"الفصل الرابع والعشرون"

29.9K 784 58
                                    


أطل بلال برأسة داخل مصلاها الصغير الذى أتخذته منذ زواجها مصلى خاص بها فى أحد أركان المنزل الصغيرة فوجدها تسبح بعد انتهاءها لتوها من صلاة الفجر .. أزاح الستار الذى وضعته عليه ليعطى الركن شىء من الخصوصية فلا يدخله أحداً سواها ولا يعبث أحد بمكتبتها الصغيرة فيه ..أقترب منها وجلس بجوارها . ألتفتت إليه بابتسامة عذبة فأخذ كفها فى يده وقبل راحتها ثم أكمل تسبيحه على أصابعها .. نظرت له بحب جارف وهو يسبح على أصابعها وفى كل تسبيحة يزداد حبه بقلبها وتتعلق به أكثر وأكثر ..رفعت يدها الأخرى ومررت أناملها على لحيته وخللت أصابعها برفق داخلها فنظر لها وابتسم ثم اقترب منها أكثر وأخذها بين ذراعه وهما جالسان على الأرض ثم تناول يدها الأخرى وأكمل التسبيح عليها ..ظلت هى تمرر أصابعها على يده التى تتلمس راحتها برقة حتى انتهى ورفع راحتها لفمه ليقبلها مرة أخرى باشتياق. ولفها إليه برفق لتكون فى مواجهته وقال بخفوت :

- لسه صاحية لغاية دلوقتى ليه مش قلتى هصلى وانام

بادلته همساً بهمس وهى تقول بسكينة :

- كل مرة بقول أذكار الصباح فى السرير بتروح عليا نومه قبل ما اخلصها فقلت اقولها هنا علشان كمان ابقى مركزة فيها ...

ثم أردفت متسائلة :

- مش قلت هتدى درس بعد الصلاة

ظهر الحزن على وجهه وهو يقول :

- درس الفجر أتمنع هو كمان مع الاسف

ثم أردف متهكماً بسخرية حزينة:

- الرقاصة فى الكباريهات محدش بيقدر يمنعها من اللى بتعمله لكن أحنا لما نيجى نتكلم عن الله يمنعونا ويقفلوا المساجد بعد الصلاة على طول

ربتت على وجنته وقالت بهدوء :

- متزعلش نفسك كده يا حبيبى أنت ناسى حديث الرسول عليه الصلاة والسلام لما قال :

0 بَدَأَ الإِسْلامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ، فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ

نظر لها وأطل الأسى من عينيه قائلا:

- أحنا بقينا غُرب فى بلدنا يا عبير أول ما الواحد يربى لحيته يبتدى الاضطهاد ويبتدوا يحاصروه فى كل مكان فى المسجد وفى الشغل وفى كل حته تبتدى المضايقات ... كأن التأسى بسنة الرسول عليه الصلاة والسلام بقت تهمة المفروض الواحد يتعاقب عليها

حاولت أن تضفى بعض من المرح عليه فغيرت مجرى الحديث وقالت مداعبة :

- قولى بقى ناوى تعمل ايه النهاردة فى فارس وعمرو

أستجاب لمداعبتها وأبتسم بمرح وقال :

- ناوى أدشدشهم طبعاً

تحسست ذراعيه بإعجاب وهى تقول ضاحكة :

- أنا متأكده أنك هدشدهم بضمير

"مع وقف التنفيذ" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن