"الفصل التاسع عشر "

29.6K 808 16
                                    


أنتشت روحه أبتهاجاً وسعادة ما بعدها سعادة ودوت دقات قلبه بين جنباته فى أصرار لترسم خطوطها على قسمات وجهه البسام وعينيه المشعتان أملاً وانتصاراً وهو يعانق الزملاء والمحبين والمهنئين له وقد اقترن أسمه بلقب الدكتور .. وأصبح يدعى الدكتور فارس سيف الدين , جائزته التى طالما أنتظرها طويلاً بعد جهد وعناء ومشقة وسنوات دراسة وبذل وسهر وتعب وأرهاق مضاعف , كم هى مذاقها طيب لذة الأنتصار وكم هو مرهق مشوار النجاح وتحقيق الأهداف ,  بحث بعينيه كثيراً عنها بين المهنئين فلم يجدها, كيف ذلك وقد وعدته بالحضور لتشاركه أحلامه وسعادته , تلك اللحظة شعر بالقلق حيالها ,هل ربما قد تكون أصابها مكروه , أخرج هاتفه الخلوى وهاتفها سمع صوتها فرد بلهفة:

-  أنتِ كويسة؟

أنتفضت دنيا من فراشها هاتفة:

- أيه ده هى الساعة كام دلوقتى

أطاحت المرارة بابتسامة ثغره ووضعت مرارتها على شفتيه واحتلتها احتلالاً وهو يقول:

- أنتِ كنتِ نايمة ؟! ..معلش صحيتك روحى كملى نوم ..سلام

أمسكت الهاتف بكلتا يديها وقالت بلوعة:

- والله يا حبيبى راحت عليا نومة مش عارفة ازاى ... أصلى نايمة بعد الفجر .. بس أنت غلطان مكلمتنيش ليه قبل ما تنزل الصبح

قال بضيق :

- خلاص خلاص محصلش حاجة يلا سلام

أغلق الهاتف وهو يشعر أن مرارة ابتسامتة قد استعمرت قلبه ورفعت رايتها معلنةً أحكامها وبعثرت غصتها فى حلقه تباعاً لتجبره على الأنصياع لها بلا مقاومة.. ولم يكن ليفعل .. لم يكن ليقاوم ذاك الشعور المرير بأهمالها الدائم له وعدم حرصها عليه وتفكيرها الأبدى فى شخصها وفقط .. كيف يكون ذلك حباً .

عاد إلى بيته وهو يحاول التخلص من تلك المشاعر التى احتلته فلا يريد أن يزعج أحداً بما يعانيه , كل ما كان يفكر به هو أسعاد تلك المرأة الطيبة التى بذلت عمرها لأجله ولم تبقى لنفسها عافية إلا وقدمتها بحب وارتياح وهى تراه يحقق الأنجازات يوماُ بعد يوم فكأنها هى التى تنجح وهى التى تتقدم وهى التى تخطو نحو المستقبل بخطاً ثابتة.

أحضر لها معه بعض الأشياء التى تحبها ورسم ابتسامة سعيدة على محياه ليدخل البهجة على قلبها ..قابلته .. وجدها تقف فى الشرفة تنتظره على أحر من الجمر فابتسم لها وخطى خطوات واسعة نحو المنزل, صعد درجات السلم فى سرعة كبيرة فوجدها قد سبقته ونزلت هى إليه , عانقته وهى تضحك بين دموعها وتحسست وجهه بيديها الواهنتين وهى تقول ببكاء:

- مبروك يا حبيبى.. ألف مبروك يا ما انت كريم يارب .. الحمد لله يابنى

وكأن دموعها قد سمحت لدموعه بالإفلات أخيراً من محبسهم وبغزارة وهو يقول :

"مع وقف التنفيذ" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن