الفصل الثامن

2.7K 75 6
                                    

على بعد مئه متر تقريباً من قصر ال اوغلو بانقره كانت هناك سيارة سوداء تصطف بجانب الرصيف بهدوء و كانها تنتظر احد و بفعل كانت تنتظر احد . فلقد كان صاحبها وائل يجل و هو يزفر بملل و يعبث فى هاتفه بشرود بعد ان دخلت فتون الى بيت برهان و هو قد ارسلها حتى تؤكد له شكوكه و تُشعل النار بقلبه اكثر و اكثر ، منذ ان قال له مراد ما حدث منذ الصباح و انها ذهب الى شركته و قد عرف بطريقته هو الخاصه انها ذهبت الى بيته و منذ تلك اللحظه و هو كالجالس على احر من الجمر و النار و يدعو الله بداخله ان يكون ما يُفكر به غيرصحيح و بالاخص انه تحدث الى تونى ولى نعمته و قد لمح له من دون ن يتحدث بها صريحه ان صديقه سيتزوج عن قريب بنم لا يتوقع و قد توقع هو الامر بذكائه و يا ليته لم يتوقع !! و ها هى فتون تجلس الى جانبه فى السياره حتى تطفئ لهيب تفكيره . نظرت له قائله بهدوء : وجدتها بالداخل يبدو ان ما توقعته قد حدث عزيز ، و الان ماذا ستفعل . نظر لها قائلاً بهدوء و برود و هو لا يريد ان يجعلها تشعر و لو للحظه انه قد تاثر بها : سنسهر الليله . طريقه مُبتزله حتى ينساها لكن لم يجد غيرها و ها هو ينطلق الى بيته لعله يستقبل تلك الصدمة بهدوء حتى يُفكر قى طريقه لاستعادة تربية يده مرة اخرى و هو يُعلن الان بدايه حياة جديدة و حرب رجال الاعمال القذرة و هذا ما سوف نشاهدة من الان . لكن فقط عليكم ربط احزمة الامان و الاستعداد الى بداية القصه الحقيقية .

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
" اين كنت يا رجل كل هذا تاخير ؟! " المتحدث هو برهان الذى كان يشد من ازر مصطفى و يحثه على ان يُسرع فى قدومه الى مكتبه بسرعه بعد ان طلب منه شئ هام لم يغب عن باله لحظه منذ ان كان يرى تلك الحوريه فى احلامه و قبل اى شئ و اى حدث و قد كان هذا هو ما يتمناه لكنها من اختار الطريقه الصعبه و اجبرته على ان يفعل ما لا يُحب لكن هى الجانى على نفسها من وجهة نظرة و من وجهة نظره هو الاخر انه هو الملاك الطاهر البرئ الذي لم يُخطا ابداً . هكذا فكر هو و ياله من منطق غريب يا رجل !! لكن الشيطان قد اعمى بصيرته عن اى شئ و كل شئ سوى ان يسترد كرامته المهدرة ارضاً مره اخرى و هو لن ينسى و كلما تلمس وجهه  و يشعر باثار اصابعها التى و كانها حُفرت على وجهه اشتعل الغضب فيه اكثر و اكثر و ازداد رغبتاً فى الانتقام . دخل مصطفى الذى كان يحمل ملبس مُخطى بغطاء رمادى اللون و بسحاب بطوله معلق على شماعه و قد وجد ما طلبه و وصفه برهان بصعوبه بالغه . صاح مصطفى قائلاً و هو يدخل المكتب : ماذا افعل يا رجل التصميم غير موجود بالاسواق وجدته بصعوبه . اقترب منه برهان و اخذه ثم فتح السحاب و انزل الغطاء حتى يكشف عن فُستان من الساتان الابيض طويل و ذو اكمام طويله ضيق من عند الصدر و الخصر نزولاً بوسع جيد للاسفل و كان خالى من اى انواع الزركشه او البهرجه فستان هادئ و بسيط للغايه و محتشم و كانه فستان زفاف من اربعنيات القرن الماضى بسبب زوقه الراقى و الكلاسيكى . لا ارادين لمعة عينيه و تخيل لوهله ان زواجهم عن حب و انها تردى هذا الفستان له هو فى حفل زفاف خاص بهم و انه سيحيى حياه طويله معها كاى زوج و زوجه مُتحابين لكن لا كلاهما اختار الامر الصعب و انتهى الامر و ما هو مقدر و مكتوب سوف يحدث . وضع الغطاء مرة اخرى بهدوء ثم اتجه الى الشماعه الموجوده بالمكتب و علق عليه الفستان ثم عاد الى مكتبه مره اخرى و قد اثر الصمت ، الا ان صديقه لاحظ حالته و قد اقترب منه و جلس امامه بهدوء ثم تحدث قائلاً بعقلانيه : انت تُعذب نفسك هكذا ، الست انت من اختار هذا الامر و بيدك ان تنهى كل هذا الخلاف بينكم انسى يا برهان انسى انت تحُبها و لا تُكابر . لم يجد رد من صديقه العزيز سوى انه حمل الفستان و مفاتيح سيارته و خرج صافعاً الباب خلفه بقوة صمت اذن مصطفى الذى زفر بعدها بضيق و هدوء و هز راسه بياس ما فى راسه سيظل فى راسه .

اسيرة البرهان (مُعدله مكتمله )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن