع من الغرفة كلهم جرو عليه عايزين يطمنو قال ليهم عندها إنهيار عصبي بسبب صدمة أتعرضت ليها ... اديتها حقنة مهدئة و حتبقى كويسه لكن اليوم لازم تفضل في المستشفى ....مشى خلاهم محتارين كيف يوصلو لامها الخبر !!!
طارق سأل البنات لانو ما فاهم الموضوع حكو ليه .... تلفونو ضرب و وصلو خبر وفاة أشرف .. خت يدو على راسو وقعد ... البنات في حالة ذهول ... يحيى قال ليهم المصيبة نغم لو عرفت
رؤى : المهم هسي نقول لخالتو عفاف شنو
طارق : انتو خليكم هنا انا بمشي البيت اكلم خالتو عفاف واجيبها
يحيى : لا انا بجيبها و بظبط الموضوع ... انت امش ألحق دفن زميلك
بعد أسبوع ...
نغم طلعت من المستشفى و أمها محتارة في حالتها و مامصدقة كلام يحيى ان وفاة صحبتها دخلتها في الحالة النفسية السيئة دي .
كانت حابسة نفسها في غرفتها .... لا أكل و لا كلام و لا أي شي ... طول الوقت دموعها على خدها صورة أشرف مابتفارق خيالها و في أحلامها طيفو دايما زائر.... كل محاولات صحباتها مانفعت ... كل كلمات يحيى ماغيرت حاجة ... قدام الناس و قدام نفسها هي المسؤولة عن الحصل و ذنب أشرف بفضل معلق في رقبتها لأخر العمر . (ألحان مغتصبة بقلم شيماء عثمان )
في يوم بالمسا جات جوها صحباتها على أمل يطلعوها من حالة الكآبة العايشاها .... ربى قعدت جنبها على السرير ... حرام عليك نفسك يانغم خلاص كفاية تعذبي روحك كده ... عاينت ليها بنظرة منكسرة و سكتت
شهد : الحصل قضاء و قدر لا انتي عندك يد فيه ولا كنتي مخططة ليو ... ماتحملي نفسك فوق طاقتها
نغم دموعها بتنقط حزينة و ساكتة
رؤى : هو مكتوب ليه كده دا يومو و مافي إنسان مسؤول عن موت إنسان تاني
عاينت ليها بعيونها المليانة دموع و قالت .... في أسباب للموت و أنا كنت السبب .... نزلت راسها وقعدت تبكي بوجع ... قامول كلهم حضنوها ..ربى ماسكاها من كتفها قالت ليها ... طلعي كل الوجع و ارتاحي ... ارجعي لينا نغم الحياة عطري الدنيا بإبتسامتك و ألحانك .
شهد : لازم ترجعي الجامعة لحد كده و كفاية ... كمية محاضرات و لابات فاتتك
نغم : مابقدر
رؤى : لازم تقدري و لا على كيفك ... مستقبلك مالعبة و اصلا خالتو شاكة في صحة كلامنا ...من بكرة ترجعي فاهمة ... هزت راسها و سكتت
في الصباح ...في الجامعة من أول ما دخلت عيون كل الطلاب متجه نحوها ... شايفة نظراتهم و سامعة همساتهم ... وماعندها إلا الصمت ... بعد المحاضرة أنتهت مشو الكافتريا ... شهد بتتكلم مع ربى و رؤى شغالة بتلفونها .... نغم قاعدة على الكرسي سرحانة بتعاين للأرض فجأة شعرت بيد على كتفها .... ألتفتت ...بدون سابق أنذار نزل على خدها كف ما متوقع .... رفعت راسها تفهم البحصل شنو ...شهد ماسكة سارة بتقول ليها أستهدي بالله ... ربى مسكتها من يدها .... نغم انتي كويسة .... لكن سارة بتتكلم بصوت عالي .... ياحقيرة ياوقحة .. مابخليك.. مابرحمك و لا برتاح الا اشوفك مكفنه زي ماشفت أخوي
رؤى : ياسارة الحصل قضاء و قدر نغم ماعندها ذنب
سارة : اخوي مات بسببها و سامي سافر خلى البلد نهائي بسببها اتفرقنا انا واخواني بسببها ... كانت عايزة تضرب نغم إلا ان شهد مثبتاها و عاملة حاجز بينهم ... نغم متكفيه بالصمت خاته يدها على خدها و بتبكي.... المنظر لفت إنتباه الطلاب و ألتفو حولهم ... سارة لسا بتكورك انتي مستحيل تكوني بشر انتي شيطان .. كيف سمحتي لنفسك تلعبي بقلوب الناس و تفرقي الاخوان ... الله يحرق قلبك زي ماحرقتي قلبي ربنا يوجعك زي ما انا موجوعة ... يارب دمعتك ماتقيف العمر كله
ربى مسكت سارة من يدها .. خلاص كفاية انتي ما فاهمة حاجة و نغم ماعندها ذنب ... عاينت ليها بغضب و نفضت يدها ...قربت من نغم و ضربتها ضربة قوية في كتفها ... قربت تقع و بدأت تضربها
نغم منهارة مستسلمة ما بتقاوم اما صحباتها بحاولو يخلصوها من تحت يدين ساره البتضرب فيها بجنون مغيبة العقل مشلولة التفكير ... ماشايفة قدامها إلا السفاحة الفاجرة القتلت اخوها و اغتصبت فرحتهم .... فجأة جا طارق من بعيد مسك سارة بقوة زحاها منها و رفع نغم صرخ فيها ...سارة بس خلاص انتي مجنونة
سارة : ابعد عني
طارق إلتفت لاخواتو قال ليهم.... سوقو نغم و امشو العربية
سارة بتتكلم بصوت عالي ... ماشة وين .. استني لسا كلامنا ما خلص ... لسا بينا حسابات ما اتقفلت
طارق : اقصري الشر يابت الحلال و امشي
سارة : ما ماشة و مابتهمني .... رفعت صوتها زيادة ... نغم حتشربي من نفس الكاس الشربتينا منو انا و عيلتي
طلعو من الجامعة و حالتها كانت صعبة جدا ... جا طارق ساق العربية و اتحركو .... نغم بتبكي بوجع لما تتنهد و البنات بحاولو يهدوها لكن في ألالام مابتهدأ بسهولة و في أوجاع مستحيل تتخذ وضع الصامت ...
طارق وقف جنب سوبرماركت جاب مويه و عصير تاني وقف بيهم جنب النيل على امل تروق شويه و ماترجع البيت بالمنظر دا ... كانت شاردة الذهن في عالم تاني غير عالمهم و لما افتكرو انها هدأت و الضجيج الفي قلبها اختفى رجعو البيت
دخلت لقت امها في الهول ... سلمت عليها و عايزة تطلع السلم امها ندهت عليها
عفاف : تعالي هنا يابت
إلتفتت عليها ... نعم ماما
عفاف : قلت ليك تعالي اقيفي قدامي
وقفت قدامها منزلة راسها بتعاين للارض
عفاف : في شنو الايام دي ما عاجباني
نغم : مافي حاجة
عفاف : اسمعي الكلام دا كويس يابت احنا جينا هنا عشان تقري و تشوفي مستقبلك اما الكلام الفاضي بتاع البنات و القصص الوهمية البعيشوها ما عايزاك تفكري فيها فاهمة ... ركزي في دراستك خلاص لأني بالجد زهجت ألقاها منك و لا من أخوك ... وبعدين كلمتك من يومتا تمشي لخالك تعتذري ليو و منطنشه ... عاجباك القطيعة الحصلت بسببك
عاينت لأمها وعيونها مليانه دموت قالت ليها ... حاضر بعمل كل العايزاه ... هسي ممكن أطلع غرفتي
دخلت الغرفة .. قفلت الباب و وقعت على السرير قعدت تبكي .... ما انقطع بكاها إلا بعد سماع صوت تلفونها بضرب ... كان يحيى المتصل ... ردت عليه بصوت مليان وجع
يحيى : شفتك من الشباك و انتي داخلة ... حالتك ما عجبتني و هسي صوتك خوفني عليك أكتر في شنو
نغم : هي المشكلة فيني ولا في الناس ... ليه فجأة مافي زول قادر يفهمني ... لي بتحاسب على أخطاء ماعملتها .... ولا يمكن انا انسانة سيئة و ماعارفة روحي
يحيى : انتي أطيب قلب لاقاني .... ما تشيلي نفسك ذنوب ماحقتك ... مرات الحياة بتفرض عليك حاجات مامتوقعة و بتختك في مواقف صعبة ... المهم كيف نطلع منها أقوياء و الاهم كيف نفضل صامدين و مايهزنا أي صعب ... الكلام دا انتي بتعرفيو ماغريب عليك الكلام دا اتعلمتو منك .... الأنغام الصادقة مابتنكسر و الألحان دايما بتحلق ما عندها مكان في السجن .لنا لقاء أخر .....
