"الفصل الثاني عشر "

29.7K 827 26
                                    

أنهى باسم جميع متعلقاته فى مكتب الدكتور حمدى مهران وتركه نهائياً وأخذ معه حسن للعمل معه فى مكتبه الخاص, وفى نفس اليوم دخل الدكتور حمدى المكتب ولكنه لم يذهب مباشرة إلى مكتبه وانما مر بالحجرة الأخرى الخاصة بـ فارس , أطل برأسه وقال موجهاً حديثه لفارس:

- تعالى يا فارس شوية عايزك

نهض فارس واقفاً وذهب خلف الدكتور حمدى ودخل حجرة مكتب الدكتور حمدى خلفه وسمعه يقول وهو يجلس خلف مكتبه:

- أقفل الباب وراك يا فارس

أغلق فارس الباب خلفه وجلس قبالته وهو ينظر إليه باهتمام وهو يتوقع التكليف بقضية مهمة من ضمن القضايا التى يكلفه بها ولكنه فوجىْ به يقول:

- أنت هتمسك أدارة المكتب مكان الأستاذ باسم

أتسعت عيناه دهشة فهو لم يكن يتوقع أن تسند إليه مثل هذه المهمة وفى هذا التوقيت المبكر وقال:

- ايوا يا دكتور بس ..

قاطعه الدكتور حمدى قائلا بجدية :

- متقلقش من حاجة.. الموضوع أصلا مش محتاج حاجة يعنى مش مسؤلية زى ما انت فاهم .. وبعدين القضايا مبقتش كتير زى ما انت شايف

أطرق فارس برأسه لبرهة من الوقت صمت خلالها يفكر ثم رفع رأسه وقال:

- بس أنا مش اقدم واحد فى المكتب فى ناس أقدم مني

أبتسم الدكتور حمدى وهو يقول بثقة:

- بس انا بثق فيك انت

ثم نظر أمامه وشرد قليلا وهو يقول:

- وبعدين انا بحضرك لحاجة كبيرة بس مش دلوقتى

حاول فارس أن يتكلم متسائلا عن الأمر ولكنه قاطعه مرة أخرى قائلا:

- أخبار الماجستير أية

فكر فارس قليلاً وكأنها يجمع الأوراق أمام عينيه وقال:

- مش أقل من سنة يا دكتور

هز رأسه مبتسماً وهو يقول:

- طب يالا بقى على مكتبك الجديد

خرج فارس من حجرة الدكتور حمدى بمشاعر مضطربة ما بين السعادة والخوف من المسؤلية الكبيرة التى ألقاها أستاذه على كاهله ووجد نفسه يهتف داخله متضرعاً:

- يارب وفقنى أنا محتاجلك أوى يارب

دخل حجرته فوجد دنيا تنتظره ونهضت على الفور متسائلة:

- خير يا فارس الدكتور كان عاوزك ليه

أبتسم فارس وهو يأخذ نفساً عميقا ثم قال:

- الدكتور كلفنى بأدارة المكتب بدل الأستاذ باسم

شهقت دنيا فرحاً وهى تضع كفيها على وجنتيها وهتفت بسعادة:

"مع وقف التنفيذ" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن