"الفصل الخامس عشر "

28.7K 542 18
                                    

دوت الزغاريد فى نفس المنزل للمرة الثانية على التوالى ولكن هذه المرة كانت العروس مختلفة , كانت عبير ,عبير ذات العبير المعتق فى صدفته ينتظر نصفه الآخر المقدر له استنشاقه وملىء رئتيه بنسيم العذراء القابعة أسفل أمواج خجلها .

أحمر وجهها وهى تجذب والدتها من ملابسها لتجلسها مرة أخرى ووالدها يكمم فمها هاتفاً بها:

- أسكتى بقى الناس تقول علينا ايه

جلست أم عبير وهى تلهث من فرحتها قائلة:

- يقولوا عندنا فرح هيقولوا ايه يعنى

نهرها قائلا:

- مش لما العروسة توافق الأول يا ام مخ مهوى انتِ

نظرت إلى أبنتها وهى تقول :

- عبير موافقة طبعاً هى دى عايزة كلام

قالت عزة بحماس وهى تنظر إلى أختها :

- صح يا ماما

صوب الجميع نظره إليها فى انتظار كلمتها وبعد فترة من الصمت قالت بارتباك :

- لما أقعد معاه الأول وبعدين استخير.. ده جواز يعنى لازم يكون منهجنا واحد وإلا هيبقى فيه مشاكل كتير بينا بعد كده.. الحكاية مش حكاية لحية وخلاص

تم تحديد ميعاد للقاء عبير وبلال للرؤية الشرعية بعد يومين وتم تجهيز المنزل لإستقبال بلال ووالدته , لن نستطيع أن نتهم عبير بالسعادة لأنها لم تكن تجرؤ على هذا الأحساس , بل كانت تئده كلما حاول الظهور على السطح , كل ما كانت تشعر به هو التوجس والإنتظار لا تعلم لماذا اختارها هى بالذات للتقدم لطلب الزواج بها , فهى ليست مميزة عن غيرها , نعم هى ملتزمة ولكنه بالتأكيد صادف قبلها كثير من الفتيات الملتزمات وبالتأكيد شاهدهن خلال الرؤية الشرعية وكانت منهم الجميلات والأصغر سناً منها ولكنه لم يتزوج بواحدة منهن , فماذا يميزها عن غيرها ليختارها هى , كانت خائفة بل ووجلة , ليس من تلك الهواجس فقط , ولكن خافت أن يكون على غير المنهج الصحيح الذى اختارته لنفسها ووافق السنة الصحيحة

دخلت عليها والدتها لتجدها على حالها تلك الذى تركتها عليه منذ قليل جالسة على فراشها ترتدى كامل ملابسها التى تخرج بها إلى الطريق لم يختلف شىء غير أنها قد أزاحت غطاء وجهها عنها ليستطيع رؤية وجهها بوضوح وهي تردد بعض الأذكار لتخفف من توترها وارتباكها وخفقان قلبها , وقالت تستعجلها:

- يالا يا عبير الضيوف وصلوا ..

تبعتها عزة التى دلفت خلف والدتها مباشرة وهى تهتف بها :

- يالا يا ستى مامته بتسأل عليكى

وقفت عبير وهى تشعر بالألم فى ساقها الذى لم يتعافى بعد, ورغم أنها رؤية شرعية ولابد أن تكشف عن وجهها ليراها إلا أنها شعرت وهى تخرج أمامه هكذا بوجهها المكشوف كأنها عارية أمامه, فزاد حيائها وخجلها وحمرة وجنتيها وإطراق رأسها أرضاً أكثر وأكثر, هبت والدته واقفة عندما ظهرت عليهم وأقبلت عليها فى ترحاب تقبلها وتعانقها وتساعدها فى الجلوس على أقرب مقعد جواره , هذا الحياء الذى علق قلبه بها فى الأمس هو نفسه من علق عينيه بها اليوم وهو ينظر إليها بشغف ويتأمل أحمرار وجنتيها الصافية وعينيها الخجولة الناظرة إلى أى شىء وكل شىء إلا هو, خوفاً من اللقاء ! , ظل يتأملها قليلا فى صمت وعلى ثغره ابتسامة ناعمة تحمل كل الرضا والقبول

"مع وقف التنفيذ" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن