فى مركز الترجمة...
بينما كانت سهيلة منهمكة فى أعمالها المتأخرة بسبب إجازتها الطويلة، كان مهند يرسل لها النظرات المشتاقة بين الحين و الآخر، لا يصدق أنها أخيرا تجلس بالقرب منه، حيث كانت المكاتب متراصة بجوار بعضها على شكل حرف u و كان مكتبه فى الضلع المقابل لمكتبها تماما.
بالطبع لم تلحظ سهيلة نظراته الملتاعة، و انما لاحظته صديقتها المجاورة لها و التى تدعى رنا، كتمت رنا ابتسامتها بصعوبة و أجزمت أن مهند يميل إلى سهيلة و بشدة.
فى نهاية الدوام كان الجميع على أهبة الإستعداد للمغادرة إلى أن هتف بهم مهند بصوت عال:
بعد إذنكم دقيقة واحدة يا جماعة!!
نظر له الجميع و علامات الاستفهام قد إحتلت وجوههم، فاسترسل بنبرة فرحة مردفا:
إن شاء الله كلكم معزومين على فرح أختى يوم الجمعة الجاية و مش هقبل أى اعتذار من أى حد... إنتم كلكو إخواتى و حضوركم هيشرفنى أكيد.. دى الدعوات موجود فيها عنوان القاعة.. و عقبال كل السناجل يا رب.
ضحك الجميع و بادلوه التهانى و المباركات، بينما سهيلة لم تنبس ببنت شفه و علامات الرفض بادية على وجهها، توقع منها ذلك، فاستغل إنشغال زملائه فى لملمة أغراضهم و اقترب منها يحدثها بحياء:
احم.. آنسة سهيلة من فضلك يا ريت تحضرى الفرح، مش هتخسرى حاجة.. اعتبريه تغيير جو.. خروجة مع أصحابك... كدا يعنى.
طالعته بحيرة و تردد فاقتربت رنا التى سمعت الحوار و وجهت حديثها لمهند مردفة بمرح:
هتيجى طبعا يا مهند و أنا بنفسى هعدى عليها و نيجى سوا ان شاء الله.
رمقتها سهيلة بعتاب و لكنها لم تبالى و استرسلت:
ألف مبروك يا مهند و عقبالك ان شاء الله... كلنا باركناله يا سهيلة مش هتباركيله و لا إيه؟!
رمقتها بلوم ثم طالعته بحرج مردفة بتوتر:
احم... ألف مبروك يا أستاذ مهند.
أجابها بابتسامة ممتنة:
الله يبارك فيكى... عقبالك.
أطرقت رأسها بحرج و ردت بطريقة سريعة:
الله يبارك فيك... و التقطت حقيبتها و فرت من أمامه سريعا و تركته ينظر فى أثرها بابتسامة هائمة، فلحقت بها صديقتها رنا تناديها إلى أن وقفا خارج المركز على مسافة بعيدة منه إلى حد ما، فقالت لها رنا و هى تأخذ أنفاسها المتلاحقة:
إيه يا بنتى واخدة ف وشك و طالعة جرى كدا و جرتينى وراكى.
أجابتها بحدة:
انتى ازاى تقوليله إنى هحضر الفرح يا رنا؟!...
ردت بجدية:
أيوة هتحضرى يا سهيلة... انتى هتفضلى قافلة على نفسك كدا لحد امتى؟!..و بعدين انتى متعرفيش مهند، دا كل بنات المركز اللى مش مرتبطين بيتمنو نظرة منه.
ردت باستنكار:
ليه يعنى؟!.. أهو راجل زى أى راجل و شكله عادى كمان.
جحظت عيناها باستنكار و ضيقت جفنيها مجيبة بغيظ:
شكله عادى!!... انتى يا بنتى مبتشوفيش و لا إيه؟!. أنصحك تروحى تعمليلك نضارة يمكن تعرفى تميزى... و بعدين بعيدا عن الشكل كمان... مهند دا شاب هادى و راسى كدا ف نفسه و أخلاقه عالية جدا.. قمة ف الأدب و الإحترام و الكل بيشهدله بكدا.
كانت تستمع لها بعدم اهتمام، فقالت بلامبالاة:
روحى يا رنا اتجوزيه انتى طالما عاجبك أوى كدا.
أجابتها بابتسامة حالمة:
لا يا حبيبتى...أنا مخطوبة لأحمد حبيبى و كلها كام شهر و نتجوز.
ردت بتهكم:
طاب يا ستى ربنا يهنى سعيد بسعيدة...و طلعينى من دماغك انتى و سى مهند دا.
أجابتها بجدية:
ادى لنفسك فرصة يا سهيلة و خودى الموضوع جد...مهند بيحبك و هو كمان واخد الموضوع جد و مش بيتسلى...فكرى كويس من دلوقتى ليوم الجمعة إن شاء الله....تمام
كانت تستمع لها بحيرة من أمرها و لكن بالأخير أومأت دون رد و استوقفا تاكسى و استقلاه كل إلى منزلها.
أنت تقرأ
تائهة بين جدران قلبه"كاملة"
Romansaألقت بنفسها فى طريقه بمحض إرادتها فى مقابل المال و لكنها وقعت فى حبه دون أن تحسب لذلك حساب ، و كيف ﻻ تحبه و هو أنقى و أطهر من رأت من الرجال ، و لكن من تكون هى لتعشق رجل مثله ؟ فهى مجرد فتاة ليل مجهولة النسب ؟ فهل ستجد السبيل إلى قلبه ؟ أم ستظل تائ...