كانت عزة تجلس بجوار أختها عبير ظهراً وهى تساعدها فى ارتداء اسدال الصلاة فسمعت صوت رنين الهاتف فقالت عبير:
- روحى شوفى مين يا عزة خلاص هلف الطرحة واصلى
تركتها عزة وأتجهت للهاتف بعد أن ربتت على كتفها وأجابت على المتصل:
- السلام عليكم
أبتسم عمرو بتلقائية وهو يقول:
- وعليكم السلام ..هى النمرة غلط ولا ايه
قالت عزة باستغراب:
- لا يا عمرو النمرة مش غلط
أتسعت ابتسامته أكثر وأخفض صوته وهو يضع أصابعه على سماعة الهاتف قائلا :
- لما رديتى عليا وسمعت صوتك افتكرت انى اتصلت بمحل العصافير
أنتبهت عزة أنه يداعبها فلم تستطع أن تمنع نفسها من الأبتسام ولكنها قالت بنرة جدية:
- خير يا عمرو فى حاجة
زفر عمرو بقوة شعرت بها عزة على الطرف الآخر وقال:
- أه فى طبعا أومال بتصل علشان اقولك وحشتينى مثلا .. لا يا ماما ده بُعدك
أحمرت وجنتها وقالت بنبرة اكثر جدية:
- لو سمحت يا عمرو قول عاوز أيه وإلا هنادى ماما تكلمك هى بقى
قال على الفور :
- لالالا على ايه يا ستى ..بصى احنا الحمد لله لقينا دكتورعلاج طبيعى كويس أوى ومحترم جدا ومتدين وعلى فكرة هو مش بيتعامل مع ستات .. بس لما فارس قاله ان عبير مش عاوزه تروح لدكتور والكلام ده .. وافق طبعا بس عاوز والدك يروح معاها
قالت عزة بتلقائية وبدون تفكير:
- معرفتك ولا معرفة فارس ؟
تغير صوت عمرو وقال بضيق:
- هتفرق معاكى مش كده ..؟؟
شعرت بالأرتباك وندمت على كلمتها ولكنها قالت بتماسك :
- لا مش قصدى .. قصدى يعنى.. أصلك بتقول متدين و.. محتــ
قاطعها بغضب وغيرة واضحة:
- وأنا معرفش حد متدين ومحترم .. لكن فارس يعرف مش كده.. مش ده قصدك ؟
حاولت أن تتكلم ولكنه قاطعها مرة أخرى قائلا:
- عموما هكلم والدك لما ارجع من الشغل واديله التفاصيل والعنوان..سلام
أنهى عمرو المكالمة بعصبية ومسح رأسه بعنف , حاول أن يعود إلى عمله , ولكن أفكاره جميعها تشتت وغلب عليها عدم التركيز فترك القلم مرة أخرى ووضع رأسه بين يديه وأغمض عينيه واستسلم لشيطانه الذى أخذ يوسوس له ويؤكد له الفكرة التى زرعتها هى بكلمتها تلك ..
أنت تقرأ
"مع وقف التنفيذ"
Mystery / Thrillerجميع حقوق الملكية والفكرية للكاتبة الدكتورة "دعاء عبدالرحمن "