اتصل يحيى بيوسف ليخبره بموعد اقامة حفل الخطبة، و أكد عليه ضرورة الحضور قبل موعد الحفل بيوم على الأقل، و طلب منه أن يذهب لسهيلة لإخبارها و لتأكيد سفرها معهم.
أغلق يوسف الخط مع يحيى، و من ثم اتجه الى غرفة المكتب حيث يوجد عمه راشد لإخباره بأمر خطبة ديما و يحيى.
طرق الباب و ولج إلى الداخل بعدما أذن له بالدخول، جلس بالمقعد المقابل للمكتب مديرا دفة الحديث:
مساء الخير يا عمى
راشد:
مساء النور يا حبيبى.
يوسف:
يحيى اتصل بيا من شوية و قالى ان ديما خلصت امتحاناتها و حددو ميعاد الخطوبة الخميس الجاى، و عايزنا نسافر على الأقل قبل الخطوبة بيوم و سهيلة معانا طبعا.
أردف راشد بحبور:
أخيرااا...!!
أومأ يوسف بابتسامة، ثم تنهد بشجن و هو يقول:
مش عارف سهيلة هتوافق تيجى معانا و لا ايه؟!
مش آن الأوان بقى يا عمى أروحلها أنا و زينة.
هز رأسه عدة مرات بموافقة:
و الله يا ريت يا يوسف... الحمد لله سهيلة اتحسنت كتير عن الأول و كمان مبسوطة جدا بموضوع الشغل الجديد و نفسيتها بقت أحسن.
أجابه بسعادة:
و أنا كمان مبسوط ليها جدا و فخور بيها كمان.. بجد وحشتنى أوى و نفسى أشوفها.
راشد:
خلاص أنا هكلمها ف التليفون و هقولها ان انتو هتزروها بكرة انت و زينة.
أومأ بسرور:
تمام جدا.. حتى بكرة الجمعة و الكل هيبقى مأجز، ان شاء الله نروح على الضهر كدا و نقضى معاها اليوم و نيجى بليل.
راشد:
تمام... بس أنا مش هاجى معاكو.
قطب جبينه متعجبا:
ليه يا عمى؟!
أجابه بجدية:
عايزكم تتصافو مع بعض من غير تدخل منى أو من أى حد، عايزها يوم ما تقرر تتصالح معاكم يبقى القرار نابع من جواها.. من غير أى إعتبار أو ضغط منى... فاهمنى يا يوسف؟!
أومأ بايجاب:
فاهمك يا عمى... معاك حق... و أنا واثق إن احنا هنرجع زى الأول و أحسن ان شاء الله.
أجابه بابتسامة آملة:
ان شاء الله يبنى.
هم يوسف بمغادرة الغرفة فاستوقفه عمه يصيح به:
يوسف.. ابقى عدى على زينة اطمن على رجليها..هى الحمد لله بقت كويسة بس واجب تطمن عليها بردو.
ابتسم بسخرية مردفا:
هو أنا محتاج حد يفكرنى بردو يا عمى؟!...
أجابه بجدية:
أنا خفت لتطنش زى عادتك الأخيرة.. حسيت كدا ان انت بقيت بتتجنبها.
رفع بؤبؤ عينيه للسقف ثم رمقه بخبث مردفا بتهكم:
امممم....ماهو البركة ف سعاد بقى يا عمى، بصراحة جابتلى عقدة، كل ما اقعد مع زينة تطب عليا زى القضا المستعجل و كأنها هى عملى الأسود.
قهقه راشد بصخب و أجابه من بين ضحكاته:
اطمن.. مش هتطب عليك تانى... هى اللى جاتلها عقدة منك.
رفع حاجبه باستفهام يسأله:
على ضمانتك؟!
ضيق عينيه بتفكير مجيبا:
اممم.. يعنى.. مش قوى.. متطولش انت بس عندها.
عبست ملامحه بخيبة أمل مردفا:
ماشى.. عن اذن حضرتك.
أومأ له و هو يحبس ضحكته بصعوبة، و ما إن خرج يوسف حتى انفجر فى نوبة ضارية من الضحك.فى غرفة زينة:
تجلس بفراشها تدلك قدمها التى تؤلمها بذلك الدهان الذى أعطاها إياه يوسف قبل رحيله، أتاها صوت طرقات خفيفة على الباب فأذنت للطارق بالدخول ظنا منها أنها سعاد، فتفاجأت به يدلف بهدوء و ثبات حتى جلس بجانبها بالفراش، فاعتدلت بجلستها و وضعت الدهان بجانبها بعدما أعادت غلقه، فأدار دفة الحديث قائلا بنبرة حانية بعدما أخذ كفها بين كفيه:
ها يا حبيبتى.. رجلك بقت أحسن دلوقتى؟!
أومأت له بابتسامة واسعة و أردفت برقه أطاحت بعقله:
اه.. الحمد لله أحسن كتير..
رفع حاجبيه باستفهام و هو يبتسم:
يا ايه؟!
أطرقت رأسها بخجل و هى تجيبه بابتسامة:
يا حبيبى.
مسد على شعرها بعاطفة جياشة و هو يقول بنبرة حالمة:
وحشتينى و وحشتنى المناكفة معاكى.
رمقته بغضب مصطنع:
أنا زى ما أنا... انت اللى بعدت.
اقترب منها أكثر حتى التصق بها و أحاط كتفيها بذراعه مردفا بجدية:
أنا مبعدتش بمزاجى يا زينة... عمى راشد عايز كدا... عايز يبقى فى بينا مسافة و حدود مش من حقنا نتخطاها.. و أنا كل اللى عملته إنى احترمت رغبته و نفذت اللى هو عايزه.
قطبت جبينها باستغراب:
يعنى هو اللى قالك متقربليش؟!
أجابها بنفى قاطع:
لأ طبعا مقالش كدا بطريقة مباشرة.. بس تصرفاته و كلامه بيوحى بكدا، دا غير طبعا الست سعاد اللى مكلفها بافساد اللحظات السعيدة.
قال جملته الأخيرة بسخرية واضحة، ضحكت على إثرها بصخب و أردفت برجاء:
حرام عليك يا يوسف، متجيش عليها كدا، دى ست غلبانة و هى مالهاش ذنب ف حاجة، دى أوامر و بتنفذها.
ابتسم على رقة نبرتها و كلماتها مجيبا بجدية:
عارف الكلام دا كله.. بس أعمل ايه.. غصب عنى بتعصب عليها و بتخرجنى عن شعورى.
هزت رأسها بيأس و لم تجيبه.
سكتا لوهلة، ثم أجلى يوسف حنجرته مردفا بجدية:
احم..خطوبة يحيى الخميس الجاى و اتفقت مع عمى هنروح أنا و انتى بكرة لسهيلة علشان نعرفها و بالمرة نتصالح بقى و نتصافى.
اتسعت ابتسامتها و أطلقت صقفة بيدها تنم عن مدى سعادتها و حماستها قائلة:
بجد يا يوسف... أخيرا
رفع حاجبيه بدهشة، فهو لم يتوقع أن تفرح لهذه الدرجة، فضمها لصدره أكثر فخرا و سعادة بها ثم قال:
ان شاء الله يا حبيبتى..اجهزى بقى علشان هنمشى بعد صلاة الجمعة علطول..اوكى؟!
أجابته بابتسامة واسعة:
حاضر..
رمقها بابتسامة و هو يرفع حاجبيه باستفهام و دون أن يسألها أجابت هى:
يا حبيبى.
أنت تقرأ
تائهة بين جدران قلبه"كاملة"
Romanceألقت بنفسها فى طريقه بمحض إرادتها فى مقابل المال و لكنها وقعت فى حبه دون أن تحسب لذلك حساب ، و كيف ﻻ تحبه و هو أنقى و أطهر من رأت من الرجال ، و لكن من تكون هى لتعشق رجل مثله ؟ فهى مجرد فتاة ليل مجهولة النسب ؟ فهل ستجد السبيل إلى قلبه ؟ أم ستظل تائ...