"الفصل الثامن والعشرون "

31.3K 807 19
                                    


عانق كل منهما والدته فى لهفة وشوق كبيرين وقبلا رأسيهما وأيديهما بدموع العيون ..كانت كل منهما  تنظر إلى ولدها غير مصدقة أن الله سبحانه وتعالى قد مد فى عمرها حتى رأت ولدها حى يرزق من جديد .. كان العناق بالقلب والعيون أكبر شوقاً من عناق الأجساد .. جلسوا بجوار بعضهما البعض غير مصدقين هذه اللحظة التى جاءتهم منحة من الله عزوجل فى عز أزمتهم المظلمة بين جدران السجون ... صافح الدكتور حمدى  ، بلال ، وهو ينظر إليه بإعجاب شديد بينما ربت على كتف فارس مشجعاً وهو يقول بتاثر :

- أنا عارف انك راجل يا فارس وهتتحمل الأزمة اللى بتمر بيها وهتخرج ان شاء الله انت وصاحبك قريب أوى

أومأ فارس برأسه ممتناً وهو يقول :

- متشكر أوى يا دكتور على اللى عملته معانا

ربت حمدى على يديه وهو يشد عليها قائلا:

- هو انا لسه عملت حاجة يا راجل ...أجل الكلام ده لما تطلعوا ان شاء الله من هنا

مال بلال على والدته قائلاً :

- عبير والولاد عاملين أيه يا ماما ... كويسين ؟

عانقت يدها يده وهى تقول بإشفاق :

- كويسين يابنى وزى الفل متقلقش عليهم أبداً .. وبيسلموا عليك أوى.. وعبير بتقولك رسالتك وصلتها وانت كمان وحشتها أوى ومستنياك على نار

شرد قليلاً وهو ينظر أمامه بوجوم قائلاً :

- وحشونى أوى

ثم أعاد النظر إليها قائلاً :

- كلكوا وحشتونى أوى يا أمى

لمعت الدموع فى عينيها وهى تقول :

- عبير كانت عاوزه تيجى معانا بس انا مرضتش أجيبها معايا علشان عارفة رأيك فى الحكاية دى كويس

قبل يدها وقال بحنان:

- كويس يا أمى انك عملتى كده.. أنا محبش مراتى وولادى يجوا مكان زى ده ولا حد من اللى هنا عينه تقع عليها

نظر الدكتور حمدى لفارس وقال باهتمام:

- فى حد حقق معاكوا يا فارس

هز فارس رأسه نفياً وهو يقول :

- لا يا دكتور مشوفتش أى محقق خالص من ساعة ما روحت أمن الدولة لحد دلوقتى ..

ثم مال عليه قليلاً وقال :

- مفيش غير واحد صاحبى ربنا بعته لينا هناك وهو اللى جابنا هنا

نقل الدكتور حمدى بصره بين فارس ووالدته وقال موجهاً حديثه لفارس :

- هو انت فى عداوة بينك وبين حد معين يا فارس

أعتدل فارس وهو يفكر بتركيز شديد ثم قال :

- أنت عارف شغلنا يا دكتور ممكن يبقالك أعداء مش راضين عن طريقة شغلك لكن حتى لو فى عداوة معتقدش حد يفكر يبهدلنا بالشكل ده

"مع وقف التنفيذ" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن