فى منزل لينا.....
يجلس والديها مع الأسطى مصطفى العريس و معه والدته فى غرفة استقبال الضيوف يتسامرون و يتحدثون فى شتى المواضيع فى انتظار دخول لينا بصينية المشروبات حتى يتم الاتفاق على موعد الخطبة.
دخلت لينا بوجه عابس لا يبشر بالخير أبدا، فرمقها والدها بنظرة تحذيرية و لكنها لم تكترث لابيها و لم تغير عبوس ملامحها، و قدمت لهم المشروبات دون ان تنبس ببنت شفه، ثم جلست على احد المقاعد بملامح واجمة.
حمحم مصطفى بإحترام:
ـــ احم.. لا مؤاخذه يا عم حسن يعنى ممكن اتكلم مع الانسة لينا كلمتين كدا لوحدنا.
حسن:
ـــ أه طبعاً يابنى حقك.. اتفضل اتفضل، ثم نظر لأبنته قائلا:
ـــ روحى معاه يا لينا برا ف الصالة اتكلمو براحتكم.
أومأت له بابتسامة شيطانية، فها هى قد واتتها الفرصة لكى تقوم بتنفيذ خطتها فى افساد هذه الزيجة. نهضت من مقعدها و أشارت لمصطفى الى الصالة قائلة :
ـــ اتفضل من هنا.
خرجا العروسان الى بهو المنزل و جلسا على احدى الارائك الموجودة به و حافظ مصطفى على ترك مسافه لا بأس بها بينهما.
حمحم بحياء:
ـــ احم... إزيك يا أنسة لينا؟!
لم تأبه لسؤاله و انما اندفعت تحدثه بغرور:
ـــ ذاسمع يا جدع انت... من غير سلامات و كلام فاضى من دا، من الآخر كدا أنا مش موافقة ع الجوازة دى.
فغر فاهه من هجومها فى الحديث و أسلوبها ف الكلام فهو لم يعهد منها ذلك، فقد كان يظن أنها فتاة رقيقة و خجولة و لكن فضوله دفعه لمعرفة سبب رفضها فاحتدت نبرته قليلا مردفا بسخرية:
ـــ و ايه بقى السبب يا ست الحسن و الجمال؟!
أجابته بحدة و استفزاز و قد كسى الغرور ملامحها:
ـــ و هى دى محتاجة فقاقة؟!... إنت عايزنى أنا لينا اللى معاها أحسنها و أعلاها كلية فى المنطقه تتجوز حتة نجار واخد دبلوم بالعافية و ياعالم بتعرف تفك الخط و لا لأ، و ف الاخر أشتغلك خدامة انت و أمك.صعق من حديثها اللاذع و ذهل من ردها الذى ينم عن تعاليها و غرورها بدرجة تكاد تكون مرضية، فانتفض من مجلسه و احتدت ملامحه و علا صوته بصياح قائلا:
ـــ و أنا ميشرفنيش اتجوز واحدة زيك، الظاهر كدا انى غلطت ف العنوان، مش انتى لينا اللى كنت جاى أخطبها، انتى واحدة مشافتش و لا تعرف معنى التربية.
خرج الجميع على كلمات مصطفى و أقبل عليه والدها و كاد أن يسأله عما حدث، و لكنها سبقته موجهة عباراتها اللاذعة لمصطفى غير آبهة لوجود أبيها بينهم : ـــ روح يا بابا شوفلك واحدة على مقاسك و اعرف مقامك كويس قبل ما تتكلم على بنات الناس، قال ميشرفكش قال.
احمر وجه مصطفى من الغضب و لكنه كظم غيظه و قرر ان يغادر هذا المنزل اللعين قبل أن يقتلها او على الأقل يصفعها على وجهها امام والديها فأمسك بكف والدته قائلا:
ـــ يلا ياما احنا مالناش قعاد ف البيت دا تانى لحظة واحدة بعد كدا...
هم أن يمشى فاستوقفه رجاء والدها و هو يقول:
ـــ استنى بس يبنى... اخذى الشيطان و قولى بس ايه اللى حصل؟
أجابه بتهكم:
ـــ اللى حصل؟.. رمقها بازدراء مردفا بسخرية:
ـــ إسأل بنتك المصونة.
طالعها والدها بأسى فهو يعلم غرور ابنته كما يعلم أنها سليطة اللسان و لا بد أنها هى المخطئة، فمصطفى معروف عنه الطيبة و الشهامة و كرم الأخلاق، فكاد أن يكمل حديثه معه إلا أن مصطفى أخذ والدته و غادر سريعا كالاعصار.
عاد بنظره الى ابنته بملامح يملأها الشر فنزع عنها حجابها و أمسكها بعنف من شعرها ينهرها بغيظ:
ـــ بقى حتت بت زيك تفضحنى و تخلى سيرتى على كل لسان؟!
أجابته و هى تتأوه من قبضته العنيفة:
ـــ اه اه.. انا عملت ايه بس يابابا هو اللى واد مغرور و شايف نفسه.
قبض على شعرها بقوة و هو يهزها بغضب:
ـــ هو بردو اللى مغرور يا بنت الك...، بقى هو دا جزاتى انى علمتك و دخلتك الجامعة؟!.. انتى شايفة نفسك على ايه؟.. و لا فاكرة نفسك بنت مين يا بت؟... دا انتى أبوكى حيالله حتتة ساعى ف شركة، و الله لأجوزك عربجى عشان تعرفى إن الله حق، أنا لازم أجيب مناخيرك اللى انتى رافعاهالى دى الأرض يا جربوعة.
أنت تقرأ
تائهة بين جدران قلبه"كاملة"
Lãng mạnألقت بنفسها فى طريقه بمحض إرادتها فى مقابل المال و لكنها وقعت فى حبه دون أن تحسب لذلك حساب ، و كيف ﻻ تحبه و هو أنقى و أطهر من رأت من الرجال ، و لكن من تكون هى لتعشق رجل مثله ؟ فهى مجرد فتاة ليل مجهولة النسب ؟ فهل ستجد السبيل إلى قلبه ؟ أم ستظل تائ...