لتفتح عينها و تشهق من الصدمة، لتنظر في عينيه التي ضاعت فيهما لمجرد لقاء عينيها بهما، ليفيقها من صدمتها صوته الغاضب: ماذا كنت تظنين نفسك فاعلة؟؟ كيف تخرجين هكذا أمامهم بدون سابق إنذار؟؟!!
انيكا مازالت تحت الصدمة فلم تستطع ان تتكلم، يهزها قائلا: انا اتحدث معك اجيبيني!!
انيكا تفيق اخيرا من شرودها و تدفعه لتبعده عنها بقوة: لا تجرأ على امساكي هكذا مرة أخرى!! ليس لديك الحق لذلك!! بالإضافة إلى ذلك لم يعينك احد لتحاسبني على ما أفعله، و اذا كنت تريد العمل معي فستعمل على طريقتي و بقواعدي، افهمت هذا؟ و ساتحاسب معك لاحقا
يأتي قائد الفريق يلقي التحية على كلاهما و يقول: سيدتي، ان المكان نظيف تماما
انيكا: حسنا، هل لدينا مصابين؟
القائد: لا سيدتي، لم يصب احد منا
انيكا: هذا جيد، اذهب الان و اجمع الفريق، نصف منكم يجمع الجثث و النصف الاخر يجمع المصابين، و أيضا اعطيني هاتفك، سأتصل بعمي، هاتفي قد كسر
القائد: حاضر سيدتي
يعطيها الهاتف و يذهب لتنفيذ اوامرها، تتصل انيكا بعمها
انيكا: عمي
براتاب: ابنتي، هل انت بخير؟
انيكا: اجل عمي، جميعنا بخير، لقد أنهيت امر راجفير. ايمكنك ان تبعث لنا تعزيزات صحية لنهتم بالمصابين؟
براتاب: احسنت عزيزتي، ان التعزيزات في الطريق، ستصل إلى هناك في بضع دقائق فقط
انيكا: حسنا عمي، ساغلق الان، نلتقي لاحقا، يجب علي ان اهتم بشخص ما
براتاب: حسنا ابنتي، إلى اللقاء
انيكا: إلى اللقاء (يغلقان الخط)
تلتفت انيكا و تجد احد ما كان سيأخذ داكش، لتذهب اليه قائلة
انيكا: اترك ذلك لي
شريكها: ماذا ستفعلين به؟
انيكا تبتسم بخبث و تنظر لداكش: سانفذ وعدي
داكش بخوف و توتر: ماذا ستفعلين؟
انيكا و هي تقترب منه: هل نسيت وعدي لك يا داكش؟
تمسك يده و تكسرها ليصرخ بألم شديد، و شريكها ينظر بعيدا من هول المنظر، و هي تنظر له بابتسامة هادئة: لقد أقسمت لك اني ساكسر لك تلك اليد، أليس كذلك؟ فقط هذا ما فعلته (تلتفت إلى الرجل الذي كان سياخذه) خذه الان، و اهتم به جيدا و بجميع المصابين، سوف تأتي المساعدة بعد قليل
الرجل : حاضر (ياخذ داكش و يذهب)
تضع انيكا سلاحيها في خصرها و تذهب باتجاه المكان الذي ربطت فيه حصانها، و تعانقه
انيكا: حبيبي، يا قلبي يا فلور، هل انت بخير؟ لست مصابا أليس كذلك؟ انت قوي كصاحبتك، لن يصيبك شيء بالتاكيد
يأتي إليها شريكها: ايمكننا ان نتحدث الان؟ لماذا انت تتجاهليني؟
انيكا تغمض عينيها و تاخذ نفسا عميقا: انا افكر في الطريقة التي علي ان أحدثك بها،
يقترب منها و يمسك يديها: هل عليك أن تفكري؟ ألم تشتاقي لي؟ عانقني و حسب
انيكا تفتح عينيها و تعانقه بشدة و هو يبادلها العناق
انيكا: انا اشتقت لك كثيرا شيفاي!!
شيفاي: و انا ايضا حبيبتي
انيكا: لكن هناك أشياء كثيرة عليك أن توضحها لي
شيفاي: بالتأكيد، ساوضح لك كل شيء، لكن في الأول دعيني اشبع و لو قليلا من حضنك
تبتسم انيكا و تشدد العناق
تفصل انيكا العناق قائلة: حسنا هيا الان، لدينا عمل
شيفاي: اجل، العودة!!
انيكا تبتسم بخبث و تنظر للفراغ: لا ليس بعد، مازال ما علينا فعله بعد
شيفاي باستغراب: ماذا هناك بعد؟
انيكا: تعال معي "ايها المتدرب اللعين"
ينظر لها شيفاي: حسنا حسنا،ساحكي لكي كل شيء
انيكا: بالطبع ستفعل، لكن اولا لننه الأمر هنا و عندما نعود نتحدث على روية
يذهبان شيفيكا إلى المنزل و تبدأ انيكا في البحث
شيفاي: عما تبحثين؟
انيكا و هي مازالت تبحث: هاتف راجفير... انا وجدته!
شيفاي: ماذا ستفعلين به؟
انيكا: سترى الان
تتصل انيكا برقم ما: الو، انا اتحدث بالنيابة عن راجفير، انتم قادمون صحيح؟
الطرف الاخر: سنصل خلال ساعة بالكثير
انيكا: راجفير ذهب إلى مهمة مستعجلة، طلب مني اخباركم أن تتأخروا قليلا في المجيء، فالقوات العسكرية تمشط المنطقة، لهذا خذوا وقتا إلى حين رحيلهم
الطرف الاخر: حسنا
تغلق انيكا الخط و تلتفت إلى شيفاي: هل وصلت التعزيزات الصحية و الأمنية؟
شيفاي كان سيقول شيئا إلى أن سمعوا صوت مروحية ليقول: ها قد وصلت!
خرجا معا و وجدا الأمن و الاسعافات بالفعل قد وصلت، اتجه نحوها قائد الفريق
القائد: لقد بدأنا في نقل الجثث و اصعاد المصابين، سنتحرك بعد قليل
انيكا: انتظر، اجمع معظم أعضاء الفريق، غيروا ملابسكم بملابسهم، اخمدوا حريق المخزن، و نظفوا المكان، و بعدها ابعثوا المصابين و الجثث مع باقي الفريق، و انتم ظلوا هنا (تبتسم بمكر) لدينا ضيوف علينا استقبالهم كما يجب
القائد: حاضر سيدتي
يذهب لينفذ ما طلبته انيكا، ليمسك شيفاي ذراعها قائلا: انيكا ماذا تفعلين؟ اخبريني! في الاخير انا شريكك
انيكا تبتسم: سأخبرك، تعال لنجلس هناك (تشير على جذع شجرة قديم، يجلسان لتكمل الحديث) انا كنت قد ذهبت إلى إيطاليا لمدة أسبوع قبل مجيئي إلى هنا، لقد تحصلنا على معلومات ان هناك عملية تهريب سلاح كبيرة تحدث، لقد تم ايقاف احد المراسلين بينهم في إيطاليا، لقد حاولوا جعله يتحدث لكن لا يعرف شيء، و لم يجدوا اي شيئا في اشيائه
شيفاي: اذا كيف كان ينقل المعلومات؟ بما انه لا يعلم شيئا و لا يحمل شيئا
انيكا: لقد ذهبت لهذا السبب، لقد وجدت في مذكرته احداثيات مكان التسليم و ظهر انه هنا
شيفاي: و من أين يتم النقل؟
انيكا: من ايطاليا
شيفاي: انتظري لحظة! كيف يتم تهريب هذا الكم الهائل من الاسلحة من إيطاليا إلى هنا و لا احد من الحكومة يعلم بالأمر؟
انيكا: بالضبط، أو تعلم و تتغاضى عن الموضوع، هذا ما توصلنا اليه انا و ليو، اتفقنا ان نبحث في الأمر عن المتواطئين في الأمر، هو يبحث في الحكومة الايطالية و انا في الحكومة الهندية
شيفاي: هل توصلتم لشيء ما؟
انيكا: لم يصلني رد بعد، لا من ليو و لا من فير
شيفاي: فير؟ من يكون؟
انيكا: انه ابن عمي براتاب
شيفاي: واو ان العائلة كاملة متورطة!!... اذا افهم من الأمر أن الضيوف القادمين الان الى هنا هم أصحاب الاسلحة، أليس كذلك؟
انيكا: نعم، و نحن سنخدعهم و نحجز على الاسلحة و نعتقل الموجودين، ثم...
شيفاي: ثم سنعرف منهم من خلف الموضوع و تسهيل التهريب
انيكا تبتسم: اجل، لكن هذا اذا كانوا يعلمون، و اذا تحدثوا في الاصل
شيفاي: سنجعلهم يتكلمون لا تقلقي!
انيكا: لو كان الأمر في يدي لكنت جعلتهم يغردون كالبلابل، لكن ليس بامكاني فعل شيء
شيفاي باستغراب: لماذا؟ نحن سنعتقلهم، سيكونون في قبضتنا، بإمكاننا فعل ما نريد
تبتسم انيكا: مازال عليك تعلم الكثير! ما أن نلقي القبض عليهم، لن يكون من صلاحياتنا لا الكلام معهم و لا اجبارهم على الاعتراف، سيتم تسليمهم مباشرة المخابرات، و سيتم التحقيق معهم هناك، اذا الأمر ياخذ بعض الوقت. نحن مجرد منظمة سرية، لا احد يعلم بوجودنا، و ان حدث و تم كشفنا، تتفكك المنظمة فورا و تختفي، كأنه لم يكن لديها وجودا من الاصل
شيفاي: اممم حسنا، اذا أمرنا صعب!
انيكا تبتسم: اجل قليلا
يقاطعهم قدوم قائد الفريق و قد غير ملابسه: سيدتي، كل شيء تم حسب اوامرك، ننتظرك كي نجعلهم يذهبون
انيكا: هل اخمدتم الحريق؟
القائد: اجل،
انيكا: هل وجدتم جثة راجفير؟
القائد:لا سيدتي، لم نجد شيئا
انيكا باستغراب: كيف هذا؟
شيفاي: اهدئي، لابد انه تحول إلى رماد
تشرد انيكا للحظات، فتفيق على صوت القائد يتساءل فيما سيفعلونه: حسنا هيا بنا، اجعل المروحيات و المساعدة تذهب، هل انتم جاهزين؟
القائد: اجل سيدتي
انيكا: هيا بنا اذن (يذهب القائد و تلتفت انيكا إلى شيفاي) هل انت جاهز لأول عملية لك معي؟
شيفاي: انا مستعد للموت اذا كان معك
تبتسم انيكا: هيا بنا اذن (تتصل بالجماعة) لقد رحل الجيش، بإمكانكم الاسراع
الطرف الاخر: نصف ساعة و نكون هناك
انيكا: حسنا
اغلقت الهاتف و اتصلت بعمها و أخبرته على كل شيء، و ارسل جهاز المخابرات اليها
انيكا: ان ليلتنا مازالت طويلة
اتجهت انيكا مع شيفاي إلى امام المنزل مع القائد و الفريق كله محاصر للمنطقة في انتظار أوامر انيكا، جلست هذه الأخيرة شاردة، ظل شيفاي ينادي عليها لكنها لم تنتبه
شيفاي يهز انيكا: انيكا اا!!
تنتبه له اخيرا: ااه؟! نعم؟ ماذا هناك؟ آتوا؟
شيفاي: انا اكلمك منذ وقت، فيما انت شاردة؟
انيكا: لا شيء، فقط افكر
شيفاي: فيما تفكرين؟
انيكا: ان راجفير مازال حيا!!
شيفاي: هذا مستحيل!! اضمن لكي انه قد أصبح رمادا، مستحيل ان يخرج من تلك النار
انيكا: لا لا لا، ان راجفير ماكر جدا، لا يستسلم إلى هذه الدرجة، عندما كنت اضربه لقد كان سهلا للغاية، تقريبا لم يدافع عن نفسه، لم يكن علي ان استخف به
شيفاي: اهدئي، انت تفكرين زيادة عن اللزوم، لن يستطيع النجاة
انيكا: قلبي ليس مطمئن ابدا
شيفاي: دعينا الان نقوم بعملنا و نرحل من هنا
انيكا: هل سئمت من اول يوم لك؟
شيفاي: لا لم اسام بما انك معي، لكن هناك أشياء كثيرة و جميلة في انتظرنا عند العودة، لهذا انا متحمس و مستعجل للعودة (يغمز لها)
انيكا تبتسم: وقح!
و بعد قليل من الوقت جاءت شاحنتان مرفقتان بسيارتين، لينزل منها بعض الرجال، يتقدم كل من انيكا و شيفاي منهم للقاء المسؤول، يتصافحان
انيكا: اهلا بك، هل كل شيء كما طلب راجيف؟
المسؤول: اجل، يمكنك تفقد السلعة
انيكا تطلب من القائد تفقد الاسلحة، و هذا الأخير يؤكد لها وجودها.
المسؤول: اظن ان الدفع سيتم الان و حالا، سيتم تحويل الأموال إلى حسابنا
انيكا تبتسم بمكر: بالطبع، سيتم الدفع الان، سنصفي كل الحسابات لا تقلق (تلتفت إلى القائد) تيواري، هيا!
لتسحب الرجل الذي كان مصافحا لها عندها، و تلفه لتخنقه بيدها و بيدها الأخرى توجه السلاح على راسه و تخاطب الرجال الذين جاءوا معه، و هؤلاء كانوا محاصرين من طرف فريق انيكا: اذا تحرك احد منكم او قام باي حركة خاطئة سافرغ هذا السلاح في جمجمته
انتبه شيفاي لاحد كان يحاول التسلل و الهرب ليصوب على رجله و يطلق النار عليه ليسقط أرضا، تلتفت انيكا و تبتسم باعجاب: أحسنت!!
شيفاي بقليل من الغيرة و الغضب المزيفين: هل يمكنك أن تطلقي سراحه الان، اعطيني اياه، انا ساهتم به (ياخذ الرجل من بين يدها و يمشي ليسلمه للفريق الذي كان يعتقل الرجال الآخرين)
انيكا تلحق به: اووووه، هل هناك أحد قد غار؟!
شيفاي ببرود مزيف 😏 : لم اغر
انيكا: اممم.. حسنا حسنا أصدق (تتوقف و تأخذ هاتفها و تتصل بعمها) مرحبا عمي
براتاب: ما الأحوال انيكا؟
انيكا: مثلما يجب أن تكون يا عمي، لقد اتممنا الأمر، و الآن ننتظر فريق المخابرات و مروحيتنا كي نغادر المكان
براتاب بفخر: أحسنت يا عزيزتي، انا فخور بك، حسنا اذا سنلتقي فيما بعد، إلى اللقاء
انيكا : إلى اللقاء
تغلق انيكا الخط و تتجه إلى منزل راجفير، تبدأ في تفتيشه و إخراج أوراق و ملفات كثيرة، تجمعها كلها و تضعها على جنب، تدخل إلى غرفتها و تسحب حقيبتها و ترتب أغراضها، دخل شيفاي اليها
شيفاي: ماذا تفعلين؟
انيكا و هي تضع الملابس و الأشياء في الحقيبة لم تنظر له: انا اجمع اغراضي، فنحن سنغادر بعد قليل
شيفاي: انيكا!
تنظر اليه انيكا بوجه مبهم: نعم شيفاي؟
شيفاي: انت بخير؟ لماذا تبدين حزينة؟
انيكا: انا بخير، لست حزينة، انا فقط متعبة قليلا
يمسك يديها و يجلسها على السرير و يضمها اليه قائلا: تعالي حبيبتي، ارتاحي قليلا إلى حين قدوم المروحة
تعانق انيكا خصره و تضع راسها على صدره ليعانقها هو واضعا يدا على رأسها و الأخرى على خصرها لتغمض عينيها قائلة بصوت منخفض قليلا: لو تعلم كم اشتقت لحضنك رغم اني لم البث فيه كثيرا
يبتسم شيفاي: من الان فصاعدا ستكونين دائما في حضني
انيكا: انا بجانبك احس نفسي ضعيفة جدا، انسى اني عميلة سرية او اني قوية او اني لا أخاف من شيء و لا احد، انت تهز كياني كاملا
شيفاي: انت حبيبتي ملائكتي، وحيدتي، لو تعلمين كم أحبك و ما أستطيع أن أفعل من أجلك و من أجل سعادتك
انيكا بصوت ناعس بالكاد يسمع: انا ايضا احبك كثيرا
شيفاي مندهش: ماذا؟ ماذا قلت لتوك؟؟ (انيكا لا ترد، لينظر لها يجدها نائمة فيفهم انها لم تكن في وعيها عندما قالتها)
يبتسم شيفاي، و يضع ذقنه على رأسها و يغمض عينيه و هو يشم رائحتها التي تسكره.
بعد ساعة تقريبا و هما على نفس الوضع، يسمع شيفاي صوت المروحة قد و صلت و هي تحط، لينظر إلى تلك الحرية النائمة بين يديه ليبتسم و يحاول ايقاظها ببطء دون افزاعها
شيفاي بصوت منخفض و حنون: حبيبتي!!... اميرتي!! (يقبل راسها و تبدأ في التحرك قليلا) هيا استيقظي يا ملاكي، لقد وصلت المروحية، سنذهب من هنا
تفتح انيكا عينيها ببطء، و تبتعد قليلا عن شيفاي قائلة بصوت متعب: وصلت؟
شيفاي يبتسم فهي تبدو كطفلة في تلك الحالة، يضع يده على وجنتها: وصلت يا طفلتي، هيا بنا لنبدأ حياة جديدة معا!
انيكا تبتسم: هيا بنا
ينهضان، ياخذ شيفاي حقيبة انيكا و انيكا تاخذ كل الملفات التي وجدتها و يتجهزون جميعا مع العصابة التي القوا القبض عليها، ثم انطلقوا عائدين إلى المدينة لبداية جديدة.
بعد ساعتين تقريبا يصلون إلى مومباي، تهبط المروحية في الفضاء المخصص لها في المركز، لينزل بعد قليل كل من انيكا و شيفاي ليجدوا الجميع يرفعون التحية لهم، تبتسم انيكا بفخر، و شيفاي ببلاهة فهو يشعر بشعور غريب لأول مرة، لتنظر له انيكا و تهمس له
انيكا: ان ما تشعر به حاليا، أشعر به في كل مرة أعود فيها من مهمة بنجاح، و صدقني في كل مرة يكون و كأنه اول مرة، انه شعور الفخر، انا ادفع اي شيء و استطيع ان اصل الى اي حد فقط لاشعر به و أراه في عيون الجميع كما هو الحال الان.
يبتسم شيفاي: انه حقا شعور رائع
يقاطعهما قدوم براتاب و فاردان مع فير، ليندفع فاردان و يعانق ابنته
فاردان: حبيبتي!! الحمد لله ان كل شيء تم على ما يرام، و عدت لنا سالمة
انيكا: انا وعدتك يا أبي اني ساعود، هل سبق و وعدتك من قبل و خلفت وعدي لك؟
يفصل فاردان العناق و يمسك وجهها بيديه و الدموع في عينيه: ابدا يا ابنتي، ابدا، لم تخيبي ظني و لا مرة
انيكا: امسح دموعك الان يا ابي
يمسح فاردان دموعه و يتجه نحو شيفاي و يعانقه قائلا: شكرا لك يا بني! شكرا جزيلا
شيفاي: على ماذا تشكرني يا عمي؟
يفصل فاردان العناق: اشكرك لكونك بجانب ابنتي و اقدمت على القيام بخطوة مثل هذه من اجلها
شيفاي: لا داعي لشكري يا عمي، انا يمكنني فعل اي شيء من أجل انيكا، و ارجو الا تقلق ابدا و هي معي، ساضعها في عيوني
يعانقهما براتاب و فير و يرحبون بهم، يدخلون إلى المركز و يجلسون في الصالة الكبيرة و يحتسون القهوة و يتحدثون حول ما حدث، ثم ينهض الجميع ليذهبوا لمنازلهم
فاردان: هيا حبيبتي لنذهب إلى منزلنا
انيكا: في الحقيقة يا أبي، لقد تأخر الوقت كثيرا، أود الذهاب إلى المزرعة، و غدا صباحا اتي لنفطر سويا و بالتالي تكون مفاجأة لأمي و غوري
فاردان يبتسم: كما تريدين يا ابنتي، انا ذاهب اذا، نلتقي صباحا
انيكا: إلى اللقاء ابي
براتاب: و نحن أيضا ذاهبين، إلى اللقاء
انيكا: إلى اللقاء
انيكا تتجه إلى الخارج مع شيفاي: حسنا اذا،ايجب ان اودعك الان؟ لنلتقي غدا
شيفاي يوقفها: لدي اقتراح افضل
انيكا: ماهو
يقترب منها شيفاي: لنذهب معا إلى المزرعة و نبقى معا و نغادر سويا غدا
انيكا تبتسم: اممم حسنا هيا بنا
و يذهبان في سيارة من سيارات المركز إلى المزرعة
في الطريق، كان شيفاي يقود السيارة
شيفاي : حبيبتي، نامي قليلا اذا اردتي إلى حين وصولنا ساوقظك
انيكا: لا ،لا اريد.. أخبرني، هل أخذوا فلور مباشرة إلى المزرعة؟ لا بد انه قد جن! يا إلهي و هو لم يتناول شيئا منذ الصباح!!! اسرع شيفاي، يجب أن أراه فورا، حبيبي الغالي
شيفاي ببعض الانزعاج: حقا؟ أهذا ما خرج معك؟ ان تسالي عن حصان و تقلقي عليه؟ اظن انه لا حاجة لي اذا في حياتك
انيكا : انه ليس مجرد حصان، انه حياتي، إضافة إلى ذلك هو لديه اسم "فلور"
شيفاي: اوه حقا؟ انه حياتك؟ ماذا عني؟ ماذا اكون بالنسبة لك؟
انيكا: شيفاي؟ هل انت جاد؟؟ انت غرت فعلا من فلور!!
شيفاي يقود السيارة و لا يرد
انيكا : انا مرهقة، لن اتناقش معك الان، كل ما اتمناه ان اصل الى المنزل استحم و انام
تسند راسها على المقعد و تلتفت إلى شيفاي، ترفع يدها و تلتمس لحيته و تتكلم بنبرة حنونة و جدية نوعا ما ممزوجة ببعض الخوف: اانت بخير؟
يمسك شيفاي يدها التي على ذقنه و يقبلها و يلتفت لها لاحساسه بغرابة في صوتها: انا بخير يا روحي، لكن ماذا حدث لك فجأة، لماذا تحولت إلى انيكا الجادة في لحظة؟
تغمض انيكا عينيها كي تتفادى التقاءها بعيون شيفاي : لا شيء، لا يوجد شيء
شيفاي: حسنا ساصدقك
يقرب يدها التي يمسكها اليه و يبدأ في تقبيلها قبلات رقيقة و متقطعة كثيرة و هو يواصل القيادة، لتستمتع انيكا بذلك، لتشق ابتسامة حانية
يصلان بعد مدة إلى المزرعة، يدخل شيفاي عبر البوابة و يركن السيارة، التفت إلى انيكا و كان على وشك الكلام، لكن وجدها نائمة، ابتسم قليلا، سحب يده من يدها ببطء شديد كي لا يوقظها، خرج على مهل من السيارة، اتجه إلى جهتها و فتح بابها، نزع عنها حزام الأمان ببطء و حملها، تململت انيكا ببطء دافنة راسها في رقبته ليرتعش هو الاخر من نفسها الساخن عليه، وقف شاردا قليلا، افاقه صوتها الناعس و هي تلف يديها حول رقبته و عينيها مغمضتين
انيكا: هل وصلنا؟
يبتسم شيفاي ليرد بصوت حنون: وصلنا حبيبتي
انيكا: انزلني، سامشي وحدي، شكرا لك
شيفاي: افتحي عينيك في الأول بعدها حاولي ان تمشي
انيكا: انا لا استطيع فتحهما انا متعبة جدا
شيفاي: أرأيت ذلك؟
انيكا: لكن يجب أن استحم في الأول، لا استطيع ان اتحمل قذارة ذلك المكان اكثر من هذا
شيفاي بخبث: يمكنني أن اساعدك في الأمر، لقد وصلنا ذاتا إلى الغرفة
لتفتح انيكا عينيها على مصرعيها لتجد نفسها في الغرفة حقا فلم تحس عليه عندما كان يمشي و يكلمها، لتنزل بسرعة من يديه و تضربه ضربة خفيفة على كتفه
انيكا: وقح!!
شيفاي يقترب منها: حقا؟ انا وقح؟
انيكا: شيفاي انا متعبة ارجوك، دعني استحم و انام فورا! انا لم انم منذ ايام، و عندي أشغال كثيرة غدا
شيفاي: حسنا حسنا،لقد اشفقت عليك، اذهبي هيا
انيكا تبتسم و تقرصه من وجنتيه: شكرا لك
يبتعد شيفاي قليلا: لكن اخبريني بأمر، ماهو العمل الذي يكون عندك صباحا؟
انيكا: انا غائبة منذ ايام!!
شيفاي: اعلم هذا، لكن غدا عطلة نهاية الأسبوع!!
انيكا: حقا!! هذا صحيح!! يا إلهي!!
تتحمس من الفرحة و تقبل شيفاي قبلة كبيرة على خده و تشكره، وضع شيفاي يديه في جيوبه و يبتسم بسخرية
شيفاي: اممم، الا تظنين ان مكافأتك هذه صغيرة؟
انيكا: اففف.. يا مستغل، سأذهب لاستحم
يضحك شيفاي: انا ايضا سأذهب لاستحم في الغرفة المجاورة
يهم ليخرج تمسكه انيكا من يده و يلتفت لها: ستعود أليس كذلك؟
شيفاي يضع على وجنتها: بالطبع، و هل سادع طفلتي تنام وحدها؟
بعدة مدة، يخرج شيفاي من الغرفة و هو قد استحم و لبس منامة و اتجه إلى غرفة انيكا، و ما أن دخل الغرفة لم يجد انيكا، بحث عنها في الشرفة لم يجدها، ظل ينادي عليها لكن لم تجبه، اتجه نحو الحمام المرفق بالغرفة حيث استحمت و بدا يطرق على الباب و ينادي على انيكا لكن لا رد، حاول الاستماع إلى صوت اي حركة لكن لا يوجد، حاول فتح الباب لكنه مغلق، فبدا يقلق و يطرق على الباب و ينادي على انيكا لكن لا جدوى، فقرر كسر الباب، دفع الباب بكتفه بقوة ففتح الباب و نادى على انيكا، فوقعت عينيه عليها، حيث انها كانت مستلقية في حوض الاستحمام، تضع سماعات تستمع بها على الاغاني و الماء الدافئ يغطيها فبخاره يعم المكان، مع طبقة من الرغوة، و كانت مغمضة عينيها و على وجهها ملامح الاستمتاع بذلك الحمام الدافئ، تنهد شيفاي بأريحية لعدم حدوث اي شيء لها، ابتسم لرؤية منظرها،، اقترب منها ببطء و انحنى لها، ربت على كتفها، فصاحت انيكا مفزوعة و هي منتفضة من الماء، و عند رؤيتها في تلك الحالة، انفجر شيفاي من الضحك، نزعت انيكا السماعات و نظرت له بنظرة غاضبة طفولية قائلة
انيكا: اجننت؟ لقد كاد قلبي يتوقف!!
شيفاي: سلامة قلبك يا قلبي
انيكا: انت ماذا تفعل هنا؟
شيفاي: انت ما الذي تفعلينه هنا؟ انت هنا منذ ساعة و نصف!
انيكا باستغراب: هل مر كل ذلك الوقت حقا؟
شيفاي: هااا لقد مر، و إضافة إلى ذلك انت ارعبتني، لقد ظننت انه حدث شيء معك، ناديت عليك و طرقت على الباب لكنك لم تردي، لقد كدت افقد صوابي ففي غضون لحظات فقط جاءت اسوء الأفكار إلى راسي
انيكا تبتسم: هل خفت علي؟
شيفاي يقترب منها: هل لديك شك في ذلك؟ هيا الان (يبتعد قليلا) انا سانتظر في الخارج، اخرجي و ارتدي ملابسك و الا سافقد السيطرة على نفسي و لن أكون المسؤول الوحيد عما سيحدث
انيكا: ما الذي سيحدث؟
شيفاي بخبث: هل تودين ان إريك؟
انيكا: وقح! هيا هيا اخرج، دعني ارتدي ملابسي و اتي
يخرج شيفاي، ترتدي انيكا ملابسها و تخرج و هي تنشف شعرها، تجد شيفاي مستلقي على السرير و يديه تحت راسه و عينيه مغمضين، ظنت انه قد نام، وضعت المنشفة و ذهبت إلى السرير و استلقت إلى جانبه، اقتربت منه و كانت ستقبل وجنته، لكنه التفت و ووقعت القبلة على شفتيه،
انيكا متفاجئة: ايها المخادع!! انت لم تنم
شيفاي: و هل يعقل ان انام بدونك؟ (يفتح ذراعيه) هيا تعالي
تتوسط انيكا صدره و يعانقها، تبادله العناق و تتكلم معه
انيكا: شيفاي!
شيفاي و هو مغمض عينيه: اممم؟
انيكا: اعلم ان الوقت قد تأخر و يجب علينا النوم، لكن أود أن أقول لك شيئا مهما جدا
يفتح شيفاي عينيه و يرفع راسه لتتقابل عينيهما، و هو قلق: ماذا هناك عزيزتي؟
انيكا و هي تنظر في عينيه: انا احبك شيفاي
يبتسم شيفاي ابتسامة مليئة بالحب و يقبل جبينها و يقول: و انا اعشقك يا صغيرتي! لا تعلمين كم كنت اتوق لسماع هذه الكلمة من شفتيك، مع انك قلتها قبل هذا
انيكا تعقد حاجبيها مستغربة: متى حدث هذا؟؟
شيفاي: عندما كنا في الجبل و كنا في انتظار الجماعة، و انت نمت قليلا بين يدي، لقد قلت لكي اني احبك و انت قلتي انك أيضا تحبيني
انيكا: لا أتذكر اني قلتها
شيفاي يبتسم: اعلم، لقد كنت غائبة عن الوعي، لكن رغم هذا سماعها يمنحني شعورا رائعا
انيكا تبتسم و تضع يدها على وجنته وتقول: انا احبك كثيرا
يعانقها شيفاي عناقا قويا و يخلدان للنوم
أنت تقرأ
ملائكة الواقع
Fanfictionتدور أحداث القصة حول انيكا، المرأة الحديدية، المرأة العنيدة، سوف تجمعها مواقف عديدة مع بطل قصتنا، و سيرتبطان في ظرف قصير جدا بعد معرفتهما ببعض، فهل هناك سر وراء هذا الارتباط؟ و ما الذي سيجمعهما معا؟ الحب ام الكراهية ام شيء آخر؟