فاقت نغم لقت نفسها راقدة على سرير المستشفى و يدها فيها درب ... بتتلفت عشان تستوعب البحصل .. شايفة أمها قاعدة جنبها و في الناحية التانية رؤى و ربى واقفين ... شعرت بغصة و عبرة واقفة في حلقها ... قامت من السرير مفزوعة ... عايزة تطلع ... أمها مسكتها ثبتها ... بتقول ليها استهدي بالله يابتي ... نغم مشتته .. بتسألهم .. يحيى وين
عفاف : ربنا يرحمه ويغفر له
نغم : لاااااا يعني داك ما كان حلم ... ماما قولي لي كنت بحلم
ربى : كفاية ماتعذبي نفسك و تعذبيه
نغم : عايزة امشي اشوفو
عفاف : تمشي وين هو بين يدي الله ... دفنوه من يومين و انتي مادارية عن الدنيا
نزلت راسها وقعدت تبكي رؤى جات حضنتها ... حرام عليك يانغم .... بعد شوية الباب دق و دخل دكتور عادل على وشو ابتسامة هادئة و بصوتو المبحوح قال ليهم صباح الخير ... رفعت راسها بتصلح طرحتها و بتمسح الدموع من وشها ...
عادل : مفروض بعد دا تشدي حيلك و تقومي .. عايزين دكاترة أقوياء عشان نطمن على مستقبل الطب في البلد
عاينت ليه بإبتسامة باهتة و سكتت .... عفاف سألتو ... بتي كيف يادكتور
عادل : الأنسة بخير و الحمدلله
عفاف : يعني ممكن تطلع اليوم
عادل : طالما ضغط الدم في المستوى الطبيعي مافي أي خوف لكن من الاحسن نخليها لحد نهاية اليوم حتى نتأكد و بكره ان شاءالله نكتب ليها خروج
نغم : لكن انا عايزة اطلع الليلة
عادل صلح نظارتو قال ليها ...يوم واحد بس خليني مستمتع في الشارع بدون محاولات اغتيال
عاينت ليو بإستغراب ... ربى و رؤى قعدو يضحكو ... اما عفاف ما فاهمة حاجة قالت ليو قلت شنو .. رد عليها اسألي الدكتورة ابتسم و طلع ... عفاف حمرت ليهم في شنو يابنات
رؤى : مافي حاجة ياخالتو
عفاف : دا ماوقتو نرجع البيت و حسابنا بعدين
في اليوم التاني طلعوها من المستشفى ... لما نزلت من العربية و عايزة تدخل البيت .. شافت بيت ناس يحيى .. الصيوان برا و الناس مجتمعين ...صدى اصوات بكاء النسوان في كل مكان .. رفعت عينها شافت شباك غرفتو مقفول .. مظلم على غير العادة .. دمعتها لا شعوريا نزلت قالت لنفسها .. وداعك مُرّ و مكانك خالي .. و بفضل خالي لحد مانتلاقى ... مع السلامة يا أعز البشر .( ألحان مغتصبة بقلم شيماء عثمان)
عد اسبوع ...
نفس وجع الفراق ... نفس حرقة القلب ... و دمعة الوداع ... الآهات مخنوقه و الصرخات بدون صوت .. نغم دخلت في دوامة الحزن و الكآبة ... بتمشي الجامعة و بترجع .. لا بتتكلم مع زول ولا بتقعد مع زول ... في البيت بتحبء نفسها في غرفتها شاردة طول الوقت حزينة متألمة .
في يوم سمعت الباب بدق رفعت راسها ... شافت امها داخلة .. شايلة صينية فيها أكل
عفاف : قومي يابتي أكلي ليك حاجة ... شوفي ضعفتي كيف وشك بقى اصفر مخطوف
نغم : ماعايزة
عفاف : قومي يابت انا ما بشاورك
نغم : ياماما ...
عفاف قاطعتها ... بلا ماما بلا دلع ... قومي يابت و إلا اجي أأكلك بنفسي ... في شنو يابتي من رجعنا السودان ابتسامتك اختفت ... زمان صوت ضحكتك بتسمع من الباب .... طقوكي عين ولا حصل ليك شنو يابتي ... نغم حضنت امها و قعدت تبكي قالت ليها ياماما كأس مر بشربو غصب عني
عفاف : بسم الله ماتقولي كده .... الحكاية ما وفاة يحيى بس احكي لي انا امك
قعدت تحكي ليها من أول قصة أشرف و سامي ... مشكلتها مع سارة و ختمت بوفاة يحيى و مشاعرو الكان محتفظ بيها ماصرح بيها الا لحظة وفاته ... بتتكلم و راسها على صدر امها بتبكي بأنين .. عفاف مسحت دموع بتها ... قالت ليها أحيي ياقطعة قلبي كل دا يحصا و انا أخر من يعلم ... متين بقينا بعيدين عن بعض كده ... ياريتنا مارجعنا ... ياريتكم ماكبرتو ...كنت عايزاكم تكبرو عشان افرح بيكم مش عشان تتوجعو و اشوف دموعكم
نغم : خليك معاي الليلة دايرة انوم في حضنك
عفاف: اكلي بالاول وبعدين تنومي
جا سامر داخل شاف امو بتأكل نغم .. قال ليهم على فكرة انا أخر العنقود
عفاف : سيب الغيرة
سامر : اغار من لغم !! اكيد بتهظرو .. انا حبيب الكل وراجل البيت دا
عفاف : طيب يا راجلنا تعال اكل مع اختك
سامر : لو بتأكليني زيها بجي
عفاف : تعال وأمري لله
نغم : طوالي يسرقك مني ياماما
سامر : قلت ليك انا محبوب الجماهير .... اتغاظي وانفجري يا لغم
نغم : ماما شوفي ولدك
عفاف بتعاين ليهم وبتضحك... ربنا مايحرمني منكم ولا من الجن البتعملوه .... قضو الليلة ديك ونسة وضحك زي زمان ... سامر يشاغل في اختو مره ترد عليه و مره تتغاظ منو ... في النهاية كلهم نامو في سرير واحد مع امهم .
في اليوم التاني في الجامعة ...
نغم و رؤى ماسكين كتاب بقرو فيه .... ربى بتتكلم مع عمار بالتلفون .. قفلت بزهج و جات قعدت جنبهم صارة وشها و بتضرب رجلها بالأرض ... عاينو ليها مستغربين
رؤى : في شنو
ربى : اتشاكلنا
نغم : و الجديد شنو
ربى : خلاص فاض بي
رؤى : انتي عاملة زي البشتري السوط ويضرب بيو نفسو ... حلك في يدك و ما عايزة تتخلصي من عذابك
نغم : لو اتكلمتي معاها لبكرة مابتصلي لنتيجة
ربى: انتو عايزين انفصل منو ... يرضيكم كده
نغم : عارفة مشكلتك شنو ... انتي عارفة الحل و ما عايزة تعترفي ... مامهم احنا نرضى المهم تكوني مقتنعة بالبتعمليو
ربى : خلينا نغير الموضوع و نركز في القراية ... الامتحانات قربت و حاسة روحي طاشة
نغم : و مين سمعك ... راسي عايز ينفجر
بعد شوية رؤى جاها تلفون ... مشت منهم بعيد و ردت ... بتتكلم تتبسم و الفرح بشع من عيونها
ربى : دي كمان نسينا موضوعها خالص
نغم : دايرة ليها قعدة خليها تجي بس
لما رجعت كانو بعاينو ليها ... سألتهم ... مالكم
نغم : طلعي الجواك سريع
رؤى : انتو بتتوهمو
ربى: و بالنسبة لمكالمات اخر الليل ... و التلفون ال 24 ساعة في يدك
رؤى : عادي بنحب بعض
نغم : ب شنو عيدي تاني عشان فجأة الكون اتوقف
رؤى : في شنو كلكم بتحبو ... لما جا دوري بقى حرام
ربى : الحرام انو انا اختك و توأمك زيي زي الضيوف
رؤى : ماجات فرصة
نغم : و الفرصة تجي متين يالسمحة ... بعد العرس
رؤى : بالمناسبة ماهر قال عايز يكلم اهلو و يجو البيت
الاتنين بصوت واحد نعم !!! ...
