في صباح اليوم التالي، أفاق شيفاي على صوت هاتفه الذي يرن، أجاب عليه دون أن يرى من المتصل
شيفاي بصوت ناعس: مرحبا
اوم: صباح الخير
شيفاي : صباح النور، كيف الحال؟
اوم باستغراب، لأن هذه أول مرة يسأله فيها شيفاي عن حاله منذ الجنازة: انا بخير و انت؟
شيفاي : بخير بخير... لم تتصل في بكرة الصباح لتعرف هل انا بخير او لا طبعا! ماذا هناك؟
اوم: أردت أن أخبرك اننا اليوم سنبدأ بالاحتفالات الخاصة بزفافنا
شيفاي : انا اعلم، لم انسى
اوم: هل ستاتي؟
شيفاي : اجننت؟ بالطبع سآتي، انه زفاف اخواي (ينظر لانيكا النائمة بسلام بين يديه و يقول) غير هذا انا لدي مفاجأة لكم جميعا، اعتبروها هدية الزفاف
اوم باستغراب : مفاجأة؟
شيفاي : اجل، هيا، ساقفل الان، نتحدث لاحقا، إلى اللقاء
اوم: إلى اللقاء
في قصر اوبروي، بينكي بجانب اوم
بينكي: ماذا قال؟ اسياتي؟
اوم بشرود: اجل
بينكي: ما بك؟
اوم : لقد قال لي انه لديه مفاجأة لنا جميعا، و ان اعتبرها هدية الزفاف
بينكي: مفاجأة؟
اوم : اجل
بينكي: اتمنى ان كل شيء على ما يرام معه، فأنا قلقة منذ خروجه من هنا بتلك الطريقة البارحة
اوم يربت على كتف والدته: اتمنى ذلك ايضا
عند شيفيكا، يبقى شيفاي يتأمل في حبيبته النائمة بابتسامة، هو لا يصدق لحد الان انها مازالت حية، تتململ في نومتها و تفتح عينيها ببطء، لتشق ابتسامة رائعة ثغرها عندما قابلت عينيه الملونتين
شيفاي : صباح الخير يا جميلتي
انيكا بصوت ناعس: صباح الخير يا صاحب العيون الملونة خاصتي
تلمع عيني شيفاي: لا تعلمين كم اشتقت لسماع هذا منك
تبتسم انيكا و تغلق عينيها من جديد و كأنها نامت من جديد
شيفاي : حبيبتي
انيكا و هي مغمضة عينيها: امم؟
شيفاي : هل انت بخير؟
انيكا :امم
شيفاي : اتودين ان نذهب إلى الطبيب قبل أن نذهب إلى المنزل؟
تفتح عينيها بتوتر: و لما الطبيب؟ انا بخير
شيفاي : اهدئي يا روحي، قلت ذلك لأنك تبدين متعبة
انيكا : لا تقلق، هذا أمر عادي
شيفاي : متأكدة؟
انيكا : اجل
شيفاي : حسنا ، هيا انهضي الان، لتناول فطورنا و نذهب للقاء الجميع، اتصل بي اوم منذ قليل و أخبرته بذهابنا
انيكا : حسنا ،هيا بنا
ينهضان و يتناولان فطورهما، بعدها يجهزان نفسيها و يخرجان ذاهبين باتجاه قصر اوبروي حيث تقام التجهيزات. بعد مدة من الزمن يصلان، يركن شيفاي السيارة خارج القصر، و ينظر لانيكا يجدها متوترة، يمسك يدها قائلا: انت مستعدة؟
انيكا : اظن ذلك
شيفاي : لنذهب
يخرجان من السيارة و يمسكان يدي بعضهما البعض و يمشيان إلى داخل القصر، تختبىء انيكا وراء شيفاي فور دخولهم من الباب، لينظر جميع من كان في غرفة المعيشة له، رأوا ان هناك شخص وراءه، لكن لم يتعرفوا عليها، فهي لم تظهر
كالياني: شيفاي، ابني؟ لقد أتيت، اهلا بك
شيفاي بابتسامة ادهشت الجميع: اهلا بك جدتي
جانفي: ابني هل انت بخير؟
شيفاي : اجل عمتي...
هل الجميع هنا؟
اوم : اجل شيفاي ،الجميع هنا، و أهل غوري و بافيا سياتون برفقتيهما بعد قليل
شيفاي : حسنا ، لا يهم، سأذهب إليهم في كل الاحوال
بينكي: بني من معك؟ لماذا تختبئ وراءك؟
شيفاي : في الحقيقة يا أمي، هي خائفة بعض الشيء منكم، اريد منكم أن تهداوا و الا تضغطوا عليها، حسنا؟
بينكي : حسنا يا ابني، لكن من تكون؟
شيفاي : انها اول مفاجأة لليوم، انها حبيبتي، و روحي و... و زوجتي
الكل في صدمة: تزوجت؟
بينكي: من تكون؟
شيفاي لانيكا: حبيبتي!
تخرج انيكا من خلف شيفاي ببطء و هي تنظر إلى الاسفل، ثم ترفع راسها ببطء و الدموع في عينيها، ليصدم الجميع مما يروه قائلين في نفس الوقت: انيكا!! ؟؟
بينكي تترنح و تكاد تقع، يلحق بها اوم و يمسك بها قبل وقوعها
بينكي ببكاء و صدمة: ان.. اني.. انيكا؟! ابنتي! انيكا؟ على... على قيد الحياة؟!
يقترب شيفاي منها و بجانبه انيكا، يركع على ركبتيه و يقابل والدته و يمسك يديها، بينما هي تنظر إلى انيكا
شيفاي بصوت هادئ: امي، انظري الي! (تنظر اليه) اسمعيني جيدا، انها انيكا حقا، لم تمت
جانفي: كيف هذا؟ نحن دفناها مع والدتها قبل شهرين تقريبا!!
شيفاي : سنشرح لكم كل شيء و سنجيب على جميع أسئلتكم، لكن قبل هذا، الا تودون معانقتها او تقبيلها؟ ألم تشتاقوا لها؟
ليركض كل من رودي و اوم و يعانقان انيكا بقوة و هم يبكون جميعا، فتاتي بعدهما برينكو و سومو كذلك لمعانقتها، يفصلون العناق بعد لحظات، تقترب انيكا من جانفي بخطوات بطيئة، فتاخذ مباركتها، ترفعها جانفي و تحضنها بقوة وسط بكائهما، تفصل العناق و تتجه نحو الجدة لتفعل نفس الشيء معها و مع شاكتي و تيج، ثم تتجه ببطء نحو بينكي، لتنزل إلى مستوى شيفاي، و تقول ببكاء : امي؟
لتطلق كل منهما شهقات عالية و يحتضنان بعضهما بشدة
انيكا : امي!!
بينكي: ابنتي!!
و تبدأ في تقبيلها و عناقها، ليبتسم شيفاي لذلك المنظر، يفصلان العناق بعد مدة، ثم يمسح الجميع دموعهم و يجلسون و يتحدثون، اما عن شيفيكا فيحكون لهم كل شيء من الاول الى الاخر، و يتفهم الجميع ما حدث رغم صدمتهم بطبيعة عمل انيكا، ليبداوا في الحديث الجميل بعد هذا
شيفاي : انا استعدت حياتي!
بينكي و هي تضع يدها على وجنة انيكا: لقد استعدنا سعادتنا جميعا
رودي: ماهي المفاجأة الأخرى؟
الجميع: ماذا؟؟
رودي: اقصد، عندما دخل و معه انيكا، قال هذه مفاجئتي الاولى، ماهي المفاجأة الأخرى؟
اوم : اوه، هذا صحيح!!
ينظر كل من شيفاي و انيكا لبعضها البعض و يبتسمان، تضع انيكا راسها ارضا خجلا، ليقول شيفاي: صحيح، معك حق، هناك مفاجأة اخرى(يمسك يد انيكا) هناك فرد جديد قادم إلى العائلة
الجميع لم يفهم، الا الجدة و بينكي و جانفي، ليصحن بسعادة: غير معقول؟؟؟
لينتفض الجميع يتساءل ما الامر
بينكي لانيكا: هل هذا صحيح؟؟؟
انيكا تهز راسها بالموافقة، لتعانقها بينكي بسعادة: يا إلهي!! هذا اجمل خبر اسمعه لحد الان!!!
اوم: ايمكن ان يشرح لنا احد منكم ما الموضوع؟
شيفاي : اوم، لقد أصبحت اغبى من رودي!! يا غبي، انا ستصبح ابا
ليصيح اوم و الباقي بسعادة، ليعانقوا كل من انيكا و شيفاي و يباركون لهم، و هم في سعادة غامرة
الجدة: لقد ذهبت وحدك و عدت مع حفيدنا!!
تبتسم انيكا بحزن، فهي ترى مدى سعادة الجميع بذلك الخبر، و تفكر انه هناك احتمال كبير انها لن تستطيع رؤية تلك السعادة عند ولادتها، لتشرع في البكاء من جديد
بينكي: ما بك حبيبتي؟ ماذا حدث؟
شيفاي يبتسم: لقد أصبحت حساسة زيادة عن اللزوم، لا تحتمل اللحظات السعيدة و لا الحزينة، ان اعصابها متوترة جدا هذه الأيام
تبتسم بينكي و تمسح دموع انيكا: هذا عادي يا روحي، في هذه الفترة تصبحين حساسة اكثر، لكن لا تبكي حسنا؟ نحن هنا جميعا معك و انت عدت إلى اهلك و عائلتك
انيكا تتذكر والدتها، تقول: انا اريد الذهاب إلى منزلي
شيفاي : انت متأكدة؟
انيكا : اجل
شيفاي : حسنا، هيا بنا
يذهبان إلى قصر تريفيدي بعد توديع الجميع، ليصلا بعد مدة إلى هناك، لتخرج انيكا بسرعة من السيارة و تدخل إلى المنزل بخطوات بطيئة، لتجده خاليا، أصوات ضحكتهم جميعا تدوي في اذنها، ذكرياتها مع عائلتها و والدتها تمر أمام اعينها، تنزل عبراتها دون ارادتها و هي تدخل إلى غرفة المعيشة الخالية، و المليئة بسواد النيران، رائحة الاحتراق مازالت في اثاثها، اقتربت اكثر، و كلما اقتربت كلما زادت دموعها و زادت شهقاتها معها، أخذها شيفاي بين يديه يهدئها
انيكا ببكاء: أصبح منزلي خاليا، لا حياة فيه!! كله بسببي، بسببي انا فقط!! لو لم أكن عنيدة لما حدث كل هذا!! (تقع انيكا على الأرض و يجلس معها شيفاي و مازال محتضنها) انا لم أستطع الحفاظ على عائلتي!! فقدت امي!! (تبكي اكثر) فقدت امي يا شيفاي!! فقدت امي!!!!
شيفاي : شششش... اهدئي يا روحي، ارجوك لا تفعلي هذا بنفسك! لا تنسي انك حامل!! اهدئي ارجوك!! اعلم ان الامر صعب جدا عليك، لا أستطيع أن أشعر بما تشعرين، لكن افهمك، و انا أضع نفسي مكانك، لا أعلم يمكن كنت ساجن ان فقدت والدتي، انه شعور سيء جدا و مؤلم...
انيكا ببكاء: مؤلم، مؤلم جدا!! قلبي يؤلمني، روحي تحترق داخلي، أشعر بكل نفس أخذه و كأنه يحرقني، أشعر أني اسلب حق امي في الحياة، كان يجب أن اموت انا و لا ادع شيئا يحدث لها!!
شيفاي : ما هذا الكلام حبيبتي؟ لا تتحدثي هكذا! لم يكن شيئا بسببك!! قدرها هذا
انيكا تبكي اكثر، يرن هاتف شيفاي، و يكون اوم، فيرد
شيفاي : نعم اوم
اوم: شيفاي، عمي فاردان و غوري قد انتقلوا للعيش مع عمي براتاب، لا أعلم اذا كان لديك خبر بهذا
شيفاي : لا، لم أكن أعلم، من الجيد انك اتصلت بي و اخبرتني
اوم: هما هناك الان، اذا اردتما الذهاب
شيفاي : وضع انيكا سيء قليلا، لا أعلم اذا كنا سنذهب ام لا
اوم: ما بها
شيفاي : سنتحدث لاحقا يا اوم
اوم: حسنا، انت اهتم بانيكا... اسمع هل أخبر أصدقاءها؟
شيفاي : لا لا، لا تخبر أحدا، ستقابلهم لاحقا، لا اريد ان نضغط عليها
اوم: معك حق، حسنا اذن إلى اللقاء (يقفلان الخط)
انيكا قد هدات قليلا: اريد ان اذهب عند ابي
شيفاي : حالتك ليست جيدة انيكا، دعينا نذهب لاحقا
انيكا : اذا لم اقابل والدي اليوم و فورا ستصبح حالتي اسوء
شيفاي باستسلام : حسنا حبيبتي ،ارتاحي قليلا ثم نذهب
انيكا : لنذهب الان
شيفاي : كم انت عنيدة، هيا بنا
يخرجان و يتجهان نحو منزل براتاب، يقتربون أمام الباب و يدقون عليه، يفتح لهم الباب و يكون براتاب
براتاب : انيكا ابنتي؟ اهلا و سهلا، شيفاي، اهلا بك ايضا
شيفاي : اهلا بك عمي
انيكا : مرحبا عمي، هل ابي هنا؟
تأتي غوري من وراء عمها: من على الباب عمي؟
لتظهر غوري خلف عمها و ترى انيكا لتشهق بصدمة، تنظر لها لبعض الثواني ثم يغمى عليها، يركضون لها فورا و هم ينادون عليها و يحاولون ايقاظها، يحملها شيفاي و يضعها على الاريكة في غرفة المعيشة، يأتي كل من فير و سويتلانا و فاردان على تلك الضجة، ليصعقوا مما يروه
فير و سويتي: انيكا؟
براتاب: اجل،
فير: كيف ذلك، انا حملتها بين ذراعي و هي ميتة!!!
براتاب: كانت رصاصة مزيفة، ساحكي لكم جميعا ما حدث
يعانق كل من فير و سويتلانا انيكا، و هذه الأخيرة تنظر إلى والدها و هو ينظر لها، يتشاركان نظرات الشوق و الحرمان، لتركض انيكا و تسقط بين أحضان والدها الذي استقبلها بذراعين مفتوحين و ضمها اليه بكل حنان و هما يبكيان
انيكا : ابي!! ابي!! ابي!!
فاردان: ابنتي! انيكا! قرة عيني!! انت هنا حقا!! احمد الله على هذا، يا إلهي انه اسعد يوم في حياتي، لقد عادت لي الحياة مجددا
انيكا : انا اسفة، اسفة جدا، على كل ما حدث إلى حد اليوم
فاردان: لا تعتذري اميرتي، لطالما كنت فخورا بك و لازلت لحد اليوم كذلك، اهدئي يا عمري
تتململ غوري تعلن عن استيقاظها، لتجد الجميع ماعدا انيكا و فاردان على راسها:ماذا حدث لي؟ لقد حلمت حلما غريبا جدا، لقد رأيت انيكا، شيفاي ماذا تفعل هنا؟
شيفاي يحاول تهدئة غوري: عزيزتي، ما رايته.... لم يكن حلما، انيكا فعلا حية، و هي هناك(يشير حيث تقف انيكا)
تنظر غوري إلى المكان و تبدأ البكاء بهستيرية: لا.. مستحيل.. لا لا لا... انيكا ماتت.... دفنت... انيكا.. انيكا.. (تشهق بقوة)
تقترب منها انيكا و تمسك يديها و تقول و هي تبكي: انا هنا حبيبتي، انا هنا
ترفع غوري يدها لتلمس وجنة انيكا، تجدها حقيقة فتشهق بقوة و تأخذ انيكا في احضانها و تبدأ في البكاء
بعد مدة، يهدأ الجميع، براتاب يشرح كل شيء لغوري و فاردان
غوري: انها اجمل هدية يمكن أن احصل عليها في زفافي
شيفاي : و اذا اخبرتك ان هناك ماهو اجمل
غوري: ماذا تقصد؟
شيفاي : أخبريهم انيكا
انيكا بتوتر: انا... انا...
غوري: انت؟
انيكا بصوت منخفض: انا حامل
لتصرخ غوري بفرحة لتشهق انيكا بفزع، و فاردان لا يصدق ما يسمعه، ليبارك لهما الجميع
فاردان : انيكا! بطلتي؟ ستصبحين اما حقا؟
انيكا : اجل ابي
يحتضنها فاردان: اشكر الله اني عشت لأرى هذه الأيام!!!
بعد مدة من المشاعر و البكاء و السعادة التي اشتركوها، قرروا الذهاب لقصر اوبروي للبدء باحتفالات الزفاف، يصلون بعد مدة إلى هناك، يذهب شيفيكا إلى غرفتهم
شيفاي ياخذ انيكا بين احضانه: انت بخير حبيبتي؟
انيكا : انا. بخير
شيفاي : اتودين ان ترتاحي قبل بدء الاحتفالات؟
انيكا : ساستحم اولا
شيفاي : حسنا يا قلبي، و انا سأذهب لاحضر لك شيئا ما تتناولينه
انيكا : شكرا لك حبيبي
يبتسم شيفاي و يخرج من الغرفة و انيكا تتجه إلى الحمام
في غرفة المعيشة أين تتم كل التحضيرات للحفل، ينزل شيفاي و يجد الجميع مشغول في العمل الا كبار العائلة، يراه اوم و يتجه نحوه
اوم: شيفاي، كيف هي انيكا الان؟ تبدو سيئة للغاية!! لقد نحفت كثيرا، لون وجهها شاحب و تبدو مرهقة للغاية، هذا الحمل أثر سلبا عليها
شيفاي : لا أعلم اوم، ما تقوله صحيح، حالتها لا تعجبني ابدا، انها لا تتناول الاكل ابدا، انا خائف عليها كثيرا، خاصة مع هذه الظروف التي تعيشها، اعصابها متلفة، لا تعلم كيف تتصرف، اكنت تتخيل ان انيكا، تلك التي لا يهزها شيء، في يوم من الايام تضعف إلى هذه الدرجة؟ انيكا، تلك التي لم تدمع عينها ابدا، أصبحت تمضي تقريبا وقتها في البكاء، لا أفهم ماذا يحدث لها
اوم: ما عاشته انيكا و ما تعيشه للان صعب جدا، لا يمكن لأحد أن يتحمله، بصراحة انا متفاجئ من انها لم تفقد عقلها لحد اللحظة، و لا تنسى أيضا انها حامل و هرموناتها تؤثر عليها حاليا، انت ما عليك فعله فقط هو أن تكون بجانبها و لا تحسسها بالضعف، كن قوتها، و نحن هنا جميعا سنساعدك، و ربما لو تجتمع مع اصدقائها، يمكن أن تتحسن حالها
شيفاي : لا اريد ان اضغط عليها أكثر، اخاف ان تنتكس او تمر بأزمة، لا اتحمل ان يحدث لها شيء بعد أن عادت الي
اوم: لا تقلق،سنكون جميعا معكما، لن نترككما ابدا
شيفاي : ستطلب الذهاب إلى قبر والدتها، ستنهار هناك!
اوم: حاول أن تلهيها في شيء آخر إلى غاية تحسن حالتها قليلا على الاقل
شيفاي : انت تعرف عناد انيكا، ستذهب وحدها ان لم أخذها انا، و انا افضل ان اذهب معها على أن اتركها تذهب وحدها
اوم: حسنا، انت ادرى... لدي فكرة
شيفاي : ماهي؟
انيكا : دعها تذهب مع غوري و والدهما، سيكونون معا، ربما هذا سيخفف من المها
شيفاي : فكرة جيدة، لكن لا اريد ان اتركها ابدا، أود أن أكون بجانبها
اوم: اذهب معهم، لكن ظل بعيدا، اترك لهم بعض الخصوصية، هذا فقط كي تتدخل فورا اذا حدث شيء
شيفاي : حسنا ،ساتكلم مع أبي فاردان عندما تطلب مني الذهاب
اوم: اذهب إليها الان، لا تدعها وحدها
شيفاي : تركتها تستحم، و انا أتيت لأخذ لها شيئا يؤكل، لا أعلم ما ساخذه، معدتها سيئة جدا، لا تتقبل اي نوع من الطعام غير الفاكهة، و الفاكهة ليست اكلا ابدا
اوم: قم بشيء، أسأل امي او عمتي، ستساعدانك
شيفاي :معك حق، شكرا اوم
اوم: لا شكر على واجب
ذهب شيفاي أين يجلس كبار العائلة
شيفاي : مرحبا جميعا
الجميع : اهلا بني
شيفاي : اسف على مقاطعة حديثكم، لكني اريد امي قليلا، امي هلا أتيت لو سمحت؟
بينكي: ماذا هناك بني؟
شيفاي : تعالي قليلا من فضلك
تنهض بينكي عنده
فاردان: ماذا هناك شيفاي؟ هل حدث شيء لانيكا؟
شيفاي : لا لا ابي، انيكا بخير، لا تقلق، احتاج استشارة امي في شيء فقط
فاردان : أين انيكا؟ اريد رؤيتها
شيفاي : انا تركتها غي الغرفة، دخلت لتستحم، اذا اردت، ساخذك إليها عندما تكمل؟
فاردان: حسنا ابني، شكرا لك
شيفاي : العفو ابي... (ينظر لأمه) هيا بنا امي... نستاذنكم
ياخذ شيفاي والدته إلى المطبخ
بينكي: ماذا هناك بني؟
شيفاي : امي، انيكا لا تعجبني حالتها، هي لا تتناول شيئا، معدتها لا تتقبل الطعام، ارجوك ساعديني، ماذا يمكنني أن أفعل لها؟
بينكي: في الحقيقة و لا انا اعجبني حالها، على كل، اذهب انت إليها الان، و انا سأحضر لها شيئا ما و ساخذه لها، حسنا؟
شيفاي : لا داعي ان تتعبي نفسك امي، اخبريني و انا ساحضره
بينكي تضربه على كتفه: ششش.. ما هذا الكلام؟ أليست ابنتي أيضا؟ لا يوجد لا تعب و لا ماشابه، هيا اذهب الى زوجتك، و دعني اقوم بعملي
يقبل شيفاي يدي بينكي: اشكرك يا اروع ام
تبتسم بينكي و يخرج شيفاي من المطبخ و تبدأ في تحضير الاكل لانيكا
في غرفة شيفيكا، في هذه الاثناء ، كانت انيكا قد اكملت حمامها، ارتدت منامة ذات سروال طويل و كنزة ذات أكمام، بيضاء اللون، عليها بعض الألوان الباهتة، نشفت شعرها، و استلقت على السرير، وضعت يدها اليسرى تحت خدها الأيسر، طوت رجليها و رفعتها نوعا ما باتجاه صدرها، فكرت فكرت حتى غلبها النعاس و نامت. بعد دقائق، دخل شيفاي إلى الغرفة و وجدها بذلك الوضع، التف من جهتها و اقترب منها ببطء، وصل إلى راسها، فنزل على ركبتيه ليصل إلى مستوى وجهها، ابتسم بحزن و هو يتاملها، ساكنة، وجهها شاحب و مصفر، متعبة، ضعيفة... رفع يده إلى وجهها و مرر أصبعه عليه بخفة، بداية من جبينها الذي ابعد عنه تلك الخصلات المتمردة عنه، وصولا إلى ذقنها، تنهد بحزن عميق، وقف على رجليه و التفت ليدور إلى الجهة الأخرى من السرير، تسطح عليه على مهله كي لا يوقظها، و اقترب منها و أخذها بين احضانه من الوراء، واضعا يده على خصرها، ليتسلل بها يلمس بها بطنها، و راسه مدفون بين خصلات شعرها المبللة، ياخذ منها جرعته اليومية.. ظلا على تلك الحالة لدقائق، فتململت انيكا في نومتها، لتدور مواجهة له بوجهها و يديها تحتضن خصره، و راسها تدفنه في صدره، ليبتسم هو بخفة ليبادلها العناق و يقبلها على رأسها.
بعد لحظات، دقت والدته الباب و دخلت في يديها صينية فيها انواع مختلفة من الطعام، ابتسم لوالدته التي بادلته الابتسامة و أشار لها بوضع الصينية على الطاولة بجانبها دون اصدار صوت خشية استيقاظ تلك النائمة، فلبت بينكي طلبه، نظر إليها و أشار بعينيه القائلتين بامتنان "شكرا"، لتبتسم و تبادله نظرة قائلة فيها "لا شكر على واجب".. نظرت لتلك النائمة غير شاعرة بما يحدث حولها لثواني، ثم غادرت مغلقة باب الغرفة وراءها..
همس شيفاي بالقرب من اذنها برقة و هو يربت على ظهرها: حبيبتي؟
تهمهم بصوت ناعس ليبتسم قائلا: اعلم انك متعبة و مرهقة، لكن يجب أن تستيقظي الان، هيا يا عمري، هناك اكل شهي، يجب أن تتغذي، ثم تشربين دواءك، ثم تعودين للنوم اذا اردت
تململت انيكا ببطء بين ذراعيه، رفعت راسها قليلا و فتحت عينيها لتقابلا زرقاويه الجميلتين، لتقول: انت تعلم انه لا يمكنني الاكل، معدتي غير متقبلة اي شيء
شيفاي قبل مقدمة انفها قائلا: لقد جهزت لك امي اشياء جيدة لكي، و لن تعكر معدتك
انيكا محاولة ان تتصرف بطبيعية : في الحقيقة انا جائعة جدا
يبتسم شيفاي قائلا بمرح: اتصدقين؟ انا ايضا
تضحك انيكا بخفة: ألم تاكل؟ ذلك طعامي انا
شيفاي بحزن مصطنع: ارحميني يا فتاة!! انا لم اتناول شيئا منذ شهرين تقريبا
انيكا : كاذب!!
شيفاي : لا لا لا، اقسم لكي (يبتسم بخبث و هو يقترب من شفتيها) اتودين ان تعرفي مدى جوعي؟؟
تفتح انيكا فمها نسبيا من الصدمة، ليسرق منها قبلة، فتشهق لتقول و هي تفصل القبلة: يا أيها الوقح!! لم تتغير ابدا
يضحك شيفاي بشدة قائلا: اقسم اني اشتقت لهذه الكلمة أيضا من بين شفتيك.. بالمناسبة! طعمهما أصبح الذ، أيعقل انه بسبب الحمل؟
تضربه انيكا بخفة على صدره قائلة: هيا، اتركني انهض، انا جائعة جدا
يحررها شيفاي، لتنهض متجهة نحو الاريكة بجانب الطاولة التي موضوع عليها الطعام، تجلس عليها ثم تنظر لشيفاي الذي يراقبها قائلة: هيا تعال!! لن اكل وحدي
يبتسم شيفاي و يلتحق بها على الاريكة، تفتح انيكا اغطية الاطعمة و تشم راحته اولا و هي مغلقة العينين خوفا من أن تتحسس معدتها، لكنها لم تفعل، بل دخلت رائحة شهية انفها، لتبتسم بفرحة و هي تنظر لشيفاي الذي ينظر إليها بهيام: انها رائحة شهية!! معدتي لم تتحسس!!! أرأيت؟
يمسك شيفاي وجهها ليقول بحب: رأيت يا روح شيفاي رأيت، هيا لتناول اذا الطعام، و نطعم طفلنا
تبتسم انيكا و تبدأ بالأكل من بين يدي شيفاي، و هذا الأخير يتناول من بين يديها
بعد دقائق تقول انيكا: شيفاي
شيفاي : قلبه
انيكا : أود مقابلة أصدقائي جميعا
شيفاي : انهم قادمون لحفلة اوم و رودي، تقابلينهم هناك
انيكا : لا، انا لا اريد الاختلاط بالناس، أود أن اقابلهم على انفراد
شيفاي : انت متأكدة ؟ (تهز راسها بالايجاب ليكمل) حسنا يا عمري، كما تريدين، أين تودين مقابلتهم؟
انيكا تنظر له للحظات ثم تقول: هنا مثلا! الا يمكن؟
يبتسم شيفاي : بالطبع يمكن!! كما ترغبين يا جميلتي (يقبل جبينها) هيا الان، اكملي اكلك كي تتناولي دواءك
انيكا : لقد شبعت
شيفاي : ماذا؟ انت تمزحين صحيح؟؟ لم تاكلي شيئا بعد!!
انيكا : بلى، انظر!! (تشير إلى الأطباق) لقد اكلت الكثير بالفعل!!
شيفاي : انيكا !!
انيكا : شيفاي !!
يبتسم شيفاي: لقد عادت عنيدتي اذا!!
انيكا تضحك: لم تذهب إلى أي مكان كي تعود
شيفاي : حسنا يا روحي، هيا الان، لن اضغط عليك أكثر، أين هي ادويتك؟
انيكا : انها في حقيبتي، ساحضرها الان (همت لتنهض لكن شيفاي اوقفها)
شيفاي : انتظري هنا، انا ساحضرها!
انيكا : ما الذي ستحضره؟ حقيبتي ام ادويتي؟؟
شيفاي : هل هناك فرق؟
انيكا : بالطبع!! لا يمكنك فتح حقيبتي بدون اذني!! ليس من حقك!
شيفاي يبتسم : اعلم ذلك، لا تقلقي، لم أكن لافتح الحقيبة، ساجلبها
يحضر لها الحقيبة و يجلس بجانبها، تقبله على خده قائلة: شكرا لك يا صاحب العيون الملونة خاصتي
شيفاي : العفو جميلتي
انيكا تفتح حقيبتها و تخرج ادويتها و تضعها على الطاولة تحت نظرات شيفاي الملاحظة لها، لتسقط أثناء ذلك أوراق طبية، كان شيفاي سيلتقطها لكن سبقته انيكا التقطها بتوتر
شيفاي : ماذا هناك؟ ما الذي تحتويه تلك الأوراق؟
انيكا بتوتر: لا شيء مهم، انها التحاليل التي قمت بها عند الطبيبة
شيفاي : لماذا لا تريدين مني أن أراها اذا كان الأمر كذلك؟
انيكا : ما هذا الذي تقوله؟ هذا ليس صحيحا، انها غير مهمة، هذا كل ما في الامر
شيفاي : انا لم اقتنع، لكن حسنا
انيكا كي تزيل التوتر: انتظر لحظة!! تذكرت شيئا!!
تفتح تلك الأوراق و تأخذ منها شيئا، تخفيه وراء ظهرها، ترجع الأوراق الأخرى إلى حقيبتها و تضع هذه الأخيرة جانبا
شيفاي : ما الذي تخفينه وراءك؟
انيكا تبتسم: أغلق عينيك
شيفاي : لماذا؟
انيكا : فقط اغلقها، لو سمحت، ثق بي!
يتنهد شيفاي: حسنا.(يغلق عينيه) ها أنا ذا!
تخرج انيكا ما تخفيه و تضعه بين يديه: افتح الان!
يفتح شيفاي عينيه: ما هذا؟ (ينظر إلى ما يوجد بين يديه)
انيكا : انه طفلنا
لقد كانت صورة ايكو للطفل، ابتسم شيفاي و بدا ينظر إلى الصورة بهيام: يعني، هذا طفلنا؟؟
انيكا بابتساطة: اجل،انه صغير جدا الان
شيفاي : انا متحمس جدا لحمله بين يدي!! تخيلي ذلك، يأتي طفل صغير، ينظر إليك بعينيه البريئتين اللتان تحملان كل البراءة، ثم ينادي علي ب ابي، ننتظر اول خطوة له..
انيكا تحاول التهرب من الموضوع: احم.. احم.. دعني اتناول دوائي الان
تاخذ علبة الدواء و تتناول منها، كانت هناك ثلاث علب، و كل ما تشرب حبة منها، ياخذها شيفاي منها ليراها و يقرأها
شيفاي : انيكا؟ أين هو الدواء الخاص بقلبك؟
انيكا : لقد توقفت عن اخذه
شيفاي : و السبب؟
انيكا : لسببين: اولهما هو أنه مضر جدا لحملي، و الثاني هو أن حالة قلبي قد تحسنت و لم يعد هناك داع لأي دواء
شيفاي : و من أخبرك بذلك؟
انيكا : طبيبتي، و من غيرها؟
شيفاي : جهزي نفسك لنذهب إليها غدا، اريد ان اطمئن عليك بنفسي
انيكا : لا داعي لذلك، و على كل حال، لدي موعد معها بعد بضعة ايام فقط!
شيفاي : لكني قلق عليك كثيرا، و أود أن اطمئن
انيكا تبتسم : لا تقلق حبيي
يقاطعهما طرق خفيف على الباب
شيفاي : تفضل
تدخل غوري: مرحبا، اسفة على الازعاج
شيفاي : لا عليك
انيكا : حبيبتي
غوري: في الحقيقة، انا اشتقت لاختي، و أردت أن اجلس معها قليلا
شيفاي يبتسم: طبعا غوري، تفضلي، انا ساترككما بمفردكما
غوري: شكرا صهري
شيفاي يبتسم : إلى اللقاء، اهتمي بها جيدا
غوري: لا داعي ان توصيني
يخرج شيفاي و تتجه غوري و تجلس بجانب انيكا، فتاخذها هذه الأخيرة في احضانها
غوري: اشتقت لك كثيرا
انيكا : و انا ايضا حبيبتي (فصلت العناق و أمسكت بكتفها المصابة) كيف حال إصابتك؟
تبتسم غوري: أصبحت بخير كثيرا، لقد نسيتها بالفعل
انيكا تبتسم بحزن: لكنها تركت أثر لا ينسى
غوري: كيف علمت انها تركت لي أثر؟
انيكا تضحك: غوري، انت طبيبة لكنك غبية، انا قضيت حياتي كلها بين الرصاص و الاسلحة، اتودين ان تري جسمي؟
غوري تشهق بصدمة: انت اصبت أيضا؟؟؟
انيكا تبتسم : اجل
غوري: متى؟ و أين؟
انيكا : عدة مرات، في عدة اماكن
تشهق غوري بصدمة اكثر: انت تمزحين معي صحيح؟
انيكا بهدوء: لا، ابدا! اذا اردت ساريك جسمي
غوري: لا أصدق هذا!! و كيف يمكنك أن تكوني بهذا الهدوء؟!
انيكا : ماذا تريدين مني أن أفعل؟ حسنا، انسي الأمر الان، و احكي لي عنك و عن اوم، كيف بدأت علاقتكما؟ و كيف وصلت إلى الزواج؟
غوري تبتسم بخجل: كل شيء تطور بسرعة في الحقيقة، لم أعرف متى بدأ
انيكا تبتسم : انا اعرف
غوري: ها؟
انيكا : لقد بدأ منذ اول مرة رايتكما مع بعض فيه! لقد رأيتكما معا في المستقبل، و هذا ما حدث!!
غوري تبتسم: يمكن، فأنا أعجبت فيه من الاول
انيكا : هل هو إعجاب ام حب؟
غوري: لقد كان إعجاب إلى غاية فترة اصابتي!!
انيكا : ماذا حدث؟
غوري: عندما افقت من العملية، بحثت عنك، لكن لم يخبرني احد بما حدث، قالوا لي انك مشغولة، و بعدها، دخل ابي إلى الغرفة التي كنت فيها، كان مصابا كثيرا، و كان يرتدي لباس المستشفى، لم أفهم ماذا حدث، قلقت و توترت، سألته ماذا حدث، قال لي انه قام بحادث هو و امي، سألته عن حال امي، لكنه انزل راسه، وقتها فهمت انها... (بدأت تبكي هي و انيكا).. انها ماتت.. انهرت، لم أعلم ما أفعله، بكيت و كان أبي يواسيني، و بعدها دخل علينا اوم و هو حزين، سألني عن حالي و وجهه غير مفسر، إلى أن سمعنا صوت صراخ في الخارج، ليخرج ابي فورا من الغرفة ليرى ما يحدث، و انا ظللت مع اوم، جلس بجانبي و اخذني في احضانه
فلاش باك
غوري في أحضان اوم تبكي: ماذا يحدث؟ ما هذا الصراخ؟؟
اوم: ارجوك اهدئي غوري، عديني ان تكوني قوية!!
فصلت غوري العناق: ماذا هناك؟؟ انا اعرف ان امي ماتت، انت لا تقصد ذلك صحيح؟ حدث شيء آخر!! ماذا هناك؟.... انيكا!! حدث شيء لانيكا!! لا لا لا، هذا غير صحيح، انيكا بخير!! هي مشغولة فقط، ستاتي بعد قليل!!
اوم و هو يحاول تهدئة غوري: شششش، اهدئي اهدئي!!!
يسمعا صوت صراخ فاردان، لتنتفض غوري من السرير، لتزيل ابرة المغذية فورا و تسرع خارجة من الغرفة، لترى الجميع في الخارج يبكون، كانوا ملتفين حول شيء ما، أو شخص ما، اقتربت قليلا و رأت والدها جالس على الأرض يبكي، لتتسارع دقات قلبها كل ما تخطي خطوة إلى الأمام، قالت بهدوء و هي تقترب بخشية: ابي ماذا هناك؟
لتجد شيفاي بجانبه يبكي بشدة و بين يده شخص ما، لم يظهر لها، تقترب من شيفاي و تضع يدها على كتفه لتنزل إلى مستواه، تسحبه قليلا للخلف كي يتسنى لها رؤية من يحضن بذلك التملك و تلك الدموع، لترتد و تسقط على الأرض شاهقة و هي ترى اختها، لتبدا البكاء بهستيرية قائلة: لا لا لا، لم يحدث شيء، لم يحدث شيئا كهذا ابدا!! ليس انيكا كذلك (يشتد بكاؤها) لا يمكن أن يتركانني في يوم واحد، لا هذا غير معقول، انها مزحة!! انتم تقومون بمقلب صحيح!! لان هذا غير ممكن (يقترب منها أصدقائها يحضنوها و يهدئونها) لا، هذا غير صحيح، (لتصرخ) انيكا ااا!!
تتحرر من العناق و تركض لتأخذ انيكا من شيفاي و تحضنها و هي تبكي.
بعد مدة كانت قد هدات الأحوال بعض الشيء، غوري بين أحضان والدها و كأنها فاقدة الحياة، شيفاي مسلوب القلب، جميع الأصدقاء حزينين و يبكون، يأتي اوم و ياخذ فاردان إلى غرفته كي يرتاح، ثم يعود إلى غوري ليحتضنها و يخفف عنها المها
باك
غوري: و منذ ذلك اليوم لم يتركني ابدا، و عندما تحسنت حالتي و تقبلت موتكما، أصبحنا نخرج كثيرا و نلتقي كثيرا، أحببته في ذلك الوقت، حتى أتى يوم و اعترف لي بمشاعره و عرض علي الزواج فوافقت
انيكا تمسح دموعها و تبتسم بحزن:انا سعيدة من أجلك يا عمري، هيا الان، اذهبي و جهزي نفسك، ستبدأ الحفلة بعد قليل
غوري: حاضر، انت ايضا انزلي
انيكا : انا ساقابل اصدقائنا اولا
غوري: كيف ستفعلين؟
انيكا : طلبت من شيفاي احضارهم إلى هنا، بعيدا عن الناس
غوري:حسنا اذا، سآتي عندما ياتون
انيكا : حسنا
تخرج غوري و تذهب انيكا لتجهز نفسها
بعد مدة، في البهو حيث يوجد الحفل، يدخل جميع الأصدقاء مع بعضهم، موهيت، روهان، فكرام، لاكشي، اديتيا، ارناف، كوشي، ميشتي، زويا و نانديني. يستقبلهم شيفاي بابتسامة وسعادة، يستغرب الجميع تصرفه و سعادته الغير مبررة بينما كان لا يحدث احد
موهيت : شيفاي؟ هل انت بخير؟
شيفاي يبتسم : اجل موهيت،انا بخير و انت؟
موهيت و انا ايضا، لكن ماذا حدث؟
شيفاي : ماذا حدث؟
موهيت: انت تبدو سعيدا
شيفاي : انه زفاف اخواي، كيف لي الا اكون سعيدا؟
موهيت: انت عدت كالاول، مثلما كنت عندما كانت ان... (يفيق على نفسه و يسكت)
شيفاي يبتسم : مثلما كنت عندما كانت انيكا حية، صحيح؟
ينزل الجميع رأسهم إلى الاسفل اسفا، ليقول شيفاي بنبرة جدية: اريد ان اطلب منكم جميعا شيئا، ارجو ان توافقوا
اديتيا باستغراب: طلب؟ ما نوع هذا الطلب؟
شيفاي : اريدكم جميعا أن تاتوا معي إلى غرفتي، لكن قبل هذا ارجوكم ان تتحلوا بالهدوء
موهيت : ماذا يحدث شيفاي؟
شيفاي : ارجوكم، تعالوا معي
تأتي غوري، لتسالها كوشي: ماذا يحدث غوري؟ لماذا يريدنا شيفاي؟
غوري: في الحقيقة، ليس شيفاي من يريدكم، بل شخص اخر
الجميع : شخص آخر؟
غوري: ارجوكم جميعا، ثقوا بنا و تعالوا معنا
موهيت ينظر للجميع و يومئ لهم بالموافقة، ثم يلحقون بشيفاي. بعد ثواني، يصلون إلى الغرفة
شيفاي : انا ارجو منكم أن تهداوا، ما ستروه الان يمكن أن يكون صعبا، لكن حاولوا على الاقل، من فضلكم، من اجلها
لاكشي: من أجل من؟
شيفاي : ادخلوا و سترون
يدخلون إلى الغرفة و هم مستغربين ما يحدث، ليصدموا بعدها بما يروه
الجميع: انيكا!!
زويا تدمع عيناها: لا، غير معقول!! انها مزحة صحيح؟
كوشي بصدمة: اترون ما أرى؟
روهان : اذا كان شبح انيكا، فأنا أراه!!
تضحك انيكا وسط دموعها: انه ليس شبح، بل هذه انا فعلا
موهيت: ان.. انت.. لم.. لم.. تمو.. انت لم تموتي!!
انيكا تهز راسها بالنفي
ارناف: انت فعلا حية؟
تومئ انيكا بالموافقة
فكرام: انت عدت من الموت؟؟
انيكا تبتسم: انا لم امت ابدا
تقترب منهم ببطء، ترفع ميشتي يدها ببطء لتلمسها: انت حقيقية!!
انيكا ببكاء: نعم... ايمكنني ان احظى بعناق الأصدقاء؟.
ليندفع الجميع نحوها و يعانقونها بشدة، وسط جو عاطفي مليء بالدموع و الحب، ليتساءلوا عما حدث، فتخبرهم انيكا بكل شيء، فتفهموها و عانقوها و قبلوها، و عندما أخبرتهم بحملها، سعدوا كثيرا، باركوا لها، ثم بدأوا يتحدثون بمواضيعهم المختلفة وسط ضحكاتهم، فيبتسم شيفاي المراقب لما يحدث و لسعادة انيكا و ابتسامتها التي لم تختف منذ أن التقت باصدقائها، و بعد مدة، يأتي اوم
اوم: يا جماعة، اعتذر عن الازعاج، لكن يجب علينا أن نبدأ الان
انيكا : انا اسفة اوم، نحن سناتي حالا
اوم: لا داعي للاعتذار زوجة اخي، هيا انا بالانتظار في الاسفل
ليخرج اوم و يلحقه الجميع، الا شيفيكا، ليتجه شيفاي نحو انيكا و ياخذها في احضانه: هل انت سعيدة؟.
انيكا : بالطبع،فأنا في أفضل و احلى مكان على سطح الأرض!!! °
يبتسم شيفاي و يقبل راسها : هيا بنا الان، لنحتفل بعودتك و بزفاف اومرو
انيكا بابتسامه : هيا بنا
ليخرجا و يلتحقا بالحفلة
يبدأ الاحتفال و تبدأ الطقوس، يبدأ الرقص و السعادة، كان جميع الاصدقاء يرقصون ما عدا موهيت و شيفاي اللذان كانا يتحدثان، و انيكا التي كانت تشاهد بجانب والدها، غائبة عما يحدث، رآها موهيت
موهيت لشيفاي و هو ينظر لانيكا: شيفاي، هل تظن ان انيكا طبيعية؟
ينظر شيفاي لانيكا: لا،ليست كذلك
موهيت: انها هنا، لكن عقلها ليس هنا، انها تفكر في شيء ما، أو أنها تخفي شيئا ما، عينيها تحملان الكثير و تفصحان عن الكثير، هل تحدثت معك؟ هل اخبرتك بشيء ما؟
شيفاي : لا ،لم تخبرني شيء! و معك حق، هي تخفي شيئا، غير هذا، هي لم تطلب بعد الذهاب إلى قبر والدتها، أخشى أن اغفل عنها للحظات فتستغفلني و تذهب!
موهيت: هل تسمح لي بالتحدث اليها؟
شيفاي : بالطبع موهيت
يبتسم موهيت و يذهب عند انيكا، يجلس بجانبها، لكنها شاردة و لم تشعر به، يضرب كتفها بكتفه ضربة خفيفة ليفيقها من شرودها، تنظر له و تجده يبتسم
انيكا : موهيت انت هنا؟
موهيت: اجل، انا هنا!! انت ماذا تفعلين هنا؟
انيكا : ماذا تقصد؟
موهيت: أعني انه زفاف اختك و صديقتك و سلفيك، لكن ما أراه على وجهك و في عينيك، شيء مختلف تماما عن السعادة التي يجب أن تظهر بهم، اخبريني، ما بك؟
تتهرب انيكا بعينها من موهيت و تقول مبتسمة: لا شيء موهيت،ليس بي شيء، انا بخير و سعيدة أيضا، بهذا الزفاف، بوجودي هنا و بوجودكم معي ايضا
موهيت:اذن لماذا لست معنا؟ لماذا انت جالسة هنا وحدك؟ لا تتحدثين مع أي أحد، لا ترقصين، لا تعبرين عن تلك السعادة التي تزعمينها
انيكا :ارقص؟ هل نسيت اني حامل؟
موهيت: زويا أيضا حامل، لكنها ترقص
انيكا : ليس نفس الشيء
موهيت: ما الاختلاف؟
انيكا باندفاع: هي حملها حمل عادي، لكن انا... (تصمت فور ادراكها لما كانت ستقول).
موهيت: لكن انت ماذا؟
انيكا ببعض التوتر: انا متعبة
موهيت : هل انت متأكدة انه كل ما في الأمر؟؟
انيكا تحبس دموعها و تقول بصوت مخنوق : اجل، لا تقلق
يرفع موهيت راسها من ذقنها لينظر في عينيها: لماذا احس ان هذه العيون تخبئ شيئا ما؟
تنزل دمعة من عيون انيكا: انت تتخيل فقط
يمسح موهيت تلك الدمعة و يقول بقلق: لماذا تبكين حبيبتي؟ ماذا حدث؟ ما سبب هذه الدموع؟؟
لتبدا انيكا بالبكاء، فياخذها موهيت في حضنه و يحاول تهدئتها: شششش.. اهدئي اهدئي!! انا اسف، انا ضغطت عليك، اسف، اسف، لا تبكي الان..
كل هذا يحدث تحت أعين شيفاي، هم ليذهب إليهم لكن موهيت يشير له بعدم القدوم، فيقف في مكانه و قلبه يعتصر من رؤيتها تبكي
موهيت: انيكا، اهدئي
انيكا تبدأ في الهدوء و هي مازالت في أحضان موهيت: انا مشتاقة لامي
موهيت : يا روحي، ادع لها بالرحمة
انيكا : سالحق بها قريبا
يتيبس موهيت فور سماعه لما قالته، ليبعدها عنه كي يتسنى له رؤية وجهها: ما هذا الهراء الذي تتفوهين به؟؟
انيكا : انها الحقيقة،
موهيت : عن أي حقيقة تتحدثين؟
انيكا : انا مريضة، ان لم امت في الأشهر الأخيرة من حملي، سأموت يوم الولادة
ينصدم موهيت من كلامها: م.. م.. ما. ماذا؟؟؟
انيكا ::شيفاي لا يعلم، و لا اريده ان يعلم، عدني انك لن تخبره (موهيت مازال تحت الصدمة) موهيت!! عدني ارجوك!!
موهيت: هل جننت؟؟ انه زوجك!! يحق له معرفة الأمر!!
انيكا : سوف يتدمر، سوف أراه يموت كل يوم أمامي إلى غاية موتي!! لن استطيع تحمل ذلك، اريد ان نعيش أياما سعيدة مع بعض، اريد ان يتذكر فقط سعادتنا، و كذلك، أخشى أن يكره طفلنا، أو أن يحمله مسؤولية موتي، أخشى أن يجعلني اجهض اذا علم بالامر
موهيت: أليس هناك علاج لمرضك هذا؟ و أيضا ما هو؟؟
انيكا : انا اصبت قبل سنوات برصاصة في قلبي في إحدى المهمات، رغم نجاح العملية في ذلك الوقت و شفائي من الإصابة، الا ان اثرها بقي يلازمني طول حياتي، لقد ضعف قلبي كثيرا
موهيت: الا يوجد دواء؟؟
انيكا تحكي ببكاء: كنت اخذ دواءا قبل حملي، فتحسنت حالة قلبي قليلا، لكن بعد حملي توقفت عن اخذ تلك الأدوية، لأنها تؤثر سلبا على الطفل، لهذا انا الان بوضع حرج، فقلبي الان يضخ الدم لجسمين، حاليا لا توجد مشاكل، لأن الجنين لا يزال صغيرا، لدي فقط حالات ضعف و تعب، لكن مع مرور الوقت و كبر الجنين، ستزيد متطلباته، و سيضاعف قلبي عملية ضخ الدم، و أخبرتني الطبيبة ان قلبي لن يستطيع التحمل، و يمكن أن اموت قبل الولادة، و ان لم يحدث فساموت يوم الولادة
ياخذها موهيت في عناق اخر لكنه من نوع آخر، فتدمع عينيه هو الاخر، يلاحظ شيفاي ذلك ليقلق اكثر، لم يتحمل فذهب اليهما، جلس على ركبته مقابل انيكا، ففصلت هذه الأخيرة العناق، و مسح موهيت عينيه قبل أن يلاحظ شيفاي دموعه
شيفاي يمسك يدي انيكا بقلق: حبيبتي ما بك؟؟ ايؤلمك شيء؟ انذهب للطبيب؟؟
تمسح انيكا دموعها و تبتسم: لا عزيزي، ليس بي شيء لا داعي للطبيب
شيفاي : اذن لماذا تبكين؟ (ينظر لموهيت) موهيت؟
موهيت بتوتر: لا شيء، لا شيء،لا تقلق..
انيكا ،: لقد كنا نزيل الشوق فقط، و أيضا لا أعرف لماذا أصبحت ابكي كثيرا، اظن انه بسبب الحمل
يبتسم شيفاي بحنو و يمرر يده على راسها: يا عمري، حسنا، لا تبكي الان
تصمت قليلا انيكا فتقول: شيفاي؟
شيفاي بهيام: يا روح شيفاي
انيكا :اريد زيارة قبر والدتي
شيفاي : ساخذك اليه
انيكا : اريد الذهاب اليوم، و الان
شيفاي : حبيبتي، ايمكن ان نذهب غدا؟ انظري، اليوم هناك حفلة زفاف اخوينا، غير ذلك تبدين متعبة، لنرتاح اليوم و نذهب غدا، انا اعدك
انيكا : حسنا، انا موافقة
شيفاي يبتسم : حسنا يا روحي
انيكا : هل يمكنك معانقتي؟
يبتسم شيفاي اكثر قائلا و هو ياخذها بين احضانه: و هل هذا سؤال يسأل؟؟
يبتسم موهيت قائلا: انا سالتحق بالجميع للرقص
انيكا تفصل العناق: شكرا موهيت
موهيت: سنتحدث لاحقا (يذهب)
يجلس شيفاي بجانب انيكا مكان موهيت و ياخذها بين احضانه: هل انت بخير؟
انيكا : انا بخير
تأتي غوري و بافيا
غوري: اختي!!! تعالي لنرقص قليلا!!
بافبا: صحيح انيكا، هيا تعالي!!
شيفاي : انيكا متعبة قليلا
غوري: اذا تعال انت صهري
شيفاي :لا، لن اترك انيكا وحدها!
انيكا : لا لا، انا بخير، يمكنك الذهاب
شيفاي : لا، لا اريد!! اريد البقاء معك
غوري : هيا صهري، ارجوك
انيكا : اذهب شيفاي، انا بخير، ساجلس هنا
شيفاي : متأكدة؟
انيكا : اجل حبيبي
شيفاي : حسنا اذا، هيا بنا (يذهبون للرقص و انيكا تجلس و تشاهدهم)
عندما كانت انيكا تتحدث مع موهيت، كان والدها بجانبها، لم تشعر بذلك، لكنه سمع كل شيء، رغم ان صوت الموسيقى كان عالي، الا انه كان قريبا لدرجة انه سمع كل شيء، صدم مما سمعه، وضع يده على كتفها و الدموع في عينيه، التفتت له انيكا مستغربة دموعه
انيكا : ابي؟ ماذا هنا؟ لماذا تبكي؟
فاردان بدموع: ابنتي!
انيكا باستغراب:ابي ماذا هناك؟
ياخذها بين احضانه و هو يبكي قائلا: اه يا ابنتي!! ابنتي!! حبيبتي!! اه يا اميرتي الجميلة! ملاكي
انيكا تبادل والدها العناق: حبيبي ما بك؟
فاردان يفصل العناق و ياخذ وجه انيكا بين يديه و يبكي: حبيبتي، اميرتي!! انا اسف! لم أستطع حمايتك
انيكا بقلق: ما الموضوع ابي؟
فاردان: لقد سمعت كل كلامك مع موهيت، (يبكي اكثر) انا اسف
انيكا تمسح دموع والدها و تتحكم في خاصتها: شششش... يكفي ابي يكفي، لا تبكي و لا تعتذر، لا يوجد شيء تعتذر عليه، انا من يجب أن يعتذر، بسببي وصلنا إلى هنا، بسببي لم تعد امي موجودة هنا، و بسببي تدمرت عائلتنا، بسببي خسرنا منزلنا الذي ملاته ذكرياتنا الجميلة.. لم اسبب لكم غير الألم.. انا من يجب أن تعتذر
فاردان : شششش.. اسكتي، لا تقولي هذا الكلام، انا فخور بك كثيرا، و والدتك أيضا كذلك، أخبرتني قبل موتها ان اخبرك انها فخورة بك كثيرا
انيكا : حقا؟
فاردان : اجل، لقد استيقظت في ذلك اليوم، تحدثنا و فسرت لها كل شيء، اختبرتها عن عملك، لقد تفاجأت في البداية قائلة: "كيف لفتاة رقيقة مثل انيكا يمكن أن تكون بتلك القوة و الشجاعة؟" لكن بعدها تقبلت الموضوع بكل سهولة قائلة: "هل تعلم؟ انا سعيدة للغاية، و انا فخورة بانيكا كثيرا، أخبرها بهذا، انا سأموت شهيدة، من قد يحصل على هذه الفرصة؟ أخبرها حسنا"
انيكا : و ماذا حدث بعدها؟ اقصد كيف ماتت؟
فاردان : كان لديها نزيف داخلي في الجمجمة، لم تستطع التحمل
انيكا تبكي: انا اسفة
فاردان : انيكا، هل حقا...؟ هل ما سمعته..؟ أعني.. مرضك.. هل صحيح؟؟
انيكا باسف: مع الأسف ابي، الأمر صحيح
فاردان : الا يوجد أي علاج؟ اي دواء؟
انيكا : لا يوجد
فاردان: كيف سنتحمل فقدانك هذه المرة؟؟ ماذا سنفعل بدونك؟ كيف سيعيش طفلك دون والدته؟
انيكا : اتظن ان الأمر سهل علي يا أبي؟ انا افكر في كل لحظة ما الذي سيحدث بعد رحيلي، كيف سيتحمل شيفاي ذلك، كيف سيهتم بطفلنا؟ هل سيحكي له عني؟ ما اول كلمة ينطقها؟ متى ستخرج اول سن له؟ متى سينشي اول خطواته؟ انا لن أكون معه في أهم لحظات حياته و اجملها، انا اموت كل يوم الف موتة، اتمنى لو انني مت في ذلك اليوم حقا، على أن اسبب لكم الما مرة أخرى، فكرت في أن اختفي، الد طفلي بعيدا، ثم اوصي عمي ان ياخذه لشيفاي بعد موتي، لكن خشيت ان يكرهه شيفاي او يكرهني انا، خفت ان يحكي له اشياء سيئة عني، اريد ان يرسم طفلي صورة جميلة لي في مخيلته..
فاردان: لما لا تخبرين شيفاي؟ من حقه معرفة ذلك!
انيكا : لا أستطيع!! أخشى أن يجبرني ان اجهض الطفل! و انا لا اريد لولدي ان يموت، لا أستطيع قتل طفلي جزء مني!!
فاردان : يمكن أن ياخذك لخارج البلد، كي تحظين برعاية طبية جيدة، يمكن أن تكوني بخير انت و طفلك
انيكا : لا أعلم ابي، يمكن أن اخبره لاحقا، ربما بعد أن يفوت الوقت اللازم لإنزال الولد، هكذا ساضمن انه لن يجبرني على القيام بالعملية
فاردان : حسنا يا روحي، كما تريدين، لكن تذكري جيدا اني بجانبك دائما، و سأفعل كل ما في وسعي كي أجد طبيبا جيدا لك
انيكا تبتسم: حسنا ابي
يقبل فاردان جبينها، تمسح انيكا دموعها
انيكا : انا متعبة جدا، لن استطيع الجلوس اكثر هنا، بطني تؤلمني قليلا، سأذهب لارتاح و ربما انام، اخبر شيفاي ذلك اذا بحث عني
فاردان: حسنا اميرتي، اتودين مساعدة؟
انيكا : لا ابي، لا داعي، استطيع الذهاب لوحدي
فاردان : إلى اللقاء يا روحي
تذهب انيكا و تتجه إلى السلالم لتصعد إلى غرفتها، و فور مغادرتها يأتي شيفاي و يبحث عنها عند والدها، ليخبره انها صعدت إلى غرفتها، ليلحق بها فورا، و هذه الأخيرة كانت قد اجتاحها دوار و ألم رهيب، لتترنح قليلا و هي تصعد على الدرج، لتشعر بيدين تسانداها، لتلتفت و تجد شيفاي ينظر لها بقلق قائلا: هل انت بخير؟؟
انيكا تبتسم بتعب : انا بخير، انا متعبة فقط قليلا، و ذاهبة كي ارتاح
شيفاي : لماذا لم تخبريني؟ كنت لاصعد معك، لو لم الحق بك الان لكنت وقعت من على الدرج
انيكا : لم ارد ان ازعجك، كنت تبدو سعيدا جدا و انت ترقص
شيفاي : هل انت مجنونة؟ انت تعلمين انك اولويتي!!
انيكا بصوت ضعيف: حسنا شيفاي، انا اسفة، ايمكنني ان اذهب الان الى الغرفة، لا اتحمل الوقوف اكثر من هذا!
ليحملها شيفاي فورا و يصعد بها الدرج نحو غرفتها، لتضع راسها على كتفه و هي تحاوط رقبته بذراعيها، يصل شيفاي إلى الغرفة، و يضعها على السرير قائلا: سأحضر لكي ملابسا مريحة لتنامي بها
يلتفت إليها يجدها نائمة، يبتسم، ثم يتجه إلى الخزانة و يخرج منامة مريحة، يغير لها ملابسها، يعدلها فوق السرير يقبل جبينها و وجنتها، يغطيها و يخرج عائدا إلى الحفلة.
أنت تقرأ
ملائكة الواقع
Fiksi Penggemarتدور أحداث القصة حول انيكا، المرأة الحديدية، المرأة العنيدة، سوف تجمعها مواقف عديدة مع بطل قصتنا، و سيرتبطان في ظرف قصير جدا بعد معرفتهما ببعض، فهل هناك سر وراء هذا الارتباط؟ و ما الذي سيجمعهما معا؟ الحب ام الكراهية ام شيء آخر؟