"الفصل السادس عشر "

28.2K 808 42
                                    

طرق عمرو باب حجرة المكتب الخاص بإلهام ودلف إليها مبتسماً أبتسامة روتينية بعد أن ألقى التحية , أشارت له إلهام بالجلوس وهى تتأمله متفحصة وارتسمت على شفتيها الأبتسامة المعتادة التى تغزوها كلما رأته ثم قالت بنعومة:

- أيه يا بشمهندس .. يعنى محدش بيشوفك

لم يستطع أن يغالب المزاح بداخله فوجد نفسه قائلا:

- وفيها ايه لما يشوفنى يعنى

قطب جبينها وقالت بعدم فهم:

- هو مين ده !!

رفع حاجبيه وهو يقول:

- محدش

أبتسمت وهى تضيق عينيها قليلا ناظرة إليه وقالت:

- ايه ده وكمان دمك خفيف..

وخضعت بنبرة صوتها وهى تردف:

- مش كفاية ذكى ووسيم وجذاب .. كمان دمك خفيف.. لاء كده مش هاستحمل

أبتلع عمرو ريقه وهو حانقاً على نفسه وعلى دعابته, هل أصبحت الدعابة تسرى فى دمه لهذه الدرجة فلا يستطيع وضع احاديثه فى نصابها الصحيح ومع الشخص الصحيح , رآها تنهض من مجلسها وتقف خلفه وقالت :

- عمرو.. أنا عاوزه اتكلم معاك شوية بره الشغل ... أنت بيبقى وراك حاجة بالليل؟

قالت كلمتها الأخيرة هذه وهى تلامس خصلات شعره من الخلف مما جعله ينتفض واقفاً وبحث عن مخرج مناسب لا يتسبب فى أنهاء حياته العملية من الشركة ولكنها لم تنتظره طويلا واعتبرت صمته تفكير فى الأمر فاقتربت أكثر لتحثه على الموافقة وتعده بما ليس له بل وليس من حقه بدنوها منه إلى هذه الدرجة حتى شعر بانفاسها من خلف أذنيه واشتم رائحة عطرها النفاذ تزكم أنفه رغماً عنه لتوقظ بعض مشاعره الدفينة وشعر بدفء جسدها بملامسة ظهره وسمعها تقول بهمس كالفحيح:

- أيه رأيك نتعشى سوا الليلة

وفجأة فُتح الباب ودلف صلاح فى عجلة من أمره , ولكنه توقف أمام ذلك المشهد , عمرو واقفاً فى توتروإلهام تقف خلفه مقتربة منه بشدة , وقف جامداً ينظر إليهما ولكنها كانت فرصة سانحة وجدها عمرو للهروب بدون عواقب كما كان يفكر قبل دخول صلاح عليهما , تنحنح وهو يتحرك فى اتجاه صلاح ووقف بجواره قائلا:

- طب استأذن انا علشان عندى شغل كتير

بمجرد أن خرج عمرو حتى قامت عاصفة إلهام الرعدية وظلت ترعد وتؤنب صلاح على دخوله بغير أذن وبغير ميعاد , وضع صلاح الملف الذى كان يحتاج إلى توقيعها أمامها على المكتب وانصرف على الفور وتركها وسط حممها المتصاعدة وعاد لعمله .

فوجئ بوجود عمرو فى مكتبه ينتظره , ألقى عليه نظرة عتاب كبيرة وهو يجلس خلف مكتبه ويتابع عمله بصمت , وقف عمرو مدافعاًعن نفسه وقال:

"مع وقف التنفيذ" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن