الفصل السابع و العشرون

6.8K 139 17
                                    

فى صباح اليوم التالى
قام على بنشر مقطع الفيديو على احدى قنوات اليوتيوب المتخصصة بإذاعة فضائح المشاهير، كما نشره على مختلف مواقع التواصل الإجتماعى عبر حسابات بأسماء مستعارة، حتى لا يعلم يوسف أنه هو من قام بنشره، خشية أن يرد له الفضيحة بإذاعة المقطع الذى سبق و هدده به.

فى فيلا راشد سليمان....
اجتمع الثلاثة حول طاولة الإفطار، فأدار راشد دفة الحديث مردفا بجدية:
أنا هسافر لسهيلة بعد الفطار يا يوسف، رفعت كلمنى قالى انه أخدها لدكتور أمراض نفسية علشان حالة الاكتئاب اللى دخلت فيها.
أجابه بأسف:
وحشتنى اوى يا عمى... البيت وحش أوى من غيرها، نفسى تسامحنى بقى و ترجع تعيش ف وسطنا زى الأول.
هز راشد رأسه بأسى و هو يقول:
ربنا يفرج كربها، الصدمة مكنتش سهلة عليها يا يوسف.
أجابه بخذى و ندم:
احساسى بالذنب من ناحيتها تاعبنى أوى يا عمى.
ربت على كفه المستقر على الطاولة مردفا بحنان:
دا نصيب يا يوسف، محدش عارف الخير فين.
كانت زينة تتابع الحوار بصمت تام، تشعر أنها لها النصيب الأكبر فيما تسبب لسهيلة من ألم و صدمة.
رمقها والدها بطرف عينه، فوجدها واجمة الملامح، فشعر بما يختلج فى صدرها من شعور بالذنب، اقترب بكرسيه منها، و ربت على ظهرها بحنان و هو يقول:
مبتكليش ليه يا حبيبتى؟!
باغتته بسؤالها:
هو انا هقابل سهيلة امتى؟!
لوهلة لم يعلم بم يجب أن يجيبها، و لكنه حاول أن يرد بكلمات مناسبة مردفا:
سهيلة بتمر بفترة صعبة دلوقتى يا زينة، شوية كدا لما حالتها تتحسن و يكون عندها استعداد نفسى إنها تشوفك و تتعامل معاكى كأخت.
أومأت بتفهم:
تمام يا بابا، بس يا ريت توصل سلامى ليها، و تقولها انى مستنية أقابلها بفارغ الصبر.
أومأ بابتسامة حانية:
حاضر يا حبيبتى من عيونى.
توجه بالحديث ليوسف مردفا بجدية و حزم:
احتمال أبات هناك يا يوسف... تمام؟!
ثم نظر له نظرة ذات مغذى و أردف بجدية زائفة:
مش عايز شقاوة... أنا سايب سعاد معاكم ف البيت.. هتعمل حركة كدا ولا كدا هتلاقيها فوق راسك علطول.
جحظت عيناهما من الصدمة و نظر كل منهما للآخر فى ذهول بالغ حتى أنهما لم ينطقا.
رمقهما راشد بثبات ظاهرى و لكنه كان يكتم الابتسامة بصعوبة بالغة، و تركهما فى ذهولهما و انصرف.
بعدما غادر راشد، همس يوسف لزينة:
مش انا قولت سعاد حد مسلطها علينا.
ضحكت زينة بخفوت و أردفت بمزاح:
خلى بالك بقى، انت متراقب، اسمع كلام بابا و بطل شقاوة.
أجابها بمرح:
هو أنا عملت حاجة غلط؟!... دا انا حتى كيوت خالص.
غمزته باحدى عينيها مردفة بسخرية:
لا لاسمح الله... انت عمرك ما بتعمل حاجة غلط.
رد عليها بعصبية طفيفة:
هو أنا شاقطك يا بنتى؟!
انتى ناسية ان انتى مراتى و لا ايه؟!
زمت شفتيها بتفكير ثم قالت:
امممم...مراتك على ما تفرج.
أجابها باستنكار:
على ما تفرج؟! امممم
تجهم وجهه بتمثيل ثم نهض من المقعد و هو يقول بحزن مصطنع:
طيب يا على ما تفرج، أنا ماشى رايح الشركة...
سار خطوتين باتجاه الباب، فنهضت مسرعة باتجاهه لتسترضيه فاستوقفته و هى تقف خلفة تقبض على ذراعه:
استنى يا يوسف... انت زعلت؟!
استدار لها قائلا:
أيوة زعلت و لازم تصالحينى.
أجابته باستنكار:
أصالحك؟!
عقدت ذراعيها أمام صدرها قائلة بتهكم:
و عايزنى أصالحك ازاى بقى؟!
فرد ذراعيها المتعاقدين و اقترب منها أكثر و قام بلف ذراعيها حول رقبته، و لم يكد يلف ذراعيه حول خصرها حتى سمعا صوت سعاد تقول من خلفهما:
احم... خلصتو فطار يافندم علشان أجيب الشاى؟!
نزعت زينة ذراعيها على الفور و أعاد يوسف ذراعيه الى جانبه و رفع رأسه ينظر لسقف الغرفة بغيظ جم و هو يصتك أسنانه من الغضب،و يشدد قبضة يده من الغيظ، ثم اندفع ناحية الباب سريعا و هو يقول بغيظ:
أنا ماشى...
نظرت زينة لأثره بحزن، فهذه المرة أشفقت عليه حقا، أطلقت زفرة عنيفة ثم قالت لسعاد بغيظ:
خلاص يا ست سعاد.. مش خلصتى مهمتك؟!...روحى يلا مش عايزة شاى.
أجابتها سعاد باعتذار:
مش قصدى يافندم اقاطعكم اناااا....
قاطعتها زينة بغضب و هى تلوح بيدها:
قصدك بقى ولا مش قصدك أهو مشى و هو زعلان...
ثم تركتها و غادرت الى غرفتها.

تائهة بين جدران قلبه"كاملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن