Chapter 23

3.1K 110 16
                                    

... بيضاء.. بنقوش من اللون العنابي الانيق .. نقوش لاغصان اشجار نقشت بدقة وفن على الحائط ... لتنتقل الى اطراف البطانية على السرير الضخم بوسطها .. طغى عليها الاحمر كما طغى على ملابسه .. يقف وسطها ً بجسد كلعبة بلا روح .. بعينان لازالت لا ترا غير ذلك المشهد .. كانت المرة الاولى .. المرة الاولى التي تتلطخ فيها يداه بدماء غير دمه .. كانت المرة الاولى التي تتحدى فيها صدمته رهابه .. لينسى خوفه من منظر الدماء .. فيرفض فيها جسده ان يفقد وعيه امام تلك القطرات المنتشرة بجسده ولازالت طازجة على يديه .. تمنى لو انه فقد الوعي لحظتها حتى يخدر كل ما يشعر به .. كانت مرته الاولى .. مرته الاولى في رؤية جسد تسلب منه الروح امام عينيه .. واي جسد.. لم يكن اي جسد بل كان جسد يونهو .. كانت المرة الاولى التي يراه بها يجثو على ركبتيه .. تلك النظرات الضعيفة .. ذلك البرود الذي اختفى من عينيه فجاءة .. يجعلها اكثر اخافة من سابق .. لا زال يشعر بلمسة يد يونهو الباردة وهي ترتخي على ذراعه .. لم يعرف جايجونغ كيف جثى على ركبته او متى فعل على تلك السجادة البيضاء "يو...نهو " كانت اول كلمة اول كلمة تلفظ بها منذ لحظة الحادث كانت اسمه ... تلفظ بها بعد ساعات من داخل غرفة لا يتذكر كيف وصل اليها حتى ... " ما كل هذا ... لم اعتقد ان حبيب جونغ يونهو سيكون بهذا لضعف ... لا زلت تجلس بنفس المكان منذ ساعات .. لا بد ان تفكيرك في حال حبيبك الان جعل الوقت يمر بصعوبة ... "
يقف على اطار الباب الضخم .. بعينان لم تفارق الفتى على ارضية الغرفة .. فتى لم ينتبه له .. لم ييقن حتى متى فتح ذالك الباب " لقد وافقت على اخذي .. لقد وافقت على الذهاب معك كيف تجرءت على فعل ذلك كيف .. "
قال بجسد فارغ بجسد جاثي على الارضية .. وروح غائبة لازالت عند الاب وابنه .. يلعن تركه لهما .. يلعن ضعفه وعجزه .. عطره الفاخر الذي لازال ملتصقا بجسده .. لا زالت يخدر حواسه لازال يشعر به وكانه بجانبه يتذكر اخر مشهد .. اخر طلب لم يلبه له .. علق بتلك اللحظة لدرجة انه لم يعرف كيف وصل الى هذا المكان حتى ..." هل كان يفترض بي ان اضيع الفرصة؟ .. فرصة رؤية يونهو ضعيف ذليلا امام قدمي "
يشعر بجسد الرجل الاخر ينحني على جسده باصابع تسللت الى ذقن جايجونغ يتناوله بين اصابعه يرفعه اقرب يواجه عيناه بعينيه ..يجعل جسد جايجونغ يرتجف ما ان لامست تلك الاصابع جسده تجعل الاشمئزاز كصعقة كهربائية تجتاح جسده .. بيديه بحركة سريعة قوية ابعد تلك اليد .. بحركة تلقائية بنظرة بعيناه حادة ..عينان .. بالمقابل كل ما ملئها هو الشعور بالاهانة .. امام جرءة الاشقر التي بدت اقوى من موقفه الضعيف على تلك الارضية .. لا زالت عيناه بالعينان الملتهبتان
" لا تلمسني مرة اخرى .. اصابعك تشعرني بالاشمئزاز ! "
صدى صوت يده تلك الغرفة وترك اثر على خد جايجونغ المحمر المتورم لحظتها . .لم تكن تلك الصفعة كافية لاشفاء غليله لقتل كبرياء جايجونغ او قتل الجرءة بعيناه التي ازدات قوة رغم قوة الاصابع التي تركت اثرها على خده .. خده الذي يشعر به مخذرا بحرارة متوهجة منه .. حرارة لم تكن توازي تلك الحرقة بقلبه .. تلك النار المشتعلة بكامل جسده
"انت من يشعرني بالاشمئزاز هل تظن باني قد ارغب بك .. اتمزح ؟.. انا لا المس فضلات يونهو ابدا .. لقد اتسخت منذ اليوم الذي لمس به يونهو جسدك .. للاسف رجالي لا يستهويهم مضاجعة الرجال والا لكنت قد رميتك لهم "
قال ينحني مررة اخرى بكلمات كنت صادمة لصاحب القميص الاحمر المقلم بمربعات زرقاء لطخت بدماء .. " فضلات يونهو " هل هذا ما كان عليه ؟.. هل هذا ما اصبح عليه ؟ بعد ان سرحت وتراقصت اصابع يونهو على ربوع جسده .. بعد ان تعود جسده على شفاهه القاسية الجامحة .. كانت الكلمات قوية جرحته من ناحية واراحت جانب اخر .. جانب اخر طمئنته بان اصابع رين لن تلمسه بغير الصفعات ابدا .. فقد كان بالنسبة لراين ملوثا .. مصاب بمرض جلدي قذر يدعى يونهو .. رفع الانيق صاحب البدلة جسده .. ليتلقى بصاق ساخطا على جسد راين بجرءة .. ليغمض راين عيناه يدعو غضبه الى الركود بداخله .. ليغادر .. يترك جايجونغ خلفه وهو يتوجه الى الباب برجلاه خلفه
"يونهو الذي تتكلم عنه .. كان ليواجهك ليحطمك وانت بكامل قوتك .. كيوم المزاد اتتذكره؟ .. لقد اقتحم منطقتك رغم انها كانت محرمة عليه .. لم يكن ليهاجمك وانت برفقة طفل ورجل اعزل .. انت جبان بحركتك هاته قد تخليت عن رجولتك .. من المستحسن ان تذهب وتقطع اعضاءك الذكورية في الشي الوحيد لذي تبقى من رجولتك الان "
يفرك خده بثقة .. بلسان كان اطول من المعتاد يوقف رين عن المغادرة .. يجعل بجملة قوية الدم يتصلب بشرايينه .. يجعل كتمان الغضب هاته المرة امر مستحيلا .. لم يكن بغضب كان جنونا حررته كلمات بسيطة من شفاه جايجونغ التي ردت عليه لا تقبل الاهانة لتردها باضعاف اضعافها
تنهد يسحب نفسا .. يعود الى داخل الغرفة يتراجع عن قراره بالمغادرة .. كانت ملامحه غريبة ..كانت مظلمة وفارغة لم يتلقى جايجونغ ردا هاته المرة .. لم يتلقى غير ركلة على وجهه .. بصدمة هاهي موجة من الركلات والآلام تجتاح جسده .. ركلات بجسده واخرى بوجهه تعلن انه قد تمادى في موقف لم يكن عليه التمادي به .. كان اضعف مما كان يتوقع لا يرى غير راين يقف بجانب جسده ورجلاه خلفه .. يلهث بعد ان اكتفى مما الحقه من اضرار بجسد جايجونغ .. شعر بجسده وكانه قد كسر .. بالم من كل ناحية وهو يشعر باثار حذاء راين بكامل جسده .. يشعر بالسائل دافىء على حافة فمه .. يلعن حظه .. يكره نفسه .. يكره الطريقة التي تسير عليها حياته حاليا ..
"خاصتي لا زلت بحاجة اليه فانا رجل على كل حال .. ما رءيك بقص خاصتك .. انت لا تحتاجه فيونهو هو من يتولى الامر كله ..قصه سيكون افضل من ان يبقى بدون فائدة .. "
ينحني على الجسد الضعيف .. جسد جايجونغ على الارض بالنظرة القوية وباصابعه على حافة شفاهه .. يمسح قطرات الدماء على حافة فمه .. يرفض ازاحة نظراته على رين " حقير " يستجمع قواه .. ينهض من على الارضية .. يجلس على مؤخرته يستمر بالكلام .. لم تكن لكمات راين العصبية كافية لاسكاته .. لم تكن الاهانات الكلامية التي تلقاها لتسمح لكبريائه ان يصمت من اجل ان يحفظ حياته .. " يونهو لن يكون سعيدا اذ رأى كل هاته الكدمات على جسدي .. واقسم لك انه لا يبدو وسيما اطلاقا وهو غاضب "
بابتسامة ضعيفة مؤلمة بسبب لجرح بطرفها .. والاخر الذي بمشاعره .. لا يعلم اذ كان يونهو على قيد الحياة حتى اذ لازالت الانفاس لم تغادر جسده .. هاهو الالم الذي لم يبارح الجانب الايسر لصدره تحديدا بقلبه .. ها هو يزداد قوة لا يعرف سببه كلما تذكر ذالك المنظر .. كلما يتذكر انه تركه وتخلى عنه تخلى عن جسد منقذه .. منقذه الذي لا يعلم اذ كان سياتي اليه هاته المرة ام ان الموت قد كان اسرع لجسده .. مرة اخرى وللمرة الثالثة ينحني راين بجسده ولكن هاته المرة بابتسامة مظلمة باردة وفارغة ..كانت مخيفة اكثر من عبوسه حتى .. اقترب الى اذنه يشعر جايجونغ بانفاسه .. بصوته الهادىء لم يكن مريحا لجسد ولا لاذنه
" يونهو ؟ لقد ذكرتني بسبب قدومي الى هنا كنت لازف لك خبرا جيدا لكنك لم تكن بالفتى الجيد .. لقد كنت وقحا ! .. لكن على كل حال .. تشانغمين بطريقة ما قد وصل الى مكان يونهو وقد اسعفه .. لكنه بحالة حرجة الان ولا يعلمون اذ كان سيعيش للغد او لا .. "
كانت تلك الكلمات المفرحة في جزئها الاول .. مؤلمة بجزئها ثاني ..لم يعلم هل يفرح ام يحزن .. هل يفرح لان الروح لم تفارق جسد يونهو ام يحزن لانه على وشك فقدانها ..كانت تلك الكلمات تألم اكثر من اثار الكدمات بجسده .. لم يعلم لم الامر مؤلم .. لما كانت الكلمات مؤذية اكثر من الاذى الجسدي الذي مر به
" يونهو سيعيش .. انه اقوى من تقتله رصاصة واحدة "
قال كلمات غير واثقة .. برءسه ينظر الى الارضية دموع يسترجعها يرفض ان يدعها تتقاطر لتسقي سجادة الغرفة الانيقة الباردة
" الا اذ كانت موجهة الى القلب مباشرة .. الى المكان الذي يحتفظ بك به بداخله .. سيموت بالحرقة بقلبه لانه لم يستطيع انقاذ عاهرته من بين يدي .. اشعر بالاسف لاجله حقا "
قال بابتسامة وحزن مصطنع مستفز .. لم تغادر عيناه جسد الاشقر .. الاشقر الذي يقاوم ذلك الضعف .. تلك الدموع التي تهدد بكشف ضعفه .. مصير مجهول بعيدا عن يونهو لا يستطيع غير الانتظار بعجزه .. لم يرد هاته المررة لم يرغب بذالك .. لم تكن له طاقة المشاحنة للجدال كل ما كان يفكر به هو "كيف حاله" .. غير قادر على تخيل ذالك الجسد ضعيف ممد .. ذلك الجسد الصلب بالبشرة الذهبية .. لا يعرف اذ كان قلقا لفقدانه .. منقذه او من اجل منقذه بحد ذاته كل ما يعرفه ان يونهو كان كل ما يفكر به .. كان كل ما يراه بين عينيه بعد كلمات راين التي زرعت الحيرة بقلبه بدل الطمئنينة
" لكن اعدك جايجونغ ساكون طيبا معك .. سادعك تحضر جنازة يونهو .. ساذهب الان كن فتى مهذبا "
ينهض يقف امامه بأستقامة .. يعدل بدلته بنظرة مغرورة من تلك العينان .. نظرتة كانت مستفزة .. كانت تشبه تلك النظرة بعينا يونهو لكنها لم تكن جذابة مثيرة بقدرها ..
جايجونغ بوف ~
كل كلمة منه تشعل النار بجسدي تجعل الكره بداخلي اكبر واكبر .. لازال يقف يدوس بقدميه على كبريائي بتلذذ بانتصاره .. يتلذذ بالقاء يونهو الى الموت والقائي الى المصير المجهول بدونه .. كان هدفه من كل هذا مجهولا .. لما رضي باخذي بدل جايهو ? .. لما يحتفظ بي اذ لم يكن يريدني ? .. تنهدت رفعت رءسي ودموع الضعف بعيناي اخفيها " لطالما ظننت ان يونهو الاكثر حقارة على الاطلاق .. لكنك اسوء .. اسوء منه بكثير "
قلت اغمض عيناي ابتلع تلك النبرة الوهنة بداخلي .. بنبرة متحسرة خائبة .. شعرت ببعض تغير بملامحه .. الى اخرى متسالة " لم ارى بوقاحتك .. لا احد ينعت حبيبه بالحقير "
قال ينحني مرة اخرى بوجهه بمستوى وجهي ولكن هاته المرة بسيجارة بيده .. ينسف بقاياها بوجهي بكل حركة يجعلني اتذكر يونهو اكثر يجعل قلبي يعتصر لمجرد تفكير به .. " افهم .. انا ويونهو لسنا حبيبان .. يونهو لا يكترث لي .. لن تستفيد شيئا من ابقائي هنا .. انا لست غير عاهر بالنسبة له .. كل ما افعله اتلقى اجره .. هل فهمت الان عليك تعامل مع خطيبته فستكون اهم بالنسبة له ... لا اعلم لما لجميع يخطىء في تقدير قيمتي "
كانت الحقيقة المررة .. حقيقة اني كنت لا شيء .. واجهته بحقيقة انو كل جهده قد ذهب هباءا .. .. لم تكن تلك الكلمات سهلة النطق كالعادة .. كانت مواجهة الحقيقة التي اعرفها الاكثر صعوبة .. اغمضت عيناي وابتلعت ريقي .. لا شيء بالفعل .. ذلك ما كنت عليه .. "لا احد يخطىء في تقدير نفسه غيرك جايجونغ .. انت لا تعرف قيمة نفسك .. انت ما انتظرته منذ فترة طويلة .. بدونك لم يكن ليكون يونهو بهذا ضعف .. بدونك لم اكن لافعل كل هذا شكرا لقدومك "
ابتسم بيده تمسح على رءسي يبعثره .. كما بعثرت وشوشت كلماته تفكيري .. رفعت رءسي ابعد يده .. بنبرة هادئة مستغربة سالته .. اساله عما لم افهم قصده "مالذي تقصده ؟" قلت انتظر اجابة .. ايتسامته اصبحت اوسع يشفط كمية مضاعفة من سيجارته .. ليرفع رءسه بعدها ويحرر دخانها .. في الهواء للاعلى " الم تستوعب الامر .. لقد تخلى يونهو عن حذره معك لمرة وهاهو يدفع الثمن .. عليه التعلم بان عليه الا يثق بالاطفال .. عليك الا تثق بالغير بسهولة .. كل ما حصل بحبيبك هو بسببك انت لا غير .. ًانت المالم ! "
ثواني طويلة مررت .. احاول تجميع تلك الكلمات .. استيعابها اكثر .. "بسببي ? استغرقني الامر طويلا لتضرب ذاكرتي ومضات تعيدني يومان الى الوراء .. تلقائيا هاهي ترتبط ركلمات راين .. وجهه المتوتر عجلته .. قبلة سريعة وضعها على خدي .. اسئلة متكررة .. لف ودوران الى ان وصل لنقطة المنشودة وهي يونهو .. ضربني خنجر الخيانة لحظتها .. لتضاف الى كل ما اشعر به لحظتها .. من مشاعر سليية .. خوف من الحاضر .. قلق على يونهو .. توتر.. والان الاسوء الاحساس بالخيانة لم اعتقد بان لساني قد يكون سبب .. قد تكون كلمات لعينة تفوهة بها ظنا مني اني افضفض لصديق دون ان ادرك ان ماكنت افعله .. اني گنت اغدر بيونهو دون ان ادري "هيتشول ؟"
قلت بيدي تشد سجادة الارضية .. غضب .. حسرة .. كراهية وحزن هذا ما شعر به .. كانت الطعنة الاكثر ايلاما " نعم هيتشول ... انت ساذج جايجونغ .. من المفترض ان تكون اكثر فطنة ... اعتقدت انك ستكون خارق الذكاء وبقدرات هائلة بما انك حبيب يونهو لكنك
خيبت ظني بك" لا زلت استوعب كلماته .. بغباء اربط الاحداث بكلماته .. اقيس حجم غبائي وبلاهتي لا اعرف كيف .. لا اعرف كيف وثقت بحبيب عدو يونهو .. رغم ظن بانه صديقي الا ان .. ان حبه كان اقوى .. اقوى من اي مشاعر صداقة فهو لم يمنح راين مؤخرته بل منحه صدقاتنا كقربان عسى ان يحبه .. بذلك اليوم .. بذلك اليوم تعلمت قاعدتين ساضعهما اساس لما تبقى من حياتي .. الاولى الا اثق في احد ثانية .. وثانية.. الا اسال يونهو شيئا عن حياته ثانية فقد ادركت المعنى الحقيقي لـ "ليس من شانك " الان فقد كانت تلك الجملة تستحق العناء ... " اخرج من هنا .."
اشعر باسناني بدون امر مني تضغط على شفاهي .. اشعر بثقل رءسي .. اعجز عن رفعه .. انظر للارضية واشد نسيج السجادة بيدي .. صرخت دون نظر اليه ولا لرجاله خلفه .. دون اي كلمة كل ما سمعته هو تنهيدة طويلة بعد ان حصل على هدفه .. هدفه بجعلي انهار بجانبه .. صوت الباب يغلق .. وصوت الوحدة يعلن بدايته بوسط غرفة لا اعرف من خلال جدرانها لا زمان ولا حتى المكان .. "اي ذنب اقترفته ".. رفعت رءسي للسقف .. وحيد لم يكن هناك داعي للادعاء .. لم يكن هناك داعي للتظاهر بالقوة .. اخرجت دموعي من حجزها .. ادعها تتقاطر على تلك السجادة .. كان اكثر مما قد اتحمله مرة واحدة .. مرض امي التي اعجز على الاطمئنان عليها .. قلق اخواتي .. جايهو .. واخيرا ... هو .. هو كان يحتل الجزء الاكبر الغالب بتفكيري ... بدءت الظلمة تتسرب خلال الستائر القاتمة .. اغمضت عيناي .. تفحصت المكان .. المكان الهادىء الموحش .. سرت خطوات للوراء لترتطم قدمي بجسم قاسي ادركت انه السرير .. اتفحص اجواء الغرفة .. اجلس على مهلي عليه .. اريح قدمي الضعيفتان .. شعرت لحظتها .. ببعض الوخز بجانبي الايسر .. بوخز ابرة صغيرة لكن كان الاشد ايلاما ..لا اعلم لما تلك الفياضانات .. تلك الرطوبة التي اجتاحت عيني
" لما فعلت بي هذا يونهو ? .. لما تجعلني اختبر كل هذا "
لا اعلم لما كنت الومه .. لما كنت اتذكره .. تلك اللحظة .. الومه على تركي .. على جعلي اختبر كل هذا .. ادفع انا وابنه ثمن خطائه .. رفعت رءسي للاعلى اعيد دموعي لمكانها لكنها ترفض ذلك ..ترفض التوقف عن استعادة ذلك المنظر .. تلك المشاعر التي شعرت بها لحظتها ..لما ترجيته البقاء .. لما ترجيته الا يغلق عينيه ..لما لم ارى غيره وسط ذالك النفق المظلم لم اكن ارى غيره
" اخرج من رءسي بحق الجحيم "
بيدي على رءسي .. احاول اخراجه من رءسي .. لعدم التفكير به .. لعدم التساءل عن حالتة .. لم يكن علي غير التفكير بنفسي لحظتها عن طريق لخروج التفكير بعائلتي .. ولكن هاته لم تكن الا امنيات فكل ما كان يشغلني كلمات راين عن انه معلق بين الحياة والموت .. القيت بحركة تلقائية بجسدي الى الخلف .. بتلك الملابس الملطخة بدمائه " انا لا اهتم .. ولما قد اهتم " قلت انكمش على ذلك السرير لتتعارض كلماتي مع الدموع بعيناي ..اشعر بملمس جسده .. بالطقم الاسود .. بذلك المكان المظلم ..لم يكن هناك غيره وغيري ... بجسدي الذي لم تفارقه الالام تلك الليلة .. لكدمات سببها راين .. اركع على ركبتي امامه بملابسي المهترئة .. بابتسامة ضعيفة ولكن يملئها الامل .. ببعض البهجة اجلس على ركبتي ويقف قريبا مني .. يقف بمقبلي ..استطيع ان اشم عطره .. ان ارى جسده الذي كان بصحة جيدة .. انظر الى وجهه .. الى ملامح كانت جامدة اكثر من العادة .. كانتا باردة شاحبة ومخيفة
" هل انت هنا لاجلي "
قلت بيدي حول كتفيه التفت يمينا ويسارا " هيا فالنغادر الان قبل ان يكتشفو وجودك"
قلت اضغط على ذراعيه . .لا زلت بنفس الوضعية لا زال دون حركة بنظرات مظلمة اكثر من المكان يتابع شفاهي لكن يبدو وكانه لا يسمع كلماتي .. لا يفهمها .. يجعلني اعيد لمرة واثنان وثلاثة بصوت اكثر علوا .. لم افهم تلك النظرة نظرته الباردة وهو يترك يداي .. تلك الظلمة بعيناه التي كانت تنظر بالعدم وكانها قد نومت ..ليفلت يدي بسبب ترجياتي .. يتركني اجلس على ركبتي اصرخ اترجاه عدم تركي بذلك المكان وحيدا .. حاولت الحركة ولكن جسمي كان مشلولا .. كنت عاجزا .. كانت قدماي ترفض ان تتحرك لا ارى غير ظهره .. أراه يغادر .. اراه يتجاهل ترجياتي يختفي في الظلمة .. يدعني بذلك المكان وحيدا .. اصرخ باسمه .. اصرخ راجيا رغما ان جسده كان يبعد رغم ان الظلام كان يبتلعه
" يونهو عد ..خذني معك ..لا تتركني هنا وحيدا "

dirty passionحيث تعيش القصص. اكتشف الآن