الفصل الرابع عشر

2.3K 73 7
                                    

 كان يجلس السيد مصطفى امام هذا المختل عقلياً الذى اقتحم شقته و ايقظه من النوم الساعه السابعه صباحاً يوم الجمعه يوم الراحة الوحيد و العطلة الرسمية . و لم يكتفى بهذا بل دخل الى المطبخ يبحث عن اى شئ يصلح للاكل و ها هو ىامامه الان قد خلع جاكيت بذلته الرجاليه الانيقه و قد شمر على ساعديه و شرع فى اعداد الطعام و هو يُدندن ببعض الاغانيه الاجنبية المرحه . وضع مصطفى وجنته على كف يدة الايسر و هو يراقب حركته الخفيفه و هو يرص الاطباق على الطاولة امامه و قد نظر الى هذا الكم من الاطعمة و تلك الرائحة  الذكيه . و قد انتهى المطاف بهذا البرهان بان جلس على الطاولة و قد امسك بالشوكة و السكين و بداء ياكل بشراهه و تلذذ لم يراه مصطفى على مدار عشرين عاماً من معرفته به . و عندما لم يجده ياكل اشار له بالشوكة ثم ابتلع قائلاً بدهشه مصطنعه : ما الامر سيد مصطفى الم يعجبك الطعام هيا تفضل  

 ثم غرس الشوكة فى قطعة بيض مقلى و قربها الى فمه قائلاً باستفزاز : هيا يا رجل تفضل خذ من يدى . 

و حاول ان يُطعمه بالقوة و الاكراه لاو قد هز مصطفى راسه بالرفض و ابعد يدة بقوة قائلاً و هو يصيح بغضب : برهان توقف الان !! 

ثم تابع بشك قائلاً : ماذا فعلت بالفتاة ؟! 

امال برهان راسه بلامباله و ابتلع ما فى الشوكة قائلاً ببرود و ادعاء بالبرئه كاذب : اى فتاه تقصد ؟

 اغمض مصطفى عينية و ضغط بجفنيه على مقلتيه ثم زفر بهدوء لعله يهدء قليلاً ثم حاول تمالك اعصابة قائلاً : زوجتك ايه . ماذا فعلت بها ؟  

برهان بابتسامه تعبر عن مكنون الشر باخله و قد فهم مصطفى ان وراء تلك الابتسامة امر ليس بالجيد و حدث فى غاية الخطورة و الالم . ترك برهان الشوكة و السكين من يده ثم عقد مفيه و استند بمرفقيه على الطاوله و تحدث بهدوء قائلاً : ان اردت بالمراه فعليك بمراه مثلها و لن يكسرها شئ سوى المراه . 

نظر له مصطفى بريبه و هو يحاول ان يفهم مغزى كلامه ، عقد حابيه بتفكير و حك ذقنه بهدوء و هو يُجمع الخيوط و يفك الالغاز و امامه برهان الذى على وضعه و ينظر له بنفس النظرة و الطريقه . 

فتح مصطفى عينيه على وسعهما و نظر له بدهشه قائلاً : تقصد انك ... هز برهان راسه بهدوء و هو يُاكد له على ما فى باله ثم تحتدث بنبرة ساخرة و همس مثل الافلام : الانتقام عزيزى الانتقام . تحدث مصطفى بغضب: تنتقم من من ؟! انها طفله انها بعمر ازميرندا انظر لفارق العمر انت تكبرها ب١4 عاما . نظر له برهان بغموض هو حقاً لم يفكر بفارق العمر لم يدقق بعمرها انه سيتم الاربعين بعد شهر اما هي ذات ٢٦ عام فارق شاسع بينهم تذكر صغر طولها و حجمها بجانبه نفض تلك الافكار ثم قال بهدوء و هو يقف : كل هذا من اجل المصريه و لا تدعى الميثاليه . هب مصطفى واقفاً قائلاً بغضب : حتى لو من اجل عائشه ليس من شانك . لم يحص منه على اجابه سوى باب شقته الذى اغلق بالقوة و قد خرج البرهان و ترك هذا الذى يشعر بالاختناق و الضيق من تلك المحادثه التى لم تجدى سوى الشجار بينهم و بات يُدرك انه منذ ان دخلت النساء بينهم و بات فكر و قلب كل و احد منهم متعلق بواحده لن يجر عليهم سوى الخراب و الفراق . زفر بحنق و نظر فى الساعه و قد وجدها الثامنه و النصف لم يُفكر كثيراً ا رتدى ملابسه و قرر ان ينزل الى الشارع حتى يُنظف صدرة و رئتيه بهدواء نقى و نظيف . يُنظف تلك الضغينة و الغضب تجاه صاحب عمرة و صديقه الاول و الاخير .

اسيرة البرهان (مُعدله مكتمله )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن