"الفصل التاسع والعشرون"

31.9K 865 18
                                    


صرخت دنيا فى وجه وائل وصاحت بعصبية شديدة :

- يعنى أيه مش لاقيه.. هيكون راح فين.. أختفى يعنى

تبادل معها الصراخ وأخذ يصيح بانهيار :

-  بقولك اختفى.. أختفى ..لا تليفون ولا مكتب.. ومعرفش بيته.. عاوزانى أعمل أيه اضرب الودع ولا افتح الكوتشينه

جلست ودفنت رأسها بين كفيها وهى تنوح وتبكى ثم تنهضت وتدور حول نفسها فى المكان هائمةً على وجهها وهى تقول بهيستيرية :

- يعنى أيه .. وقعنا فى المصيبة دى وسابنا وخلع ..ده احنا قدامنا أقل من شهر والتحقيقات تبدأ معانا وساعتها هنتحبس على ذمة التحقيق وياعالم هنطلع تانى ولا لاء ..

ألتفتت إليه صارخة بجنون :

- ما ترد عليا يا بنى آدم هنعمل ايه

أتجه نحوها ودفعها من كتفها وهو يصيح :

- معرفش معرفش .. ياريتنى ما كنت سمعت كلامه.. ياريتنى ماكنت بصيت لفلوس القضية أدينى هتحبس معاكى ومستقبلى هيضيع

نظرت له بذهول وهى تقول غاضبة :

- طب ليه عمل كده ليه .. كان قصده أيه من كده.. ياخد الفلوس ويحبس فارس ويضيع مستقبلى ويحبسنى وخلاص ..طب ليه

ضرب وائل قبضته فى الجدار وهو يقول بخزى :

- هو انتِ لوحدك؟ .. منا كمان ضيعلى مستقبلى وهيحبسنى بسببه ..قالى ملكش دعوة.. أنا هوقف الظابط عند حده ومش هيروح المحكمة وطلع بيضحك علينا .. زى ما يكون كان قاصد يعمل فينا كده من الأول وكان بيلاعبنا بصوابعه زى عرايس الخشب ..يخلينا نروح نتفق مع سكرتير النيابة وندفعله الفلوس  وهو بعيد.. ويخالينى اروح للظابط اساومه هو الشهود وهو بعيد

ضرب الجدار بقبضته مرة تلو مرة وهو يهتف حانقاً :

- غبى ..أنا غبى.. كان لازم أخد بالى

تقدمت نحو الباب وفتحته بعنف وهى تصرخ فيه :

- أطلع بره يا وش النحس .. أطلع بره

خرج وهو ينظر إليها نظرات محتقرة بإزدراء, فصفعت الباب خلفه بقوة وأخذت تتنفس بصعوبة وهى تفرك يديها بتوتر وخوف

*****

كادت أم فارس أن تتابع حديثها مع مُهرة لولا أن سمعت طرقات أخرى على باب الشقة .. عدلت مُهرة من جلستها بينما اتجهت أم فارس لتنظر من الطارق .. فتحت الباب فوجدت شاب لم تره من قبل, ولكنه ابتسم وقال باحترام :

- السلام عليكم يا حجة

نظرت إليه بتسائل وهى تقول :

- وعليكم السلام يابنى

قال باهتمام :

- مش دى شقة الدكتور فارس سيف الدين

قالت وهى تومىء برأسها :

"مع وقف التنفيذ" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن