الخاتمة "الجزء التانى"

8.9K 283 144
                                    

بعد مرور يومين سافر يوسف و زينة إلى لندن حيث استقبلهم يحيى بالمطار بسعادة بالغة و ركبوا سيارة إجرة أقلتهم إلى العقار الكائن به شقته، صعدوا بالحقائب الى الشقة و دخلوها و ارتمى كل من يوسف و زينة على أقرب أريكة من فرط الإرهاق و الإعياء الذى أصابهما من طول مدة السفر و فرق التوقيت.
طالعهما بدهشة و قال ممازحا:
ايه يا شباب مالكم مفرفرين كدا ليه؟!... دا أنا كنت ناوى أخدكم و نخرج نروح الكافيه بتاع والد ديما عشان أعرفكم عليهم.
أجابه يوسف بصوت متعب:
لا يا حبيبى طريقك أخضر... أنا مش متحرك من مكانى... مش بعيد أنام هنا كمان.
رد يحيى بسخرية:
لما انت يا يوسف بجلالة قدرك تقول كدا.. أومال زينة تقول ايه بقى؟!
رد زينة بنبرة منهكة للغاية:
انا أصلا نمت خلاص.... أنا بالشكل دا عايزالى يومين تلاتة عشان أفوق... آه يا دماغى.
طالعهم بنظرات حائرة و هو يقول بتهكم:
دا انتو طلعتو سيس أوى... خلاص هرأف بحالكم و أديكم بكرة لحد المغرب كدا أجازة... و بعدين نطير على الكافيه اول حاجة نقضى سهرة محترمة مع الجالية العربية.
ضحكت زينة بضعف و هى تقول بمزاح:
الجالية العربية مرة واحدة؟!
أجابها يحيى بنفس النبرة:
أيوة طبعا... هو انتو شوية و لا ايه؟!... و لا انتو كل يوم جايين لندن؟!.. لازم تستغلو الفرصة أسوأ استغلال.
ضحك يوسف قائلا بتهكم:
طاب يا صوت العرب انت ورينى الأوضة اللى هنام فيها.
أشار يحيى على غرفة ما و هو يقول:
أهى الأوضة بتاعتكم... جاهزة و نضيفة و زى الفل.
طالعه يوسف باستنكار و هو يقول:
بتاعتكم مين يا عم يحيى...انت عايز عمك راشد يعلقنا؟!
هز كتفيه لأعلى و زم شفتيه بعدم اكتراث مردفا:
و دى فيها ايه؟!..ما انتم متجوزين.
أجابه بجدية:
لا أنا وعدت عمى اننا مش هنبات ف أوضة واحدة و أنا مش ناوى إخلف و عدى معاه لمجرد إنه مش شايفنا.
هز يحيى رأسه بتفهم مردفا:
خلاص براحتك...كنت عايز أخدم بس.
أجابه يوسف من بين ضحكاته:
ربنا ما يحرمنى من خدما...
و لم يكد يكمل كلمته حتى انفجر بنوبة من الضحك فرمقه يحيى باستغراب فأشار له يوسف على زينة التى نامت مكانها من فرط الإرهاق حتى أنها أصدرت صوت شخير خافت، ابتسم يحيى على شقيقه و زوجته و قال باشفاق:
لا حول و لا قوة إلا بالله...قوم يبنى دخلها الأوضة خليها تنام براحتها.
نهض يوسف و هو مازال يضحك و حملها بين ذراعيه و سار بها الى الغرفة التى فتحها له يحيى و أغلقها خلفه بعدما دخل.
وضعها على الفراش برفق بالغ و قام بخلع حذائها عنها، و فك حجابها و نزعه برفق، و دثرها جيدا بالغطاء ثم طبع قبلة على وجنتها و أخرى على جبينها، و ألقى عليها نظرة أخيرة و تركها و انصرف متجها لشقيقه المنتظر ببهو الشقة.
قال يحيى بجدية:
يوسف انا بكرة الصبح ان شاء الله هخرج بدرى هاروح الجامعة، و انتو بقى ابقو اصحو براحتكم، و عندك التلاجة مليانة أكل، و هجيب معايا الغدا و أنا جاى..و انا هكلمك قبل ماجى علشان لو عايزين اى حاجة أجيبها معايا...تمام؟
ابتسم له بحب و ربت على كتفه قائلا:
تمام يا حبيبى...انا هعتبر ان بكرة راحة من السفر و بالليل بقى نروح الكافيه علشان نتعرف على ديما.
اومأ بتأييد:
خلاص تمام...روح خدلك شاور و نام بقى و أنا هقعد أذاكر شوية.
أجابه بحب:
ماشى يا حبيبى...ربنا معاك..تصبح على خير.

تائهة بين جدران قلبه"كاملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن