الفصل الثامن و العشرون

1.5K 196 177
                                    

صباح الخير قرائي الغاليين

اسمتعوا بالفصل 

تمانا :

الرياح العاتية ستأتي على حين غرة ، السعادة ستحلق و كل شيء سوف ينقلب حاله لمجرد نظرة و همسة ،السعادة عقدها قصير الأمد في جميع الأحوال لذا لا يجب أن أكون متفاجئة من انقلابها بهذه الطريقة

أخذنا تشانيول إلى مكتب الجدة و أقفل عليّ لوحدي مع أمي و أبي ، لا يريد للجدة أنستازيا أن تعلم بما يجري فكل شيء سوف يكشف و الجميع يعلم أن علاقتنا بنيت على كذب و خداع ........ الجميع سيقول كاذبة و مخادعة

كانا يجلسان على الأريكة المقابلة لي و أنا أجلس على مقعد أريكة و أضع كفي بين قدميّ ، أبكي ولا أستطيع التحديق بهما حينها أمي همست بتعب رغم قوة صوتها و موقفها

" هل نحن عار بالنسبة لك يا تمانا ؟ "

عندها رفعت رأسي و نفيت بسرعة بينما عينيها كانت مليئة بالدموع التي لا تريد أن تبكيها

" لا يا أمي ..... أنا لا أفكر هكذا "

حينها نطق أبي و كم كان بموقف الضعيف هو الذي كان طوال حياته قويا بكرامته

" و لكن ما فعلته يا تمانا ليس له معنى سوى أنك تخجلين بنا ....... هذا المنزل يا تمانا لن يليق بتواجد أناس مثلنا به "

عندها استقمت لأقترب منهما و أسندت ركبتيّ على أرض و نفيت ، حاولت امساك كف أمي و لكنها أبعدتها بقسوة فلم أجد سوى كف أبي التي تمسكت بها بقوة و من بين دموعي نبست

" أقسم أن الأمر ليس كما يبدو عليه ..... أنا ، أنا "

" أنت ماذا ؟ قولي و اشرحي "

صرخت بها أمي و أنا أغمضت عيني ، لم أجد ما أقوله فهمست

" أنا آسفة ..... "

" لم يكن هناك أحد يريد منك أن تجدي شخصا جيدا و تستقري معه مثلي يا تمانا فلما استثنيتني من هذه الفرحة ؟ لما آلمتي قلبي بهذه الطريقة ؟ "

عندها عدت و أمسكت كفيها بقوة بدون أن أتركهما رغم محاولتها بأن تبعدني عنها

" لقد كنت خائفة .... "

" لا يا تمانا .... أنت لم تكوني خائفة "

قالها أبي ثم استقام و سحبت أمي كفها لتستقيم و هو واصل كلماته

" أنت شعرت بالعار من وجودنا ...... نحن لا نناسب هذه العائلة ، نحن بسطاء و هم أناس ذوي مكانة و مركز كبير جدا ، هم سحبوك للأعلى و نحن جعلناك طوال حياتك بالحضيض .... و لكنه حضيض ذو كرامة يا تمانا ، نحن لم نبع أنفسنا من أجل المال أو المراكز رغم وجود كل المغريات "

خلودٌ / Tamanaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن