يجلس شيفاي بجانب انيكا على السرير
انيكا بدلال: شيفاي،لماذا فعلت هكذا؟
شيفاي : لا أريدك أن تتعبي حبيبتي!
انيكا بنفس نبرة الدلال: و لكني اريد ان أشارك في الزفاف، انا لن ارقص، لن اتحرك، لن اعمل، لن اساعد، على الاقل دعني اجلس مع صديقاتي، انه زفاف اختي و اعز صديقاتي
شيفاي : لكن انت عنيدة يا انيكا، اعلم انه اذا تركتك تذهبين معهن، كنت نسيتي نفسك و بدأتي بالعمل و التحرك، و هذا ليس جيدا لكي ابدا!!
انيكا بعيون بريئة كعيون القطط، تحاول استعطاف شيفاي : حبيبي ارجوك، انا أعدك، ان افعل شيء، فقط ساجلس معهن و نتحدث إلى غاية انتهاء العروسان من التجهيز، و اتجهز انا ايضا معهن، ارجوك!
كان شيفاي ينظر إلى عينيها، كان شاردا، إلى أن هزته انيكا منادية له، كاد ان يوافق، لكنه في آخر لحظة رفض: لا انيكا، قلت لكي لا، اجلسي هنا و جهزي نفسك هنا، لن ادعك تذهبين إلى مكان، سابعث لك الاكل لتاكلي و تشربي دواءك، و اذا اردتي نامي قليلا أيضا، فما ال هناك وقت على الزفاف
تتشكل الدموع في عيون انيكا و تتكلم بغصة: هل ستتركني وحدي؟
شيفاي يرى دموعها و يضع يده على وجتنها قائلا: حبيبتي ما بكي؟ لماذا تبكين؟ لا تفعلي هذا ارجوك!!
تبدأ انيكا بالبكاء الشديد: انت من تجعلني ابكي! انا اقول لك اني اريد ان اجلس مع البنات لكنك تقول لي أن ابقى هنا، و ليس فقط هذا، بل ستتركني وحدي هنا! لا اريد ان اجلس وحدي هنا!!
شيفاي بقلق: ارجوك يا عمري، لا تبكي، لا اتحمل!
انيكا : لا تجعلني ابكي اذن!
شيفاي يتنهد باستلام قائلا: حسنا حسنا، حبيبتي... لا أعلم كيف تفعلين هذا كل مرة، لماذا تبكين كثيرا هذه الايام؟
انيكا تبكي اكثر بطفولية: انت لا تحبني!
شيفاي ياخذها في حضنه: ششش.. يكفي يكفي!! حسنا.. انا موافق حسنا!.. لا تبكي ارجوك!... و انظري انت لم تبدين جميلة بوجه منتفخ بسبب البكاء!
انيكا تبكي اكثر: انا لست جميلة!!!
شيفاي في نفسه : يا إلهي!!! ماذا أفعل الان؟ اي كلمة و اي شيء اقوله لتهدئتها، تجعلها تبكي اكثر!!
شيفاي بهدوء : لن اقصد هذا حبيبتي! انت اجمل امرأة رأيتها في حياتي!
تهدأ انيكا قليلا و تنظر له بعيون طفولية: حقا؟
شيفاي يبتسم بحنية: حقا!
انيكا : هل ستدعني اذهب عند البنات؟
شيفاي : اجل، موافق!
انيكا : وعد؟
شيفاي : اجل وعد، لكن يجب أن تعديني انت ايضا! انك لن تفعلي اي شيء يتعبك او يجعلك تتألمين، ستاكلين جيدا و ستتناولين دواءك أيضا و لن تتحركي كثيرا، موافقة؟ (تومئ انيكا كالاطفال) وعد؟
انيكا تمسح دموعها : اجل، اجل وعد!! لن افعل شيء، فقط ساجل مع البنات و سنتحدث إلى أن تنتهيا غوري و بافيا
يبتسم شيفاي : حسنا اذا، انا موافق، لكن لا تبكي حسنا؟ (يمسح وجهها و يقبل جبينها)
انيكا : لا أعلم ما الذي يحدث لي، انا ابكي على اتفه الأسباب، أشعر بالبكاء كل مرة
يبتسم شيفاي بحب قائلا: حسنا، لا عليك! انا اسف لاني جعلتك تبكين، ساحاول ان لا أفعل هذا مرة أخرى، وعد!
تحضنه انيكا بقوة قائلة: انا احبك كثيرا!!
شيفاي يحضنها اكثر: لا تعلمين ماذا يفعل بي سماع هذه الكلمة منك!!! انا اعشقك يا ملاكي!!
يظلا هكذا لفترة، ثم يفصلان العناق لسماع دقات على الباب
شيفاي : تفضل
تدخل كوشي: مرحبا!! انا اسفة على الازعاج
انيكا : لا تقولي هذا كوشي، قولي لي ما الامر؟
كوشي: في الحقيقة، نحن سنبدأ تجهيز العروسان، فاتيت لأرى اذا كنتي ستنضمين لنا أيضا!
تنهض انيكا بسرعة من السرير قائلة بحماس: اجل اجل،!! انا سانضم اليمن، أيعقل الا افعل؟
ينهض شيفاي بعدها و يقترب منها بهدوء، يمسك يديها و يقبلهما: انتبهي لنفسك جيدا حسنا!! و انا اثق بكي، لا تخلفي وعدك، اتفقنا!؟ (يقبل جبينها بحب) انا لن أراكي حتى المساء، ساشتاق إليك!
انيكا : و انا ايضا!
يتعانقان، و فجأة يسمعان صوت كوشي التي كانت واقفة تشاهدهما مبتسمة: اسفة على المقاطعة، لكن يجب أن نذهب الان، قبل أن يتأخر الوقت!
يفصلان العناق، و يقول شيفاي : اهتما ببعض، و قولي للبنات ان يهتمن بها، حالتها حساسة مقارنة بحالتك!
تبتسم كوشي: لا تقلق عليها شيفاي، نحن جميعا سنهتم بها (تنظر لانيكا) هيا اني
يخرجان بعد توديع شيفاي، يتجهن نحو الغرفة التي تتواجد فيها البنات، و يدخلن
تصرخ انيكا قائلة: انا هناااااااا!!!
تفرح البنات لرؤية انيكا و يذهبن إليها و يعانقنها
ميشتي: كم اشتقنا إليكي انيكا!!!
انيكا : و انا ايضا اشتقت لكن!!
يفصلن العناق، فتقول غوري: كيف سمح لكي صهري بالمجيء، فهو لم يكن موافق قبل قليل؟
تبتسم انيكا قائلة: لقد جعلني اعده اني لن افعل شيئا يتعبني او يضرني و ان اتناول طعامي و ادويتي أيضا و الا اتحرك ( قالتها بسرعة و كأنها قد حفظتها عن ظهر قلب)
ينظرن لها بصمت لمدة ثم ينفجرن من الضحك، تنظر لهن انيكا باستغراب : ما المضحك في الأمر؟
ناندو: المضحك هو أن انيكا العنيدة و التي لا تسمع لاحد، سمعت لكلام زوجها، لا و الأكثر انها حفظت ارشاداته عن ظهر قلب!
انيكا تبتسم : انا و شيفاي نحب بعضنا البعض جدا، و نحترم بعضنا البعض أيضا، و نحن الآن سنصبح والدين، يعني ان مسؤولياتنا ستكثر، و شيفاي يفعل الكثير من أجلي، حتى اوامره هذه و ارشاداته هذه من أجلي و من أجل طفلنا القادم، هو خائف علينا كثيرا، فبسبب حالتي، انا في "خطر" نوعا ما، و هذا ما يجعله مرعوب دائما و مهتم بي اكثر من اللازم، قولي لي الان، هو يحميني و يحمي طفلنا حتى قبل أن يولد، الا يمكنني أن أفعل نفس الشيء من أجله و من أجل سلامة طفلنا؟ في الحقيقة انا من يجب أن تهتم اكثر منه لان الطفل في بطني، فوعدي له و اهتمامي لارشاداته و تنفيذها، يجعله مرتاحا بعض الشيء، انه زفاف اخويه، لا أريده ان يفكر في كثيرا، أريده ان يستمتع، لا ان يظل خائفا طوال الوقت بسببي، أنهما اهواه الوحيدان!
زويا: و نحن جميعا سنهتم بك و بكوشي جيدا، لا تقلقا، لن ندعكما تفعلان شيئا
بريانكا : لكن زوجة اخي، ما بها حالتك؟
انيكا : ساحكي لكم كل شيء، لكن ليس الآن، دعونا نهتم اولا بعروساتنا ثم نجلس و نتحدث، حسنا؟
كوشي: اجل معك حق، هيا بنا يا فتيات
ليتجهن إلى العروسان، مع خبيرات التجميل و مصففات الشعر، و يبدان في المناقشة و الحديث حول المكياج و الشعر، لتقول انيكا: ميشتي حبيبتي، ابعثي احد العاملين إلى غرفتي، قولي له ان ياخذ معه بضعة أشخاص ليحضروا فساتين الزفاف
زويا باستغراب: ان فساتين الزفاف هنا فعلا
بافيا: لا لا، لقد نسينا اخباركن، كانت هدية انيكا، انها صممت فستاني زفاف لنا، أنهما رائعان!!
زويا: حقا؟ انا متشوقة لرؤيتهما
ميشتي: و انا ايضا!! سأذهب بسرعة! (و تخرج)
يبدان بتحضير العروسان، و الأجواء لا تخلو من الضحك و السعادة، قصت انيكا على الفتيات حالتها و مرضها، في الأول صدمن لمعرفة كل ذلك، لأنها لم تبين انها مريضة ابدا، و بعدها بكين بسبب احتمال عدم نجاة انيكا، ثم ابتسمن بأمل بعد معرفتهم ان هناك حل للعلاج، و ظللن يشجعنها و يضعن فيها امل نجاتها و تربية طفلها، و بعدها ضحكن كثيرا بعدما قصت عليهن غيرة شيفاي من ابنه
زويا ضاحكة: انا اتمنى فعلا ان يكون صبيا, اريد ان ارى حالة شيفاي
يضحكن جميعا، لتقول انيكا : انه صبي، انا اشعر بذلك
غوري ضاحكة : اذا سنرى شيفاي اخر، ان الامر ممتع من الان
سوميا مبتسمة: حسنا الان، هذا يكفي، انه وقت ادويتك زوجة اخي، لنطلب الاكل و بعدها نكمل
وافقن جميعا، و طلبن الاكل، و كالعادة انيكا لم تتحمل رائحته، و ظلت في الحمام تستفرغ، بعد أن انتهت، خرجت قائلة بتعب: كلوا انتم، انا ذاهبة إلى غرفتي، رائحة الاكل تخنقني، عندما تنتهين نادوني
غوري: و انت ماذا ستاكلين؟ كيف ستاخذين ادوينك؟
انيكا : ساطلب شيئا خفيفا من العمال، لكن لا استطيع البقاء... (لم تكمل كلامها و ذهبت لتستفرغ من جديد)
بعد دخول انيكا إلى الحمام، سمعن دقات على الباب، فتحت بريانكا
بريانكا: اخي؟ ماذا تفعل هنا؟
شيفاي بقلق: انيكا؟
كانت بريانكا ستقول شيئا، لكن قاطعها صوت انيكا القادم من الحمام، قلق شيفاي اكثر فقال: هل يمكنني الدخول؟
الجميع: اكيد!
دخل مسرعا عند انيكا، فوجدها تستفرغ، وجهها اصفرو عيونها محمرة من البكاء، ذهب إليها و سندها، غسل لها وجهها بعد انتهائها و احتضنها و هي تبكي
شيفاي و هو ي بت على ظهرها: شششش... اهدئي حبيبتي، انتهى، اهدئي
انيكا ببكاء: انه مؤلم!
شيفاي : حسنا صغيرتي، لنذهب إلى غرفتنا، ساهتم بكي هناك، هل تناولت شيئا؟
انيكا تخبئ وجهها في صدره و تحتضنه بقوة: لا اريد شيئا، ان رائحة الاكل سيئة جدا
شيفاي: حسنا حبيب٨،لنذهب من هنا، لكن حاولي ان تتماسك ريثما نخرج
انيكا بتعب : حسنا
شيفاي : اتستطيعين المشي ان أحملك؟
انيكا : انا متعبة
يبتسم شيفاي قائلا: تعالي حبيبتي (يحملها و يخرج بها و هي تخفي وجهها في عنقه تشم رائحة عطره كي لا تتاثر برائحة الطعام)
شيفاي للبنات: انا ساهتم بها، ياخذها إلى الغرفة
غوري: الا يجب أن ناخذها إلى المستشفى؟
شيفاي بحزن: مع الأسف، لن يستطيعوا فعل اي شيء لها هناك، حملها هكذا، لا تتحمل رائحة الطعام و التوابل، هناك طعام تحضره امي لها، اظن انه خالي من التوابل و الزيوت ذات رائحة، لقد طلبت منها تحضيره، كنت أعلم انها هكذا ستكون حالتها... على كل، شكرا و انا اسف لاني قاطعت خلوتكن
زويا: لا تعتذر شيفاي، اهم شيء أن تكون انيكا بخير، هيا خذها قبل أن تستفرغ من جديد (يخرج شيفاي بعد قوله شكرا)
تلتفت ميشتي لكوشي: انت بخير كوشي؟ الا تشعرين بالغثيان؟
كوشي : بالطبع لا، انا بخير تماما، و في الواقع، انا جائعة جدا، و رائحة الطعام رائعة
يضحكن جميعا و يبدان في الاكل
اما عند شيفاي، فياخذ انيكا النائمة إلى غرفتهما و يضعها على السرير، يخرج متجها إلى المطبخ، يجد والدته هناك
بينكي عند رؤية شيفاي : كيف حالها عزيزي؟
شيفاي بحزن: انها سيئة امي! لم أعد اتحمل رؤيتها هكذا!
بينكي: لا تقلق عزيزي، ستكون بخير
شيفاي : امل ذلك، و اصلا سنسافر بعد أيام فقط
بينكي: إلى أين؟
شيفاي : امي ساحكي لكي كل شيء، في الواقع ساحكي للجميع، لكن ليس الآن، دعيني اخذ الاكل لانيكا و بعد الزفاف سنتحدث حول هذا الموضوع، حسنا؟
بينكي : حسنا بني، اذهب
يعود شيفاي إلى الغرفة و معه الاكل، يضعه على الطاولة و يذهب لايقاظ انيكا
تستيقظ و اطعمها، بعدها أعطاها ادويتها، ثم اخذها في احضانه إلى أن تحسنت، ثم عادت إلى البنات و شيفاي عاد إلى أصدقائه، جهزوا أنفسهم و جاء المساء و حان وقت الزفاف، نزلت البنات و معهن العروسان المتالقتان
أنت تقرأ
ملائكة الواقع
Fanfictionتدور أحداث القصة حول انيكا، المرأة الحديدية، المرأة العنيدة، سوف تجمعها مواقف عديدة مع بطل قصتنا، و سيرتبطان في ظرف قصير جدا بعد معرفتهما ببعض، فهل هناك سر وراء هذا الارتباط؟ و ما الذي سيجمعهما معا؟ الحب ام الكراهية ام شيء آخر؟