الفصل الخامس عشر

2.4K 74 7
                                    

بعد يومين من سفره و من كم كبير من الاحداث  كان يقود السيارة الى جوارها بسرعه عاليه و كبيرة و هو لا يُطيق الانتظار حتى يعرف لماذا خالفت امره و باتت فى منزل عائشه لاكثر من يوم منذ سفرة و بالاخص ماذا قالت الى عائشه و هل حكت لهما عن ما يحدث بينهم و لم يكن كل هذا سوى طعم بسيط ابتلعه الصياد بالخطا حتى يفر العصور الصغير من القفص . و لله الحق المسكينه مكثت اليومين بصمت و هدوء و كان كل غرضها من ما حدث هو الخروج من هذا السجن و الخندق الديق و تنفس الصعداء . وقفت سيارته امام القصر و نزل كلاهما  و فتح البوابه الحديديه و قد هرولت هى الى الداخل و تركته يدخل سيارته الى المراب و يغلق الابواب خلفه باحاكم و الجدير بالذكر انه قد اشترى اقفال جديده للقصر و ينتظر فقط يوم واحد حتى ينقل جميع اوراقه الهامه و اشيائه و يعد طاقم الحراسات الى البيت الجديد بالنسبه لهم و الفضل فى هذا التوتور و الضيق يعود الى تونى العزيز الذى ورع الرعب فى قلبه و بالاخص ان اخبر وائل على مكانها و هو يعلم كل تلك المناوشات عليها بينهم . دخل الى القصر و من ثم الى غرفته و بدل ملابسه الرسميه تلك الى بنطال اسود و فلنه بحمالات رجاليه بيضاء ابرزت عضلات صدره و بطنه و كشفت عن عضلات زراعيه السمراوتين . دخل الى غرفتها من دون ان يطرق الباب و هو يتوعد لها بليله و يوم لن تنساهم جزاءًا لما فعلت و خالفت اوامره . نظر لها و كانت تجلس امام المراه تصفف شعرها و قد ارتدت بيجامه منزليه من الستان باللون النبيذى و هى الان تلعب على اوتار خطره و بالاخص ان صاحبنا من عشاق الون النبيذى  و كم بدت فاتنه بالاخص من امتزاج احمرار وجنتيها و سُمرة بشرتها الخفيفه ذات الطابع الفرعونى . نظرت له فى المراه نظره عابرة و جمعت شعرها على هيئة زيل حصان . التفتت بالكرسه نتظرت له ببرود و كانه تقول هات ما عندك . مط برهان شفتيه ببرود و وضع يديه فى جيبه و بادر بالحديث و اختار طرق الهدوء و المسايسيه حتى تخبره لما فعلت هذا . 

خرج صوته الهادء المفخم قائلاً : الم اقل لكى ان تبيتى ليله واحده بالخارج لما خالفتى اتفاقنا . 

ارتفع صوت ضحكتها الساخره ما ان انتهي من كلامه و اقتربت منه ثم بدلت تلك الضحكه التى جعلته يستشيط غضباً بشراسه و اشارت له باصبع السبابه قائله بقوة و ثبات : ان كان هناك احد يُخالف الاتفاقات و الوعود هو انت لا انا ، لقد اتفقنى ان اذهب الى عملى و ها انا حبيسه ، اتفقنى ان اتحدث الى اهلى و لم اعرف اخبارهم منذ ان تزوجنا ، اتفقنى ان اذهب الى مكتبى او ارى اصدقائى وقت ما اردت و ها انا مُغلق عليا باب البيت اربعه و عشرين ساعه مثل المساجين حتى لا استطيع الجلوس فى الحديقه . اخبرنى من منا يخالف الاتفاق . ثم عقدت زراعها امام صدرها و اقتربت منه بهدوء و قد التحم حاجبيه  و تابعت حديثه بالرغم من علامات الغضب التى تراها تكسو وجه كريمها و على وشك ان يُهشم راسها الان . تحدثت من دون ان تترك له المجال قائله : هل يمكنك ان تخبرنى لما كل هذا ؟! لماذا انا محبوسه هنا ؟ لماذا اعامل معاملة العبيد ؟! لماذا تعاملنى كالطبل تضربنى فى اى وقت و متى تشاء ؟! تجعلنى اشاهد نذواتك الحقيرة ؟! لماذا اجلس اسفل قدميك ؟! لماذا تحرمنى من سبل الحياة الادميه ؟! يا رجل لولا ان الهواء بيد الله لكنت منعته عنى . لماذا ؟! هل كل هذا لانى رفضت ان تلمسنى ام لانى دافعت عن شرفى  الذى هو شرفك الان ؟! ان كنت تريد ان تنم معى مقابل حريتى تفضل . ثم اشارت الى  السرير و لم تتوفق عن الكلام مثل البركان الثائر و تابعت قائله : تفضل خذ ما تريد و دعنى ننهى هذه المهزله ، هيا و صدقنى ان كل شئ برضايا و ان حدث حمل لن احرمك من ابنك هيا الن تريد ان نتمم زواجنا . ثم ارتفع صوتها و هى تقترب منه قائله بصراخ و قد طفح الكيل الان : اجبنى !!!!

اسيرة البرهان (مُعدله مكتمله )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن