الجزء الحادي عشر

945 22 5
                                    

يتصل شيفاي بتيح و يطلب منه الاهتمام بالعمل لحين عودته، و الذي وافق، اقفل الخط و دخل المنزل، وجد براتاب يتجهز للذهاب
شيفاي: هل انت ذاهب سيدي؟
براتاب: اجل، انا ساوصل اخي، فلقد اتينا إلى هنا معا، و ساعود لاطمئن على انيكا، اعتني بها جيدا
شيفاي: حسنا سيدي، لا تقلق
براتاب: إلى اللقاء ، هيا بنا فاردان
فاردان: إلى اللقاء بني ابنتي في امانتك
شيفاي: بالطبع عمي، إلى اللقاء ( و يركبان السيارة و ينطلقان)
يذهب شيفاي ليتفقد انيكا، يجدها لا تزال نائمة، يتفقد حرارتها و يجدها قد انخفضت، يغطيها بالشرشف فوق السرير و يخرج. تأتي له موهيني و معها ادوية
موهيني: تفضل، هذه أدوية انيكا التي ترفض تناولها، خاصة بحالة قلبها، ارجو ان تقنعها باخذها، ان الأوقات اللازمة لتناولها مكتوب عليها.
شيفاي بابتسامة : انا ساهتم بالأمر لا تقلقي (تذهب و تتركه، و يضع الأدوية جانبا)
يخرج شيفاي للتجول في المزرعة، يذهب إلى الاصطبلات، يدخل و يجد عدة احصنة، كل واحدة في حجرة صغيرة، الا حصانا واحدا، كان بعيدا عن الكل، اتجه نحوه فقد لفت انتباهه ، و ما أن اقترب منه حتى اضطرب الحصان، حاول شيفاي تهدئته و هدا فعلا، جاء عامل الاصطبلات و هو يصدم مما يراه
العامل: انا لا أصدق!
شيفاي:ماذا يحدث؟
العامل: لقد هدا الحصان؟؟
شيفاي: و هل هذا سيء؟ او غريب؟
العامل: اجل
شيفاي: هاا؟
العامل: انا اقصد انه غريب، فهو لا يهدأ اذا اقترب احد منه و لا حتى انا
شيفاي: و من يطعمه و يهتم به؟
العامل: انه العم راملال و السيدة انيكا، هما الوحيدان اللذان يقتربان منه، و الحصان لا يبدي اي ردة فعل عند ذلك،
شيفاي: و ما معنى انيكا و السيد راملال فقط؟
العامل: انه حصان السيدة انيكا، انه جامح جدا و متمرد، لكنه يهدأ عندما تقترب منه السيدة، اما راملال فلقد تعود عليه، لكن اليوم، لقد هدا أيضا معك
شيفاي يبتسم: اذا حصان جامح! تماما كصاحبته، لا يهم، انا ذاهب، إلى اللقاء
لقد بدا الظلام يحل، و الجو يبرد، يعود شيفاي إلى المنزل، و بالتحديد غرفة انيكا، و يجدها قد بدأت في الاستيقاظ، يذهب بقربها و يجلس، بانتظار عودتها إلى وعيها تماما، لتفتح عينيها و تجد شيفاي
شيفاي: و اخيرا استيقظت جامحتنا
انيكا تبتسم و تحاول الجلوس ليساعدها شيفاي: منذ متى و انا نائمة؟
شيفاي: منذ وصولنا إلى هنا، اي ما يقارب الخمس ساعات
انيكا بصدمة: 5 ساعات؟ هل نمت كل ذلك الوقت؟
شيفاي بمزاح: و الله اتضح ان ملكتنا الخارقة كسولة (يبتسمان، و يقول بقليل من الجدية) كيف تشعرين الان؟ و من فضلك، أصبحت اكره جملة "انا بخير" بسببك، اجيبيني باي إجابة اخرى
انيكا تضحك: انا بحال افضل، هل هذا جيد؟
يبتسم شيفاي: اجل احسن، هيا الان حان وقت تناول الطعام
انيكا: لكن انا لست جائعة
شيفاي: انا لم أقل لك، اذا كنت جائعة، انا الجائع، فمنذ الصباح لم اتناول شيئا بفضلك، و اعذريني لاني لست خارقا مثلك، فأنا اجوع، و كثيرا أيضا.
تضحك انيكا: حسنا
شيفاي: الاحظت انك تضحكين منذ استيقاظك؟ هل نمت جيدا لهذه الدرجة؟
انيكا: اجل، انا لا أتذكر اخر مرة نمت فيها بهذه الراحة
شيفاي: امم حسنا حسنا، هيا، أو فيني حقي الان، و ادفعي لي ثمن سهري عليك
انيكا: ماذا تريد؟
شيفاي: انا جائع، اريد الاكل، هيا تعالي و رافقيني على الاقل حتى لو لم تاكلي
انيكا: حسنا، هيا بنا
ينزلان إلى غرفة الطعام و يجلسان فوق الطاولة التي كانت جاهزة من طرف موهيني بكل ما طلبه شيفاي من حساء و عصير و انواع أخرى من الطعام أيضا، اجلس انيكا و جلس هو أيضا و بدا بالاكل
انيكا: شيفاي، ماذا حدث معي؟
شيفاي:اهوووه الكثير و الكثير
انيكا: انا لا امزح، هيا اخبرني
شيفاي و هو يتلذذ بالطعام: اه لو تعلمين كم أن هذا الحساء لذيذ!!
انيكا: شيفاي هيا اخبرني
شيفاي و هو يمد ملعقة من الحساء لانيكا: هيا تذوقي هذا اولا و ساخبرك
انيكا تتناول ملعقة الحساء و تبتسم: انه طعام الخالة موهيني كالعادة، رائع و لا يقاوم
شيفاي: في الحقيقة انه كذلك، لا أدري كيف تستطيعين مقاومه انت؟ لكن اتعلمين ماذا؟ من الجيد انك لست جائعة و لا تودين الاكل، و الا لما كان كل هذا الطعام لي، صحي، خفيف و لذيييييذ جدا
انيكا: هيا أخبرني الان
شيفاي: انيكا من فضلك دعيني استمتع بطعامي، انه لذيذ جدا، و انا جائع جدا، سنتكلم بعد أن انتهي، اعدك
انيكا بامتعاض: حسنا
واصل شيفاي اكله و هو يضحك على انيكا حتى تتناول الطعام بارادتها و دون أن تنتبه لذلك، و بالفعل، هذا ما حدث، تناولت انيكا الطعام مع شيفاي و الحساء و العصير و هم منهمكين في الحديث، حيث روى لها ما حدث معها منذ نزولهما من السيارة إلى غاية استيقاظها و لم تنتبه انيكا لكل ما اكلته، عكس شيفاي، فهو كان سعيد بذلك، فحتى لو كانت جريئة، شجاعة، قوية و عنيدة الا انها بريئة براءة الاطفال. ينتهيان من الاكل و يذهبان إلى الصالون و يجلسان، كان الجو باردا قليلا و انيكا ترتدي

ملائكة الواقعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن