الفصل التاسع

2.4K 73 7
                                    

  " معذرةً سيدى على التاخير لكن اين انت لدى امور كثيرة يجب ان انجزها اليوم قبل الغد "قالتها ازميرندا عبر الهاتف و هى تتحدث الى احد المرشدين السياحين الجدد  بعد ان تعذر زميل له عن القيام بارشادها فى تلك الرحله . و قد تافافت بضيق من وقتها الذى يضيع فى مصر و قد وصلت منذ ما يقترب من اسبوع او اقل و لم تبدا بالمشروع البحثى للتخرج الخاص بها بعد و عليها ان تنجز هذا الامر فى غضون اربعة اشهر على الاكثر و ها هم اصحاب شركات السياحة يضيعون وقتها النفيس . تحدث هذا الفتى عبر الهاتف  _ و الذى لم يكُن سوى عمر الذى سيتولى امرها من اليوم فصاعدًا حتى تنتهى الرحله و تعود الى بلادها مره اخرى او لنقل ربما قد يحدث شئ اخر يغير مجرى الامور بالاخص ان العائلتين قد ارتبطوا برابط مقدس بين ايه و برهان _ قائلاً بهدوء و هو يخفف من سرعه سيارته عندما راها : عذراً سيدتى انا امامك الان . ترجل من سيارته و قد نزل له و وقعت عيناه على فتاه ذات خصلات نحاسيه و عينين واسعه بنيه مثل القهوة الصباحيه الفاتحه و وجه مستدير و شفتين مطليه باللون القرمزى الذى اعطى وجهها لمعاً و نوراً و هو الذى راى من كل الجنسيات و الالوان و الاشكال الا هى قد اجبرته على ان ينظر لها او لنقول سروالها القصير هذا قد لفت نظره . اين ملابسك يا فتاه ؟! لكن لا يهم من تدخل فى ما لا يعنيه لقى ما لا يرضيه . نظف حلقه و تحدث بحرج تعد ان افاق من تاملها له بتلك الطريقه قائلاً و هو يُشير الى السياره : عذراً انستى تفضلى . هزت راسها بهدوء ثم ركبت الى جواره السياره و هى فى داخلها تود لو انفجرت من الضحك عليه و على هيئته تلك هل احضروا لها احد لاعبى المصارعه او كمال الاجسام ، ما كل تلك الضخامه لو وقفت بجوارة لاختفت عن الانظار و ستُشاهد بالميكرسكوب و تلك الشُعيرات الخفيفه البيضاء هل احضروا لها جدها حتى يرشدها الى وجهتها !! حقاً سوف ترى العجائب في تلك البلد !! و قد تحرك بها مُتسائلاً بهدوء : من اين تُريدين ان نبدا سيدتى . بللت شفتيها ثم تحدثت بعمليه بحته قائله : اولاً اسمى ازميرندا .. ازميرندا اوغلو . ثانياً اريد الذهاب الى احد المكتبات الاسلاميه لشراء بعض الكتب و بعدها اريد الذهاب الى مقابر ال البيت و مسجد السيده زينب و السبع بنات و السيدة نفيسه لالتقات بعض الصور . هز اكتافه قائلاً : عذراً لكن هل يمكننى ان اعرف ما هو مشروعك حتى يتسنى لى مُساعدتك بشكل افضل ؟! قلبت عينيها بملل قائله : بحث عن ال البيت . هز راسه بعدوء و لم يُعقب و قد شعر بالحرج قليلاً من طريقتها فى الحديث او النظر اليه و قد رمى ببصره على الطريق لعله يخفف من توتره و خجله قليلاً . و كان قلة الذوق طبع فى هذه العائله !

--------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------

  فى احد المقاهى  العصريه شبابية الطراز بالعاصمه انقرى الساعة العاشرة صباحاً و على احد الطاولات الزجاجيه و حوولها اربع مقاعد و عليهم ايه و عائشه و مراد و السيد حسين المحامى الخاص بايه و بكل الشؤون القانونيه فى عملها و غير عملها من حياة قانونيه شخصيه و خاصه ، و يُعد صاحب الفضل الاول و الخير بعد الله على ايه بانه اظهر لنا السيدة ايه المصر فى تلك الهيئه و هذا النجاح الذى نراه الان فلولاه ما حصلت على التصريح فى ممارست اى عمل فى اى بلد اجنبى و على العموم هو الان ليس للمدح بل للمسؤوليه و طلب اخر . السيدة اصبحت لا تامن على حياتها ابداً مع السيد برهان و زادت رهبتها و شكوكها به بالاخص بعد ان حضر لها هذا الفستان الرائع الجميل و التى تقسم فى داخلها ان كل هذا ما هو الا طريقه لاستدراج الاسد للفريسه . و على هذا قررت ان مراد سيحصل على توكيل عام منها بكل امرها و ان عائشه المنهارة من البكاء ستكون معها وصيتها و عليها تنفيزها فى حالة موتها و هى على ذمت برهان ، اوه معذرة نسيت ان اخبركم انها تبكى بعد ان علمة تمرض صاحبتها بالورم الخبيث .

اسيرة البرهان (مُعدله مكتمله )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن