"الفصل العاشر"

27.9K 795 39
                                    

كان باسم يعلم بميعاد خروج فارس من المكتب لذهابه لصلاة العشاء فى المسجد , أنتظر حتى تأكد من ذهابه ثم أرسل فى طلب حضور دنيا إلى حجرة مكتبه , حضرت إليه كما أراد فأشار لها بالجلوس أمامه وفاجأها قائلاً:

- كل سنة وانتِ طيبة يا دنيا .. مش عيد ميلادك النهاردة برضة؟

نظرت إليه بدهشة قائلة:

- وحضرتك طيب بس عرفت ازاى ان عيد ميلادى النهاردة

قال بثقة زائدة:

- اللى بيهتم بحد .. بيحب يعرف عنه كل حاجة

أخرج علبة متوسطة الحجم من درج مكتبه وقدمها لها قائلاً:

- أتفضلى هديتك

نظرت إلى العلبة مندهشة ولمعت عيناها من المفاجأة وقالت:

- أيه ده  موبايل مرة واحدة

علت الأبتسامة شفتيه وهو يقول:

- ده أقل حاجة ممكن تتقدملك

قال عبارته هذه وهو يتفحصها بجرأته المعهودة , شعرت بالخجل من نظراته وقالت بارتباك :

- بس انا أسمع انه بيبقى مع رجال الأعمال بس علشان شغلهم يعنى  ..أنا بقى هعمل بيه أيه

قال ببساطة:

- لا ده كان أول ما نزل مصر .. دلوقتى ابتدى ينتشر.. وبعدين يا ستى علشان لما أحب أطمن عليكى ..أصلك لسه مردتيش عليا فى موضوع الشغل وانا خلاص شهر وماشى من هنا وعاوز أعرف أكلمك وقت ما أحب

لم تكن كلماته تحمل معنى آخر , نظرت إلى العلبة بين يديها سعيدة بها وحائرة هل تقبلها أم لا , إنها هدية ليست بالبسيطة وفى نفس الوقت ماذا ستبرر ذلك لفارس .. وكأنه قرأ أفكارها التى ظهرت جلية فى عينيها وهى تنظر للعلبة فقال باصرار:

- أنا مش هتنازل عن أنك تقلبيها ..

ألتفتت إليه فقال:

- وبعدين يا ستى لو خايفة من الإحراج مش لازم تقولى أنى انا اللى ادتهولك

وكأنه أعطاها المخرج من تلك الورطة فابتسمت وهى تقول:

- متشكرة أوى يا أستاذ باسم على الهدية

مد يده ليصافحها قبل أن تخرج وضغط على كفها بين أصابعه برقة وقال:

- دى حاجة بسيطة بالنسبة للى جاى .. لو وافقتى تشتغلى معايا

خرجت دنيا من حجرة مكتب باسم مسرعة وهى تخشى أن يكون قد عاد من صلاة العشاء ولكنها استرخت وهى لا ترى فى الحجرة سوى نورا فقط , والتى كانت منكبة على عملها باهتمام, حشرت العلبة فى حقيبة يدها عنوة ووضعتها تحت مكتبها الخاص حتى لا تلفت الأنتباه بانتفاخها وواصلت عملها بنظرات زائغة وكأن شيئا لم يكن.

"مع وقف التنفيذ" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن