عند زينة....
أنهت دوامها، و عادت الى سكنها بالملهى الليلى، دخلت غرفتها و اغلقتها و بدلت ملابسها، و بمجرد ان انتهت، رن هاتفها برقم على الرفاعى كالعادة حتى يستفسر منها عن آخر التطورات...
زينة بملل:
ألو...ازيك يا على باشا.
على:
تمام.. انتى ايه الاخبار معاكى
قررت ان تصرح له ببعض الحقائق حتى لا تثير ريبته حولها خاصة و أنه يراقب تحركات يوسف و من المؤكد أنه علم بالحادث فقالت:
حاسة كدا انه بدأ يميل، لما غبت يومين زى ما قولتلى خلى رامز السكرتير يكلمنى، و بلغنى انه قبل ما أغيب اقدم طلب أجازة.. اكيد يعنى مش كل ما موظف يغيب هيتصل بيه... يبقى دا معناه ايه يا باشا؟!
على بسعادة و حماس:
معناه ان السنارة غمزت... أيوة كدا يا زوزة مش قولتلك انتى متتقاوميش... بس كويس انك روحتيله المستشفى عشان يحس انك بتحبيه انتى كمان.
زينة باستنكار:
انت بتراقبنى يا باشا؟!
على بتأكيد:
لا عشت و لا كنت... انا واثق فيكي يا قلبى... أنا مراقب يوسف الزفت.
ابعدت الهاتف عن فمها و قالت بصوت خافت و هى تنظر للهاتف باشمئزاز:
اهو انت اللى زفت و ستين زفت.
على:
بتقولى ايه يا زوزة.. مسمعتكيش.
زينة بلجلجة طفيفة:
و لا حاجة يا باشا دا انا كنت بعطس.
على:
اها.. المهم الراجل اللى بيراقب سى يوسف هو اللى بلغنى انك زورتيه.. عجبتنى دماغك و اتأكدت ساعتها انى اخترت صح.
قالت لنفسها بخفوت:
اه لو تعرف ان انا اللى كنت هموت و أشوفوه.
أجابته بنفاق لكى تسايره:
تلميذتك يا باشا..
على:
تمام يا زوزة... لو فى جديد تتصلى بيا علطول ماشى؟!
زينة:
ماشى... مع السلامة.
أنهت المكالمة مع على و هى تتأفف، فأصبحت تنفر منه بسبب كرهه ليوسف الذى ليس له مبرر من وجهة نظرها.
تمددت على فراشها، تفكر كيف سيكون حالها بعد نقلها من مكتبه، كيف سيمر يومها دون أن تراه، ترى ابتسامته، نظرته الحنونة، تسمع كلماته الرقيقة، تشعر بحنانه الذى يغمرها، يالها من أيامٍ عِجاف تتمنى لو تنقضى سريعا، و لكنها عزمت أمرها على ألا تيأس و أن تختلق الحجج و المبررات لتراه.عودة مرة أخرى ليوسف و يحيى
بعدما انتهت وصلة المرح قال يحيى بجدية:
نتكلم جد شوية بقى؟!
يوسف:
عايز تقول ايه؟!
يحيى:
فكرت كويس فى موضوع زينة و اللى قولتهولك امبارح؟
زفر بضيق مردفا بأسى:
فكرت... كلامك كله انا واخدة ف اعتبارى حتى من قبل ما احكيلك على أى حاجة... بس كان ناقص أنفذ بس.
يحيى:
و نويت تنفذ امتى؟!
زاغت عيناه فى الفراغ مردفا بألم و انكسار:
انا كلمت زينة لما انت كنت ف الكافيتريا، و فهمتها انى هنقلها لقسم تانى.. بس كنت قاسى ف كلامى معاها اوى و اتضايقت من نفسى جدا... اول مرة اكلمها بالطريقة دى.
يحيى بجدية مؤيدا لقراره:
هو دا الصح... ما انت لازم تعاملها كدا عشان متعشمش نفسها بحاجة.
انكمشت ملامح يوسف من الحزن و أردف بنبرة يشوبها الشجن:
انا حاسس إن انا اللى بتجرح مش هيا... حسيت إن فى سكاكين بتتغرس فى قلبى و هى بتدور على اى حجة عشان تشوفني بيها كل يوم، و أنا من غبائى اتعصبت عليها و قولتلها لا مينفعش، و داست على كرامتها أكتر و قالتلى عادى أنا راضية..و أنا بردو صديتها بكل برود... انا طلعت ندل أوى يا يحيى.
تألم لألم شقيقه و أردف بقلة حيلة:
أنا مش عارف أقولك ايه يا يوسف... بس انا مش هفكرك تانى بعمك و لمتنا اللى هتتهد بارتباطك بزينة... عمى راشد ميستاهلش كدا منك، طول عمره بيتمناك لبنته و انت عامل نفسك مش واخد بالك... لو حد غيره شايف بنته رافضة كل العرسان عشان خاطرك، كان طلب منك تتجوزها، و ساعتها مكنتش هتقدر ترفض... لكن هو سايبك براحتك و مش عايز يفرضها عليك.. و أظن لو اخترت بنت أفضل من سهيلة تتجوزها، هيكون هو اول واحد هيباركلك، انما زينة!!!... مينفعش.. نهائى.
زفر يوسف بعنف فصدره يفيض بالاوجاع و قلبه ينزف بالآلام و يبكى فراق حبيبته و ينعى حبه لها الذى وأده بكامل إرادته..
رد على أخيه قائلا بشجن:
ربنا يصبرنى الأيام اللى جاية دى... هتبقى ايام صعبة اوى عليا و عليها... بالظبط زى الأيام اللى بتعدى على المدمن و هو بيتعالج من الادمان...
يحيى:
ربنا هيهون عليكو ان شاء الله عشان انت قاصد خير.
تنهد بحرقة مردفا بأمل:
يا رب يا يحيى.. يا رب.
أراد يحيى أن يغير الحالة المزاجية السيئة التى أحلت بهما على إثر ذكر تركه لزينة فقال له بنبرة مرحة:
يلا يا بيبى عشان اكتبلك ذكرى حلوة كدا على الجبس دا.
يوسف باستنكار:
بيبى!!... انت مالك قلبت سوسن فجأة كدا ليه ؟!
أجابه باستنكار متصنعا الحزن:
سوسن... بقى انا سوسن يا چو؟!... ماشى هعديهالك عشان انت تعبان بس.
يوسف:
و لو مش تعبان بقى هتعمل ايه؟!
تراجع يحيى مردفا بمرح:
و لا حاجة يا باشا..دا انا بوق ع الفاضي.. انت متعرفش و لا ايه؟
ضحك يوسف بصخب على مرح شقيقه مردفا:
... ايوة كدا اتعدل.
انخرط الشقيقان فى وصلة أخرى من المرح و المزاح، فيحيى وحده من يستطيع قلب مزاج يوسف من النقيض الى النقيض.
أنت تقرأ
تائهة بين جدران قلبه"كاملة"
Romanceألقت بنفسها فى طريقه بمحض إرادتها فى مقابل المال و لكنها وقعت فى حبه دون أن تحسب لذلك حساب ، و كيف ﻻ تحبه و هو أنقى و أطهر من رأت من الرجال ، و لكن من تكون هى لتعشق رجل مثله ؟ فهى مجرد فتاة ليل مجهولة النسب ؟ فهل ستجد السبيل إلى قلبه ؟ أم ستظل تائ...