ربى : و العرس بتعزمونا ولا عاملينو مختصر
نغم : ماتخافي برسلو لينا كروت دعوة
رؤى : انتو سخيفات
ربى : احكي لينا نسيبنا الجديد من وين ياختي
رؤى : ماهر مهندس بترول في قطر عندو اجازة قريب و قال عايز الموضوع يكون رسمي وكده
نغم : ايوا وتاني
رؤى : تاني شنو
ربى: صورة .. نشوف شكلو .. معلومات زيادة كده يعني
فتحت تلفونها ورتهم الصور ... خطفو منها التلفون و قعدو يتفرجو و يعلقو
نغم : شكلو مابطال لكن متصور بين الالات عشان تفهمي ملابسو كلها حتكون زيت ... بقترح الشيلة صابون بس .... و قعدو يضحكو
طارق جاي عليهم و الظاهر عليه متضايق زعلان
ربى : T الاخبار
طارق : شهد وين
رؤى : اتأخرت الليلة ماعارفين مالها ... ضربت ليها تلفونها مقفول
طارق : طيب
عايز يمشي نغم نادتو ... طارق انتو متخاصمين ؟
طارق : لا ... خليني ماشي ليها
رؤى : وين
طارق : البيت
نغم : في شنو طيب فهمنا
ربى بخلعة قالت ليهم .. دي مش شهد ... جاية علينا
رؤى : هي زاتها ... غريبة جاية الجامعة بعباية سودا
شهد وقفت قدامهم عيونها محمرة حولهم هالة سوداء ... ملامحها متغيرة اثار الدمع في وشها .. اندهشو من منظرها و بقو يعاينو ليها مصدومين .... هي شافت طارق انفجرت بكاء .. نغم مسكتها من يدها يدها قعدتها و قعدت جنبها ... بتقول ليها شهودة مالك ... ربى طلعت منديل و بتمسح ليها دموعها .. شهد استهدي بالله ...طارق بعاين ليها موجوع ماقادر ينطق بكلمة ... شهد رفعت راسها بتعاين ليه ...و ألتقت عيونهم مع بعض ... ساكتين لكن لغة الصمت أبلغ من كل اللغات .... مسكها من يدها قال ليها تعالي معاي عايزك
شهد : خليني وامشي خلاص كل حاجة انتهت
طارق : ما انتهت فاهمة .... احنا البنقرر
شهد : مافي يدنا حاجة ... كل احلامنا طارت مع الهوا
طارق : يابت انتي مجنونة ... كلمتك انا ما بخسرك
رؤى : ياجماعة ماكده صوتكم عالي و الناس بدت تلاحظ ... خلونا نمشي من هنا احسن على الاقل نفهم الحاصل شنو
طارق : تعالي ماتعاندي
شهد : نعمل شنو ولا نقول شنو خلاص القصة انتهت.... زيها زي قصص الحب اليتيمة في البلد دي .. سمعت ليك واحدة اتزوجت حبيبها ...شفت عشاق كملو للأخر ... نحب و نعشق و في النهاية لما نقرر
نكمل حياتنا مع بعض يغتالو مشاعرنا ... في بلد القبلية والتقاليد العمياء ...في قبيلتنا البنت لولد عمها و دا قرار غير قابل للنقاش لأن ببساطة حياتنا مابتخصنا ... حياة البنت ملك للقبيلة لابوها و اعمامها .. يشيلوها يرموها في أي حفرة بدون ماتتكلم ... هي بس عليها تلبس الكفن و تنتظر ساعة الموت .لنا لقاء أخر .....