الفصل العاشر

7.8K 167 16
                                    

فى منزل لينا.....
يجلس والديها مع الأسطى مصطفى العريس و معه والدته فى غرفة استقبال الضيوف يتسامرون و يتحدثون فى شتى المواضيع فى انتظار دخول لينا بصينية المشروبات حتى يتم الاتفاق على موعد الخطبة.
دخلت لينا بوجه عابس لا يبشر بالخير أبدا، فرمقها والدها بنظرة تحذيرية و لكنها لم تكترث لابيها و لم تغير عبوس ملامحها، و قدمت لهم المشروبات دون ان تنبس ببنت شفه، ثم جلست على احد المقاعد بملامح واجمة.
حمحم مصطفى بإحترام:
ـــ احم.. لا مؤاخذه يا عم حسن يعنى ممكن اتكلم مع الانسة لينا كلمتين كدا لوحدنا.
حسن:
ـــ أه طبعاً يابنى حقك.. اتفضل اتفضل، ثم نظر لأبنته قائلا:
ـــ روحى معاه يا لينا برا ف الصالة اتكلمو براحتكم.
أومأت له بابتسامة شيطانية، فها هى قد واتتها الفرصة لكى تقوم بتنفيذ خطتها فى افساد هذه الزيجة. نهضت من مقعدها و أشارت لمصطفى الى الصالة قائلة :
ـــ اتفضل من هنا.
خرجا العروسان الى بهو المنزل و جلسا على احدى الارائك الموجودة به و حافظ مصطفى على ترك مسافه لا بأس بها بينهما.
حمحم بحياء:
ـــ احم... إزيك يا أنسة لينا؟!
لم تأبه لسؤاله و انما اندفعت تحدثه بغرور:
ـــ ذاسمع يا جدع انت... من غير سلامات و كلام فاضى من دا، من الآخر كدا أنا مش موافقة ع الجوازة دى.
فغر فاهه من هجومها فى الحديث و أسلوبها ف الكلام فهو لم يعهد منها ذلك، فقد كان يظن أنها فتاة رقيقة و خجولة و لكن فضوله دفعه لمعرفة سبب رفضها فاحتدت نبرته قليلا مردفا بسخرية:
ـــ و ايه بقى السبب يا ست الحسن و الجمال؟!
أجابته بحدة و استفزاز و قد كسى الغرور ملامحها:
ـــ و هى دى محتاجة فقاقة؟!... إنت عايزنى أنا لينا اللى معاها أحسنها و أعلاها كلية فى المنطقه تتجوز حتة نجار واخد دبلوم بالعافية و ياعالم بتعرف تفك الخط و لا لأ، و ف الاخر أشتغلك خدامة انت و أمك.

صعق من حديثها اللاذع و ذهل من ردها الذى ينم عن تعاليها و غرورها بدرجة تكاد تكون مرضية، فانتفض من مجلسه و احتدت ملامحه و علا صوته بصياح قائلا:
ـــ و أنا ميشرفنيش اتجوز واحدة زيك، الظاهر كدا انى غلطت ف العنوان، مش انتى لينا اللى كنت جاى أخطبها، انتى واحدة مشافتش و لا تعرف معنى التربية.
خرج الجميع على كلمات مصطفى و أقبل عليه والدها و كاد أن يسأله عما حدث، و لكنها سبقته موجهة عباراتها اللاذعة لمصطفى غير آبهة لوجود أبيها بينهم : ـــ روح يا بابا شوفلك واحدة على مقاسك و اعرف مقامك كويس قبل ما تتكلم على بنات الناس، قال ميشرفكش قال.
احمر وجه مصطفى من الغضب و لكنه كظم غيظه و قرر ان يغادر هذا المنزل اللعين قبل أن يقتلها او على الأقل يصفعها على وجهها امام والديها فأمسك بكف والدته قائلا:
ـــ يلا ياما احنا مالناش قعاد ف البيت دا تانى لحظة واحدة بعد كدا...
هم أن يمشى فاستوقفه رجاء والدها و هو يقول:
ـــ استنى بس يبنى... اخذى الشيطان و قولى بس ايه اللى حصل؟
أجابه بتهكم:
ـــ اللى حصل؟.. رمقها بازدراء مردفا بسخرية:
ـــ إسأل بنتك المصونة.
طالعها والدها بأسى فهو يعلم غرور ابنته كما يعلم أنها سليطة اللسان و لا بد أنها هى المخطئة، فمصطفى معروف عنه الطيبة و الشهامة و كرم الأخلاق، فكاد أن يكمل حديثه معه إلا أن مصطفى أخذ والدته و غادر سريعا كالاعصار.
عاد بنظره الى ابنته بملامح يملأها الشر فنزع عنها حجابها و أمسكها بعنف من شعرها ينهرها بغيظ:
ـــ بقى حتت بت زيك تفضحنى و تخلى سيرتى على كل لسان؟!
أجابته و هى تتأوه من قبضته العنيفة:
ـــ اه اه.. انا عملت ايه بس يابابا هو اللى واد مغرور و شايف نفسه.
قبض على شعرها بقوة و هو يهزها بغضب:
ـــ هو بردو اللى مغرور يا بنت الك...، بقى هو دا جزاتى انى علمتك و دخلتك الجامعة؟!.. انتى شايفة نفسك على ايه؟.. و لا فاكرة نفسك بنت مين يا بت؟... دا انتى أبوكى حيالله حتتة ساعى ف شركة، و الله لأجوزك عربجى عشان تعرفى إن الله حق، أنا لازم أجيب مناخيرك اللى انتى رافعاهالى دى الأرض يا جربوعة.

تائهة بين جدران قلبه"كاملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن