وقفت عزة فى حضن والدتها تبكى بمرارة, ولم تكن أمها بها من القوة ما يجعلها تخفف عنها , كل ما استطاعت أن تفعله هو أن تدعو الله بقلبها ألا تكون عبير قد أصيبت بسوء أقترب عمرو منهما وقال لعزة بعتاب :
- مش كده يا عزة المفروض انتِ اللى تقوى مامتك وتخففى عنها
بكت عزة بقوة أكبر وهى تقول :
- مش قادره أمسك نفسى يا عمرو خايفة على عبير أوى
أنتظر الجميع فى الخارج حتى خرج إليهم الطبيب وهو يحمل صور الأشعة وقد ظهرت على وجهه علامات البشرى وقال محاولاً التخفيف من وقع كلماته :
- بصوا يا جماعة.. وقعة زى دى كانت ممكن تأذى العمود الفقرى لكن الحمد لله العمود الفقرى كويس.. محصلش غير كسر بسيط فى الرجل اليمين
ضربت أمها على صدرها وشهقت وهى تقول:
- بنتى رجلها اتكسرت
ربتت عزة على كتفها وهى تكفكف دموعها قائلة:
- الحمد لله يا ماما انها جات على قد كده.. بيقولك العمود الفقرى كان ممكن يتأذى
تابع الطبيب قائلا:
- أحنا دلوقتى هنحط الجبس ومش أقل من شهر علشان نشيله وبعديه لازم تبدأوا فى العلاج الطبيعى.. برضة مش اقل من شهر أو اتنين
شعر والد عبير بوهن شديد ووخذة فى صدره ولكنه تماسك وقال بضعف:
- يعنى دلوقتى هى هتتجبس ونروح على البيت ولا أيه
الطبيب:
- هتفضل هنا يومين وبعدين تاخدوها وتروحوا بالسلامة
***
طرق عمرو باب مكتب إلهام ودخل وأغلق الباب , وكالعادة رأى ابتسامتها الواسعة المرحبة به بشكل دائم وفى كل الأوقات , وقفت أمامها وهو يتسائل:
- خير يا فندم حضرتك بعتيلى
أشارت إليه بالجلوس وهى تقول :
- تشرب أيه الأول
نظر إلى ساعته وهو يقول بحرج:
- أنا آسف مش هينفع أصل عندى شغل هخلصه وهمشى على طول.. عندى ارتباطات مهمة
نظرت إليه متفحصة بجرأة وقالت بهدوء:
- أيه عندك معاد غرامى ولا أيه
رفع نظره إليها بدهشة من جرأتها وتدخلها فى شئونه الخاصة بها الشكل السافر وقال على الفور:
- لا معاد غرامى أيه أنا مش بتاع الكلام ده
ثم اردف سريعاً:
- خير يا بشمهندسة فى حاجة فى الشغل؟
تابعت وكأنها لم تسمعه وقالت:
أنت تقرأ
"مع وقف التنفيذ"
Mystery / Thrillerجميع حقوق الملكية والفكرية للكاتبة الدكتورة "دعاء عبدالرحمن "