غيرت ملابسها، و اتجهت نحو شيفاي، وجدته على وشك الانتهاء من ترتيب المطبخ
انيكا: اتحتاج الى مساعدة؟
شيفاي: لا، لا داعي، أوشكت على الانتهاء، و بما انك انت من حضرت الفطور، اذا فعلي ان ارتب المطبخ
تضع يدها على وجنته و تقول: شكرا لك (و تسحبها، و شيفاي يبتسم و يكمل عمله)
انيكا بقليل من الجدية: شيفاي؟
شيفاي اجابها دون أن يرفع راسه: يا ملاك شيفاي
انيكا: أود أن أتحدث معك في موضوع مهم جدا
يرفع شيفاي راسه، فهي قد لفتت انتباهه، و يبقى ينظر لها
انيكا: لماذا تنظر الي بهذه الطريقة؟
شيفاي: كيف؟
انيكا: كانك تنتظر ان اتفوه بقنبلة ما
شيفاي: انا بالفعل كذلك، أصبحت اتحسس من مواضيعك الجدية، اخر مرة تكلمنا فيها بجدية انفصلنا
انيكا: لا تقلق الأمر ليس كذلك
شيفاي براحة نوعا ما: اف، ارحتني بعض الشيء،... حسنا اخبريني ماذا هناك؟
انيكا: اكمل عملك، سانتظر لتكمل و نتحدث في غرفة المعيشة
شيفاي : حسنا،اسبقيني سآتي حالا
تذهب انيكا و تجلس على الاريكة تنتظر شيفاي، و بعدها بدقائق يخرج شيفاي، و يتوجه ليجلس معها
شيفاي : ها أنا ذا! ماذا هناك؟
انيكا: في الحقيقة، أردت اخبارك ان... (يقاطعها رنين هاتف شيفاي)
شيفاي و هو يتناول هاتفه كي يرد: انا اسف، انها تيا، نسيت الاتصال لاخبرها اني لن اذهب... مرحبا تيا
تيا: صباح الخير سيدي... أردت أن أعرف اذا ما انت قادم إلى الشركة اليوم؟
شيفاي: هل هناك شيء مهم؟
تيا: لا سيدي
شيفاي : اذا انا لست قادم، اذا حدث شيء اتصلي بي
تيا: حاضر سيدي، إلى اللقاء (و يغلقان الخط)
شيفاي: اسف حبيبتي، اكملي ماذا كنت ستقولين
انيكا: انا كنت سأقول ان.... (يقطعهم طرق الباب) اففففف، يا ربي لم أستطع ان اتكلم كلمتين!!
يبتسم شيفاي: سنتكلم لا تقلقي، لكن اذهبي و افتحي اولا
تذهب انيكا و تفتح الباب
انيكا:عمي؟ ابي؟
براتاب: صباح الخير حبيبتي
انيكا: صباح الخير لكلاكما، تفضلا بالدخول (يدخلان و يجدان شيفاي)
براتاب: شيفاي،انت هنا؟
شيفاي: صباح الخير
براتاب: صباح الخير... انيكا؟
انيكا: نعم عمي؟
براتاب: والدك يود ان يحدثك في امر
انيكا: بالطبع ابي، هيا بنا إلى الحديقة نتكلم هناك
فاردان لم ينطق بكلمة، خرج مع انيكا إلى الحديقة و جلسا
انيكا: ابي؟ امازلت منزعج مني؟ (ينظر إليها فاردان) انا اسفة ابي، ارجوك
فاردان: لقد أتيت لاكلمك حول موضوع ذهابك إلى الجبل
انيكا: انا اسمعك
فاردان: انت تعلمين اني وافقتك على كل قرار اتخذته إلى حد اليوم، و ساندتك في كل شيء، تقبلت جنونك، عجرفتك، عنادك و لم أقل شيئا، لقد وصلت للموت اكثر من مرة و لم أقل شيء، حتى أن أثر احداها مازال للان و سيلزمك مدى الحياة، و رغم ذلك لم أقل شيئا أيضا، انا وثقت دائما فيك و في قراراتك، وثقت في وعيك و في تربيتي لك، و اعترف انك لم تخيبي ظني ابدا، و انا افتخر لذلك، اعلم مدى حبك لوطنك، و إلى أي حد يمكنك الوصول من أجله، و انا أفخر بهذا أيضا، و افتخر انك ابنتي. لكن موضوع الجبل هذا خطير جدا... (تقاطعه انيكا)
انيكا: لكن ابي... (يقاطعها)
فاردان: دعيني اكمل كلامي
انيكا: اسفة تفضل
فاردان: قلت لك ان موضوع الجبل هذا خطير جدا، اني غير موافق و غير مقتنع بذهابك لحد الان، لكن... لكن ساقبل بذهابك بشروط
انيكا تتحمس: حقا ابي!! انا موافقة على كل شروطك!! أعدك اني سانفذ اي شيء تقوله!! فقط دعني اذهب
فاردان: انتظري لتعرفي ماهي الشروط اولا
انيكا: لا يهمني، انا موافقة
فاردان : مع ذلك ساخبرك: الشرط الأول هو أن تنتبهي جيدا لنفسك، و لا تدخلي في شجارات لا معنى لها، و لا تستفزي أحدا، و اذا استفزك اي احد اخر تحكمي في نفسك و تمالكي اعصابك
انيكا: موافقة
فاردان: الشرط الثاني هو أن تتواصلي مباشرة معنا اذا حدث شيء أو إذا أحسست انهم شكوا فيك أو أن هناك شيء خطأ، لن تتصرفي وحدك، سوف تنتظرين الدعم، عديني بذلك
انيكا: أعدك ابي
فاردان: الشرط الثالث و الأهم هو بعد انتهاء هذه المهمة، و تقضي على تلك المنظمة اللعينة، سوف تغيرين قطاع عملك، اي انك ستتوقفين عن الخروج إلى الميدان، اذا اردت الخروج يمكنك أن تكوني في قطاع التحريات، لكن ستتوقفين عن قطاع العمليات هذا، أريدك أن تستقري في حياتك، و اذا مت سأموت بسلام و انا مؤمن على حياتك
انيكا بصدمة: ماذا؟؟؟ ابي!! هذا مستحيل!!
فاردان: لقد وافقت بالفعل انيكا
انيكا: لكن هذا ظلم!
فاردان: و هل تعتقدين ان ما تفعلينه بي ليس ظلما، و بوالدتك المسكينة التي لا تعلم شيئا، هل فكرت لو أصابك شيئ لا سمح الله بماذا سنخبرها؟ او باختك التي تعتبرك قدوة لها ماذا سيحدث لها من بعدك؟
انيكا: لكني احب عملي ابي!
فاردان : و هل حبك لعملك يكون أكبر من حبك لعائلتك؟ (تسكت انيكا و تنظر للأسف) و بالإضافة إلى ذلك انا لم أطلب منك ترك عملك لاني اعلم انك تحبينه، لقد طلبت منك تغيير القطاع فقط
انيكا: و لكن.. (يقطعها)
فاردان: اختاري انيكا العملية او الوظيفة؟
تفكر انيكا قليلا و تقول: حسنا ابي، انا موافقة على شروطك، لا استطيع ترك هذه المهمة، فأنا اعمل عليها منذ سنوات، و انا قاربت على انهائها
فاردان: حسنا اذا (يقف و تقف معه) انتظر عودتك المنتصرة كالعادة (يبتسم و يفتح ذراعبه و يدعوها إلى معانقته، فتعانقه و يبادلها العناق، و بعدها يرجعون للداخل)
براتاب: هل حليتم الأمر؟
تبتسم انيكا معانقة والدها: اجل لقد حليناه!
براتاب: هذا جيد! فأنا لا احتملكما كلاكما عندما تكونان منزعجان (يضحك الجميع)
فاردان: بالمناسبة شيفاي، لما انت هنا؟ هل أتيت لتودع انيكا؟
تتوتر انيكا فهي أرادت ان تخبره بالأمر بنفسها، و اما شيفاي فتختفي ابتسامته
شيفاي : أودعها بمعنى؟ هل هي ذاهبة لمكان؟
يكون فاردان على وشك الكلام لكن توقفه انيكا قائلة: ابي ارجوك! من فضلكما، ايمكنني ان اتحدث مع شيفاي على انفراد؟
براتاب: بالطبع، فنحن ذاهبان في الأصل، لدينا عمل، سوف نأتي لاحقا لنراك و نودعك
انيكا: حسنا(تسلم عليهما) إلى اللقاء (و يذهبان)
تظل انيكا و شيفاي وحدهما، يعم الصمت لثواني قبل أن يكسره شيفاي قائلا
شيفاي : ما الذي كانا يتحدثان عنه؟ اي توديع هذا؟
انيكا: هذا ما كنت أود اخبارك به قبل مجيئهما، اجلس لنتحدث (يجلسان على الاريكة مقابلين لبعضهما)
شيفاي: هل انت ذاهبة مجددا؟
انيكا: في الحقيقة انا لا يحق لي و لا يجدر بي التحدث معك في هذا الموضوع لانه لا صلاحية لي بأخبارك، لكن (تضع يدها على وجنته) لكنك حبيبي، و لا يهمني لا بروتوكول و لا غيره سوف اخبرك
شيفاي بقلق: ماذا هناك؟
انيكا: انا ذاهبة غدا إلى مهمة ما
شيفاي: اي مهمة هذه؟
انيكا: نحن نعمل على تفكيك منظمة إرهابية منذ سنوات، توصلنا اخيرا إلى مقرها و زعيمها، أو بالأحرى توصلت، انا تعاملت مع المنظمة على اني تاجرة أسلحة، قمت بصفقة معهم، الذين هاجمونا في ذلك اليوم،
شيفاي : اذا لماذا هاجموك بما انك تعملين معهم؟
انيكا : لقد شكوا في كوني عميلة، لكن اقنعتهم بشكل ما بعكس ذلك، و بعدها اشترطت عليهم مقابلة الزعيم، على اساس اني لم أعد اثق فيهم، فوافقوا على طلبي، و وافق الزعيم على مقابلتي، لأنه يعرفني من قبل و...
شيفاي: و ماذا؟
انيكا: هو.. هو معجب بي!
شيفاي يجن جنونه لكنه يهدأ تماما، يغمض عينيه ليتمالك نفسه و يقول: اكملي
انيكا: مقر المنظمة موجود في الجبل، و علمنا أيضا ان هناك شحنة من الاسلحة قادمة من إيطاليا إلى نفس المكان، أو أنها على الطريق حتى، انهم يخططون لهجوم كبير، لذلك، انا ذاهبة غدا إلى المكان لمنع الهجوم
شيفاي: لوحدك؟
انيكا تنزل راسها: نعم
شيفاي :كم ستبقين؟
انيكا: إلى غاية نهاية العملية
شيفاي: متى ستنتهي؟
انيكا: لا أعلم، يمكن بعد عدة ايام او... او عدة اشهر
شيفاي: ستذهبين وحدك إلى الجبل مع منظمة إرهابية يشكون في كونك عميلة، و زعيمها معجب بك، و لا تعلمين كم ستبقين هناك، أو أنك لا تعلمين اصلا ان كنت ستعودين او لا، لهذا انت لم تخبري أحدا بمجيئك، صحيح؟ (انيكا تنزل راسها) و ماذا تريدين الان مني؟ موافقة؟ انا لا أظن هذا، لأنه مهما سيكون رد فعلي لن يؤثر عليك، ماذا تنتظرين مني أن أقول؟
انيكا: شيفاي ارجوك! اساسا اقنعت ابي بصعوبة!
شيفاي: اذا والدك أيضا غير موافق
انيكا: ارجوك شيفاي! غير ذلك، ان المتدرب الذي سيكون شريكا لي في المهمة سيجهز لها في غضون اسبوع، فهم كثفوا تدريبه، لن أكون وحدي
شيفاي: اذا ستظلين اسبوعا كاملا لوحدك، بانتظار هذا المتدرب اللعين!! ماذا اذا أصابك شيء هناك قبل قدومه؟؟ ماذا لو اكتشفوا هويتك حقا؟؟
انيكا: ساحاول ان لا يحدث هذا
شيفاي : تحاولين؟؟ اتؤمنين حياتك بناءا على محاولة؟!
انيكا: حبيبي ارجوك!
شيفاي: ماذا تنتظرين مني الان؟
انيكا: ان تشجعني، ان تقول لي أظهري قواك الخارقة و اقض عليهم و ارجعي لي! شيفاي انظر الي (تمسك وجهه بيدها) انا أعدك اني ساعود، انا لن اموت هناك، و لن اتأخر أيضا، انا ساعود بعد أيام قليلة، ساقضي عليهم جميعا و اعود
شيفاي بصوت مترجي: انيكا انت مريضة! انا لا أشك فيك و اثق في قدراتك، لكن ماذا اذا حدث شيء و لم يستطع قلبك التحمل؟
انيكا تبتسم: لا تقلق بشأن هذا، ان قلبي اصبح أقوى بكثير من ذي قبل، اتعلم لما؟ لأنك موجود فيه. انا وعدت نفسي، و ساعدك انت ايضا اليوم، أعدك ان اكون أنانية و أعود، ساعود و نكون مع بعض، ألم تعدني انت ايضا؟ ان نكون سويا و لن يفرقنا شيء حتى عملي؟ اذا كن واثقا اني ساعود، و اقسم ان اعيشك حياة ستتمنى اني لم أعد فيها ابدا (و تضحك)
يعانقها شيفاي و تبادل العناق: انت فقط عودي! انا لن ادعك تتحركين من بين يدي اقسم لك بهذا!
انيكا بخوف مصطنع تفصل العناق: يا إلهي!! انت هكذا تشجعني على عدم العودة!
شيفاي ببعض الغضب: انيكا!! لا تتحدثي هكذا ثانية!! انا سانتظر عودتك بفارغ الصبر، سانتظر ان تأتي لي برجليك و ان لا تذهبي مجددا!
انيكا: ساعود، اعدك
شيفاي: ان لم تعودي انا سآتي لاخذك!! ضعي هذا في عقلك!!
انيكا: و هل تظن اني ساجازف بوضع حياتك في خطر؟ لا تقلق ساعود في أسرع وقت، و ساكل راسك
شيفاي: انت فقط عودي، انا ساقدم نفسي لك على طبق من ذهب
تضحك انيكا: هيا بنا، الا تود ان نقضي اليوم سويا؟
شيفاي: اريد ان نقضي كل العمر سويا
انيكا: حسنا سافكر في الموضوع بعد عودتي، اما الان انهض لنرى ما سنفعل
شيفاي: هيا
يعانقها و يخرجان إلى المزرعة
انيكا: اتود ان نركب الخيل؟
شيفاي: استركبين على جامحك؟
تبتسم انيكا: اجل فأنا لا امتطي غيره
شيفاي: اتسمحين لي بامتطائه؟
انيكا: بالطبع، اذا سمح لك هو بذلك انا ليس لدي مانع
يبتسم شيفاي: هيا
يتجهان إلى مكان تواجد الحصان، تختبئ انيكا، فيستغرب شيفاي الامر
شيفاي:انيكا، لماذا تختبئين؟
انيكا: اذا راني سوف ينزعج منك كثيرا، هذا ما يفعله عندما يكون العم راملال معه، يكون هادئا، لكن عندما يراني يثور و لا يهدأ الا اذا كنت انا معه
شيفاي بانزعاج مصطنع: اذا علي مشاركتك مع حصان؟
تضحك انيكا: فلور، اسمه فلور
شيفاي يقترب من الحصان: حسنا يا فلور، هيا لنري سيدتك و صاحبتي (ينظر إلى انيكا) ملكي انا فقط، مهارتنا
يفك قيد الحصان و ياخذه باتجاه الميدان، يمتطيه و انيكا تراقبهم من بعيد كي لا يراها الحصان، لقد تعامل معه بكل حب و سلاسة، بعدها نادى شيفاي عليها
شيفاي: انيكا اا!! اخرجي لا تقلقي!! انه هادئ لن يحدث شيء هيا!
انيكا: لا لا انت لا تعرفه، سوف يجن عند رؤيتي
شيفاي: هيا لا تخافي
انيكا: انت ستقع شيفاي،انا أؤكد لك ذلك
شيفاي يضحك: هههه لن أقع هيا تعالي
انيكا: متأكد؟
شيفاي: اجل هيا
انيكا: حسنا، انت من أردت ذلك
تخرج انيكا و تتجه نحو الميدان، و شيفاي مازال يمتطي الحصان، و فجأة جن الحصان، و بدا يقفز و يجري و يرفع رجليه في السماء عند رؤية انيكا
شيفاي يصرخ: ما الذي يحدث؟؟ (يحاول التحكم و تهدئة الحصان)
انيكا: اخبرتك انه سيجن
شيفاي مازال يحاول التحكم: حسنا حسنا فهمت، هيا الان ساعديني
انيكا تبتسم: انت من أردت هذا اخبرتك انه لا يهدأ عندما يراني
و فجأة يقع شيفاي من على الحصان، و هذا الأخير يجري نحو انيكا، اما بالنسبة لهذه فهي لم تستطع تحمل المشهد و انفجرت من الضحك، تحت أنظار شيفاي المندهشة من الحصان و اقترابه قليلا من انيكا. تدخل انيكا الميدان و تمسك حصانها و تتجه نحو شيفاي و هي مازالت تضحك.
انيكا: هل انت بخير؟
شيفاي بغضب طفولي: الحمد لله انك تذكرت ان تسأليني هذا السؤال!
تضحك انيكا من جديد: و الله ضيعت على نفسي فرصة تصويرك، لكنت رأيت نفسك!
شيفاي بامتعاض: ها ها حسنا حسنا، ساعديني على الوقوف
تمد انيكا يدها لتساعده فيسحبها لتقع عليه
انيكا: اااه، ماذا تفعل؟
شيفاي:لماذا توقفت عن الضحك الان؟ ، هيا اضحكي لاراك
و فجأة يقترب الحصان و يحاول تفريقهما براسه إلى أن يفترقا، فتقترب منه انيكا و تعانقه و تقبله، و شيفاي يراقب و هو مندهش مما يحدث حقا، فالحصان قد فرقهما لانه غار على انيكا
شيفاي ببعض الغضب المصطنع: ما الذي يحدث هنا؟
انيكا: الا ترى؟ انا اعانق حبيبي فلور
شيفاي:هاي انت!!
انيكا و هي مازالت معانقة للحصان: ماذا تريد؟
شيفاي: من هو حبيبك؟
انيكا: انه هنا أمامي! (تفصل العناق مع الحصان، و يبتسم شيفاي ظنا منه انها ستتجه اليه، لكن انيكا تمسك وجه الحصان و تقبله مغيضة لشيفاي) هاهو حبيبي هنا، فلور!
تختفي ابتسامة شيفاي: ماذا؟؟!!
انيكا: اجل! و من سيكون غيره؟
يمسك شيفاي يد انيكا و يلفها اليه و يضغط على يدها خلف ظهرها، و يقربها اليه حتى تختلط انفاسهم، و ينظران في عيون بعضهم
انيكا ببعض الانزعاج المزيف: انت ماذا تفعل؟
شيفاي ببعض الغضب و الغيرة: اظن ان عيونك قد أصيبت بشيء ما! فأنت كنت تنظرين إلى الطرف الخاطئ
انيكا تخفي ابتسامتها و تتحكم بضحكتها بصعوبة: ماذا تقصد بهذا الكلام؟
شيفاي: الان انت تنظرين إلى الطرف الصحيح، فحبيبك هو انا افهمت ذلك؟ انتي لي انا فقط وحدي!!
تنفجر انيكا من الضحك : هههههههه انا لا أصدق انك غرت من حصان!!!
شيفاي: انا لا يهمني احد، انا فقط اغار عليك، اغار من كل نفس تتنفسينه بعيدا عني، من كل نظرة تنظرينها خارخ عيوني، من كل كلمة تخرج من فمك بعيدة عن مسمعي، من كل هواء يلمسك، من كل شخص ينظر لك، من كل دقة قلب تدق فيك بعيدا عني، انا اغار عليك حتى من نفسك!
انيكا تبتسم، تحرر يدها و تعانقه، يبادلها شيفاي العناق.
انيكا: الشيء الجميل الوحيد الذي حصل لي بعد كل هذه السنوات هو حصولي عليك و على حبك.
شيفاي ببعض الغرور المصطنع: انت اول امرأة أضعف لها، اعرفي قيمتك!!
تضحك انيكا متذكرة قولها نفس العبارة: جيد جيد! انت تتعلم كثيرا من عندي، و تضربني باسلحتي! هذا جيد
يضحك شيفاي أيضا، و يفصل العناق: اسنبقى هكذا و هنا طوال اليوم؟ في الواقع انا ليس لدي مانع في أن تظلي بين يدي، لكن في الغرفة سيكون افضل، لأنه عندما نتعب يوجد أين سنرتاح، لكن هنا لا!
تضربه انيكا ضربة خفيفة على صدره : وقح! هيا نمتطي فلور معا! هو لن يمانع
شيفاي: اوووه حقا؟ انا اشكره جزيلا، للسماح لي بمشاركته حبيبتي!
انيكا تضحك: هههه هيا بنا
يمتطيان الحصان، انيكا من الامام و شيفاي خلفها، و يبدأون في تمشيته، و شيفاي لم يضيع اي فرصة، ظل يقبل انيكا على شعرها، رقبتها وجنتيها.
في المقهى، الأصدقاء مجتمعون و يتحدثون
موهيت: هل هناك أي اخبار عن انيكا؟
غوري: لا، لم تتصل منذ يومين، لا أعلم شيئا عنها
كوشي: هذا غريب، هي كانت تتصل بنا كل يوم عندما تسافر، لكن هذه المرة لم تتصل
ادي: ربما أصبحت تتصل بشيفاي فقط
اوم: لا، اخي أصبح بلا روح منذ أن ذهبت، لا أظن أنها تتصل به
ميشتي: أصبحت قلقة من كلامكم هذا
موهيت: هي لم تخبر أحدا بموعد عودتها؟
غوري: لا، قالت فقط انها ستعود عندما تنهي الصفقة
موهيت: اي صفقة هذه التي تدوم لمدة أسبوع أو أكثر؟
غوري: لا أعلم، انا لم استفسر عن الأمر و لم اسأل ابي
موهيت: حسنا، انا ساستفسر،ربما هي تكون بحاجة للمساعدة.
نانو: هذا جيد! لا تنسى أن تطمئننا عليها
موهيت: انا سأبدأ بالبحث عنها من الغد، ألم تخبركم عن مكان إقامتها بايطاليا؟
غوري: لم تخبرنا شيئا، انت تعرف انيكا، لا تخبر أحدا بما تفعله
زويا: اتمنى ان تعود بسرعة، كي تحضر زفافنا انا و كوشي، و تلحق جميع الاحتفالات
كوشي: اتمنى ذلك
روهان: لقد اشتقت لها كثيرا
ارناف: اشتقنا لها جميعا، انها روح المحل فعلا
بافيا: هيا هيا لا نشغل نفسنا بالحديث و نبدأ العمل، فهي ستقتلنا ان قصرنا في العمل
غوري: معك حق، هيا
يعودون إلى العمل، و اوم يخرج خارج المحل و يتصل بشيفاي
عند شيفيكا، يدخلون الحصان إلى الاسطبل، و يدخلون إلى المنزل
انيكا: لقد أصبحت رائحتي كلها رائحة فلور
يحضنها شيفاي من الوراء قائلا: و رغم ذلك تظل أروع رائحة في نظري هي رائحتك.
تبتسم انيكا، و يقاطهم رنين هاتف شيفاي، لتقول: انت رد على هاتفك و انا سأذهب لاستحم، و اعود
شيفاي: حسنا (تذهب انيكا و يجيب شيفاي) الو؟
اوم: شيفاي كيف حالك؟
شيفاي: انا بخير اوم و انت؟
اوم: انا ايضا بخير(اوم يحس بتغير في صوته) أخبرني، هل اتصلت بك انيكا؟
شيفاي يتوتر، لكن يخفي توتره و يجيب: لا لم تتصل، و لما تفعل؟ ذاتا نحن انفصلنا، لكن لماذا تسأل؟
اوم: لا شيء، فقط أحسست من صوتك انك سعيد، ظننت انها اتصلت بك
شيفاي: لا لم تتصل، و لماذا لا أكون سعيد؟
اوم: هل علي ان اذكرك بحالك منذ اسبوع؟ لا تأكل، و لا تتحدث مع احد، تدفن نفسك في العمل، تخرج في الصباح الباكر و تعود بعد منتصف الليل، هل اكمل؟
شيفاي: حسنا حسنا اوم،انا بخير الان لا تقلق، حتى اني اخذت اجازة لمدة يومين من العمل، ساعود غدا
اوم: انت متأكد انك بخير؟
شيفاي: نعم لماذا؟
اوم: منذ ذهاب انيكا، هذه أول مرة احس انك سعيد، هل حدث شيء؟
شيفاي: اوم ارجوك لا تدقق، يجب أن أغلق الان اكلمك لاحقا، إلى اللقاء
اوم : إلى اللقاء (يقفلان الخط)
يقضيان شيفيكا اليوم سويا و هما يقومان بانشطة مختلفة، تغدوا معا و تعشوا معا، و بعدها جلسا على الاريكة في أحضان بعضهما يشاهدان فيلما و يتناولان الفشار و يتحدثان
انيكا: شيفاي
شيفاي : يا عيون شيفاي
انيكا: انا ذاهبة غدا
شيفاي: اعلم
انيكا : هل اعترف لك بشيء؟
شيفاي: اخبريني حبيبتي
انيكا : انا خائفة لأول مرة في حياتي من الذهاب إلى مهمة
شيفاي: اذا لا تذهبي
انيكا: انت لا تفهمني، انا لست خائفة من المهمة
شيفاي: مما انت خائفة اذا؟
انيكا: انا خائفة من تركك
شيفاي: يا حبيبتي، يا جامحتي، انت لن تتركيني و لا انا سأفعل، ستعودين و انا سأكون في انتظارك
انيكا: بالطبع ساعود، بإذن الله ساعود
شيفاي: انا اخبرتك، ان لم تعودي سآتي انا لاخذك
تضحك انيكا: اجل اجل بالطبع، ليس لدي شك في ذلك
شيفاي: ماذا تقصدين بكلامك هذا؟
انيكا: لا شيء... ألم يتأخر الوقت؟ لنذهب لننام
شيفاي: انتظري على الاقل لنكمل الفيلم
انيكا: اولا انه ممل، وثانيا انا اعلم نهايته
شيفاي: امم حسنا هيا انهضي
ينهضان و تتجه انيكا إلى غرفتها و شيفاي إلى غرفة الضيوف، تتوقف انيكا و تنادي على شيفاي
انيكا: شيفاي
شيفاي يلتفت: يا روحي
انيكا: هل يمكنني أن اطلب منك طلبا
شيفاي: انت اطلبي فقط، حتى لو كانت حياتي ساقدمها لك دون تردد يا معنى حياتي
انيكا تبتسم: ايمكنك ان تنام معي اليوم؟
يقترب شيفاي منها: بالطبع حبيبتي، و هل هذا سؤال؟ لكن اخبريني ما بك؟
انيكا: لا شيء، فقط استصعب الذهاب و الإبتعاد عنك بعد أن اجتمعنا من جديد، اخر مرة أيضا كانت صعبة لكن اقنعت نفسي بشكل ما اننا لن نتقابل مجددا، و لن نعود و اننا سننسى بعضنا، لذلك استطعت البقاء في ايطاليا
شيفاي بانزعاج مزيف محاولات تلطيف الجو: بالمناسبة، نحن لم نتحدث بعد حول مغامراتك في إيطاليا مع ليو ذاك
انيكا تبتعد قليلا و تذهب متجهة نحو غرفتها: لا يوجد شيء للحديث عنه
يلحق بها شيفاي: انيكا؟ حبيبتي؟ انت تعلمين ان تجاهلك لاسئلتي يثير جنوني أليس كذلك؟
انيكا تلتفت اليه و تتجه نحوه باغراء و تحاوط رقبته بذراعيها، قائلة بكل اغراء: و لكنك لم تسأل اي سؤال!
شيفاي يحاوطها من خصرها: ماذا فعلتما انت و ليو في إيطاليا لوحدكم؟
انيكا تحاول إغاظة شيفاي: لقد ذهبنا من هنا مباشرة إلى منزل ليو، نمنا لان الرحلة كانت طويلة، و بعدها و في الصباح استيقظنا معا، جهزنا الفطور معا و تناولناه معا، ثم خرجنا نتجول قليلا في شوارع ميلانو الرومانسية...
يقاطعها شيفاي ببعض من الانزعاج: انيكا!! ؟
انيكا: ماذا هناك؟
شيفاي: لا تجعلني اغضب كثيرا، توقفي عن السخرية و عن هذا المزاح الذي لا معنى له، فهو يوترني
انيكا تضحك: يعني يا شيفاي، انا ذهبت من أجل مهمة، ما الذي يمكن أن أفعله غير هذا في إيطاليا و مع ليو؟؟
شيفاي: لا أعلم، فهو كان يزعجك
انيكا: و أظنك تعلم جيدا كيف اتعامل معه، غير هذا فإن ليو عميل جيد جدا، عندما نعمل معا لا نفكر بشيء اخر غير العمل، و هو يتفادى ازعاجي أثناء ذلك، الا اذا اراد كسر جو الجدية، و المزاح، فهو يحب أن يراني منزعجة
شيفاي: هل لاحظتي ان حبيبتي تتكلم عن رجل اخر أمامي و انا ساكت؟ الا تخافي ان اذهب و اكسر أنفه و فمه و اقتلع عينيه التي كانت تنظر لك؟
انيكا تضحك: هههههه كفى شيفاي ارجوك، انت تتحدث عن عميل مدرب باحترافية، ليس عن أي أحد، لن تقدر على هزيمته فهو ماهر بقدري على الاقل
شيفاي: الا ترين انك تستخفين بي كثيرا؟
انيكا: لا ابدا، فقط كنت أخبرك
شيفاي: يا عزيزتي، قوة الحب و خاصة قوة الغيرة اكبر من اي قوة في الكون مهما كانت، و مهما كان الشخص مدربا او محترفا او حتى مصارعا، فهو لا يجب أن يستهين و لا ان يستخف بقوة شخص عاشق و غيور
انيكا: اممم حسنا حسنا، هيا الان للنوم، يجب أن ارتاح جيدا، فغدا لدي مشوار طويل للغاية
شيفاي: هيا
يغيران ملابسهما و يرتديان مناماتهما، و ينامان في أحضان بعضهما
شيفاي و هو يعانق انيكا: كم أتمنى الا تنتهي هذه اللحظة ابدا، و ان يتوقف الوقت هنا
انيكا: و انا ايضا
شيفاي يقبل جبينها: تصبحين على خير يا اميرتي
انيكا: و انت من اهله يا صاحب العيون الملونة
يبتسم شيفاي و بعدها يغطان في النوم
في الصباح، يستيقظ شيفاي قبل انيكا، و يجدها في الحضانه و بعض من خصلات شعرها قد سقطت على وجهها، يمد يده برفق و يبعدها، و بعدها يبدأ في تقبلها بكل رقة على كل أنحاء وجهها ليوقظها، فتتحرك هذه الأخيرة و تلتفت إلى الجهة الأخرى مبعدة وجهها عنه، و تكمل نومها، يبتسم شيفاي و يقترب منها من جديد و يقبل رقبتها بحرارة، و يمرر يده على خصرها تحت كنزتها بكل رفق، فتحت عينيها فابتعد عنها قليلا و هو يضع ذقنه على كتفها،
شيفاي: صباح الخير يا ملاكي
انيكا ببعض الازعاج الطفولي: أين الخير؟ فأنت لم تدعني انام!
شيفاي بخبث: حقا؟
انيكا: ما بها نظرتك؟ لماذا تغيرت و كانك ستفعل شيئا؟
شيفاي : لاني بالفعل سافعل
انيكا: ماذا ستفعل؟
شيفاي: سازعجك اكثر!
فيبدا في تقبيلها من جديد في وجهها، وجنتيها، عينيها، انفها، فمها، رقبتها، لم يترك لها مجال للحديث او الاعتراض حول ما يفعله، فقط تضحك و تحاول ابعاده. يبتعد اخيرا و يبقى ينظر في عينيها، ليطبق على شفتيها قبلة عميقة تبادله اياها، و بعدها يفصلان القبلة
انيكا: صباح الخير يا عزيزي
شيفاي: انه احلى صباح، الا يمكننا أن نستيقظ هكذا دائما معا إلى الأبد؟
انيكا: امم حسنا، سافكر في الموضوع عندما اعود
فجأة يرن هاتفها و يكون المتصل داكش
شيفاي و هو مازال يحتضنها: من المتصل؟
انيكا: انه هو (تجيب) ماذا تريد في بكرة الصباح؟
داكش: صباح الخير يا حلوة
انيكا: داكش لا تختبر صبري، ماذا تريد؟
داكش: انك عزيزة جدا على الزعيم، لدرجة انه بعث لك مروحية لتذهبي اليه، كي تصلي في غضون ساعة بالاكثر
انيكا تبتسم بخبث: حقا؟ لقد استصعب مجيئي عبر الطريق، ليبعث لي بمروحية؟ حسنا، هكذا افضل، فأنا لا اريد ان اتعب
داكش: لكني بدأت اغار
انيكا: لا تغر فأنت ستظل دائما كلبه
داكش: لكن انا لا اغار على هذا، بل اغار عليك، فلقد أعجبتني كثيرا
كان شيفاي سيسحب الهاتف من يد انيكا ليجيبه هو، لكن منعته انيكا و اكملت كلامها بابتسامة متوعدة: يا داكش! اقسم لك انك ستندم على كلامك هذا، و على كل ما فعلته، تذكر جيدا، حسابك كبر بالفعل
داكش: انت دائما تقولين نفس الشيء، و لكن لا تنفذين، أرينا ما تستطيعين فعله
انيكا: لا تقلق، قريبا جدا، أرى انك مستعجل جدا للقاء أجلك!
داكش: لا انا مستعجل لرؤيتك، و حزين اني لن امضي الكثير من الوقت معك باعتبارنا ذاهبين بالمروحية، فأنا ظننت اننا سنذهب عبر الطريق و نظل مع بعضنا لأيام، ننام معا و نستيقظ معا...
انيكا: لحسن حظك حصل عكس ذلك، لأنك لم تكن لتعيش إلى غاية وصولنا
داكش يضحك: ااه يا شرستي
انيكا بغضب : انتبه لالفاظك داكش، أخبرني متى موعد التحليق؟
داكش: الساعة الخامسة مساءا، نلتقي في المكان المحدد سابقا، ستنزل الطائرة هناك
تقفل انيكا الخط مباشرة، لتجد شيفاي يحدق فيها
انيكا: ماذا هناك؟ لماذا تنظر الي بهذه الطريقة؟
شيفاي: اي طريقة "يا شرسته"؟
انيكا تخفي ابتسامتها: كانك تتوعد باكلي
شيفاي: ساكلك اولا انت، و بعدها اذهب الى ذلك الحقير و ادفنه حيا.
تضحك انيكا و تقرب وجه شيفاي منها بيديها: يا صاحب العيون الملونة خاصتي، لا تغر حسنا؟ انا أعدك اني سانتقم لك منه، فبقدر غضبك منه بقدر اشمئزازي و كرهي له، حسنا؟
شيفاي باستسلام: حسنا حسنا،هيا، لقد منحنا زعيمك العزيز وقتا لنظل فيه سويا
انيكا: اذهب و استحم، انا سأتصل بعمي و اخبره بالأمر
شيفاي: حسنا
يقبلها على شفتيها و ينهض
تتصل انيكا بعمها و بعدها تنهض لتستحم و بعدها تنزل لتحضر الفطور
أنت تقرأ
ملائكة الواقع
Fanficتدور أحداث القصة حول انيكا، المرأة الحديدية، المرأة العنيدة، سوف تجمعها مواقف عديدة مع بطل قصتنا، و سيرتبطان في ظرف قصير جدا بعد معرفتهما ببعض، فهل هناك سر وراء هذا الارتباط؟ و ما الذي سيجمعهما معا؟ الحب ام الكراهية ام شيء آخر؟