الفصل التاسع و العشرون

7.1K 135 21
                                    

فى فيلا راشد سليمان....
بمجرد أن خرج يوسف من غرفة زينة، جاءه اتصال من على الرفاعى يخبره باتمام حذف الفيديو، فأجابه يوسف بحدة:
طلعنى بقى من دماغك أحسنلك، و زينة انسى انك كنت تعرفها، و حذارى تمس سمعتها بأى شيئ، و إلا عقابى هيكون قاسى أوى يا على، أنا لو حطيتك ف دماغى و دورت وراك هلاقى بلاوى توديك فى داهية، فاتقى شرى و ابعد عن عيلة سليمان نهائى.
رد عليه على و هو يصتك أسنانه من الغيظ:
ماشى يا يوسف بيه... أوامرك.
أجابه و هو يزم شفتيه باشمئزاز:
يلا من غير سلام.
و أغلق يوسف الخط متجها الى الدرج ثم إلى بهو الفيلا حيث يجلس عمه راشد..
ألقى عليه السلام ثم جلس بكرسى بجواره فأدار راشد دفة الحديث:
ها طمنى.. صالحتها؟!
زم شفتيه بأسف مردفا:
صالحتها بس مش راضية تلين.. سايقة عليا الدلال حضرتها.
ضحك راشد بصخب ثم قال:
معذورة بردو يا يوسف.. الموقفك اللى أخدته منها مش سهل عليها.
تنهد بقلة حيلة مردفا:
و الله بقى أنا عملت اللى عليا و اعتذرتلها، بس هى اللى منشفة دماغها عليا
تفاجأ بها تأتى من خلفه تدخل فى الحديث و هى تقول بعصبية:
عملت اللى عليك و اعتذرتلى؟!... هو انت قولت كلمة اعتذار أو أسف واحدة.؟!.. قولتلى أنا آسف يا زينة؟!
وقف فى مواجهتها مجيبا بنفس نبرتها:
و سيادتك عايزة ايه بقى؟!.. عايزانى أقولك أنا آسف يا زينة؟!.. و النبى تسامحينى يا زينة؟!.. لا يا ماما مش يوسف سليمان اللى يتحايل على واحدة ست و لا حتى راجل..
نهض راشد من مقعده بعصبية:
بس انت و هى، ايه؟!.. أنا مش مالى عينكو و لا ايه؟!
اعتذر يوسف بخفوت:
العفو يا عمى.
كانت زينه ترمقه بملامح منكمشة من الغيظ و الغضب، فقالت لأبيها:
شوفت يا بابا الغرور بتاعه؟!... بتتغر عليا يا يوسف؟!
أجابها ببرود:
دا مش غرور.. دى مسألة مبدأ.
ردت و هى تصتك أسنانها من الغيظ:
بس انت غلطت فيا و لازم تعتذرلى.
أجابها بهدوء:
زينة انتى ناسية لما قولتلك زينة حبيبتى قلبها أبيض و بتسامح؟!
قطبت جبينها باستنكار:
هو دا الاعتذار؟!
تدخل راشد سريعا لإنهاء الحوار:
مشيها اعتذار بقى يا زينة.. ما هو قالك حبيبتى... عايزة ايه تانى؟!
أخذت تنظر له تارة و لأبيها تارة أخرى و فى الأخير ضربت الأرض بقدمها من الغيظ ثم جلست على المقعد المقابل لمقعده بوجه محمر من الغضب.
رمقها يوسف و هو يكتم ضحكته عليها بصعوبة،ثم أجلى حنجرته موجها الحديث لعمه:
احمم.. أنا فكرت ف رد كويس أوى على الفيديو دا يا عمى.
راشد بحماس:
قول بسرعة..
يوسف:
احنا هنقول إن زينة لما كانت تايهة و هى صغيرة الناس اللى هما أصحاب النايت كلاب دول لاقوها و ربوها، و لما عرفنا انها بنت حضرتك، روحنا و معانا البودى جارد علشان ناخدها و تعيش ف وسطنا، بس اللى اسمه جلال دا مكانش مصدقنا و مكنش راضى يخلينا ناخدها...أظن دا من حقنا و حاجة متسيئش أبدا لسمعتنا و مبرر قوى جدا كمان.
اتسعت ابتسامة راشد باعجاب مردفا:
برافو عليك يا يوسف... أيوة كدا هو دا يوسف سليمان اللى أعرفه.. مش القفل اللى كنت بكلمه من شوية!!
ضحكت زينة ضحكة مكتومة، فرمقها يوسف بغيظ، و نظر لعمه قائلا:
قفل!!.. كدا بردو يا عمى تشمت فيا الأعادى.
أطلقت زينة لضحكتها العنان، فرمقها يوسف بتحذير، مردفا بغيظ:
عجبتك أوى الكلمة دى؟!
أومأت عدة مرات و قالت من بين ضحكاتها:
بصراحة أيوة.. لايقة عليك أوى.
رد عليها بنبرة تحذيرية:
زينة.. اتلمى.
هز راشد رأسه بيأس و أردف و هو ينهض من مقعده:
لاااا... دا انتو مش هتخلصو خناق النهاردة.. أنا قايم أساوى موضوع الفيديو دا و انشر الرد اللى اقترحته... و كملو انتو خناق براحتكم يا حبايبى....ثم تركهم و انصرف.
عاد ينظر لها بشر، فارتعدت أوصالها لتلك النظرة، و همت بالنهوض إلا أنه أستوقفها بحدة صائحا بها:
استنى عندك.. رايحة فين؟!
تعثرت فى الحديث خوفا من هيئته المتحفذة لتوبيخها مرة أخرى مردفة:
طـ طالعة قوضتى.
نهض من مقعده و أخذ يقترب منها رويدا رويدا و هو يرمقها بملامح تبدو غاضبة إلى أن التصق وجهه بوجهها تقريبا، انحنى عليها قليلا، فوقعت بدورها جالسة بالمقعد من خلفها، استند بكفيه على كل مسند من مسندى المقعد، و انحنى عليها بشدة مردفا بنبرة مخيفة باردة:
بقى أنا قفل يا زينة.
أجابته بتوتر:
أنا مقولتش كدا.. دا دا بابا اللى قال
يوسف بنفس النبرة الباردة:
بس عجبتك الكلمة.. مش كدا؟!
نفت و هى تهز رأسها و تبتلع ريقها بصعوبة:
لا.. لا خالص على فكرة.
زم شفتيه بمكر:
اممممم.. و كمان بتكدبى؟!
نظرت للمسافة القليلة التى تفصلهما و أردفت بتوتر:
طب... ممكن تبعد شوية؟!
ابتسم بمكر:
لا... أنا مرتاح كدا.
زينة:
بس أنا مش مرتاحة كدا.
رفع كتفيه لأعلى بعدم اكتراث:
مش مهم.
تأففت زينة بضجر و تمتمت بصوت خافت جدا:
"يا رب سعاد تطب عليك دلوقتى زى القضا المستعجل"
يوسف:
بتقولى حاجة يا قلبى.
ابتسمت بسخرية قائلة:
بقول الدنيا حر و يا ريت توسع كدا علشان عايزة شوية هوا.
رفع حاجبيه بتساؤل:
حرانة؟!... اممم طاب ما تقلعى الجاكيت دا.
امتدت يده لتعبث بالزر الوحيد الذى يربط جانبى سترتها، فرمقته بنظرة تحذيرية:
يوسف... لو حد شافنا بالوضع دا هيفتكر إن إحنا بنعمل حاجة مش تمـــــ....
لم تكد تكمل عبارتها حتى أتاهما صوت سعاد قائلة:
احم... راشد بيه عايزك يا أستاذ يوسف.
أغمض عينيه بغيظ شديد و هو مازال على وضعه، ثم اعتدل و رمقها بغل مردفا بصوت جهورى:
سعاااد... قطع عيشك هيبقى على ايدى.. مبتخبطيش ليه ع الزقت قبل ما تدخلى؟!
ارتعدت أوصالها لنبرته الحادة، و أجابته بخوف و فزع:
أخبط فين بس يا أستاذ يوسف... حضرتك قاعد ف الصالة.
دار بعينيه فى المكان فوجد أنها محقة، فزفر بعنف و هو يقبض على كفه بشدة ثم قال:
أوف.. أنا قرفت.
و من ثم سار إلى غرفته بخطوات واسعة من فرط العصبية، بينما سعاد توجهت للمطبخ و هى تبكى من الحرج، أما زينة تنهدت براحة و تمتمت:
"أنا شكلى مكشوف عنى الحجاب و لا إيه؟!"
ثم ضحكت بخفوت و ذهبت باتجاه غرفتها.

تائهة بين جدران قلبه"كاملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن