عندما أتاه الاتصال الدولى من شقيقه، نشبت بداخله حرب ما بين أن يخبره بما حدث لزينة و تأجيل حفل الخطبة تباعا لذلك أو يخفى عنه ذلك الأمر حتى يتثنى له إقامة خطبته التى لطالما انتظرها طويلا، حسم الحرب و ضغط على زر الإجابة متحدثا بنبرة هادئة:
ألو...إزيك يا حبيبى عامل ايه؟!
يحيى:
أنا تمام يا جو...انتو اللى عاملين ايه؟!...جهزتو الشنط و لا لسة؟!
يوسف بهدوء و ثبات:
احم...احنا مش هنيجى يا يحيى...أنا لغيت الحجز.
هب يحيى من مقعده بعصبية مفرطة مجيبا بحدة:
نعم؟!...يعنى ايه مش جايين؟!... انت بتقول إيه؟!
أجابه بنبرة مترجية:
يحيى اسمعنى للآخر و اهدى كدا...زينة تعبت فجأة و نايمة ف السرير و ممنوع تتحرك من مكانها، و أنا مش هقدر أسيبها ف الحالة دى و آجى..انت عارف ان ملهاش حد غيرنا.
سكت لبرهة يستوعب كلامه ثم قال بحزن:
ألف سلامة عليها..طيب خلى عمو راشد و سهيلة يحضرو.
أغمض يوسف عينيه بأسى و أخذ نفسا عميقا ثم اجابه بثبات:
عمو راشد هو كمان تعب لما شاف زينة تعبانة و نايمة كدا و جاتلة الأزمة و بياخد نفسه بالعافية، حتى سهيلة موجودة معانا ف الفيلا علشان تاخد بالها منه و تتابع معاه بالأدوية.
تحدث يحيى بغضب جم:
يعنى ايه يا يوسف؟!..هعمل خطوبتى و مفيش حد من أهلى معايا؟!
أجابه يوسف بشجن:
اعمل الخطوبة يا يحيى و ان شاء الله تتعوض ف الفرح.
رد يحيى بملامح جامدة و صوت حزين:
لا يا يوسف مش هينفع أعمل خطوبة من غيركم و كمان و انتو ف الظروف دى.
هدر به بحدة و حزم:
لا يا يحيى هتعملها...ديما مالهاش ذنب ف دا كله..مش كل ماتحصل حاجة تأجل الخطوبة...غلط..غلط يا يحيى...متضيعش البنت من ايدك، والدها هيقول ايه و هو شايفك بتأجل فيها كل شوية كدا، يا حبيبى احنا كويسين بس صعب نسافر المسافة دى كلها حاليا.
امتعضت ملامحه بألم و أجابه بأسى:
مش هقدر يا يوسف..مش هبقى مبسوط.
رد عليه بقلة حيلة:
نصيبنا كدا يا يحيى و لازم نرضى بيه..توكل على الله و اعمل الخطوبة و افرح و اتبسط و ابقى صور الحفلة فيديو و ابعتهولى...تمام ياض؟!
ابتسم شبه ابتسامة ثم أجابه بنبرة خاوية:
حاضر يا يوسف...ابقى سلملى على زينة و عمو راشد و ألف سلامة عليهم و سلملى على سهيلة.
حاول ان يضفى المرح على نبرته مجيبا:
ماشى يا سيدى يوصل...و ألف مبروك يا حبيبى و عقبال فرحنا أنا و انت.
أجابه بابتسامة:
الله يبارك فيك يا حبيبى...مع السلامه.
يوسف:
مع ألف سلامة.
أغلق يوسف الخط ثم تنفس الصعداء أن استطاع أن يقنع أخيه بعدم تأجيل حفل الخطبة.
هزت سهيلة رأسها بأسى مردفة بحزن:
مسكين يحيى هو كمان...كل ما ينوى يخطب ديما تحصل حاجة...
أسند يوسف رأسه للخلف على ظهر المقعد و تحدث و هو ينظر للسقف بعدما أطلق زفرة حارة:
أنا تعبت يا سهيلة.. تعبت..حاسس إن أنا بدور فى حلقة مفرغة مش عارفلها بداية من نهاية... نفسى الدنيا تروق بقى و أعيش مع زينة حياة جميلة و أعوضها عن كل اللى شافته فى حياتها...استغفر الله العظيم.. رب لا أسألك رد القضاء و لكنى أسألك اللطف فيه.
رمقته باشفاق و أردفت بمواساة:
ان شاء الله يا يوسف أزمة و هتعدى زى ما كل حاجة حصلت قبل كدا عدت و بقت مجرد ذكرى..
تنهد قائلا:
يا رب يا سهيلة...يا رب.
أنت تقرأ
تائهة بين جدران قلبه"كاملة"
Romanceألقت بنفسها فى طريقه بمحض إرادتها فى مقابل المال و لكنها وقعت فى حبه دون أن تحسب لذلك حساب ، و كيف ﻻ تحبه و هو أنقى و أطهر من رأت من الرجال ، و لكن من تكون هى لتعشق رجل مثله ؟ فهى مجرد فتاة ليل مجهولة النسب ؟ فهل ستجد السبيل إلى قلبه ؟ أم ستظل تائ...