الفصل الرابع

3K 93 1
                                    

فى يوم هادء نوعاً ما بعد مرور ما يقرب من اسبوعين مرا بهدوء و ليسا بسلام ابداً بالرغم من ان هذا البرهان لم يتعرض لها او يُضايقها باى شكل من الاشكال حتى انه وافق على فض تلك الصفقة بمُنتهى الهدوء و الرزانه و هذا ما ادهشها و ادهش وائل بالاخص الذى يعرف برهان جيداً و يحفظه عن ظهر قلب هو و تصروفاته و افعالة التى قد تُبيد مدينة باكملها الا انه اثر العمل فى صمت و من بعيد . لكن حزنها و خوفها الواضح عليها هذا ليس بسبب برهان او غيرة و هذا ما يُشعر وائل بالقلق عليها و السبب هو المرض يا سادة و يا احبتى . نعم لا تندهشوا او تتعجبوا فتلك المسكينه ذهبت مع مراد اليد الحنونة الى طبيب مخ و اعصاب حتى تعرف سبب هذا الصُداع المزمن و الدوار الدائم الذى لم يتركها و شئنها خلال الفترة الماضيه اى حوالى ستة اشهر او اكثر و كانت الصاعقة انه سرطان على مخ من المرحلة الاولى و قد اثرت هذا الامر لنفسها و لمراد مُعلله انها لا تريد ان يشعر احد بالشفقه تجاهها او ينظر لها احد على انها لقمة سائغه بالاخص برهان لا تريد منه تلك النظرة الاخيرة . ذهبت الى العمل تحاول ان تدفن نفسها فيه و ان تنسى ما يهبط على راسها منذ مدة من وابل من الصدمات التى لا تنتهى ابداً و لن تنتهى و هى قد ايقنت هذا ان عامها السادس و العشرين الذى اتمته منذ ثلاثة اشهر هو اصعب عام فى حياتها .

ابعدت هذا الملف من امامها بعد ان انتهت منه و درسته جيداً ثم عقدت ذراعيها امامها على المكتب و وضعت راسعا بينهم بارهاق مثل تلميذ الثانويه العامة الذى انتهى لتوة من دراست مقرر دراسى شاق . و كان كل هذا امام وائل الذى كان يُراقب كل تصرفاتها التى اصبحت غريبة و غير طبيعيه تلك الايام و ما زاد الامر سوءًا هو حالة الخمول و التعب تلك التى يُشاهدها امامه وضع الاقلام على الطاوله ثم امسك يدها بهدوء جعلها تنتفض و تُبعد يدها عن يدة بخل او لنقول خوف ، فمنذ فعلت برهان و اصبحت تخشى الر جال قليلاً . ضغط وائل بقوة على يده حتى ابيضت مفاصلة و توعد فى عقلة بالكثير لهذا البرهان بسبب ما فعلة فى حبيبته و جعلها كالزهره الذابلة امامة .

نظف حلقه قائلاً ببحة رجوليه هادئه نوعاً ما و عينيه الزيتونيه النادرة تتفحص خلاجات وجهها المُتعب بقلق اخجلها و بالاخص هى تعرف مشاعرة تجاهها : مالك يا ايه فيكى اية ؟!

عدلت حجابها و بللت شفتيها قائلة بهدوء و هى تحاول ان تهرب من انظار التى اسودت و هو يراقب حركة شفتيها و لسانها عليها : ابداً مفيش حاجة . ثم تابعت قائله فى مُحاولة ناجه ان تجعلة يتركها وحدها و قد فهم انها تريد ابعادة و قد طاوعها : معلش ممكن تجبلى ملف ادوية الروماتزم عاوزة اتاكد من حاجة لو سمحت . هز راسه بهدوء و خرج جاعلاً تلك المسًكينة تتنفس الصعداء اخيراً و ترتاح قليلاً لكن حملت حقيبتها بسرعة و فرت من الشركة بسرعة حتى تلتقط انفاسها بهدوء بعيداً عن كل تلك الاعين التى تتفرسها و تشعر انها قد كشفت امرها و تذكرت ان بعض الادويه قد نفزت منىعندها فقررت شرائها من احد الصيدليات البعيدة عنها و عن مُحيط عملها و بيتها و تتخفى عن الانظار .

اسيرة البرهان (مُعدله مكتمله )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن